حزب الله مهتم بشكل كبير أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية لأنّه مفتاحٌ أساس لكل خطوات الحل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في لبنان. مع انتخاب الرئيس تتشكل الحكومة ومع تشكل الحكومة تُنجز خطة للإنقاذ ومع خطة الإنقاذ نستطيع أن نصل إلى معالجات، وفي لبنان القابلية للعلاج الاقتصادي والاجتماعي موجودة، أي لن ننطلق من الصفر ولكن يوجد مسار لا بد من السير فيه. أثناء السير باتجاه الانتخابات نرى بعض الكتل النيابية تتخبط ولا تعرف ماذا تريد، وهذا التخبط سببه الضعف والوهن وعدم قدرة هذه الكتل أن تصنع ما تشاء، بل رَأيْنا أنَّ رئيس أحد الأحزاب وله كتلة نيابية في المجلس النيابي يوحي بالتقسيم إذا لم يكن الرئيس على الشاكلة التي يريدها، كما رَأيْنا رئيس حزب آخر يروِّج لتعطيل البلد إذا لم يكن الرئيس منسجماً مع خياراته، وهذا إن دلَّ على شيء فإنه يدل على الضعف، لأننا نعرف أنَّ الرئيس يُنتخب في المجلس النيابي، ودائماً كنتم تقولون ننتظر المجلس النيابي الجديد وكنتم تريدون تقريب مدة ولاية المجلس لانتخاب جديد على أمل أن تحصلوا على عدد كبير من النواب، وجرت الانتخابات ولم تحصلوا على أكثرية ولم تحصد المجموعة المتحمسة جداً بأنها يمكن أن تتصدى إلى عتبة الثلث في المجلس النيابي، بدليل أنهم جمعوا كل ما لديهم من كل الأطراف ومن كل النواحي ومن كل المدن والقرى، وكان ما لديهم للرئيس المقترح 37 38 40 أي أقل من الثلث. يجب أن تعترفوا أنَّ هذه هي قدرتكم، ويجب أن تنتقلوا إلى مرحلة أخرى من أجل الاستحقاق الرئاسي. نحن دعونا إلى الحوار من أجل إيجاد نقاط للتلاقي، ولكنهم يصرّون على عدم الحوار بل يصرّون على أن يكون الرئيس معادياً لنا، أنتم لا تستطيعون ذلك حتى ولو رفعتم أصواتكم، الصوت المرتفع ومحاولة الإساءة إلى الآخرين لا يغيِّر من عدد الأصوات في داخل المجلس النيابي الذي يحتاجه الرئيس. لذلك مدوا يدكم للآخرين، نحن نمد يدنا لكم علنا نتوصل إلى نتيجة تكون معقولة بالنسبة إليكم وبالنسبة إلينا، بالتأكيد سنتفاهم على رئيس وطني يساعد على الانقاذ في لبنان.
استجداء التدخل الخارجي لا يمكن أن ينتج رئيساً بل يعقِّد الأمور، وعلى كل حال أغلب من في الخارج منكفئ عن هذا التدخل، لأنَّ أدوات التدخل بالنسبة إليه قاصرة عن أن تؤدي إلى تحقيق ما يريد.
أمام هذا الواقع من المفروض أن نتعاون وأن نتحاور، حزب الله في كل حركته يعمل على بناء الدولة وهناك تجربة لوزراءه ونوابه أثبتت أنهم يقدمون المصلحة الوطنية العامة على الخصوصية، ويفكرون بالإعطاء لمصلحة الوطن، لا كغيرنا من الذين يعتبرون الوطن بقرة حلَّابة لمناصبهم ومراكزهم وخصوصياتهم، هؤلاء لا يمكن أن ينجحوا، الذين يتصرفون بعدائية معنا هم المتضررون لأنَّ البلد يحتاج إلى التعاون والحوار واستثمار الطاقات، وبالتالي جربتم حظكم برفض الحوار وإظهار العداء ماذا كانت النتيجة؟ الفشل. إذاً ندعوكم أن تجربوا حظكم بالحوار والتفاهم علنا نستطيع معا أن ننهض بهذا الوطن وهذا فيه مصلحة للجميع.