مقابلات

المقابلة التي أجرتها قناة الـ LBC الفضائية مع نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ، في برنامج "الحدث". بتاريخ 10/9/2005.

سماحة الشيخ ، فلنبدأ بالداخل في لبنان ما يحصل في ملف التحقيقات والتوفيقات الأخيرة، طبعاً لقد"فوجئ" اللبنانيين بالتوفيقات الأخيرة ، وبهذه الزوبعة التي خلقت بعد القرارات لقاضي التحقيق اللبناني بناء على توصية قاضي التحقيق الدولي، كيف تواكبون كحزب هذه التوفيقات الأخيرة وهل تثقون بديتليف ميليس؟

سماحة الشيخ ، فلنبدأ بالداخل في لبنان ما يحصل في ملف التحقيقات والتوفيقات الأخيرة، طبعاً لقد"فوجئ" اللبنانيين بالتوفيقات الأخيرة ، وبهذه الزوبعة التي خلقت بعد القرارات لقاضي التحقيق اللبناني بناء على توصية قاضي التحقيق الدولي، كيف تواكبون كحزب هذه التوفيقات الأخيرة وهل تثقون بديتليف ميليس؟

نعتبر أن الفترة الحالية لتحقيقات ميليس هي فترة أولى تعبر عن التحقيق الذي يمكن أن يصل إلى نتيجة معينة تتعلق بالمتهمين الحاليين ويمكن أن يصل إلى نتيجة أخرى، وبالتالي من الخطأ استباق النتائج وإصدار الأحكام بنفسه ذكر أن هذه الاتهامات هي اتهامات في إطار عمل التحقيق، فيمكن أن تصل إلى نتيجة البراءة ويمكن أن تصل إلى نتيجة الإدانة، وعليه لا نستطيع أن نحلك الآن على النتائج مسبقاً، ولا نستطيع أن نقول بأن الأمور أصبحت واضحة لا زالت غامضة، خاصة إذا ما تابعنا الوسائل الإعلامية المختلفة التي تنشر خبريات وخبريات مضادة مما يجعل الرأي العام في حالة تشويش، وفي كل الأحوال التحقيق عادة تكون فيه جوانب سرية لا يطلع عليها أحد، وهذا حق التحقيق وأمر طبيعي ، على هذا الأساس نحن نفضل أن لا ندخل في عملية الثقة أو لا ثقة، طالما أن الموضوع موضوع قضائي وفي اعتقادنا أن المفروض أن تحصل محاكمة علنية لأن هذا الموضوع حساس جداً أصبح يهم جميع اللبنانيين من دون استثناء ، ومن حقهم أن يعرفوا من ارتكب هذا العمل الكبير والمؤذي باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي عندما تجري المحاكمة العلنية ستكون هناك أدلة وسيكون هناك اثباتات، إذا استطاعت الأدلة والاثباتات أن تدين أحداً فالإدانة بحسب الاثباتات تعتبر جازماً، وإذا لم تكن الادانة قضائية فعندها يفترض أن لا يكون هناك حكم قضائي إلاَّ عندما يكون مستنداً إلى أدلة، على هذا الأساس نحن نفضل في حزب الله أن لا نستبق نتائج التحقيق وأن لا نعطي شهادات حسن سلوك ولا تشكيك مسبق بأحد، يجب أن ننتظر القضاء وأحكام القضاء، وبالتالي يجب أن يتفق الجميع بأن ميليس هو محقق، وليس هو الذي يصدر النتيجة النهائية لا بدَّ أن يكون هناك محكمة، فالمحكمة هي التي تصدر النتيجة النهائية بناء على الاتهام والادعاء ودفاع المدى عليهم وعلى هذا الأساس تتضح الحقيقة، عندها نستطيع أن نقول رأينا بوضوح استناداً إلى هذه الحقيقة، نحن مع النتيجة التي تكون مدعومة بالأدلة.‏

- سماحة الشيخ، هل حصل هناك أي لقاء بين أي عضو من حزب الله وبين ديتليف ميليس؟ وما هي قصة السيارة التي تم الحديث عنها في وسائل الإعلام والتي خرجت من احد أحياء الضاحية الجنوبية؟‏

لم يحصل أي اتصال بين السيد ميليس وأحد في حزب الله، كما لم يحصل أي استدعاء له صلة بحزب الله لا من قريب ولا من بعيد، خلال كل هذه القضية حتى الآن لم يكن لحزب الله دخالة ، أو بالأحرى لم يكن هناك أي طلب منه لسؤاله عن أي شيئ. أما بالنسبة لموضوع السيارة أو لموضوع الشقة التي دوهمت في حي معوض، أو يمكن أن تكون هناك أشياء أخرى في المستقبل فهذه لا لا تعتبر مؤشرات، أنا أستغرب كيف يحاول البعض الترويج والربط بين الضاحية وحزب الله، بحيث أنه إذا كان هناك شيء في الضاحية فهذا يعني أنه حزب الله ، مع العلم أن الضاحية الجنوبية كبيرة وفيها تعداد سكاني يزيد عن 700 ألف، وبالتالي ليسوا جميعاً محسوبين بشكل مباشر على حزب الله ، وبالتالي هناك أشخاص كثر يمكن أن تمر السيارات في الضاحية أو في غير الضاحية.‏

- يعني أنكم لا تدعون سيطرتكم على الضاحية الجنوبية؟‏

نحن لسنا مسيطرين على الضاحية لا كلياً ولا جزئياً، عندنا بعض الأماكن المحدودة التي فيها قيادات لحزب الله ولديهم ترخيص من الدولة اللبنانية باتخاذ بعض الإجراءات الأمنية بعلم واشراف الدوزلة اللبنانية، وبالتالي يستطيع أي شخص أن يتجول في الضاحية ويرى بشكل مباشر كيف تدخل السيارات وكيف تخرج، وكيف يدخل الناس ويخرجون، هناك علاقات تجارية واجتماعية بين الضاحية وبيروت والشرقية والجنوب والبقاع، والتنقل عادي جداً مثل أي منطقة لبنانية أخرى، هذا الحديث هو عبارة عن وهم يحاول البعض أن يزرعه ليعطي فكرة بأن الضاحية مقفلة وفيها بوابات عبور، وهناك من يسمح بالدخول والخروج، وهذا خطأ حقيقي تثبته الأدلة والواقع الحياتي المعيشي للناس يومياً.‏

- لقد تشفينا من الحديث مع جيفري فيلتمان أن هناك تحييد لموضوع حزب الله والقرار 1559 على الأقل في الوقت الحالي حتى تنكشف الحقيقي، ميليس غداً في سوريا مبدئياً، كيف تقرأ الاستراتيجية الأمريكية لحيال تقديم موضوع التحقيق وما يجري وتأخير موضوع تنفيذ القرار 1559؟‏

الاستراتيجية الأمريكية تركز على ضرورة تنفيذ القرار 1559 وهي تستهدف بشكل مركزي نزع سلاح حزب الله، لكن هذه الاستراتيجية واجهت عقبات مختلفة ميدانية لم تستطع الإدارة الأمريكية أن تتجاوزها، وهي حاولت أن تستبق الأحداث وأن ترسم أسقف زمنية لتنفيذ هذه السياسة، فعلى سبيل المثال قبل أن تحصل الانتخابات النيابية توصلت الإدارة الأمريكية إلى استنتاج أن المرحلة لا تسمح بالحديث عن سلاح حزب الله وقرروا أن يكون هذا الأمر بعد الانتخابات النيابية مباشرة، وإذ بهم يفاجئون أن التأييد الشعبي الكبير الذي كان لحزب الله من خلال الانتخابات التي جرت والذي كان بمثابة استفتاء في الواقع، جعل هناك تعقيد إضافي لم يكن في حسبان الإدارة الأمريكية، كانوا يتوقعون أن الإصرار على الانتخابات في وقتها سيفوت فرصة على حزب الله ويكون تأييده أقل، خاصة أن الحزب كان من أصحاب فكرة تأجيل الانتخابات لفترة من الزمن على أساس أن ينضج هناك قانون انتخابات ملائم، لكن وأما قد تقررت الانتخابات فظن الأمريكيون أن هذا أمر مصيب لحزب الله ومخالفة حزب الله في هذا الأمر هو انجاز بالنسبة للأمريكيين، لكن النتيجة كانت مخالفة، ثم بعد ذلك حاول الأمريكيون من خلال البيان الحكومي أن يذكروا القرار 1559 من خلال زيارة رايس ، ثم فوجأت رايس في لبنان بالتقارير الكثيرة التي بين أيديها أن هذا الأمر معقد جداً ، وحزب الله هو جزء من النسيج اللبناني ، والمقاومة ليست فئة مقابل فئة ن المقاومة جزء من الرصيد الشعبي وجزء من القناعة الوطنية، وبالتالي هو لا يتعاملون مع جهة أو طائفة أو مجموعة هم يتعاملون مع بلد رأى بأم عينه كيف تحرر هذا البلد بسبب هذه المقاومة، وكيف لم تدخل المقاومة في الحسابات الداخلية وفي النسيج الداخلي، على هذا الأساس أيضاً حصل تأجيل إضافي، ثم بعد ذلك من خلال مشاورتهم ونحن نعلم أنها حصلت مشاورات وضغوطات مع أطراف سياسية مختلفة في الحديث عن القرار 1559 فسمعوا أجوبة واضحة من المسؤولين اللبنانيين في مواقع سياسية مختلفة بأن طريقتهم في الضغط لن تنفع لأن الواقع اللبناني لا يسمح بهذا الشكل بل سيشكل الأمريكيون استفزازاً إضافياً لحزب الله وسيجعل التصدي للمشروع الأمريكي تصدي فيه الكثير من الحدة نظراً للاعتقاد بأن هناك مؤامرة من الأمريكيين على الحزب، فالأفضل أن يذهب الأمريكيون جانباً كي يرى اللبنانيون كيف يديرون ساحتهم من دون ضغوطات ومن دون وصاية. لذا أنا لا أستغرب أن يتكلم السفير فيلتمان ويقول أن الأولوية الآن للتحقيق، هذا ليس كرم أخلاق منه ، وإنما هو خضوع للنتائج الواقعية الموجودة في لبنان هو أن عرض مثل هذا لأمر والضغط في اتجاه سلاح حزب الله سيزيد من التشنج اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية ولن ينفع في إيجاد أي خطوة أو أي ثغرة على المستوى الداخلي، لأن الجميع في الداخل لا يعطون هذه المسألة الأولوية عندهم أولويات أخرى، والأمريكيون مضطرون أن لا يعملوا وصايتهم بقوة كبيرة ، لأن الواقع لا يتحمل هذا النوع من الضغط.‏

أمَّا بالنسبة لما سيجري في دمشق فهذا تابع لتحقيقات السيد ميليس، ولا أعلم من سيقابل وما هي الاستنتاجات التي سيتوصل إليها وما هي المعلومات التي لديه، هذه أمور تفصيلية لا بدَّ أن تبرز بعد التحقيق وعندها نستطيع أن نعرف ما الذي فعله في دمشق وما الذي استنتجه في آنٍ معاً.‏

- هل تشعرون أن النظام السوري مهدد الآن وهو في خطر أكثر من أي وقت مضى؟‏

النظام السوري في حالة صراع مع أجندة الولايات المتحدة الأمريكية، أمريكا تضغط على النظام السوري منذ حرب العراق وما بعدها ، وبالتالي لها مطالب كثيرة أذكر أن باول وزير الخارجية السابق قد لخص بعشرة مطالب يومها وأُعلنت أمام الرأي العام، بعضها يتعلق بالعراق وبعضها يتعلق بفلسطين وبعضها بلبنان وبعضها بسوريا، فمطالب أمريكا من سوريا في أربع اتجاهات تقريباً، داخلية سوريا وللبلدان الثلاثة فلسطين لبنان العراق، وهذا الخلاف في وجهة النظر بين سوريا وأمريكا لم يجد حلاً حتى الآن، وقد قام السوريون بمجموعة من الإجراءات لكن يبدو أن الأمريكيين يريدون أكثر من هذا، أنا لا أعتقد أن النظام السوري مهدد في هذه المرحلة، نعم هناك ضغوطات كبيرة على النظام السوري ، لأن الأمريكيين يعرفون تماماً أن هذه الضغوطات إذا بقيت في الإطار السياسي فالنظام السوري يستطيع أن يصمد بشكل طبيعي، وإذا تغيرت إلى الإطار العسكري فهذا يعني أن الأمريكيين سيزداد تورطهم في المنطقة وهم لم يتخلصوا بعد من ورطتهم في العراق التي تكلفهم كثيراً، ولا يوجد مقدمات تدل أن الأمر سيكون في الاتجاه الأمريكي تماماً، لذلك أنا لا أعتقد أن النظام السوري مهدد الآن، لكن أعتقد أن النظام السوري يواجه ضغوطات كثيرة من الإدارة الأمريكية.‏

- تحدثت عن إطار سياسي وإطار عسكري ماذا عن الإطار القضائي مثلاً؟‏

بالنسبة لتحقيقات ميليس لا أستطيع أن معرفة معطياتها ونتائجها، وبالتالي لا يمكن رسم صورة افتراضية لأمر قد لا يحصل، عادة في مثل هذه الأمور يُفضل أن ننتظر النتائج ، وفي كل الأحوال لن توفر الولايات المتحدة أي وسيلة من وسائل الضغط، وبالتالي إذا اعتقدت أن ميليس سيصل إلى نتيجة تؤدي للضغط على سوريا ستستخدم هذه الوسيلة، إذاً الأمور مرتبطة بوسائل الضغط وليست مرتبطة بالتحقيق ونتائج التحقيق، لأنه ليس هو المسار الذي تعتمده أمريكا من أجل الضغط على سوريا، فهي تعتمد مسارات عدة للضغط على سوريا.‏

- سماحة الشيخ، إذا أردنا أن نعود إلى موضوع سلاح حزب الله والقراءة التي قرأتها بالنسبة للاستراتيجية الأمريكية الجديدة وتأجيل هذا الموضوع أو هذا الاستحقاق لما بعد معرفة الحقيقة، هناك ملاحظة أيضاً لاحظها السفير الأمريكي في المقابلة التي بثيناها منذ قليل أن وجود سلاح مع الحزب على طاولة مستديرة مع الأفرقاء اللبنانيين يعني أن هناك عدم توازن في الديمقراطية، وهذا ما أشار إليه بيان مجلس المطارنة الموارنة منذ أيام، في هذا الإطار ألا ترون أنه بوجود السلاح معكم ليس هناك توازن فعلاً مع الأفرقاء اللبنانيين؟‏

السلاح له وجهتان في أي بلد، إما أن تكون له وجهة الميليشيا وإما أن تكون له وجهة المقاومة، سلاح حزب الله هو سلاح مقاومة ، يعني هو ليس سلاح ميليشيا، بمعنى أن هذا السلاح لم يستخدم بالداخل وليس للاستخدام الداخلين وبالتالي عندما نتحدث عن أفرقاء يجلسون على طاولة واحدة، لو كان هذا السلاح للميليشيا بيد فريق من الأفرقاء الذين يجلسون على الطاولة الواحدة لكان القول صحيحاً لأن هذا الفريق يستخدم سلاحه في تغليب موقعه وموقفه على الآخرين، ولكن لو راقبنا كل حركتنا السياسية منذ نشأتنا حتى الآن مع كل التطورات التي حصلت، أعطونا دليل واحد على المستوى السياسي الداخلي كان لسلاح حزب الله الأثر في إعطاء نتيجة سياسية معينة، دخلنا إلى الانتخابات بقدرتنا الشعبية ولم يكن للسلاح دخلاً في الموضوع، دخلنا إلى الحكومة من ضمن موقع سياسي مؤثر ولم يكن للسلاح دخل، نعارض وعارضنا سابقاً، والآن ونجن جزء من تركيبة الحكومة ن وأثناء معارضتنا وعلى الرغم من كل الآلام التي كنا نعاني منها بعدم التوظيف وبعدم التعاون مع الحكومات المتعاقبة التي كانت سابقة ولم يبرز السلاح في أي موقع من المواقع، بل أكثر من هذا قمنا بتظاهرة اعتراضاً على اتفاق أوسلو تصدى لنا الجيش اللبناني بقرار سياسي ولم نستخدم السلاح رداً على هذا التصدي لنبقي تظاهرتنا سلمية على مستوى التعبير الداخلي، حصلت معنا مشكلة كبيرة عند مسألة الفانات حي السلم وقتل أشخاص، مع ذلك كنا نعمل للتعاون مع كل الأجهزة ومع كل القوى السياسية في البلد ومع الدولة من أجل تهدئة الأوضاع وتحملنا المرارة الكبيرة. إذاً من يراقب كل حركتنا السياسية لا يجد أن سلاحنا موجوداً لا في لقاء الأحزاب ولا في العلاقة مع الأطراف ولا في التحالف مع تيار المستقبل وتيار الأستاذ وليد جنبلاط ولا في الانتخابات النيابية ولا في أي موقع من المواقع، إذاً عندما نجلس على طاولة للحوار أو لإدارة البلد في المجلس النيابي أو في المواقع المختلفة نجلس كأشخاص نمثل حزباً له قوة شعبية واضحة وبارزة للجميع ولا محل للسلاح أبداً في هذا النقاش الداخلي على الإطلاق، السلاح هو فقط للمقاومة، وعندما يكون سلاح مقاومة يعني هو سلاح لخدمة جميع اللبنانيين.‏

- اسمح لي سماحة الشيخ، في ظل الوضع الإقليمي المقلق المنطقة والجو المشحون وفي ظل الحديث عن شحن طائفي ومذهبي حتى نراه في العراق يومياً كما تلاحظ، ألا تتفهمون من موقعكم أن باقي الشرائح اللبنانية تشعر بالقلق من وجود سلاح معكم؟‏

أنا أعتبر هذا القلق غير مبرر ، لأن هذا السلاح لم يستخدم خلال كل الفترة الماضية إلاَّ في مقاومة الاحتلال، ونحن نكرر يومياً أنه لن يكون إلا َّ كذلك، وأنا أقول أكثر، لن أتحدث الآن بلغة المطمئن والواثق، سأتحدث باللغة الواقعية الميدانية لو استخدم هذا السلاح في أي موقعة داخلية لسقط هذا السلاح ولم يعد له إمكانية للاستمرار، يعني لا إمكانية لأحد في هذا البلد أن يكون عنده سلاح ميليشيا ويبقى كل الناس سيقفون ضده، فنحن نعلم تماماً أن هذا الأمر غير قابل للاستعمال، فإذاً المخاوف ليس لها محل، ثم فليقل لي أولئك الخائفون: مما خائفون؟ يخافون من الخلل في التوازن، لكن لم يحصل خلل في التوازن خلال كل الفترة الماضية، من استخدام هذا السلاح لتغليب فريق على فريق ؟ في كل مرة كنا نأخذ حصتنا وأقل من حصتنا السياسية ولم يكن للسلاح أي تأثير في زيادة أو في إعطائنا شيء إضافي، كل الأطراف اليوم لا يخافون من سلاحنا، بمعنى أننا ى نخيف أحداً، ولا نشكل عبئ لأحد، هذا السلاح لمقاومة الاحتلال ، أنا الذي أسأل: لو افترضنا أن هذا السلاح ارتفع من التداول كسلاح مقاومة، ما الذي سيحصل؟ الذي سيحصل أن لبنان سيضعِّف من قوته مجاناً في مقابل إسرائيل، إذا أثبتت التجربة أن هذا السلاح هو الذي حرر جنوب لبنان بالتعاون مع الجيش اللبناني والشعب اللبناني وقواه المختلفة، فكيف نفرط بقوة موجودة بين أيدينا طالما أنها مستخدمة في إطار منظم بالعلاقة مع سياسة الدولة ، وهو دعم ورديف للجيش اللبناني وبالتالي ليس هناك سلاح يعمل باتجاه معاكس أو في محل آخر، نحن منسجمون مع الخط العام.‏

- كيف تقرأ في هذا الإطار بيان مجلس المطارنة الموارنة، وما هو السبب فيما قيل في هذا الإطار؟‏

أنا لا أحب أن أدخل في سجال مع بيانات وآراء أنا أناقش الفكرة فقط، الفكرة غير موضوعية لأنها تتحدث عن قاعدة، بأنه لا يحق لجهة أن يكون معها سلاح وأن تكون جزء من تركيبة الدولة، هذه القاعدة صحيحة لو كانت هذه الجهة ميليشيا، أمَّا عندما تكون هذه الجهة مقاومة، فالمقاومة ليست لفئة أو لجهة، قلنا هذا ومارسنا هذا، وأثبتت التجارب أن المقاومة عندما انتصرت انتصر لبنان وأن هذه القوة الموجودة تخيف إسرائيل من أن تعتدي على لبنان لا أن تعتدي على الشيعة أو تعتدي على جهة.‏

- سماحة الشيخ، الآخرون يجادلون بأن الجيش الإسرائيلي انسحب وانتصر لبنان وانتصرت المقاومة ومزارع شبعا مسألة يمكن أن تحل أو مسألة شبه منتهية، حتى هناك من يقول بأنها ليست لبنانية إنما سوريا، كيف تردون على هذا، هل سيبقى السلاح موجود أمام هذه المعطيات؟ وهل ستسعملونه في المدى المنظور في هذا الجو الضاغط؟‏

التنظر سهل وإعطاء المواعظ من أسهل مما يكون، ووضع القواعد يمكن لكل شخص أن يضع قاعدة كما يعجبه، لكن الواقع العملي هو غير ذلك تماماً، سمعنا كثيراً في السابق بنغمة تحرير لبنان بالقرار 425 سياسياً ، وعملت كل أجهزة الدولة وكل القوى السياسية من أجل أن تحقق الـ 425، بقي هذا القرار 22 سنة في جوارير الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولم ينفذ ولم تخرج إسرائيل، إسرائيل خرجت طرداً من لبنان، خرجت بسبب المقاومة، هذا يعني أن لبنان الضعيف سيكون عرضة للخطر الإسرائيلي الدائم، ثم بعد ذلك خرجت إسرائيل وبقيت مزارع شبعان بالنسبة لنا مزارع شبعا لبنانية، وهنا ألفت النظر لأمر مهم ربما لم يلتفت إليه الكثيرون، مجلس الأمن الذي يحاول أن يفرض وصايته بالقوة ويحاول أن يعطي إسرائيل ما ترغب، وأن يعطيها صق براءة بأنها نفذت القرار 425 ، لم يتجرأ أن يقول بأن الانسحاب الإسرائيلي قد حصل كانسحاب من الحدود اللبنانية إلى حدود فلسطين، وإنما قال الانسحاب الإسرائيلي حصل بناءً على الخط الأزرق، لأن الخط الأزرق عنوان ملتبس لحدود غير مقررة بشكل نهائية بنظر مجلس الأمن، هذا يعني أن مجلس الأمن لا يستطيع أن يصادر حق لبنان في أن هذه المزارع لبنانية، ثم إذا كانت المشكلة بين لبنان وسوريا ، ما علاقة مجلس الأمن بهذا الأمر! يفترض أن تكون المسألة تحل بين لبنان وسوريا، علماً بأن لبنان يقول بأنها لبنانية وسوريا تقول بأنها لبنانية، إذاً لماذا نتوقف عند هذا الأمر، على هذا الأساس نحن نعتبر أن المزارع لبنانية ، ونتعاطى معها على هذا الأساس، مسألة الوثائق وغير ذلك لا تعنينا من قريب ولا من بعيد، عندنا ما يقنعنا بناء على القرار الدولة اللبنانية ونحن سنتابع على هذا الأساس. يبقى مسألة تحرير مزارع شبعا، تحرير مزارع شبعا تكون بالسياسة ، لبنان كله لم يتحرر بالسياسة كيف تتحرر مزارع شبعا بالسياسة! ثم إذا أراد البعض أن يحررها بالسياسة ما هي الضمانة وما هو الثمن الذي سيدفعه لبنان؟ نحن نعلم أن إسرائيل في اتفاق 17 أيار اشترطت نوعية السلاح وعدد الجنود على مساحة تصل إلى الأولي من أجل أن تضمن إمكانية حركتها الطبيعية إلى جنوب لبنان عندما تريد أن تدخل من دون عوائق، إذاً أي اتفاق سياسي سيحصل على هذا الأساس، نحن نعتبر أن مزارع شبعا حق لبنان وعلى إسرائيل أن تخرج من دون قيد أو شرط، ربما ستسأليني ، لو خرجت إسرائيل هل ستبقون على سلاحكم؟ نقول: لأن الخطر الإسرائيلي هو خطرٌ يهددنا، الخطر الإسرائيلي يتمثل بالطيران الذي يخرق الأجواء اللبنانية، وأتمنى لو يقرأ البعض التقارير الصحافية وليس التقارير الاستخبارية التي تقول: بأن قسم من الطلعات الجوية هي عبارة عن تصوير لأماكن مختلفة وتدريب للطيارين على غارات يمكن أن يقوموا بها في وقت من الأوقات في لبنان، إذاً هم يهيئون كل العدة اللازمة لأجل القيام بعمليات.‏

- ألا تعتقد أن الدولة تستطيع أن تدافع عن لبنان والجيش اللبناني يستطيع أن يلعب هذا الدور؟‏

الجيش اللبناني قوة موجودة على الساحة بُنيت خلال الفترة الماضية وقامت بدور مهم جداً، لكن نحن بحاجة إلى أن يكون هناك تجميع لهذه القوى، يعني قوة الجيش اللبناني مع قوة المقاومة مع قوة الالتفاف الشعبي تشكل ضمانات مساعدة ليستطيع لبنان أن يواجه الأخطار.‏

- حُكيَ عن انضمام حزب الله إلى الجيش اللبناني في فترة من الفترات، هل يمكن أن توافقوا على ذلك؟‏

هذا الأمر لم يُناقَش وليس مطروحاً، المهم أننا في مرحلة لا نبحث فيها عن حلول لوضع حزب الله ، نحن في مرحلة نبحث فيها عن حلول لمواجهة الخطر الإسرائيلي، وفي تحرير مزارع شبعا، وبالتالي نحن أمام قوة موجودة بتصرف الدولة اللبنانية وبتصرف الجيش اللبناني، وبتصرف اللبنانيين، لماذا نخلي قوتنا ونحن نعلم أن إسرائيل هي التي طالبت بالقرار 1559 وأكدت أنها كانت وراءه من خلال وزير خارجيتها شالوم، وأن أمريكا تتحدث عنه ليل نهار، لكن لا نسمع حديثاً عن القرار 194 و242 ولا 338 ولا كل القرارات الدولية التي هي بحق إسرائيل. ثم الآن نحن أمام تطور خطير جداً في فلسطين المحتلة قرر الإسرائيليون أن يفتحوا بوابات عبور على الضفة الغربية، يعني أنهم بدأوا يرسمون الحدود الفلسطينية التي هي نفس أراضي الـ 67 وهذه مصيبة كبرى ستولّد أزمة اللاجئين الفلسطينيين، وأزمة المشاكل القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، مما ينعكس على المنطقة بأسرها بشكل طبيعي، ما الذي نفعله بوجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يُفترض أن يعودوا إلى أرضهم لا أن يبقوا في لبنان. لولا وجود هذه القوة التي تعتبر قوة دفاع، والتي تعتبر قوة احتياط أعتقد أن لبنان سيكون مكشوفاً تماماً وعندها تستطيع إسرائيل أن تفرض على لبنان ليس توطين من هم فيه بل توطين أضعافٍ مضاعفة واتخاذ القرارات السياسية التي تريدها، أما إذا قلنا بأننا نلجأ إلى مجلس الأمن فقد رأينا أن مجلس الأمن لا قوة له، مجلس الأمن هو القرار الأمريكي بواجهة دولية، هُمِّش مجلس الأمن عندما قررت أمريكا أن تغزو العراق، من الذي غيّر في المعادلة ، رغم وقوف فرنسا والدول الكبرى ، إذاً أمريكا اليوم لا يربطها شيء، هي تدخل إلى مجلس الأمن عندما يخدمها وتخرج منه عندما لا يخدمها، إذا لم نكن أقوياء سيستباح لبنان . هذه هي فلسفتنا وهذه هي رؤيتنا.‏

- سماحة الشيخ، فلنتكلم عن الرئيس لحود، هناك مطالبات كثيرة بالاستقالة وانتقادات لادائه خصوصاً بعد التوقيفات الأخيرة ، النائب وليد جنبلاط بعد لقائه الأمين العام للحزب تراجع بعض الشيء وتغيّرت لهجته في هذا الإطار، كيف تقرأون المرحلة المقبلة، وما هو موقفكم من بقاء الرئيس لحود في سدة الرئاسة؟‏

نحن نتعامل مع قضية الرئيس لحود على أنه شخص منتخب جاء من خلال عملية ديمقراطية من داخل المجلس النيابي، الذي مدد واختار من خلال النواب الذين كانوا وفق الأصول المعروفة.‏

- لم يكن هناك ضغوط في هذا الإطار؟‏

نحن نتعامل مع واقعة، هذه الواقعة الموجودة تدل أن الانتخاب حصل، وإلاَّ كل شيء يمكن أن نقول عنه أن هذا ضمن ضغوط وهذا من غير ضغوط، نحن نعلم دائماً انه عندما ينجح الشخص يكون مسروراً وعندما يفشل يقول هناك ترتيب معين، حصل تزوير ضغوطات من الأجهزة الأمنية تعليمات، الخ...، هذه كلها من الترجومة الطبيعية، وأنا الآن لست في وارد إذا كان هناك ضغوطات أم لا، البحث هو أن توجد عملية دستورية حصلت وأوصلت رئيس الجمهورية إلى سدة الحكم، في اعتقادنا أن الأمور يفترض أن تسير بشكل طبيعي إلى أن تنتهي هذه الولاية، هذا أمر ما لم يكن هناك أمور استثنائية ، أو أمور تتهم رئيس الجهورية بما قال الدستور بأنه يصبح مداناً من خلالها، على هذا الأساس لا نجد أن الحركة السياسية التي تطالب باستقالة الرئيس يمكن أن ندخل بها، فهذا ليس موقفنا فقط، بل موقف العماد عون موقف البطرك صفير، موقف حركة أمل، موقف مجموعة من الأطراف الموجودة على الساحة، وعندما حصلت زيارة الأستاذ وليد جنبلاط إلى سماحة الأمين العام كان هنا نقاش موضوعيّ لهذا الأمر، والأستاذ وليد عندما عبَّر عن موقفه إنما أخذ بعين الاعتبار مجموع الأفرقاء على الساحة وعدم قابلية هذا الأمر في المرحلة الحالية لأن يكون مطروحاً بهذه الصيغة، إذاً الموضوع من وجهة نظرنا له علاقة بخلافات سياسية حادة، وفي رأينا أنه يمكن أن يحصل اختلافات سياسية ولكن هذا الطريق غير مناسب.‏

- لكن هناك من يقول أن هذا الفريق الموجود في السجون هو فريق عمل الرئيس اميل لحود، وإذا أردنا أن ننتظر المدة الزمنية التي يمكن تجري من خلالها المحاكمة والقرار، يعني هناك بلد يتآكل وهناك اختلافات سياسية، هل برأيكم من الصحيّ أن يكون هناك هذا الوضع وحوله علامات استفهام؟‏

ألم تتشكل حكومة برئاسة رئيس الحكومة بموافقة من رئيس الجمهورية، ألم تعقد هذه الحكومة اجتماعات تارة في السرايا وأخرى في القصر الجمهوري بناءً على اتفاق بين الرئيسين، هناك إمكانية لمتابعة الملفات الموجودة في البلد، وهناك آلية تُعتمد في مجلس الوزراء، وهناك قانون يحكم هذه العلاقة، وبالتالي يمكن أن تسير أمور البلد وفق الضوابط القانونية، كما ذكر رئيس الوزراء السنيورة مرات ومرات أنه تحكمنا علاقة القوانين، فليتابعوا علاقة القوانين، هذه هي طريقة الاختيارات في لبنان ، هناك طريقة لاختيار رئيس الجمهورية ، وطريقة لاختيار رئيس مجلس الوزراء، وطريقة لاختيار رئيس مجلس النواب، وبالتالي إما أن يكون هذا القانون مقبولاً ، وإما أنه يحتاج إلى تعديل، فلنناقش تعديل القوانين لنأتي بنتائج مختلفة، إذا افترضنا أنه يمكن أن تأتي النتائج مختلفة، لكن مع رعاية القوانين فالقوانين تسري على كل شيء، أما المعتقلين الآن فهم في دائرة الاتهام فلننتظر النتيجة، هل النتيجة ستدين رئيس الجمهورية أم لا ، على ضوء النتيجة يمكن اتخاذ القرار الذي ينسجم معه .‏

- هل سماحتك مع الرأي القائل: المسيحيون في لبنان يريدون اختيار رئيس الجمهورية، لأنهم يرون أنه من حقهم أن يفعلوا ذلك أسوة بباقي الطوائف اللبنانية التي تختار المسؤولين، ولأن النظام طائفي للأسف، هل توافقون على هذا الرأي؟‏

في اعتقادي لم تحصل اختيارات طائفية في لبنان بمعزل عن قوى سياسية وحضور فعال، يعني عندما يكون هناك قوى سياسية مؤثرة ستتمكن من لعب دور أساسي في طريقة اختيار الرؤساء، وهذه القوى السياسية تارة تكون لها قدرة تمثيلية في الطائفة وأخرى لا يكون لها قدرة سياسية في الطائفة، على هذا الأساس نحن نعتبر أن الاتجاه الطائفي في الاختيار هو أمر خاطئ ، وأن الاختيار الوطني هو الذي يجب أن يكون قائماً، أمَّا أن تكون القوى السياسية في الطائفة مؤثرة إلى درجة أنها تستطيع أن تقدم شخصاً يكون مقبولاً من الآخرين هذا أمرٌ لا مانع منه.‏

- هل هذا الواقع موجود؟‏

إلى الآن لا أعلم هل سيكون موجوداً عند اختيار رئيس الجمهورية القادم أم لا .‏

- هل له علاقة بالحسابات الرقمية التي تحدث عنها سماحة الأمين العام حول موضوع الأكثرية والأقلية والرقم الذي أعطاه عن عدد المسيحيين في لبنان، وهل لهم حق في أن يختاروا؟‏

الأمر ليس مرتبطاً بالعدد السكاني ، فالأمر مرتبط بالعدد النيابي والعدد النيابي متساوي بين المسيحيين والمسلمين بحسب الطائف، وبالتالي هناك اختيارات تكون عبر مجلس النواب، رئيس الجمهورية لا يختاره الشعب حتى تؤثر أكثرية أو أقلية، رئيس الجمهورية يختاره مجلس النواب الذي يتساوى فيه المسلمون والمسيحيون، وبالتالي لا أعتقد يوجد أي تأثير لأي حسابات لها علاقة بالأرقام البشرية نظراً لأن الاختيار من المجلس النيابي.‏

- سماحة الشيخ، ذكرت خلال المقابلة أنكم تحاربون أو تواجهون الخطر الإسرائيلي على لبنان، والخطر لم يعد الآن إسرائيلياً بل هناك أخطار تأتي من كل حدبٍ وصوب، إذا أردنا أن نتحدث عن تنامي النفوذ الأمريكي في لبنان ، حتى المجتمع الدولي يريد تنفيذ القرار 1559، هل حزب الله يمر الآن بأخطر فترة منذ إنشائه برأيك؟‏

لأكن دقيقاً ، الحزب يمر في مواجهة من المواجهات الصعبة ولكن لا يمر بأخطر مرحلة، مرَّت علينا فترات أخطر بكثير خاصة في عدوان 93 وعدوان 96، حيث كان مصير الحزب معرض للبقاء أو عدمه، وبالتالي نحن نعتبر أن هذه الفترة صعبة لكنها ليست الأخطر، وبالتالي الضغوطات الأمريكية ستستمر ولن تتوقف لأن أمريكا تعمل وفق مشروع دعم إسرائيل وتوفير كل المناخ الآمن في محيط وجودها، وبالتالي لن تتوقف عن الضغوطات يومياً ، ما علينا أن نقوم به هو أن نحذر اللبنانيين وأن نؤكد لهم بأن التدخل الأمريكي لن يكون لمصلحتهم، وأن استمرار الضغوطات الأمريكية والشروط الأمريكية ستضر بالبلد، ما دخلت أمريكا على بلد إلاَّ وخربته، دخلت إلى العراق بعنوان تحريره فأوصلته الآن إلى قتلى وشهداء يصلون إلى المئات في كل يوم، وقد سمعنا التصريحات غير المشرقة للرئيس بوش عندما أكد منذ أيام أن بقاءه في العراق مرتبط بالمحافظة على امتدادات النفط لأنه يعتبر أنها أساسية لمصلحة الأمريكيين، فهو يتعامل مع البشر كسلعة اقتصادية لأمريكا ولا يتعامل كحقوق، نغمة الحقوق هذه نغمة قديمة، وعندما تقول أمريكا أنها تهتم للبنان هذا آخر شيء يمكن أن نصدقه لأن أمريكا لها مصالح في لبنان تريد أن تحققها، وإلاَّ ماذا تخدم أمريكا لبنان؟ تعطيه مساعدات 30 مليون دولار (هذا المبلغ مصروف ابن بوش)، وبالتالي هذا لا قيمة له ، فهذه ليست مساعدات ، بل هذه محاولة استدراج للبنان وبالتالي على لبنان أن يكون حذراً وأن يعمل ما يراه مناسباً حسب اختيارات ابنائه، لا أن يكون تحت الوصاية الأمريكية.‏

- إذا استدعيتم إلى لجنة التحقيق هل تتجاوبون؟‏

إذا كان هناك مطلب معين يساعد في التحقيق فهذا وفق الآلية المعتمدة للتحقيق وليس عندنا أي مشكلة، لكن نحن خارج هذه الدائرة تماماً كما علمنا وكما نعلم عن أنفسنا.‏