مقابلات

المقابلة التي أجراها معه راديو الرياض والتي ستُبث عبره ، وهذا هو النص الموزّع لوسائل الاعلام

سمعنا أن حواراً يُجرى في هذه الأيام بين الأطياف اللبنانية المختلفة، هل هناك تباشير إلى إتفاق إن شاء الله؟

*- سمعنا أن حواراً يُجرى في هذه الأيام بين الأطياف اللبنانية المختلفة، هل هناك تباشير إلى إتفاق إن شاء الله؟

نحن نأمل أن تنتج هذه اللقاءات الجارية حالياً نتيجة مرضية للجميع ، لأنه آن الأوان لأن نتفق في لبنان، وأن لا نبقيه محطة للتأثير الخارجي، وخاصة على المستوى الدولي، وبالتالي الخطوط المطروحة للمعالجة ليست معقدة، هي مسألة حكومة ومحكمة وانتخابات نيابية مبكرة، وهي أمور ثلاثة كدنا أن نصل إلى حافة الحل فيها، لكن يوجد بعض الأطراف الداخلية في لبنان التي لا تستفيد من هذه المعالجة، لكن لو كان هناك شجاعة وأقدمنا جميعاً وخاصة المعارضة وتيار المستقبل لاستطعنا أن نصل إلى الحل، نأمل خيراً ولكن علينا أن ننتظر.

*- هل سمعوا منكم النقاط التي تفضلت وأشرت إليها التي قلت أنهم لن يدخلوا معنا في نقاش حولها؟

نحن لم نذكر لهم نقاط الاعتراض على المحكمة الدولية، لأننا اعتبرنا أن النقاش يجب أن يجري بطريقة قانونية من أجل أن نصل إلى نتيجة صحيحة وسليمة، لا نريد أن نناقش عبر وسائل الإعلام وندخل في المهاترات، قلنا لهم تعالوا نناقش المحكمة في لجنة مشركة ومباشرة عندما نقرها تتحول المحكمة إلى حكومة وحدة وطنية وفي جلسة واحدة وفي أول جلسة توافق حكومة الوحدة الوطنية على المحكمة ثم تحول مباشرة إلى أول جلسة مجلس نيابي وتكون أول نقطة تقر المحكمة الدولية، فإذا لم تصلوا معنا إلى اتفاق في هذا الأمر فلا تشكلوا حكومة وحدة وطنية، أعتقد أن هذا التنازل وهذه الضمانات كافية من أجل أن تسير العجلة، لكن نحن نعتقد أن الضغوطات الأمريكية كبيرة جداً وهم الذين يقفون عائق إضافة إلى بعض القوى الصغيرة غير الفاعلة الموجودة في جماعة السلطة التي لا تستفيد من الاتفاق.

*- هناك فريق 14 آذار وفريق 8 آذار ونحن نسير في شوارع بيروت ونرى فريق 11 آذار الذي لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، هؤلاء يقولون أن حزب الله حقَّق انتصار ومكسب في الحرب يفترض أن يحافظ على هذا المكسب من خلال مثلاً علاقته بالحكومة أو بالمواطن الذي تضرر من الاعتصام، ألا تعتقد أن هذا الاعتصام ومن يلوّح من الأطراف الأخرى غير حزب الله بالعصيان المدني سيؤثر على الاقتصاد اللبناني وبالنهاية كلكم لبنانيون سواءٍ كنتم معارضة أو حكومة؟

عندما حصل الانتصار الكبير في مواجهة العدوان الإسرائيلي كان يفترض أن يكرَّم حزب الله من قبل قوى السلطة، ومن المفروض أن نستثمر هذا الانتصار خاصة أننا نجد التداعيات اليومية تتالى في الواقع الإسرائيلي وفي كل يوم فضيحة جديدة مما يدل أن الخسارة عميقة جداً في الكيان الإسرائيلي، لكن فوجئنا أنهم هنا قوى السلطة يحاولون أن يضيقوا علينا وأن يلتزموا التزامات معينة وأن يمرروا المحكمة بطريقة سياسية من دون نقاشها حتى تكون محكمة جنائية تقاضي المعتدي، ويرفضون المشاركة في تركيبة الحكومة، إذاً نحن نواجه معضلة من الطرف الآخر الذي حاول أن يثير قضايا كان يفترض أن تكون محلولة ومعالجة. أمَّا مسألة الاعتصام فهو تعبير حضاري سلمي طبيعي، نحن لا نقوم بإضرار أحد وإنما ننزل إلى الشارع لنصرخ لنقول أنه يوجد مأزق ويوجد مشكلة في البلد، ومع ذلك هم لا يعترفون بهذه المشكلة، هل يعقل أن تستقيل طائفة بكاملها وهي واحدة من الطوائف الثلاث الكبرى، حيث يقول الدستور اللبناني في مقدمته أن أي حكومة تخالف العيش المشترك بتمثيل كل الطوائف تكون حكومة لا شرعية، مع ذلك هم يحاولون الاستمرار بعقد جلسات حكومة لا شرعية بحسب الدستور ويأخذون قرارات بدل أن يعالجوا المشكلة فيدخلوا عناصر جديدة أو أن يتفاهموا معنا على الحل، إذاً هم الذين أخذوا البلد إلى مأزق، اليوم كل المعالجات تتطلب حكومة ، أي حكومة تستطيع أن تعالج إذا لم تجمع جميع الأطراف، نحن نقول لهم: لماذا لا تقبلوننا شركاء لنحمل مسائل لبنان معاً هم الذين يعترضون، لذا نحن نعتبر أن أي سلبيات اقتصادية أو اجتماعية أو انحدار في المداخيل أو تعطيل مصالح الناس تتحمل مسؤوليتها هذه الحكومة اللاشرعية فضلاً عن قصة يعرفها الجميع أن الدول العربية وعلى رأسها المملكة السعودية قدَّمت مساعدات للمتضررين إلى الآن هذه المساعدات لم تصل إلى أصحابها، هذه كلها من المشاكل التي نحتاج إلى أن نعالجها في حكومة واحدة، إذاً الحكومة الحالية اللاشرعية هي سبب المأزق وليس الاعتصام، الاعتصام تعبير عن تظهير الأزمة من أجل المعالجة.

*- سماحة الشيخ تعلم أن الإسرائيليين لا يقولون كلاماً جزافاً أولمرت صرَّح قبل أيام أن الحرب كانت مبيتة على لبنان قبل قيام حزب الله بقتل وأسر الجنود، الآن وقبل فترة سمعنا أن إسرائيل تريد أن تعيد هيبتها وهيبة جيشها الذي انكسر في هذه الحرب، ألا تتوجسون خيفة من إسرائيل من أن تقوم بين لحظة وأخرى بعملٍ ما قريباً أو بعيداً أو لنقل على المدى القريب لكي تلمع صورتها قبل أن تغادر هذه الحكومة الإسرائيلية؟

نحن الذين نقول دائماً إسرائيل خطر لا زال موجوداً على الرغم من الانكسار الذي حصل، فإنَّ إسرائيل ستفكر دائماً بالاعتداء على لبنان، نعم استبعد أن يحصل الاعتداء قريباً لكن في يوم من الأيام في المستقبل هل يمكن أن يحصل هذا الاعتداء أم لا ؟ هذا دائماً يدخل في دائرة التوقعات، لا نعلم ما هي الخطط الإسرائيلية في المنطقة وكيف يمكن أن تعمل، لذا كنا نقول أيضاً يجب أن تبقى المقاومة على جهوزيتها واستعدادها ، ويجب أن نلتف جميعاً حولها وأن نساعدها وأن ندعمها حتى لا تتجرأ إسرائيل في أن تقوم بعمل عدواني، لأنه لولا المقاومة لوصلت إسرائيل إلى بيروت إلى العاصمة كما حصل سنة 1982، وبالتالي لكنا في وضع مأساوي على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أمَّا اليوم استطعنا أن نشكل ردعاً لإسرائيل ، علينا أن نتابع هذا الأمر وأن نلتفت إلى أننا أمام خطر إسرائيلي ليس على لبنان فقط وإنما على الأمة العربية والإسلامية بأسرها.

*- بالنسبة لسلاح حزب الله ، بين الحين والآخر نسمع نغمة نزع سلاح حزب الله ولا يقولون حزب الله وإنما يقولون المقاومة ولذا يكون أشمل، ما موقفكم من نزع السلاح؟

نزع سلاح المقاومة غير مطروح على المستوى السياسي، وإنما يصدر في فلتات من تصريحات بعض المهجوسين بهذا السلاح، والذين يرغبون تحقيق انتصارات هم ليسوا أهلاً لها، أمَّا القيادات السياسية الأساسية في البلد فهم جميعاً يعتبرون من الموالاة والمعارضة أن مسألة السلاح مسألة داخلية تُناقش لاحقاً بعد أن ننتهي من قضايانا الحارة التي نعيشها ، وبعد أن نؤسس لإستراتيجية دفاعية، وبالتالي ليس هناك موضوع للبحث اسمه سلاح المقاومة في هذه الحالة، هي قضية مؤجلة حتى على مستوى النقاش.

- بالنسبة لكم أو في لبنان؟

لا، في لبنان ، الموضوع مؤجل على قاعدة أن هناك مسائل حارة أكثر نريد ترتيب وضعنا الداخلي في البداية ، أن نتفاهم على المسألة السياسية ، أن نرى كيف نواجه هذا العدو الإسرائيلي الذي يستمر بالعدوان على لبنان، ولمعلوماتكم إلى الآن الخروقات الجوية الإسرائيلية لم تتوقف ، إخواننا في المقاومة أجروا إحصاء فتبيَّن أن يوجد معدل يومي 5 طلعات جوية اختراق للأجواء اللبنانية منذ وقف الأعمال العدائية في 14 آب 2006، ومع ذلك لا نرى مجلس الأمن ولا نرى الآخرين يحملون إسرائيل مسؤولية أو يضعون حداً لاعتداءاتها، إذاً كيف نتصرف أمام هذه الاعتداءات.

*- والقوات الدولية سماحة الشيخ الموجودة في الجنوب ما دورها أمام هذه الخروقات؟

القوات الدولية إلى الآن تسجل الخروقات أو بعض هذه الخروقات وترفعها بتقارير إلى مجلس الأمن، لكن لا يوجد إجراءات عملية لمنع هذه الخروقات، هم يقولون أن مهمتنا تتوقف عند هذا الحد، وبالتالي لا يوجد من يقول لإسرائيل عملياً ممنوع أو أن يواجه إسرائيل، وبالتالي هذا يجعل المقاومة ضرورية ، وتجهيزها واستعدادها ضروري لأننا لا نعلم متى يكون هناك اعتداء إسرائيلي.

*- التقارير التي أشرت إليها التي ترفعها القوات الدولية إلى مجلس الأمن، نعلم أن مجلس الأمن أصدر قرارات كثيرة ضد إسرائيل ولكنها لم تلتزم بها، بما معناه أنها تُرفع إلى فراغ؟

أنا موافق معك، مجلس الأمن يعمل بمعيارين، عندما يكون الأمر مرتبطاً بإسرائيل سواء على الساحة الفلسطينية أو اللبنانية أو السورية أو العربية بشكل العام، فإن القرار يبقى في الأدراج ولا يكون له لا ناظر ولا محرِّك ولا تقارير كل ثلاثة أشهر أو كل فترة من الزمن، بينما عندما يكون القرار لمصلحة إسرائيل أو ضد العرب بشكل عام فنرى أن مجلس الأمن يضع له ناظراً وتقارير متتالية وضغوطات من كل حدبٍ وصوب ومؤاخذات على التفاصيل الصغيرة من أجل خدمة إسرائيل، هذه ازدواجية المعايير هي التي جعلت مجلس الأمن مجلس منحازاً لا يستطيع أن ينجز السلام العالمي كما يجب.

رائيل متمسكة به.

*- كانت هناك قمة سعودية إيرانية جمعت بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الإيراني وخرجت مجموعة توصيات ومنها نبذ الطائفية والمذهبية، أنتم تعلمون أن هناك أطراف تغذي هذه الناحية، كيف يمكن لنا أن نلم الصف ونُبعد هذه المناحرات بين المذاهب؟

استبشرنا خيراً بالقمة السعودية الإيرانية، واعتبرنا أن ما خرجت به من رفض المشاكل المذهبية وإثارة النعرات بين السنة والشيعة وبين المسلمين عموماً وبين جميع المواطنين في هذه المنطقة هو أمرٌ إيجابي جداً، ونحن نعلم أن دعاة الفتنة لا يعيشون إلاَّ على أساسها، وأن هناك مخططات لإثارة ما يُسمى بالهلال الشيعي في الوسط السني من أجل إخافة الشيعة من السنة والسنة من الشيعة في الوقت الذي يتعايش فيه الطرفان بشكل عادي وطبيعي وهناك مواطنون في البلدان لا يميزون بين مذهب وآخر وإنما يرتبطون بمواطنيتهم، وبالتالي هم مسؤولون جميعاً في أن يرفدوا وطنهم بما يساعده على الازدهار ومواجهة الأعداء، علينا أن نتكاتف وأن نحرص دائماً لنكشف دعاة الفتنة ونمنعهم أن يدخلوا بيننا وأن نواجههم بكل أشكال المواجهة لأن لا خيار أمامنا إلاَّ أن نكون متماسكين لأن قضايانا تتطلب منّا أن نكون موحدين فضلاً عن أن ديننا يدعونا إلى الوحدة وإلى التعاون "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون"، وبالتالي هذه مسؤولية شرعية على الجميع.