في هذه الأثناء، اغتالت إسرائيل القائد الجهادي الكبير في حزب الله الشهيد عماد مغنية (الحاج رضوان) في سوريا في 12 شباط 2008، بواسطة سيارة مفخخة عندما كان خارجاً من أحد المباني, وهو يهم بالوصول إلى سيارته، وهي تعلم دور هذا القائد الكبير في تحرير أيار 2005, وانتصار تموز 2006، فهو قائد الانتصارين, وله الدور الاساس في بناء القدرة العسكرية لحزب الله وإدارتها، وهي بذلك تستهدف إضعاف حزب الله في مجال نجاحاته في العمل المقاوم، إلاَّ أنَّ الحزب استوعب آصار الصدمة بسرعة، وعالج غياب القائد الشهيد بتعيينات تواكب استمرارية قوة وفعالية حزب الله، الذي تحوَّل إلى جهاز متماسك, يرفد مسيرته بالطاقات والكفاءات, بشكل متقن ومحترف وسريع.
ثبت لحزب الله تنفيذ إسرائيل لعملية الاغتيال من خلال الأدلة المادية في مسرح الجريمة, والتي تُشير بشكل أكيد إلى إسرائيل، وكذلك من خلال بعض المعطيات التي توفرت أثناء التحقيقات التي أجراها السوريون، ولا زال الملف يحتاج إلى بعض الوقت لاستكمال كامل خيوط الجريمة. ولأنَّ حزب الله قد تيقَّن من مسؤولية إسرائيل، أعلن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مراسم تشييع الشهيد القائد مغنية عن التعهد بالرد، حيث قال: "أمام هذا القتل في الزمان والمكان والأسلوب، أيها الصهاينة، إن كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة، فليسمع العالم كله، فلتكن الحرب مفتوحة. نحن نملك كما كل البشر حقًّا مقدساً في الدفاع عن النفس، وكل ما يؤدي هذا الحق في الدفاع عن بلدنا وإخواننا وقادتنا وشعبنا سنقوم به إن شاء الله"(20) .
عاشت اسرائيل حالة من الهلع مما يضمره حزب الله في الرد على عملية الاغتيال, وساقت التهديدات العلنية والرسائل عبر العديد من الدول الاجنبية لتتجنب هذه الكأس المرَّة, لكنَّ الحزب ملتزم بوعده مهما طال الزمن, وليس محشوراً بتوقيت معين, وقد ردَّ على المطالبين بتجنب ردة فعل اسرائيل على الرد, بأنَّ المسؤولية تقع على البادىء وهي اسرائيل, وعليها أن تتحمَّل عواقب أفعالها, لتتوقف عن تماديها.