على مستوى لبنان الكل شاهد وعرف بأنَّ إسرائيل اعتدت بطائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية، واعتدت بالقصف في سوريا على مبنى استشهد فيه اثنان من أعزائنا المؤمنين المقاومين المجاهدين. اليوم إسرائيل مسؤولة عن هذين العدوانين، ولا نقاش أبداً في ذلك، لاحظت أنَّ البعض كان يحاول أن يناقش هل المسيرات إسرائيلية أم لا؟ هي إسرائيلية ١٠٠%، هل كانت توجَّه من أحد؟ كانت توجّه من إسرائيل ١٠٠%، كل الأدلة التي بحوزتنا تُثبت أن إسرائيل وراء هذا العدوان على الضاحية الجنوبية وعلى أخوينا الشهيدين.
المشهد اللبناني في إدانة العدوان وضرورة الرد هو مشهد مميز لم نشهد مثله قبل ذلك في لبنان، الرئاسات الثلاث موقفها نبيلٌ وشريف، القوى السياسية بالإجمال كانت مؤيدة وداعمة ورافضة للعدوان، أما الحالة الشعبية فهي على درجة عالية من التعاطف من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، ومن البقاع إلى الوسط إلى بيروت إلى كل منطقة في لبنان، في هذه المرة رأينا اهتماماً والتفافاً وصورةً قوية لثلاثيِّ المنعة الجيش والشعب والمقاومة بأبهى التجليات التي يمكن أن تكون على الأرض اللبنانية، وهذا ما يغيظ الأعداء ويزعجهم، نحن نعلم أنَّ هناك اتصالات كثيرة حصلت، لتقول هدئوا الموقف، لكن كانت النتيجة دائماً بأنَّ هذا الثلاثي يقف بالمرصاد وأنه متماسك في مواجهة العدوان، وبالأمس أطلق عناصر وضباط من الجيش اللبناني النار على مسيرة إسرائيلية في الجنوب اللبناني في بلدة العديسة، نرسل التحية لهذا الجيش اللبناني الوطني، الذي يعمل على أن يكون سياجاً يحمي لبنان ويساهم في عزَّة ومنعة أبنائه. اليوم هذا المشهد مشهدٌ كبير، يغيظ الكافرين ويغيظ المعتدين، ويغيظ كل الحاقدين، هذا لم يأت بشكلٍ عابر وعادي، هذا جاء نتيجة تضحيات منذ سنة ١٩٨٢، تراكم دماء الشهداء وعطاء المجاهدين هو الذي ولّد هذه النتيجة، الصمود والثبات هو الذي ولّد هذه النتيجة، الإستعداد للتضحية وما جرى من انتصارين وتحرير كان السبب المباشر في أن يكون لبنان لديه منعة ولديه قوة.
عندما نصل في لبنان أن لا يتكلم أحد عن العلاقة مع إسرائيل او الصداقة مع إسرائيل، حتى ولو كان البعض تهفُّ أنفسهم لعلاقة مع إسرائيل لكن لا يتجرأون عن الإعلان عنها، هذا الأمرٌ عظيمٌ جداً أن يكون هناك إجماع لبناني على تعبير "العدو الإسرائيلي"، وهذا إنجاز من إنجازات تراكم تضحيات المقاومة، إليهم نهدي التحايا، إلى سيد الشهداء، إلى شيخ الشهداء، إلى الشهيدين العزيزين المعطاءين وإلى كل من أعطى وضحى.