البعض يحتج ويعتبر أن النظر عبر التلفاز لامرأة تثير الشهوة أو ما شابه لا أشكال فيه لأنه على غير تماس مباشر ؟
فلنسأل هؤلاء ، عندما تنظرون عبر التلفاز الى امرأة تتصرف بطريقة مثيرة للشهوة ، هل يا ترى ينعكس هذا الأمر في إثارة الشهوة أم لا ؟ نحن نعلم أنه سواء أكانت الرؤية مباشرة أو عبر التلفاز بغير المباشرة أو عبر الصورة ، فإن التأثير يحصل ، ولكن تختلف مراتب التأثير بين الجمود والحيوية ، أو بين المشهد المباشر والمشهد المخفف لكن التأثير يحصل ، كل فقهائنا يقولون بأنه محرم .
هنا لفت نظري مسألة سألها عدد من الأخوة لكثير من المراجع وهي من الأسئلة الخاصة عادة ،حيث يعتقد الزوجان أنهما إذا تزوجا أصبح النظر إلى المحرمات بالنسبة إليهما وبسبب علاقتهما الزوجية أمراً عادياً وطبيعياً، فتراهما يحضران الأفلام الإباحية تحت عنوان أنه لو أثرت فيهما فلا مشكلة لأنهما زوجان، ولن يدفعهما الأمر لارتكاب محرم آخر .هذا الاستنتاج غير صحيح ، إذ النظر نفسه محرم، وهذا الإنسان يرتكب محرماً بهذه النظرة المحرمة ، بعد ذلك يمكن أن تؤدي إلى نتائج أخرى محرمة و مباشرة كما يمكن أن لا تؤدي إليها. فالرؤية للمشاهد التي لا يجوز رؤيتها محرمة ، وآثارها على داخل الإنسان موجودة ولو لم تنعكس خارجياً ومباشرة .ولو افترضنا وجود عدد قليل من الناس لا يتأثرون بمثل هذه المشاهد، وهو أمر مستبعد، فالتشريع يأخذ بعين الاعتبار الشريحة العامة من الناس ، وكما ورد في أجوبة الاستفتاءات:" نظراً إلى أن مشاهدة هذه الصورة الخلاعية المثيرة للشهوة لا تنفك غالباً عن النظر بشهوة ، لذلك تكون مقدمة لارتكاب الذنب فهي حرام "(2).