1- لا يزال بعض السياسيين اللبنانيين يصر على نزع سلاح حزب الله ودمجه في الدولة اللبنانية دون الأخذ بعين الاعتبار أوضاع لبنان والمنطقة والتهديدات الإسرائيلية المستمرة، ما هو موقف حزب الله من مثل هذه الدعوات؟
توجد بعض الأصوات التي تتحدث عن سلاح المقاومة ولكن هذا الأمر متروك للحوار الوطني، فقد تشكلت لجنة الحوار الوطني وهي قيد الاستكمال ويرأسها رئيس الجمهورية، وتوجد نقطة على جدول الأعمال هي الإستراتيجية الدفاعية، وعلى أساس الانتهاء من نقاش الإستراتيجية يتبيَّن موقع سلاح المقاومة من عملية المواجهة، وبالتالي نحن نعتبر كحزب الله أن هذه الدعوات خارج دائرة طاولة الحوار ليست فعالة ولا مناسبة لأننا أمام تهديدات إسرائيلية خطيرة وكبيرة، ولا يصح أن يكون لبنان ضعيفاً في مواجهة هذه التهديدات بل يجب أن يكون قوياً، ولذا نحن نصر على بقاء المقاومة وجهوزيتها واستعداداتها المرتبطة بالاستهدافات الإسرائيلية وبتحرير الأرض بانتظار أن يكون هناك تفاصيل أخرى لها علاقة بالإستراتيجية الدفاعية من خلال طاولة الحوار.
2- في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ضد المقاومة، هل تتوقعون اجتياحاً إسرائيلياً للبنان على غرار ما حصل في تموز 2006؟ وكيف سيكون ردكم على هذا العدوان؟ وهل من مفاجآت؟
نحن لا نتوقع اجتياحاً إسرائيلياً في هذه المرحلة، لأن إسرائيل تعاني إرباكا واضحاً على المستوى العسكري، وكذلك تعاني من فراغ سياسي بسبب الانتخابات القادمة، واتهام أولمرت بالفساد وعدم قدرة ليفني على تشكيل حكومة جديدة، إذاً تعقيدات في واقع إسرائيل من القيام بأي عمل واسع، إلاَّ أننا كمقاومة نبقي الاحتمال البسيط قائماً، ولذا أستطيع القول بأن المقاومة جاهزة جهوزية كاملة فيما لو فكرت إسرائيل أن تعتدي وعندها سيكون الرد مناسباً وقوياً ومفاجئاً في آنٍ معاً.
3- لبنان على مشارف انتخابات برلمانية مصيرية، هل تتوقعون تغييراً في موازين القوى؟
في الواقع نحن نخوض الانتخابات النيابية بأمل أن تكون للمعارضة الأغلبية، ولا أُخفي أن الطرف الآخر أيضاً الذي هو جماعة 14 آذار يتوقعون أن يحصلوا على الأغلبية النيابية، ولذا أيضاً هم متحمسون لخوض هذه الانتخابات، بكل الأحوال هذه الانتخابات القادمة مؤثرة، لأن انتصار أحد الطرفين بأخذ الأغلبية سيكون له دوره الفاعل في صورة لبنان المستقبلي، ولذا هذه انتخابات مهمة ستؤثر بدرجة ما على الوضع اللبناني.
4- مع اللقاء الذي جمع سماحة السيد حسن نصر الله والشيخ سعد الحرير والذي انعكس إيجاباً على الساحة السياسية هل تتوقعون استمرار هذا التحسن مستقبلاً؟
أستطيع القول أن لقاء سماحة السيد حسن نصر الله(حفظه الله ورعاه) والنائب سعد الحريري أقفل ملفاً معقداً له علاقة بالفتنة السنية الشيعية، التي حاول البعض أن يلعب عليها وأن يثيرها في داخل لبنان، وبالتالي هذا الملف أقفل لتصبح المسألة مسألة في دائرة الخلاف السياسي وليست في دائرة المذهبي، ونحن لا نخشى من الخلاف السياسي لأن الناس تتفاوت في وجهات نظرها وهذا أمر طبيعي، على كل حال هذا اللقاء له إيجابيات مهمة أبرزها أن التوتر السياسي خفَّ كثيراً على الساحة الإعلامية والسياسية، وكذلك استبدلت الخطابات المذهبية بخطابات سياسية، وأيضاً ارتفعت الفتنة بوجهها العبثي ليحل محلها الخلاف السياسي والانتخابي وهذه نقاط إيجابية نتيجة اللقاء، وأعتقد أن الفرصة من الآن إلى الانتخابات النيابية ستكون على وتيرة مشابهة تقريباً لأن الكل يتأمل أن يحصل على نتيجة مميزة من خلال هذه الانتخابات.
5- بعد المصالحات التي حصلت وتحصل بين المعارضة والموالاة، هل تتوقعون حصول لقاء قريب بين حزب الله والقوات اللبنانية؟
ليس مطروحاً الآن أن يكون هناك لقاء بين حزب الله والقوات اللبنانية، كما أنه ليس هناك احتكاك مباشر وخصوصية تستلزم مثل هذا اللقاء في هذه المرحلة، وعلى كل حال هناك بعض المصالحات التي لم تنجز بعد لها علاقة بالساحة المسيحية مثلاً بين تيار المردة والقوات اللبنانية، والاهتمام متجه اليوم إلى الانتخابات أكثر ما هو متجه إلى التوقف عند مثل هذه اللقاءات، على كل حال الأمر ليس مطروحاً في هذه المرحلة.
6- بعد اغتيال الشهيد القائد عماد مغنية توعد حزب الله بالرد على الإسرائيليين في الوقت والمكان المناسبين، هل نشهد رداً قريباً من حزب الله؟
نحن على وعدنا في الرد على الإسرائيليين بعد اغتيال الشهيد القائد عماد مغنية، لكن كما كان واضحاً ولا زال هذا يتم في الوقت المناسب والمكان المناسب ولا يمكن أن نحدد فترة زمنية لا قريبة ولا بعيدة، نكتفي بما ورد في الحديث عن الوقت المناسب.
7- بعد الكشف عن إحدى الشبكات الإسرائيلية والتي يمكن أن يكون لها ارتباط باغتيال الشهيد مغنية أين وصلت التحقيقات في قضية الاغتيال؟
لم تنتهِ التحقيقات في قضية اغتيال الشهيد القائد عماد مغنية وإن كانت أصابع الاتهام تشير إلى إسرائيل بشكل جازم بالنسبة إلينا، وهناك معطيات أكيدة عن مسؤولية إسرائيل، لكن لا بدَّ من استكمال التفاصيل الأخرى لتكتمل الصورة بشكل أكثر وأدق، وهذا ما يتم متابعته من خلال متابعة التحقيق، والتحقيقات مستمرة ولم تنتهِ حتى الآن.
8- إيران تدعم حزب الله والمقاومة شعباً وحكومة في مواجهة الكيان الصهيوني، ما هي رسالتكم إلى الشعب الإيراني وماذا تتوقعون منه؟
نحن نحيي الجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام الخامنئي(حفظه الله ورعاه) وبرئاسة الجمهورية المتمثلة بالسيد أحمدي نجاد، وكذلك بكل الحكومة والبرلمان والشعب الإيراني لأنهم في الواقع كانوا خير دعم لحزب الله وللبنان ولفلسطين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، ولا يخفى أن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في هذه الانجازات العظيمة، لأننا كمقاومة نحتاج إلى مساندة في مقابل هذه المساندة الدولية الاستكبارية الغربية والأمريكية لإسرائيل التي تكاد تكون خيالية، نحن نحيي الشعب الإيراني ونعتبر أنه شعب مجاهد اختبر مواجهة الشاه ومواجهة العدوان عليه من قبل صدام، وكذلك الحصار من قبل أمريكا وبعض الدول الكبرى، إذاً هو شعب عانى وضحى لكنه الآن يرى هذه النتائج العظيمة بشموخ الدولة الإسلامية، نحن نتمنى أن يكونوا دائماً إلى جانب المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية وكل المقاومات التي تواجه الاحتلال لأن قضيتنا واحدة، فمن نجح منّا في موقع من المواقع سيترك آثار نجاحه على الأطراف الأخرى، ولأننا في النهاية سنكون قد منعنا الاستكبار من أن يفعل في منطقتنا وهذا ينعكس على الآخرين كما أن الآخرين إذا منعوا ينعكس علينا.
9- كيف تقيمون زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى إيران؟ وهل ترون من تناقض بين دعم إيران للمقاومة وإمكانية دعم الجيش؟
زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلى إيران كانت ناجحة وهي تعبير عن علاقة دولة بدولة، ولبنان يرغب في علاقة طبيعية مع إيران كما أن إيران ترغب بعلاقة مع لبنان، وبالتالي هذه الزيارة أعادت الروح لهذه العلاقات الرسمية بشكل أفضل مما كانت عليه في السابق، وهي إلى ازدياد إن شاء الله تعالى وهذا المسار يتطلب متابعة، أمَّا أن تدعم إيران المقاومة فهذا محل شكر من الجميع، وأمَّا أن تدعم الجيش اللبناني فهذا أمر تتابعه الدولة اللبنانية بقنواتها المعروفة، ونحن نشجع على أي إطار فيه تعاون لبناني إيراني لمواجهة التحديات.
10- لماذا يعارض حزب الله الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة؟ وهل تؤيدون دعوة آية الله السيستاني في عرض الاتفاقية على الاستفتاء الشعبي؟
نحن كحزب الله عارضنا الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة لأننا وجدنا فيها ارتهاناً للعراق وشرعنة للاحتلال، وفيها بعض النقاط التي تؤثر على سيادة العراق، ولأننا نعلم أن أمريكا خطرة في توجهاتها وتستطيع أن تسيطر بطريقة بشعة عارضنا هذه الاتفاقية كي لا يصبح العراق أسيراً بشكل رسمي للولايات المتحدة الأمريكية، لأنه في النهاية إذا لم يكن هناك اتفاقية فهذا يعني أن أمريكا ستبقى في حالة قلق ولن تشعر بالاستقرار أو بالدعم السياسي، على كل حال أدَّينا موقفنا على المستوى السياسي كحزب الله والأمر يعود في نهاية المطاف إلى الشعب العراقي هو الذي يختار ، وبالتالي ما يختاره الشعب العراقي هو مسؤوليته وهي قراراته، نحن قلنا ما عندنا وفي النهاية الشعب العراقي حريص على بلده وسيادته ويعرف ماذا يختار إن شاء الله تعالى.