مقابلات

المقابلة التي جرتها معه الــ فاينانشل تايمز في 11/5/2009

إننا نقدم كل أنواع الدعم التي يمكن أن تساعد المقاومة الفلسطينية

الصحيفة:حزب الله الآن يقود فريق المعارضة "8 آذار" في لبنان,فكيف تقييم فرص المعارضة بالفوز في الانتخابات الشهر المقبل,وإذا فازوا ماذا ستكون أولوياتهم بالنسبة للحكومة؟

الشيخ نعيم قاسم:أعتقد أننا سنفوز بالأغلبية في الانتخابات اللبنانية لأنه يوجد لدينا تأييد واسع النطاق,وخلال السنوات الأربع التي قضيناها في المعارضة كنّا دائماً نقول أن لدينا دعم شعبي كبير ونعقد أن هذه الانتخابات سوف تثبت ذلك.

أما بالنسبة لأولوياتنا تجاه الحكومة,فلدينا برنامج من جزئين:الأول متعلق بالسياسة والثاني متعلق بالتنمية.أما بالنسبة للبرنامج السياسي وبالطبع سيكون من المهم جدا بالنسبة لنا الحفاظ على لبنان كدولة مستقلة ذات سيادة لا يمارس عليه أي هيمنة أجنبية من أي جانب.وبالنسبة لنا فإن دور المقاومة وعلاقة المقاومة بالجيش اللبناني والشعب هو شيء ضروري , وهو الذي يجعل لبنان قوياً للوقوف واعتراض أي تهديد من قبل إسرائيل.هذه الأمور تعتبر من الأساسيات بالنسبة لنا. أما الجزء الثاني المتعلق بالتنمية فإننا سنقوم بمعالجة المسائل الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية والأزمة في البلد,وسنقوم بذلك انطلاقاً من منهجية أن الإنسان(الشخص) هو المحور,وسيكون من أولوياتنا تحقيق التوازن بين المناطق في البلد.سيكون من أولوياتنا محاربة الفساد والحد منه وسيتعين علينا أيضاً أن نقوم بالإصلاحات المالية والإدارية للتأكد من أن البلد يمشي على الطريق الصحيح؟

الصحيفة:ماذا تعني بأن الإنسان(الشخص) هو المحور؟

الشيخ نعيم:يمكننا الاطلاع على الشؤون المالية للدولة من دون الأخذ بالاعتبار وجهات نظر الناس .أما النهج الآخر فيتمثل بالأخذ بالاعتبار وجهات نظر الناس حتى ولو كان ذلك يعني فرض المزيد من الضغوط على الموارد المالية للدولة ,ونحن نفضل النهج الثاني.

الصحيفة:ما هي التغيرات التي ستطرأ على سياسة لبنان الخارجية في حال فازت المعارضة في الانتخابات؟

الشيخ نعيم:بالطبع نحن نعرف أن أي سياسة خارجية لأي حكومة هي استمرارية للسياسة المحلية.وفي حالتنا ,فإن سياستنا الخارجية ستكون على نفس المنوال ولديها نفس وجهات نظر السياسة التي نتبعها.وسياستنا تتضمن الحفاظ على حقوق لبنان على كامل أراضيه:التأكد من أن الإسرائيليين سيتركون لبنان تماماً ,التأكد من تنفيذ القرار 1701 من قبل الجانب الإسرائيلي لوقف جميع الانتهاكات سواء كانت في الجو أو على الأرض,وبالطبع الحد ووقف العمليات الاستخباراتية في البلد.

الصحيفة:ماذا عن الغرب ,فإن إدارة أوباما تعمل حالياً على جذب حلفائكم سوريا وإيران , فهل ترغبون بإجراء محادثات مباشرة مع واشنطن أيضاً؟

الشيخ نعيم: بالنسبة لأوباما فلقد سمعنا أنه منفتح لإجراء محادثات مع إيران وسوريا,لكن في الوقت الحالي كل هذه أقاويل.لم نرى بعد ما الذي سيتم القيام به ولم نعرف بعد ما النتائج التي ستترتب عن ذلك لكي ننظر إليها.يمكن أن يكون كل ذلك مجرد وسائل تكتيكية,وأعتقد أن علينا أن ننتظر ونرى لأنه من السابق لأوانه أن نتحدث عن ذلك ما لم يكن هناك أي تغيير في إدارة أوباما وعلاقتها مع إسرائيل,ونحن لا نرى أي تغيير في الوقت الحالي,ونحن لا نرى جدوى من ذلك بسبب ما سمعناه فإن أوباما يكرر ما قاله بوش من قبل.فهو لم يكن بمقدوره وضع حد لقتل المدنيين الأبرياء وبناء المستوطنات ولم يقل حتى بأن ذلك يجب أن يتوقف.في الواقع إن ما قاله هو على غرار ما قالته الإدارة السابقة فلذلك نحن لا نرى أنه يوجد أي تغيير ملموس وعندما يحصل ذلك يمكننا الكلام في الموضوع مرة أخرى.

الصحيفة:هل تعتقد أن أي صفقة بين إيران وسوريا والولايات المتحدة سيكون ثمنها دعم حزب الله؟وهل أنت قلق من أن إيران سوف تبيعكم من أجل هذه الصفقة؟

الشيخ نعيم:فيما يخص حزب الله,فإن مكانه لبنان وهو واقع في هذا البلد وليس جزءاً من أي صفقة أو اتفاق ولن يكون سواء الاتفاق كان بين إيران والولايات المتحدة أو بين سوريا والولايات المتحدة و وليس لدينا أي مخاوف بشأن الصفقات التي تقام بهذه الدول.نحن موجودون في لبنان ولدينا دور محدد,نحن هنا من أجل التحرير ونحن هنا من أجل دعم سيادة لبنان,ومن أجل وقف بناء المستوطنات,لذلك حتى ولو كان هناك صفقات فلا أعتقد أن ذلك سيؤثر علينا.

الصحيفة:من تأمل أن يفوز في الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟

الشيخ نعيم:إن الشعب الإيراني هو الذي سيختار رئيسه,ففي نهاية المطاف إنها انتخابات إيرانية.الشعب الإيراني لديه الحق في التصويت لذلك سيكون الخيار لهم.هذه ليست انتخاباتنا فلا قول لنا فيها.ومع ذلك فإننا نرحب بكل من يُنتخب ويمكنني القول انه حتى الآن وبفضل الله جميع الأشخاص الذين انتخبوا في إيران كانوا داعمين لقضيتنا.

الصحيفة: بالرجوع إلى الولايات المتحدة فهل ترغبون باستمرار المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش اللبناني؟

الشيخ نعيم:كحزب الله فنحن بالطبع مع تعزيز الجيش ولا يوجد لدينا أي مشكلة بأنواع الأسلحة التي يمتلكها الجيش أو مدى قوتهم أو البلد الذي يحصلون على الأسلحة منه.إننا نشجع على تسليح الجيش وتقويته ولكننا قلقين من القرار السياسي, ما دامت هذه الأسلحة تستخدم من أجل تحرير الأرض ومحاربة العدو فإننا نقبل بها.

الصحيفة:فريق 8 آذار يشتكي من أن الائتلاف الحاكم 14 آذار والموالي للغرب يجر لبنان ليصبح تحت الهيمنة الأمريكية في حين هم يردون بأنكم سوف تجرون لبنان للهيمنة الإيرانية,فما تعليقكم على ذلك؟

الشيخ نعيم:من أجل قول ما تقوليه علينا أولاً النظر إلى ما أدركه كِلا الجانبين.إذا نظرتم إلى فريق 14 آذار المدعومين من قبل أمريكا ,ستجدون أن أمريكا تدخلت بشكل مباشر بالسياسة اللبنانية وبالأمن ومهدت الطريق ومثال على ذلك العدوان الإسرائيلي على لبنان في 2006 . المثل الثاني هو دعمهم المطلق لمرشحي فريق 14 آذار للانتخابات المقبلة ويظهر هذا بوضوح في زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد هيل للمنطقة.لذلك علينا أن نرى أن المصالح الأمريكية هي ضد مصالح لبنان السياسية والأمنية.أما فيما يتعلق بالمعارضة فلقد عملت المعارضة دائماً ما هو في مصلحة لبنان من دون أي تأثيرات خارجية , فعلى سبيل المثال تحرير الأرض هو في مصلحة لبنان,الوقوف في وجه إسرائيل هو في مصلحة لبنان.نعم إن إيران وسوريا أيدتنا في ذلك لكن في ذلك يوجد ما هو في مصلحة لبنان.

لدي شيء آخر أضيفه فيما يتعلق بفرق 14 آذار:عندما جاءت وزيرة الخارجية السابقة كونوليزا رايس الى لبنان خلال عدوان 2006 التقت في السفارة الأمريكية مع أعضاء من 14 آذار وطلبت منهم الضغط على المقاومة لأنها أرادت لبنان أن يكون الباب للشرق الأوسط الجديد.قلت هذا من أجل أن إظهار أن الأمريكيين عندما يعملون في لبنان لا يعملون من أجل مصلحة لبنان بل لأجل مصلحتهم في حين أن الآخرين يعملون من أجل مصلحة لبنان.

الصحيفة: لقد بدأت بريطانيا مؤخرا محادثات مع الجناح السياسي لحزب الله.فإلى أين تتجه هذه المحادثات؟

الشيخ نعيم : فيما يخص المشاركة أو الحوار ، ليس هناك خطوات للحوار مع المملكة المتحدة. إنها طريق مفتوحة، لقد كان هناك اجتماعات وسيكون هناك اجتماعات لكن لا يوجد برنامج محدد. إن المناقشات الجارية هي على مستويات كثيرة ولكن ليس هناك برنامج محدد. اعتقد أن ما عليك أن تلحظيه هنا هو أنه في مرحلة معينة، قررت بريطانيا أن توقف الحديث مع حزب الله, ثم أدركوا انه لا يمكن تجاهل حزب الله ، وأنه كان في الواقع حزبا لبنانياً ، وبالتالي استأنفوا العلاقات مع حزب الله من جديد.

الصحيفة: دعنا ننتقل إلى الاعتقالات الأخيرة التي جرت في مصر والتي ضمت 49 رجلاً زُعم أنهم جزء من خلية تابعة لحزب الله.لا طالما قال حزب الله أنه لا يقدم للفلسطينيين في غزة غلا الدعم المعنوي فقط ,فهل تغيير ذلك الآن؟هل تساعدونهم على الأرض أيضاً؟هل وسعتم نطاق عملياتكم؟

الشيخ نعيم: لقد قلنا دائما أننا ندعم المقاومة في فلسطين، لكننا لم نذكر كيف ولم نعط أية تفاصيل حول هذا الدعم، لقد تجنبنا الخوض في تفاصيل هذا الدعم. لكن مصر كشفت الآن أننا قدمنا دعما عسكريا لفلسطين. لقد قمنا بذلك لفترة من الزمن لكننا لم نتحدث عن الموضوع. بالنسبة لنا إنه شرف عظيم وليس مجرد شرف بل هو واجب علينا أن ندعم الفلسطينيين، وينبغي أيضا أن يكون شرفا وواجبا على جميع العرب وجميع المسلمين أن يدعموا الفلسطينيين في مقاومتهم . إننا نُسأل عن دعمنا المحدد والمحدودة لقطاع غزة في حين لا أحد يسأل الولايات المتحدة عن دعمها الكامل والثابت لإسرائيل. نحن نتعرض دائما للسؤال فيما لا أحد يسأل في الولايات المتحدة.

الصحيفة: منذ متى وانتم تدعمون الفلسطينيين في غزة؟

الشيخ نعيم: إن هذا هو احد أسرار المقاومة، نحن لا نتحدث عن تفاصيل دعمنا، لكن يكفي القول أننا نقدم لهم كل أنواع الدعم التي يمكن أن تساعد المقاومة الفلسطينية. كل نوع ممكن.

الصحيفة: هل قدمتم لهم أسلحة عسكرية؟ صواريخ؟ تدريب؟ دعما لوجستياً؟

الشيخ نعيم: نحن لا نتحدث عن التفاصيل أو عن كيفية دعمنا أو بما ندعمهم به. نحن نترك هذا ليتضح مع الوقت.

الصحيفة: يقول الإسرائيليون أن ترسانة حزب الله أكبر بكثير الآن مما كانت عليه قبل حرب 2006. هل هذا صحيح؟

الشيخ نعيم: : كما قلت ، نحن لا نتحدث عن تفاصيل ترسانتنا. إن هذه هي قوتنا. إن سريتنا، هي قوتنا ضد عدونا. ولكن ما أقوله هنا هو أننا لا ننكر ول نؤكد أن لدينا ثلاثة أو أربعة أضعاف الترسانة التي كانت لدينا في عام 2006 ، كما يقول (الإسرائيليون).

الصحيفة: : إن لدى إسرائيل حكومة ائتلافية يمينية جديدة وهي تتخذ موقفا أكثر تشددا من الحكومة السابقة بشأن القضايا الأساسية مثل مرتفعات الجولان والمستوطنات. ماذا يعني ذلك بالنسبة لحزب الله؟ هل ستصعدون مقاومتكم ردا على ذلك؟

الشيخ نعيم: لطالما نظر حزب الله إلى إسرائيل على أنها عدوا، واعتبارها بلدا يريد أن يتوسع ونحن لم نثق بإسرائيل يوما. ولذلك إن الوضع ليس مختلفا هذه المرة. إسرائيل قد تبدأ حربا جديدة في المنطقة. حزب الله لا يسعى الى إشعال حرب لكننا مستعدون دائما.

الصحيفة: : سؤالي الأخير هو عن المحكمة الخاصة بلبنان (التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005؟ إذا ما فوزتم في الانتخابات، ما الذي سيحصل للمحكمة؟

الشيخ نعيم: كما تعلمون ، إن المحكمة ليست مسؤوليتنا -- أنها ليست مسؤولية الحكومة أو مسؤولية لبنان. بل هي مسؤولية الأمم المتحدة. ومع ذلك، ليس لدينا أي شيء ضد المحكمة طالما أنها تبقى في إطارها القضائي والجنائي. نحن لا نريدها أن تصبح محكمة سياسية. نحن لا يمكننا أن نحكم على ما حدث إلا عندما تخرج نتائجها. نحن نريد معرفة الحقيقة بقدر أي شخص آخر.

الصحيفة: شيخ نعيم هل هناك شيء تود إضافته؟

الشيخ نعيم: ما سأقوله هو الأتي : إن خطأ أميركا الأكبر هو علاقتها مع إسرائيل وعلاقتها مع الفلسطينيين.عندما يتعلق الأمر بعلاقتها مع إسرائيل فإنهم هم الأهم وهم على حق دائماً,إنهم كل شيء ,كل ما يقولونه هو الصحيح. بينما عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين ينسون أن هؤلاء الناس لديهم بلد ولهم حقوق.

ثانيا ، حزب الله جاء كردة فعل على ما فعلت إسرائيل.إن إنشاء حزب الله هو رد فعل على اجتياح عام 1982.ولقد تنامت قدرة حزب الله من حينها ولقد حاول الأمريكيون نعتنا بالإرهابيين ولكن كلما حاول الأمريكيون تسميتنا بالإرهابيين والتكلم ضدنا كلما زادت شعبية حزب الله على الأرض,وكلما زاد تأييد الناس لنا,وأصبحنا أقوى. كل البلدان الأوروبية وبما في ذلك بريطانيا أدركوا أن حزب الله هو حزب لبناني ولذلك لا يستطيعوا تجاهله.إن الأمريكيين يسلكون الطريق الخطأ في التعامل مع حزب الله.