مقابلات

الشيخ نعيم قاسم: يكشف عن كواليس المفاوضات مع المجموعات المسلحة في سوريا

الشيخ نعيم قاسم: يكشف عن كواليس المفاوضات مع المجموعات المسلحة في سوريا
مقابلة مع سماحة نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم مع قناة العالم- طهران

لاحظنا خلال هذه المرحلة من معارك حزب الله في جرود عرسال أنها متصلة بما يحدث في سوريا وأن الحزب اتبع أسلوب التفاوض قبل وخلال وبعد المعارك. حبذا لو تفصلون أكثر حول هذه الآلية التي اتبعها حزب الله في التعامل مع هذه المجموعات سواء جبهة النصرة أو غيرها من الجماعات التي كانت متواجدة في هذه المنطقة؟


 في الحقيقة التفاوض بيننا و جبهة النصرة وأحرار الشام وبعض المجموعات ليس أمرا جديدا. حصل التفاوض سابقا من أجل الفوعة وكفريا والذي اشتهر فيما بعد باسم المدن الأربعة الفوعة وكفريا ومضايا والزبداني. وبالتالي الأعداد التي خرجت من الفوعة وكفريا والزبداني ومضايا كان بناء على مفاوضات حصلت يومها التي كان حزب الله كان أحد الأطراف فيها. وحصلت في بعض الأماكن لقاءات مباشرة أي في تركيا وقطر من أجل التفاوض وبعض الأحيان حصل الأمر بعناوين أخرى كمناصر لحزب الله أو دولة أخرى أو ما شابه ولكن هذا حصل وترتب. المفاوضات الأخيرة حصلت عبر اللواء عباس إبراهيم كممثل للدولة اللبنانية بصفته المدير العام للأمن العام اللبناني وكان ينقل وجهة نظر حزب الله ووجهة نظر النصرة سواء النصرة الموجودة في عرسال أو الموجودة في إدلب. لأن المفاوضات الأساسية حقيقة كانت مع قيادة النصرة في إدلب. وجماعة النصرة في إدلب حاولوا أن يتحدثوا أيضا مع ممثل إيران في المنطقة هناك للوصول إلى نتيجة معينة. إذا مسألة المفاوضات بأشكال مختلفة موجودة وإذا كنا نستطيع أن نفوت معركة هذا يكون أفضل. ولدينا مفاوضات حصلت أيضا على تبادل شهداء مع قتلى من الآخرين في محطات مختلفة.


 بالحديث عن المفاوضات، أشرتم إلى المفاوضات مع النصرة وغيرها من الجماعات المسلحة. الآن سننتقل إلى ملف آخر ولكن من باب المفاوضات. هل هناك قنوات للتفاوض مع جماعة داعش؟


الآن توجد قناة ضعيفة في التفاوض. لكن معلوماتي أن الجانب السوري له مفاوضات مع داعش بشكل غير مباشر والآن الجانب اللبناني من خلال اللواء عباس إبراهيم فتح بابا معينا للتفاوض. إذا كان الموجودون من داعش في جرود عرسال قبلوا بالخروج والكشف عن العسكريين المعتقلين لديهم للإفراج عنهم..


سماحة الشيخ! هذا هو المحور الآخر الذي سنتحدث عنه بالتحديد. ولكن الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله تحدث ليلة أمس بشكل مفصل عن المعركة المقبلة وعن أيام. برأيكم هل الجيش اللبناني كجيش نظامي قادر على خوض هكذا معركة معقدة مع جماعات مسلحة تقود حروب عصابات؟ هل الجيش قادر من ناحية التقنية والأداء قادر على مواجهة هكذا معركة؟


في رأينا لو لم يكن الجيش اللبناني قادرا على دخول هكذا معركة لما تصدى لها. يعني قيادة الجيش هم الذين طرحوا بأنهم يريدون العمل لمواجهة داعش وبالتالي حزب الله كان متجاوبا لأن المهمة بالأصل تعود للجيش اللبناني فإذا كان عنده استعداد سواء بالعديد أو بالأسلحة أو بالذخائر فلا مانع من الموضوع. ميزة هذه المعركة التي ستحصل أن الجيش اللبناني لن يكون وحده. هو سيكون من الجانب اللبناني والجيش السوري وحزب الله من الجانب السوري للحدود. لأنه حسب جغرافية المعركة تتواجد داعش في منطقة مساحتها 250 كيلومتر مربع منها 120 كيلومتر مربع في جرود عرسال في الجانب اللبناني و130 كيلومتر مربع في جرود الجراجير التي هي سورية. إذا خاض الجيش اللبناني في المنطقة اللبنانية ولم تكن معركة في المنطقة السورية تصبح المنطقة السورية آمنة لهم ويستطيعون إيقاع خسائر كبيرة في الجيش اللبناني. بينما إذا دخل حزب الله في المعركة مع الجيش السوري من الجانب السوري والجيش اللبناني من الجانب اللبناني سيكون هناك تكامل بالخطة وهذا يسهل عملية اقتلاع داعش في تلك المنطقة. أستطيع أن أقول إن الجيش اللبناني درس وضعه ويقول قائد الجيش بإمكانية أن يخوض هذه المعركة ونحن نعتقد أنه بإمكانه أن يخوض.


هذا عن الإمكانية العسكرية ولكن ماذا عن الغطاء والقرار السياسيين؟ هل الدول الإقليمية التي لها نفوذ في لبنان ستسمح للمستوى السياسي بمنح الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى بخوض هكذا المعركة؟


معلوماتي أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب أعطوا الموافقة للجيش وكذلك الدول الإقليمية والغربية لا يمانعون أن يقاتل الجيش، اعتقادا منهم إذا حرّر الجيش عرسال يستطيعوا أن يقولوا أن الجيش لا يحتاج إلى أحد ليقاتل معه وهو يستطيع أن يحرر ويعتبرون أن هذا قد يطرح علامة استفهام على استمرار السلاح بيد المقاومة. لكن هم واهمون. لأن الجيش سيحرر. هذا صحيح وعمل وطني كبير جداً. لكن الحاجة إلى المقاومة وسلاح حزب الله أبعد من عرسال فقط. بل لها علاقة باستمرار وجود التيار التكفيري والخطر الإسرائيلي.


سماحة الشيخ أنا تحدثت تحديدا عن أن المعركة ذات شقين بعد سوري وبعد لبناني. الغطاء السياسي الذي سيمنح للجيش اللبناني هو بخوض معركة بتنسيق سوري لبناني. تعرفون أن التواصل بين الحكومة اللبنانية والحكومة السورية بشكل رسمي مقطوع بقرار سياسي وليس هناك تواصل على المستوى الميداني. هل سيُمنح الجيش اللبناني هذا الغطاء لخوض معركة بالتنسيق مع الجيش السوري؟


الغطاء الذي سيُمنحه الجيش اللبناني لخوض معركة جرود عرسال. لن يتحدثوا عن تنسيقه أو التعاون بينه وبين حزب الله والجيش السوري.


أفهم من ذلك أن هناك قنوات تواصل بين الجيشين اللبناني والسوري..


هناك حزب الله وهناك قنوات تواصل ميدانية. لأن وجود الحدود المشتركة يتطلب بعض الاتصالات وهذا أمر طبيعي وعادي.


سماحة الشيخ بالانتقال إلى موضوع آخر حزب الله منذ تدخله في سوريا لعب دورا هاما لا يمكن إنكاره على أي مستوى فيما يحدث في سوريا. خوض الحرب إلى جانب الحكومة السورية .. هل مازلتم تعتقدون أن الدوافع والأسباب التي قادتكم إلى سوريا مازالت قائمة وموجودة وتقتضي وجودكم في سوريا؟


بالتأكيد ما حصل في سوريا وتدخل حزب الله في سوريا كان له مبررات وهو إنقاذ سوريا من أن تدمر وتؤخذ إلى مشروع آخر غير سوريا المقاوِمة وهذا الأمر مستمر. صحيح أن النظام السوري حقق انتصارات كبيرة والطرف الآخر انهزم هزائم عديدة، لكن المعركة لم تنتهي بعد ولا تنتهي إلا بالحل السياسي. والحل السياسي حتى الآن ليس مطروحا. عندما يطرح الحل السياسي ويتفاهم السوريون مع بعضهم على طبيعة الحل السياسي ويعلنون انتهاء المعركة عندها لن نكون موجودون كعسكر في سوريا. لأنه ليست هناك حاجة لا لنا ولا للسوريين. بينما مادام الأمر في إطار عدم وجود الموقف السياسي ولا الحل السياسي فنحن سنستمر مادامت هناك حاجة لنا.


هل تقصدون أن المسألة تتجاوز الوضع الأمني الذي تشهده سوريا وليس مرتبطا فقط بالوضع الأمني وما تواجهه من جماعات مسلحة؟


الوضع الأمني مرتبط بالوضع السياسي وكل ما حصل من وضع عسكري في سوريا لأجل إسقاط سوريا لتحويلها سياسيا إلى مشروع آخر مع أمريكا وإسرائيل. الآن استعطنا أن نقف أمام موجة إسقاط سوريا كمرحلة أولى والمرحلة الثانية بدأت سوريا تستعيد زمام المبادرة عسكريا على الأرض وتحرر الكثير من الأراضي. هناك مرحلة ثالثة اسمها الحل السياسي إذا لم يأتي الحل السياسي معناها أننا أمام مشهد قتل وقتال وإن كان محدودا أحيانا أو ليس بمستوى ما كان منذ سنوات. لكن في النهاية لا يقفل هذا الملف إلا بالحل السياسي.


سماحة الشيخ دعني أسألكم سؤالا ولكن بطريقة سلبية. ما الذي لا ترضونه في مستقبل سوريا وما هي خطوطكم الحمراء في سوريا للحل السياسي؟


نحن خطنا الأحمر في سوريا أن لا تتحول سوريا إلى المشروع الإسرائيلي. هذا ما واجهناه من خلال ضرب التكفيريين ومن خلال الوقوف إلى جانب النظام وبالتالي عندما يأتي وقت الحل السياسي، نحن لا مشكلة لدينا ولا شروط لدينا مع أي حل سياسي يتفق عليه السوريون. لأن إذا الحل السياسي سيكون بالتفاهم يعني أن الرئيس بشار الأسد ومن يمثلهم الذين دافعوا ست سنوات ونصف عن مشروع سوريا المقاومة هم أحرص ليبقى هذا المشروع قائما. يعني تبقى سوريا المقاومة فإذا لسنا خائفين من نتائج الاتفاق السياسي. وبالتالي ليست هناك خطوط حمراء لدينا. على من نضع الخطوط الحمراء؟ إذا كنا نقاتل إلى جانب النظام نحن مطمئنون أن النظام يسير بطريقة صحيحة.