* نحن في مرحلة test وننتظر المساعي العربية ولا سيما السعودية، وفي ضوء النتائج نعلن موقفاً حاسماً من المحكمة
* معيب ومشين استحضار الطرف الآخر الخطاب المذهبي التحريضي
* تحرك بري وجنبلاط لتقريب وجهات النظر، و»في الحركة برَكة« رغم ان لا شيء محدداً
* لقاء الحريري ـ نصر الله لم يُطرح في المناقشات الحالية، ويمكن ان يُطرح في المستقبل
* لا نستطيع تسليم رقبتنا الى جهات دولية تريد القضاء على المقاومة، ونحن مَن يحتاج الى طمأنة
* اعتذار الحريري من سورية تصحيحٌ فيه مصلحة له ولكل فريقه السياسي
* رأس البلاء مصنّعو شهود الزور وحماتهم، وكشْف هذه المنظومة مفتاح الحلّ
* صحف خليجية تلعب على الوتر المذهبي كجزء من خطة اميركية ـ صهيونية ـ عربية لإبعاد الصراع عن اسرائيل
* الاطلالة البانورامية على المنطقة توحي وكأن الفتنة السنية ـ الشيعية تخرج من "القمقم" ... توتُّر مذهبي في الكويت، تطورات في البحرين تُوّجت بسحب جواز سفر ممثل المرجع السيستاني، جُرح نازف في اليمن، صراع بأبعاد مذهبية في العراق، اضافة الى الاحتقان المذهبي في لبنان ... كيف تقاربون هذا الواقع الفتنوي، وهل يمكن الاكتفاء بالقول انه صنيعة الغرب واسرائيل؟
ـ لا يوجد فتنة من دون مقدمات تساعد عليها. والمنطقة مهيأة للاستجابة للفتنة السنية ـ الشيعية بسبب وجود قيادات تتغذى من العصبية المذهبية وتعتبر ان تكتيل جماعتها حولها لا يتم بفاعلية الا عبر اثارة الحس المذهبي. فمقدمات الفتنة مسؤولية ابناء المنطقة، قبل ان نحمّلها الى احد آخر. غير انه وفي الوقت عينه، قرأنا الكثير من التقارير والتحليلات والدراسات الاميركية والاسرائيلية الصادرة عن دوائر كبرى في الغرب تتحدث عن فائدة الاثارة المذهبية، السنية ـ الشيعية لمنظومة الشرق الاوسط الجديد وتركيز ثبات اسرائيل في المنطقة وحفظ ديمومتها في شكل مريح، وتالياً هناك هدف استكباري دائم بضرورة ايجاد الفتنة السنية ـ الشيعية.
اذن توجد مقومات داخلية وتآمر خارجي، وهذا يضعنا امام مسؤولية الوقوف بشدة وحزم وتعاون لرفض هذه الفتنة. والى الآن حصلت نجاحات كبيرة، فهي لم تنتشر ولم تتوسع ولم تؤد الى الانفجار، ولكن للأسف بعض المسؤولين في المواقع الحكومية وبعض القيادات السياسية والدينية عند الطرفين تتغذى بإلهاب المشاعر المذهبية وتلجأ الى هذه الطريق لضعفها في تقديم اطروحة جذابة ومؤثرة او نهضوية تساعد على الانتقال الى الوضع الافضل.
على هذا الاساس، نحن في "حزب الله" نعمل ليل نهار لمنع الفتنة ومواجهتها، ونعتبر اننا نجحنا في لبنان على هذا المستوى. وعندما ننبّه من الفتنة وخطرها، فهذا جزء من عملية المواجهة، لكن يجب ان نفضح ونكشف كل اولئك الذين يسعرون الخلافات المذهبية بلا مبرر. فاذا كان هناك خلاف سياسي فليكن الخلاف سياسياً، واذا كان هناك خلاف ذات طبيعة تنظيمية ـ ادارية في مواقع الدولة، فليكن هذا الامر تنظيمياً ـ ادارياً، أما ان يتحول كل شيء الى العنوان المذهبي، فهذا امر مشين ومعيب ويجب ان نلتفت له ونكون حذرين في الوقت عينه.
* انطلاقاً من التوصيف القائل بأن مقوّمات الفتنة حاضرة، ثمة مَن يسأل ربطاً بسلوك "حزب الله" في لبنان، هل وأد الفتنة يكون باعلان الحزب ما يشبه الحرب الممنهجة لتدمير المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال الزعيم السني (رفيق الحريري) وباعلانه "ابوة" مسؤول امني سابق (اللواء جميل السيد) هدد رئيس الحكومة "السني" الحالي، اي سعد الحريري؟
ـ قدّمنا تسهيلات كثيرة لانطلاقة المحكمة ومسارها رغم ما شابها على المستوى القانوني من حيث كيفية إقرارها والتوتر الذي حصل بخروج الشيعة من مجلس الوزراء في حينه. وكل هذا التساهل من "حزب الله" وطيّ تلك الصفحة مع الاخطاء الكبيرة التي ارتُكبت قضائياً وقانونياً والتي أدّت في بعض جوانبها الى سجن الضباط الاربعة، اضافة الى الاتهامات السياسية، كان فقط انطلاقاً من حرصنا الكبير على مراعاة الموضوع السني ـ الشيعي ورعايته، ولم يكن هناك اي عنوان آخر. ولأننا حريصون على ان يَطمئن السنّة في لبنان بأن اغتيال الرئيس الحريري لن يمرّ من دون عقوبة ومحاسبة المجرمين، ولا سيما انهم يرون في هذا المسار (المحكمة الدولية) الحل المقبول، تجاوبنا بمقادير مختلفة، لكننا لم نقف في وجه المحكمة. ونحن الآن امام تراكم خمسة اعوام، وفي تلك الاعوام حصلت تطورات وسُجلت ملاحظات جوهرية على عمل المحكمة، وتالياً لا يمكن ان نقفز عن التسييس الذي جرى لها ولا عن المتوقع من القرار الظني في تصفية الحسابات مع "حزب الله" ومع المعارضة في شكل عام.
وعلى هذا الاساس تريثنا في اعطاء الموقف النهائي حيال المحكمة انسجاماً مع التهدئة التي دعت اليها القمة السعودية ـ السورية ـ اللبنانية التي انعقدت في بيروت، وذلك لاعطاء الفرصة لمعالجة اتجاه المحكمة الخاطئ في القرار الظني وإبعادها عن التسييس. وفي ضوء ما سيجري خلال الاسابيع المقبلة، سنتخذ الموقف الحاسم، اذ ان الموضوع تحول من كشف الحقيقة الى استهداف "حزب الله". وهنا لا توجد مسألة سنية ـ شيعية، ومن الخطأ ان يؤخذ الامر في الاتجاه المذهبي، وخصوصاً اذا علمنا كيف تدار المحكمة ومَن يديرها. وهذا الملف سنتحدث عنه بالتفصيل لاحقاً، لكن ليس صحيحاً ولا للحظة واحدة اننا اذا اتخذنا موقفاً موضوعياً مبرراً من المحكمة، نكون نستهدف الطائفة السنية او اننا نريد اغفال الحقيقة. وفي اي موقف، ستكون لدينا ادلتنا، وليناقشنا الآخرين بهذه الادلة التي اصبحت امام الرأي العام.
اما موضوع حديث اللواء جميل السيد عن رئيس الحكومة، فهو موقف يمكن ان يُردّ عليه بموقف. وفي كل الاحوال اللواء السيد اوضح الصورة في كلام آخر وبيّن انه لا يستهدف التهديد. فلماذا الاصرار على اخذ الامور في اتجاه التهديد والاستهداف؟ ولماذا اعطاء صورة استهداف الموقع السنّي في الوقت الذي يستهدف (اللواء السيد) بكلامه رئيس حكومة مسؤول عن ادارة البلاد بمعطيات معينة، فليردوا عليه ويفنّدوا اقواله ولينتقدوه كما انتقدهم، وليقدموا الصورة التي يريدونها امام الرأي العام، أما ان يُستغل القضاء لحسابات خاصة وان تصبح الدولة مزرعة يديرها البعض كما يشاء، وان يُستخدم القضاء لكمّ الافواه ومنع الرأي الآخر، فهذا امر مرفوض منا.
لقد اردنا القول كـ "حزب الله" اننا نرفض استخدام القضاء المسيس وكم الافواه وتحويل الدولة مزرعة تدار وفقاً لحسابات خاصة وتحقيق مشاريع لبعض الجهات السياسية من بوابة المؤسسات والقانون. ما هكذا تدار المؤسسات، والا لماذا لم يتحرك القضاء ضدّ من شتم رئيس الجمهورية الاسبق اميل لحود وتحدث عنه بكلام قاسٍ جداً وهدده؟ ولماذا لم يستدع القضاء من شتم الرئيس ميشال سليمان؟ ولماذا لم يُسجن اولئك الذين اثاروا مشاعر طائفية وهددوا المقاومة نصب اعينهم وأثاروا فتناً مذهبية تطال كل المجتمع اللبناني؟ ... هذه كلها حالات لم يقم القضاء بأي تحرك حيالها من اجل مساءلة المسؤولين عنها وحسم الموقف.
انطلاقاً من ذلك أعتبر ان ما حصل في الايام الاخيرة هو تحريض مذهبي ممنهج يتقاطع مع تحريض مذهبي اقليمي يدار من دوائر استكبارية بهدف صرف الانظار عن المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية وابقاء صورة اسرائيل في شكل لائق امام الصور المخزية للتوترات المذهبية المتنقلة.
وأعتبر ان مَن يستغل التحريض المذهبي يعيش فشلاً في طرحه السياسي وفي قدرته على اقناع الاخرين، فيلجأ الى اثارة المشاعر المذهبية بطريقة معيبة ومخزية. ونحن لن ننجر الى هذا الشكل من الاثارة، ولم تصدر عنا كلمة واحدة تفوح منها حتى رائحة الفتنة المذهبية او تتبنى مثل هذا المسار، بل كنا وسنبقى ضد هذه الفتنة وسنخمدها في مهدها بكل ما اوتينا من اساليب وامكانات ونقاشات وخطب وحوارات. ولو جاهر البعض من الطرف الآخر بإثارة هذه المشاعر، فسنتركه يتحدث من موقع اليد الواحدة التي لا تلاقيها اليد الاخرى، وتالياً لا تصفيق ولا مشاركة في هذا النهج الخاطئ الذي يخدم اهداف اسرائيل.
* وهل نفهم منك انكم تعتبرون الرئيس الحريري وتيار المستقبل جزءاً من هذا المشروع الاقليمي الاستكباري للتحريض المذهبي؟
ـ لا اريد التحدث عن خلفيات الرئيس الحريري وفريقه السياسي، فهم يستطيعون التبرير واعطاء الصورة التي يريدونها للرأي العام. ولكننا امام مشهد ارتسم خلال الايام الماضية وكان مليئاً بالتحريض المذهبي من طرف واحد. وأسأل هنا، لماذا هذا التحريض المذهبي ومَن المستفيد منه وما الداعي اليه؟ وما النتائج العملية التي سيتحققونها من خلاله؟ نحن امام حادثة يمكن معالجتها كحادثة، مهما كانت صغيرة او كبيرة، على المستوى السياسي والمستويات الاخرى اي عبر المؤسسات. لكن لماذا هذا التحريض؟ وفي رأينا ان هذا التحريض المذهبي هو دليل افلاس وعدم قدرة على تقديم صورة منطقية وموضوعية امام الرأي العام. وهناك اسئلة طُرحت ومعطيات قُدمت لعبت دوراً في التأثير على الرأي العام ولم يتمكن الطرف الآخر من الرد عليها بالدليل والحجة، فلجأ الى التحريض المذهبي والضوضاء السياسية واثارة العصبيات واعتماد الشتائم والاتهامات لشد العصب عند جماعته مقابل الطرف الآخر الذي طرح معطيات ولم يتلق اجابة عليها. وأعتبر ان هذه نقطة ضعف لدى الطرف الآخر، اذ عليهم ان يردوا على الحجة بالحجة وعلى الدليل بالدليل وعلى الموقف بالموقف وليس بالتحريض او الشتائم او استغلال القضاء.
* الفريق الآخر يعتبر ان "حزب الله" بانقضاضه على المحكمة بطريقة ممنهجة يضع البلد امام معادلة إما الفوضى او المحكمة. هل اصبحنا امام هذه المعادلة؟
ـ قدَّموا اعتذاراتهم لسورية عن اربع سنوات، وأفرجت المحكمة معتذرةً عن ضباط رفيعي المستوى سجنوا لأربع سنوات ظلماً وعدواناً.
* لكن المحكمة لم تعتذر بل اطلقتهم لعدم كفاية الدليل بحسب معاييرها ...
ـ هل الدليل يحتاج الى اربع سنوات؟ وبالتالي طوال الفترة الماضية كانت هناك حملة منظمة، بدايةً من خلال بعض المحققين الدوليين، وبعدها من خلال أشخاص محليين على المستوى الاعلامي والسياسي، وشاركت معهم دوائر استكبارية، كمجلة "دير شبيغل" و"لو موند" وغيرها من المجلات والصحف التي تنقل وجهات نظر دولية معروفة، لايجاد جو سياسي تحريضي بعيداً عن الجو القضائي. وانطلاقاً من هنا، كيف يمكن ان نتعامل مع هذه المحكمة؟ وهل نسلّم لها بكل ما تفعله رغم التسييس والاخطاء وكل ما يجري؟ ومع ذلك، نحن الآن في فترة test لنقرّر ماذا سنفعل التزاماً مع ما سيفعلونه، ولا سيما بعد التزام القمة الثلاثية السعودية ـ السورية ـ اللبنانية بالبحث عن حلول تُبعد المحكمة عن التسييس والاتهام الظالم، فهل يصلون الى نتيجة وينجح المسعى السعودي في بلوغ حل ما؟ نحن بانتظار الايام المقبلة وعلى اساس ما سينتج، نتخذ موقفاً واضحاً لا تأويل ولا لبس فيه من موضوع المحكمة.
* لكن كنتم اعلنتم انتهاء فترة السماح المعطاة لتصحيح المحكمة مسارها، ونفهم الان انكم مددتم هذه الفترة لايجاد مخرج ... فما هي قواعد هذا المخرج المقبول من "حزب الله"؟
ـ اولاً لم نمدّد فترة السماح، ولم نُنه هذه الفترة.
* لكن النائب حسن فضل الله في اجتماع لجنة المال هو الذي اعلن انتهاء فترة السماح؟
ـ ما حصل في هذا الاجتماع ان استحقاقاً مالياً له ارتباط بالمحكمة اصبح داهماً، وكان لا بد من اتخاذ موقف: فهل نقبل بتمويل محكمة لدينا علامات استفهام كثيرة حولها وتريد ان تضع الخناق على رقاب لبنان وتُحدث الفوضى في البلد، او على الاقل ان هذا الاتجاه هو الذي انطبعت فيه الى ان نرى اذا كان سيتغيّر ام لا خلال الفترة المقبلة؟ هنا كان لا بد لنا من موقف تجاه التمويل، فقلنا اننا نرفض تمويل هكذا محكمة، ولم نشنّ حملة على المحكمة ولم نُبد الرأي النهائي الذي سيُعلن في حينه على لسان سماحة الامين العام لـ "حزب الله" بعد انتهاء الفترة المقررة للحصول على نتائج المساعي العربية ولا سيما السعودية.
* ولكن ما هي القاعدة كي يكون المخرج ونتائج المساعي العربية مقبولة منكم؟
ـ نحن في "حزب الله" نريد شيئاً واحداً، هو ان لا تكون المحكمة اداة بيد اميركا وألا تكون مسيّسة.
* ولكن يبدو انكم لن تقبلوا بالمحكمة الا بحال واحدة هي ان تدين اسرائيل؟
ـ عادةً يوجد مسار للحكم على الاشياء، وبالتالي امامنا مسار لتاريخ المحكمة الخاصة بلبنان، وطرحنا ملاحظات وإشكالات كبيرة. وسنرى هل ستعدّل المحكمة مسارها بناء على ما طرحناه وهل ستأخذ بالقرائن التي قدمها سماحة السيد نصرالله وتدين اسرائيل وهل ستتجه للاعتماد على ادلة حسية؟ هذه كلها اسئلة ليست لدينا اجابة عليها الآن، وننتظر بعض الاجابات، وعلى اساس هذه الاجابات يتم اعطاء الموقف النهائي.
* هناك مَن يقول ان ثمة فارقاً بين التحقيق الدولي وبين المحكمة الدولية التي أطلقت الضباط الاربعة وفتحت المجال امام اللواء السيد للذهاب الى لاهاي، وأصدرت قراراً اكد صلاحيتها للنظر بطلبه وان له صفة الاحتكام اليها، والمدعي العام الدولي يقول انه لن يصدر قرار ظني الا في اطار ادلة لا يرقى اليها الشك ... وبالتالي ألم يكن اداء المحكمة مُطمْئناً حتى اليوم؟
ـ لا اريد الخوض في تفاصيل المحكمة، وأكتفي بما قلته عنها في الاجابات السابقة. ولننتظر الايام المقبلة، لان اي موقف سنتخذه، أكان ايجابياً ام سلبياً، ستكون له تبريراته.
* اي نفهم من كلامكم انكم لم تعلنوا حتى الآن رفضكم النهائي للمحكمة وتنصُّلكم من موافقتكم عليها في البيان الوزاري؟
ـ حتى الآن، "حزب الله" لم يقل كلمة نهائية في مسألة المحكمة بانتظار التطورات والمعطيات، ولكننا في حالة حذر بسبب تاريخ مسار المحكمة.
* هناك انطباع ان "حزب الله" يسعى لتفجير المحكمة بـ "عبوة" شهود الزور، والوضع اللبناني بـ "عبوة" اللواء السيّد، وصولاً الى إسقاط ما أسميتموه "انقلاب 2005" ...
ـ شهود الزور خربوا البلد وهذا باعتراف الطرف الآخر، والأهمّ من شهود الزور هم مصنّعوهم ومفبْركوهم والمعلّمون والمموّلون والذين يحمونهم. وهؤلاء هم رأس البلاء، وشهود الزور هم أدوات. وعندما نطالب بكشف شهود الزور ومَن وراءهم، انما نريد ان نكشف هذه المنظومة التي خربت البلد لمدة خمس سنوات، لان الحقيقة ضاعت وجرى البناء على معطيات ومعلومات وأحكام ومواقف قلبت الوضع اللبناني رأساً على عقب وولدت ازمات وحسابات وعدم استقرار على كل المستويات في لبنان.
اذاً نعتبر ان ملف شهود الزور هو مفتاح للحل وليس للتشفي. وبما ان الجميع اعترفوا بأن شهود الزور ازمة ومأزق، فلماذا تُعتبر مطالبتنا مسألة تعجيزية؟ بالعكس مطالبتنا هي لتصويب مسار المحكمة باتجاه الخطوات الصحيحة التي توصل الى مصنّعي شهود الزور، لان اهدافهم هي التي ادت الى ما نحن عليه، ولو كشفنا هذه الاهداف وعرفنا الخلفيات وطبيعة الارتباطات المخابراتية الدولية لهؤلاء، سنتمكن من حل الكثير من الاحاجي التي وقعنا بها في لبنان. من هنا أعتبر ان فتح ملف شهود الزور حق طبيعي ومشروع، وأضع علامات استفهام على كل من لا يريد فتح هذا الملف، وعلى من يحاول تضييعه بحجج مختلفة او من يريد ان يبقيه كملف اعلامي من دون الدخول في تفاصيله للوصول الى حل.
* وماذا عما يؤخذ عليكم من انكم تريدون تفجير الوضع اللبناني بعبوة اللواء السيد وصولاً الى الى اسقاط ما اعتبرتموه "انقلاب 2005"؟
ـ نحن دخلنا في حكومة وحدة وطنية، ودعونا قبل اتفاق الدوحة الى هذه الحكومة لمدة سنتين او ثلاثة، ما يعني اننا كنا حريصين على إخراج البلد من اطار اللااستقرار والفوضى والوصاية الاجنبية الى اطار التعاون بين الافرقاء المختلفين. وتشكلت حكومة الوحدة الوطنية الاولى والثانية، ونحن نتابع هذا الامر. وإن دلت مشاركتنا في حكومة الوحدة الوطنية على شيء، فعلى حرصنا على نقل البلد الى مرحلة البناء والاعمار والتعاون بين الافرقاء، ومنع عقلية المزرعة والاستئثار والارتباط بالخارج. هذا هو منهجنا، ونحن متمسكون بهذا النهج وليس لدينا اتجاه آخر.
اما ان نَصِف الفترة السابقة بانها استغلّت فرصاً خاطئة، وتم خلالها تركيب مشاريع على معطيات غير صحيحة، فهذا التوصيف لا يغيّر شيئاً من الواقع، الا انه يضيء من اجل ان نستفيد مما حصل كي لا نقع في مشاكل وتوترات جديدة. ليس لدينا مشروع خاص، ومشروعنا واضح وهو بناء مؤسسات الدولة على قاعدة التعاون والشراكة ومد اليد وليس على قاعدة المحسوبيات والمزرعة، ولكن هناك مسائل تحتاج الى معالجة، واحدة منها قضية المحكمة واتهام اسرائيل، ويجب ان نفتح هذا الملف على مصراعيه لانه اضافة الى ملف شهود الزور، يساعدنا في اكتشاف الحقيقة ومنع ما ألمّ بالبلد في الفترة السابقة.
* دعا اللواء السيد و"في حضرة" حزب الله في مطار بيروت الى سجن القاضي سعيد ميرزا واللواء اشرف ريفي والعقيد وسام الحسن ... هل تؤيدون هذا المطلب؟
ـ اللواء السيد طرح رأيه ومطالبه، وعليهم الرد عليها سلباً او ايجاباً، قبولاً او رفضاً. اما نحن، فما نريده نعبّر عنه مباشرة ولا نتحدث بالواسطة، وبالتالي لسنا معنيين ان نجيب عن كل مطلب بالموافقة او عدم الموافقة. هذا مطلبه، فليناقشوه في مطالبه.
* سبق ان تحدثتَ عن ملف شهود الزور. ولكن ما ان قام الرئيس الحريري بخطوة شجاعة كما وصفها الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط عندما اقر بوجود شهود زور في حديثه الى "الشرق الاوسط" حتى قوبلت ايجابيته بـ "صفعة" ... لماذا؟
ـ لا اعلم اين هي الصفعة؟
* كلام اللواء السيد ثم دفاعكم عنه وما رافق ذلك من مواقف وتحركات؟
ـ اولاً، انا اتحدث بصفتي مسؤولاً في "حزب الله"، ولا يمكن كمّ افواه المعارضة او الشخصيات الاخرى. وبالتالي مَن أراد ان يحاسبنا على كلام، فليحاسبنا على ما نقوله. أما الاقوال الاخرى، فيمكن ان نناقشها ونفنّدها، وهذا امر آخر. عندما اقر الرئيس الحريري بوجود شهود الزور، اراد ان يوجه رسالة بأنه متضرر من هؤلاء لاعتبارات عدة. هل نحن مسؤولون ان نقول له: تصرفتَ بشكل صحيح او خاطئ؟ لسنا في هذا الموقع. هذا تصرف منه وهو مسؤول عنه ونتمنى ان يتابع الى النهاية ولسنا بوارد ان نعلّق على كل حدث وتصريح يصدر عن الآخرين.
* "حزب الله" سبق ان اتهم الفريق الآخر بأنه يسعى الى التهدئة لشراء الوقت بانتظار صدور القرار الظني. الا يمكن تفسير ذلك على انكم اصحاب المصلحة في توتير الاجواء في لبنان في المرحلة الراهنة، في اطار الضغط الاستباقي في موضوع القرار الظني؟
ـ افضّل عندما نتحدث عن التوتير الذي حصل ان نخرج من التحليلات الظرية وننزل الى ساحة الواقع ونرى ماذا حصل. عقد اللواء السيد مؤتمراً صحافياً، وكان يمكن للفريق الآخر ان يرد عليه بمؤتمر صحافي او اكثر وان يفنّد مطالبه ويبيّن ادلّته مقابل هذه الادلة. ولكن ما حصل هو استغلال القضاء بمحاولة كمّ الافواه، واستدعاء اللواء السيد ليقال للجميع ان اي معترض واي موقف لا يعجب بعض المسؤولين في السلطة سيسخّرون له القضاء لمعاقبته واسكاته. وهذا امر مرفوض. واؤكد اننا لا نقبل باستغلال السلطة لتصبح مزرعة، ولا بالاستفادة من النفوذ في بعض المواقع لتصفية الحسابات. ومَن أراد ان يستجوب اللواء السيد على كلامه، كان يجب ان يستجوب من تكلم ضد الرئيس السابق للجمهورية اميل لحود وضد الرئيس اللبناني الحالي ميشال سليمان، وكذلك مَن تحدث بلغة التخوين والشتم لشخصيات كثيرة من صفوف المعارضة بل لطائفة بأكملها. وتالياً لا يمكن ان نقبل بأن يكون القضاء لفريق ضد آخر. وموقفنا هو لمنع استغلال القضاء في غير محله، وقد تصرفنا بردة فعل، ولسنا اصحاب الفعل. والذي قام بالفعل هو الذي يحمل مشروعاً ومخططات، وقد تبين هذا الامر بشكل واضح في الحملة المنظمة والممنْهجة التي استحضرت تحريضاً مذهبياً مباغتاً. وما الداعي لاثارة العنوان المذهبي الذي لم يكن حاضراً وليس له محل، سوى وجود مخطط لهذه الاثارة، اضافة الى ضعف الفريق الآخر وعجزه عن تقديم ادلة وبراهين على ما قدمناه، ما جعله يحاول اثارة العصبيات ليكتّل جماعته ضد الجماعة الاخرى، تحت عنوان الدفاع عن المذهب والطائفة، وهذا امر معيب ومشين. والواقع ان حادثة حصلت ومؤتمراً صحافياً عُقد كان يجب ان تكون له ردوده الطبيعية، ولكن المستغرب ان يُكشف عن كل مكنونات التحريض ويتم تحريك الشارع من اوله الى آخره ويتحدث البعض عن رغبة في القضاء على المقاومة ومواجهتها، وهنا نسأل كيف نفسر ذلك؟ هذا تحريض من الطرف الآخر.
وأقول لك الآن نحن مؤمنون بضرورة استمرار حكومة الوحدة الوطنية، وندعو الى تعميم السلم الاهلي، ونرفض اي شكل واي عنوان واي خطاب له مجرد رائحة التحريض المذهبي، وليس المضمون المذهبي. ونحن مع اعطاء الاولوية للاتجاه الى العدو الاسرائيلي لا ان نصنع اعداء في الداخل بين بعضنا البعض كما ذُكر. وأعتبر ان المعركة التي خاضها الطرف الآخر كانت مفضوحة ومكشوفة وفاشلة لانها اظهرت اخطاء قاتلة في كيفية مواجهة القضايا السياسية التي كان يجب التصدي لها بطريقة مختلفة.
* وماذا عن اعتبار البعض ان "عراضة" حزب الله الامنية التي ذكّرت البعض بـ 7 مايو 2008 هي "بروفة" صغيرة لما سيكون عليه الامر عند صدور القرار الظني ... وألم تساهموا بذلك في تأجيج المناخ المهيأ اصلاً للمواجهة؟
ـ لن ادافع عن الاستقبال الحاشد الذي حصل في المطار. وليفسر كل طرف ما يريده. ولكن ما اقوله ان ما جرى في المطار هو تصرف طبيعي من قبلنا، وهو طبيعي ايضاً في المطار. فعدد الشخصيات التي كانت موجودة في الاستقبال على المستوى السياسي كان كبيراً. ولهذه الشخصيات مرافقون، وبالتالي لم يكن المشهد غير عادي. وكل ما في الامر انه كانت هناك وسائل اعلام وصوّرت، وإلا فان كل الاستقبالات التي تحصل من كل الاطراف يحضر فيها اكثر مما كان حاضراً يوم السبت. وحتى (السفير السابق) جوني عبده المطلوب من القضاء جاءت اجهزة رسمية ونقلته بأعداد كبيرة من السيارات بلا لوحات من اجل الا يمسه القضاء وليمضي الوقت الذي يريده في لبنان ثم يغادر.
بالنسبة الينا، ما حصل في المطار هو تعبير عن تضامننا مع اللواء السيد ورفْضنا للاعتداء عليه باستغلال القضاء. هذه هي الصورة وهذا هو المعنى، ومَن له تفسير آخر فهذا شأنه وليفهم ما يفهم.
* قيل ان اللواء السيد هو من يقف وراء تسريب المقال الشهير الى "دير شبيغل" بعد لقائه السيد نصرالله غداة خروج الضباط الاربعة من السجن ... فبماذا تردّون؟
ـ "دير شبيغل" اخذت معلوماتها مباشرة من المحكمة الدولية، والمحرر الذي كتب المقال لديه معلومات كافية بحسب ما ذكر، من مصادر ووثائق المحكمة الدولية. وللأسف الى الآن لم تتصدّ المحكمة لتسأل او تصل الى نتيجة. أنا اعتبر ان التسريب الذي حصل في "دير شبيغل" جزء من خطة لفرض امر واقع ولترتيب تحضيرات لها علاقة بالقرار الظني.
* عاد الرئيس الحريري الى بيروت وأعلن ان لا تراجع عن المحكمة الدولية، ولا عن العلاقة المميزة مع سورية، ولا عن حديثه الى "الشرق الاوسط" واتخذ موقفاً ضد التحريض المذهبي ... كيف قاربتم هذا الموقف؟
ـ نأمل ان يكون عدم التراجع هو معالجة لما حصل في الايام السابقة والذي كشف وضعاً سلبياً كبيراً، وبالتالي هو يقرر ماذا يفعل. وبالنسبة الينا نريد الصورة الواقعية على الارض، وكيف تُترجم بألا يتوتر الناس في مواجهة بعضهم البعض.
* يضطلع الرئيس بري والنائب جنبلاط بوساطةٍ ما بين الرئيس الحريري و"حزب الله" ... ما طبيعة هذه الوساطة وهل يمكن ان تفضي الى لقاء قريب بين رئيس الحكومة والسيد نصرالله؟
ـ تحرُّك الرئيس بري والنائب جنبلاط هو في اطار تقريب وجهات النظر وإصلاح ما جرى في الايام السابقة. وفي "الحركة بركة" في شكل عام، ولكن لا يوجد شيء محدد. اما بالنسبة الينا كـ "حزب الله" فنحن نملك الجرأة الكافية لنقول ما نريد، ولسنا مَن افتعل الاحداث الاخيرة، وكنا في موقع الدفاع ورد الفعل، وعندما يعودون الى رشدهم تعود الامور في شكل عادي وطبيعي. وليس لنا اي هدف سوى ان نستمر في هذا البلد متعاونين وشركاء. ونحن الذين ندعو الى العلاقة المستقرة والمميزة مع سورية وحافظنا عليها على مدى كل الفترة الماضية، ونحن الذين نريد ان يقوم البلد بكل اجنحته الطائفية والمذهبية والسياسية من خلال حكومة الوحدة الوطنية. وبالتالي لا شيء لدينا سوى الموافقة على الحل الذي يراعي الثوابت في البلد.
* وهل يمكن ان تفضي الاتصالات الى لقاء بين رئيس الحكومة والسيد نصرالله؟
ـ لم يكن مطروحاً في النقاشات الجارية حالياً مسألة اللقاء، ويمكن ان يُطرح في المستقبل.
* قال النائب جنبلاط ان الوزير العريضي الذي التقى سماحة الامين العام نقل منه رسالة ايجابية الى رئيس الحكومة ... من اي طبيعة هذه الرسالة؟
ـ الرسالة الايجابية هي موقف "حزب الله" وأمينه العام الذي يدعو الى ان تكون الساحة مستقرة وان لا يتم استغلال القضاء وان نعمل بعيداً عن أجواء الفتنة المذهبية ونثبت عمل حكومة الوحدة الوطنية بشكل فاعل، وان تكون العلاقات مع سورية مميزة. هذه هي الرسالة.
* ما المطلوب تحديداً من رئيس الحكومة؟ هو يشعر بأنه يقدم تنازلات الواحدة تلو الاخرى وبأنه وصل الى الخط الاخير من التنازلات، فهل المطلوب ان "يطلق النار على رأسه" في النهاية؟
ـ ما علاقتنا بما يقرره الرئيس الحريري في حساباته المتعلقة بعلاقاته مع الاخرين؟ علاقتنا مع الرئيس الحريري مبنية على اتصالات ونقاشات وحوارات وعمل مشترك من خلال الحكومة بما نعتبر انه مصلحة البلد. وعندما اعتذر رئيس الحكومة من سورية، فهو يعالج امراً له علاقة بترتيب العلاقات مع سورية التي تخربت بسبب المواقف السابقة. هل هذا تنازل او تصحيح؟ علماً انه في هذا التصحيح مصلحة للرئيس الحريري ولكل فريقه السياسي. اذاً ما الذي قُدم الينا ولم نبادله بايجابية؟ كل التعاون القائم هو تعبير عن الايجابية المتبادلة. لكن لا نستطيع ان نسلّم رقبتنا الى جهات دولية تريد القضاء على المقاومة بعدما فشلت في تحقيق ذلك بالقرار 1559 وباثارة الفتنة الداخلية وحرب يوليو 2006، وهم يصرحون ليل نهار انهم يستهدفون المقاومة. وبالتالي نحن الذين نحتاج الى طمأنة من بعض المشاريع المشبوهة.
* ما المخرج الممكن لمذكرة الجلب بحق اللواء السيد، والتي يمكن ان تتحول مذكرة احضار ثم توقيف غيابي ...؟
ـ اذا كانت هناك جدية للمعالجة، فأعتبر ان المسؤولين في القضاء وفي الحكومة يمكن ان يجدوا حلاً لهذا الوضع. ولن ادخل في التفاصيل لأن مثل هذه الحلول تحتاج الى مخارج، والمخارج بالنسبة الى المصلحة العامة موجودة.
* كشفتم ان ما يحصل هو ابعد من موضوع شهود الزور، وقلتم ان المواجهة هي بين فريق "17 مايو" الجديد الذي يريد الاستسلام ودخول المفاوضات وبين مَن يريد الاستمرار في خط المقاومة والممانعة، وقيل انكم بذلك تريدون الامساك بالوضع اللبناني لمنعه من الالتحاق المفاوضات. هل توجّهون بذلك رسالة ايضاً الى سورية؟
ـ المعلومات المتوافرة لدينا تؤشر الى ان اميركا تعمل بجد من اجل ان تحمي المفاوضات وتعطيها عنواناً ايجابياً حتى لو بقيت في اطار الشكل من دون المضمون، وتريد تالياً إرباك الساحات المحيطة بالوضع الفلسطيني لتبرز المفاوضات في شكلها كأنها انجاز كبير امام الفوضى المنتشرة في الامكنة المختلفة. لذا ما هو في لبنان ليس معزولاً عما يجري في المفاوضات، لان الذي يدير الحساسيات والسلبيات واحد وهو اميركا. وعلى هذا الاساس نحن لا ننظر الى الاحداث المتتالية التي تحدث في لبنان على انها طبيعية. لا، هناك محرك لها وهناك ادوات تساعد فيها ويوجد متربصون حاضرون لان يدخلوا في اي مشروع يؤدي الى اضعاف لبنان بإضعاف مقاومته مهما كان الثمن لان مكانتهم هي في هذا الاتجاه. وازاء ذلك سنتصدى لهذا الاتجاه ولن نسمح بأن نؤخذ على حين غرّة.
* كنتم انتقدتم مسارعة الرئيس الحريري الى الترحيب بالمفاوضات المباشرة الفلسطينية ـ الاسرائيلية، فهل تعتبرون انه رأس ما سميتموه "فريق 17 مايو الجديد"؟
ـ لا اريد الدخول في تصنيفات القوى السياسية في البلاد، وتالياً لا احبذ تقسيم الناس بين هذا الفريق وذاك الفريق، فكل فريق يعبّر عن نفسه، ومواقفه هي التي تقول الى اين يصل.
* برز موقف تصعيدي من صحف سعودية ولا سيما "الوطن" التي وصفت "عراضة" حزب الله في المطار بـ "العربدة" وقالت ان الحزب "طائفي ويريد فرض نظامه الاوتوقراطي المستورد من قم على اللبنانيين"، داعية القوى الاقليمية والدولية الى "التفكير في تدابير بديلة لتخليص لبنان من هذا الشر المستطير" ... كيف تقرأون هذا الموقف؟
ـ هناك عدد من الصحف الخليجية المعروفة الانتماء والتوجيه تلعب على الوتر المذهبي في شكل اساسي كجزء من خطة اميركية ـ صهيونية ـ عربية تريد ان تُبعد الصراع عن اسرائيل لمصلحة اثارة الفوضى في البلاد العربية، وهذا من مؤشراته.
* الا تعتبرون ان هذا يعبّر عن الموقف الرسمي السعودي؟
ـ تستطيعون سؤال السعودية عن رأيها.
* تزامن هجوم "الوطن" السعودية مع موقف رسمي مصري عبّرت عنه الخارجية وانتقد "حزب الله" وتحدّث عن سلاحه الخارج عن الشرعية ...
ـ موقفنا معروف. نحن مقاومة شريفة شهد لها القاصي والداني، ولن تؤثر فينا بعض التصريحات والتوجهات ... والعبرة في نهاية المطاف بالنتائج وليس بكثرة الكلام.