أعلن نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ان المعارضة أبلغت الرئيس المكلف تشكيل الحكومة فؤاد السنيورة موقفها التفصيلي بالنسبة للحكومة وان الكرة الآن في ملعب الموالاة التي عليها ان تحسم مسائلها الداخلية مشيرا إلى ان الحكومة ستبصر النور خلال أيام، كلام الشيخ قاسم جاء ردا على اسئلة لاذاعة النور حول المستجدات السياسية على الساحة اللبنانية وقال الشيخ قاسم انه: قيل الكثير عن اتفاق الدوحة وتفنن البعض في إعطائه توصيفات مؤقتة ومرحلية لتضعيف مكانة هذا الإتفاق، وقلنا منذ اللحظة الأولى ان هذا الإتفاق يشكل معبراً إلزامياً ضرورياً لفتح قنوات الحوار والتفاهم وحكومة الوحدة الوطنية وانتخابات تمثيلية يختار الناس فيها ممثليهم بملء إرادتهم، وتبين من المقدمات أن المعارضة تمسكت باتفاق الدوحة وهي كانت جدية وفاعلة وأن بعض من اعترض على هذا الاتفاق كان دائماً ينبئ الناس بالشؤم، وقد اثبتت المعارضة مجدداً انها تقول وتفعل وأنها جدية في خطوات اتفاق الدوحة وقد أعطت موقفها التفصيلي وأنهت تشكيلتها وأبلغت رئيس الحكومة المكلف والآن الكرة في ملعب الموالاة وعليهم هم أن يحسموا مسائلهم الداخلية فيما بينهم إلا أن قناعتنا أن تشكيلة الحكومة ستبصر النور خلال أيام أو أكثر من ذلك، لأنه لم يعد بالإمكان العودة إلى الوراء، وبرأينا كل هذا التأخير في تشكيل الحكومة كان مرتبطاً بتعزيز مواقع الأطراف في داخل الحكومة لمصلحة الإنتخابات النيابية القادمة ولم يكن الأمر مرتبطاً بضغوطات إقليمية ودولية من هنا وهناك إنما هي مسألة داخلية تفصيلية، وبالتالي هذه المسائل التفصيلية أمام اتفاق حظي بغطاء عربي ودولي لا بد أن تذلل وأن تعالج في المدى القريب ولا إشكال في المدى القريب ولا إشكال في تشكيلة الحكومة التي ستبصر النور عاجلاً أم آجلاً وخلال أيام إن شاء الله.
وأضاف سماحة الشيخ قاسم: "عندما اتخذ حزب الل قراره بأن يوزع حصته المؤلفة من ثلاثة وزراء على أطراف في المعارضة بحيث يحصل الحزب على وزير واحد وتحصل المعارضة على وزيرين لم يطل التفكير في هذا الموقف لأنه يعتبره وفاء للمعارضة وتقديم نموذج عن عدم التعلق بالمكاسب المحدودة التي لها علاقة بمكاسب الوزارات كما يعني هذا القرار ان حزب الله إنما يتطلع لإشراك اللبنانيين بفئاتهم المختلفة من خلال الموقع الحكومي وقد بدأ التجربة بنفسه وعملياً لأن كل الكلام لا ينفع والتطبيق العملي هو الأكثر نفعاً، وأضاف الشيخ قاسم لقد واجهنا اعتراضاً من فريق الموالاة حيث كان في نيتنا أن نرشح درزياً وسنياً من المعارضة في مقابل حصتين شيعيتين لنا، تمت الموافقة على ترشيح الوزير الدرزي من المعارضة ،ولكن لم تتم الموافقة على إعطائنا حقيبة سنية لإعطائها لأحد المعارضين السنة، فاتجهنا إلى إعطاء أحد أحزاب المعارضة لكي نبقي عملياً التمثيل الواسع للمعارضة من داخل حصة حزب الل وهذه تجربة أتمنى أن يطبقها الآخرون على أنفسهم لنثبت اننا نريد حكومة فاعلة وجدية، وهنا أريد أن أؤكد وأذكر أن أول مهمة للحكومة المقبلة يجب أن يكون الوضع الاقتصادي والاجتماعي، كفانا أحاديث سياسية تغلب عليها المناورات وكفانا مواقف تريد أن تظهر البعض وكأنه حريص على لبنان أكثر من البعض الآخر، الناس يعرفون تماماً من هو الحريص ومن هو غير الحريص ومن هو المضحي ومن هو غير المضحي، نأمل أن نفتح صفحة جديدة للجميع في لبنان ونأمل أن نبدأ في معالجة قضايا الناس لنكون جديين في رفع المظلومية عنهم ونحن نسمع اليوم بين الحين والآخر بعض التصريحات التي تحاول أن تستفز وأن تثير العصبيات وأن تتمرد على التفاهم وعلى الوحدة الوطنية وتحاول أن تفسر كل موقف إيجابي بطريقة سلبية، نحن كحزب الل لن نرد عليهم سلبياً وإنما سنعمل من أجل نهوض هذه الحكومة بمهماتها الأساسية لمصلحة الناس وليبقى النعيق قائماً وسينعكس على أصحابه وسيدرك الناس تماماً أن هناك من يريد افشال العمل الوحدوي في البلد إنما نحن نريد أن تنجح حكومة الوحدة الوطنية وسوف نعمل بهذا الإتجاه.
وحول الزيارات التي يقوم بها حزب الله باتجاه القيادات اللبنانية أشار سماحة الشيخ قاسم إلى ان اللبنانيين سيلحظون بشكل واضح أن أيدينا مفتوحة وممدودة بشكل عملي وليس بشكل نظري، وما عرضه سماحة الأمين العام في مؤتمره الصحفي سينعكس بشكل مباشر مجموعة من الخطوات الفاعلة والمؤثرة، الخطوة الأولى كانت زيارة وفد من حزب الل رئيس الوزراء المكلف فؤاد السنيورة لإبلاغه في تفاصيل ملف الأسرى والمعتقلين ولإشراك الدولة في مهمة استقبال الأسرى والمعتقلي ، وأقول ذلك لأن زيارة الرئيس سليمان والرئيس بري تعتبر طبيعية بحكم العلاقات الموجودة بيننا، وعليه هذه فاتحة خير، وستكون هناك لقاءات أخرى مع أطراف اختلفنا معهم في الموالاة وستعالج القضايا الميدانية على الأرض وأيضاً ستزيل أثار التوتر المذهبي أو الحزبي وسنسمع عن عدد من اللقاءات التي ستجري لمستويات مختلفة وسيكون حزب الل مبادراً في بعضها ومتلقياً بإيجابية مبادرة الآخرين في البعض الآخر، لكن الإتجاه العام عندنا هو إقفال كل ملفات التوتر وإبراز كل الإيجابيات التي تعزز فكرة الوحدة الوطنية لننصرف إلى القضايا الهامة والأساسية ومنها مصالح الناس في هذا البلد ومنها نقاش الإستراتيجية الدفاعية بعقل هادئ وموزون لمصلحة لبنان وكذلك وضع كل القضايا التي تحتاج إلى تفاهم على الطاولة .