عبَّر نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم عن ارتياح حزب الله لاتفاق الدوحة واعتبر أن اتفاق الدوحة هو إنجاز كبير جداً لمصلحة لبنان، لأنه أنجز مرحلة من المفروض أن تكون إيجابية لمصلحة الجميع، وأنجز اتفاقاً كان له أثر لإنهاء أزمة طويلة بالحد الأدنى استمرت لسنة ونصف.
وفي المقابلة التي أجرتها معه قناة أوربت ضمن برنامج "القاهرة اليوم" قال سماحته عن موضوع المقاومة:
نحن حاضرون للتفاوض على موضوع دور المقاومة وسلاح المقاومة وكل ما يرتبط بها في إطار حكومة وحدة وطنية، وفي إطار حوار وطني، من أجل أن نرى ما هو الأصلح للبنان، ونحن أعلنا بالأصل عبر جلسات الحوار التي كانت قبل عدوان تموز سنة 2006، أننا نقبل بهذا النقاش عبر استراتيجية دفاعية تضع النقاط على الحروف، لا زلنا عند كلامنا ونحن حاضرون للحوار .
وحول إمكانية ترك حزب الله لسلاحه قال سماحته:
نحن حركة سياسية موجودة في البلد، لنا نوابنا ولنا نظام اجتماعي، لكن أن يُقال : عليكم أن تتركوا المقاومة وتتركوا السلاح، نحن نطرح سؤالاً في المقابل: من يحمينا ويحمي لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية؟ اليوم وفي كل يوم يوجد أكثر من 15 طلعة جوية إسرائيلية تصوِّر كل الأماكن في لبنان، ولو لم يكن لدى الإسرائيلي خوف من ردة فعل حزب الله لكنا سمعنا باغتيال شخصيات، وسمعنا بأعمال انتقامية ، واجتياحات متعددة، وهذا ما يحصل في غزة، وأنتم تعلمون أن غزة مكشوفة تماماً من الطيران الإسرائيلي ويستطيع أن يفعل ما يريد.
نحن موافقون على أن يكون هناك استراتيجية دفاعية تجعل جيشنا الوطني قادراً على حماية لبنان ، ويمنع إسرائيل من أن تعتدي عليه، عندها يكون حل السلاح كجزء من هذه الاستراتيجية الدفاعية، إذاً نحن حاضرون للحلول ، ولكن أن نكون ضعفاء وأن يكون جيشنا غير قادر وحده بأن يدافع عن لبنان، ثم نقول للمقاومة التي حررت والتي قاتلت أن عليكِ أن تتخلي عن السلاح لمجرد أن نصبح ضعفاء، ثم تأتي إسرائيل وتفرض ما تريد في لبنان، كيف يمكن لعقل أن يقبل بهذا، نحن بحاجة أن نعالج مواجهة الخطر الاسرائيلي، فإذا عالجته الدولة اللبنانية بطريقة معينة نحن حاضرون أن نكون جزءاً من هذا العلاج، وإذا لم تعالجه لا يمكن أن نتخلى عن مقاومتنا وعن سلاحنا لتصبح الدولة ضعيفة ونحن ضعفاء ثم تتحكم بنا إسرائيل وتصنع ما تشاء.
وفي رده على سؤال حول ضمانة عدم استخدام السلاح داخلياً قال:
في الخلاف السياسي الداخلي نعتمد على حضورنا الشعبي وعلى موقفنا السياسي ولسنا مؤمنين باستخدام السلاح في الداخل ولسنا بحاجة لذلك، لو كنا نريد أن نستخدم السلاح لتعديل موازين القوى لاستخدمناه منذ بداية الحكومة التي آذتنا كثيراً، وصنعت ما صنعت في لبنان وتدهور الوضع، ولكن آثرنا أن نبقى ملتزمين في إطار الإدارة السياسية والحقوق الديمقراطية وهذا ما فعلناه وهذه أكبر تجربة، وعندما جاء اتفاق الدوحة ببند أن لا يستخدم السلاح في الداخل، وافقنا على هذه العبارة من دون نقاش، لأننا لا نؤمن باستخدام السلاح في الداخل لتعديل موازين القوى السياسية ولا لفرض شروط سياسية، وهذا ما حصل في كل الفترات السابقة التي دفعنا فيها أثمان باهظة ولم نستخدم السلاح، فنحن ليس لدينا أي مشروع له علاقة باستخدام السلاح في المعادلة الداخلية وهذا ما حصل حتى الآن في كل الظروف.
وعن الشرخ في الساحة المذهبية قال:
هناك أشياء مفتعلة وتعبئة خاطئة، فلو نظرت ستجد أن السني يحب أن يتواصل مع الشيعي والعكس صحيح والمسيحي مع المسلم، فعامة الناس يحبون التفاهم والتعاون، وهذا يعني أن القيادات تخطئ في طريق التعبئة المذهبية، أما في حكومة الوحدة الوطنية، فإن مجال الالتقاء والحوار سيكون أفضل، وأيضاً سيخفض من منسوب التوتر، ولكن أؤكد لك لو كان هناك مقدمات فعالة لفتنة سنية شيعية لما توقفت، ولكن هناك وهم اسمه فتنة سنية شيعية، منْ يقود هذه الفتنة؟ فنحن لا نريدها ولا نساعد عليها، وأظن أن التصريحات الإعلامية التي قام بها الطرف الآخر كانت لاستدراج العواطف السنية ولكن لا يوجد مشكلة سنية شيعية، فالمشكلة بين المقاومة وعدم المقاومة، مشكلة بين مشروع تريد أمريكا أن تكرسه في منطقتنا وبين السياديين الذين لا يريدون تكريس هذا المشروع، وإن شاء الله سيضرب لبنان مثلاً لعراق ولدول أخرى بعدم وجود الفتنة السنية الشيعية لأنها غير موجودة إلاَّ في التعبئة الخاطئة التي يمارسها البعض.
وحول قوة حزب الله وجهوزيته:
حزب الله مقاومة دفاعية ولم يكن يوماً هجومياً، يعني هو يدافع منذ سنة 1982 ونحن ليس لنا مطامع في مكان آخر نحن نريد أن نحرر الأرض المحتلة، ونريد أن ندافع عن قرارنا وعن كرامتنا وعن توجهنا، لذلك كل ما يستدعيه الدفاع سنقوم به، ونحن نعمل دائماً أن تكون قدراتنا مهمة وجيدة ومؤثرة، وأقول لك أننا اليوم على جهوزية كاملة.
وعن توقعه عن إمكانية شن حرب إسرائيلية قريبة:
استبعد أن يكون هناك حرب إسرائيلية قريبة، والسبب ليس رغبة إسرائيل إنما السبب عدم قدرة إسرائيل أن تخوض هذه الحرب في هذه المرحلة بسبب تعقيدات حرب تموز وما أنتجته، وبسبب اتهام أولمرت بالفساد وانشغالهم بالوضع الداخلي، وأيضاً خشيتهم من أن قدرة حزب الله يمكن أن تكون أفضل وبالتالي هذا سيورطهم في مأزق جديد، وليس هناك عوامل دولية مساعدة لهذا الأمر في المرحلة الحالية، وبالتالي استبعد أن تبادر إسرائيل إلى الحرب ولكن أقول بوضوح: نحن في حزب الله نتصرف على أساس الجهوزية الدائمة حتى لا نفاجأ وحتى لا يحصل أي شيء مباغت.
وختم سماحته:
أحب أن أقول لأخوتنا ولأحبائنا في العالم العربي والإسلامي كله، أن حزب الله هو حزب يعمل في لبنان وينظر إلى القضية العربية المركزية التي هي القضية الفلسطينية باهتمام بالغ، والتضحيات التي بُذلت إنما بُذلت عن قناعة وعن إيمان لا علاقة لها لا بالمعادلات السياسية ولا بالحسابات المحلية والمكاسب الخاصة، ونعتبر أن دمنا اللبناني تلاحم مع الدم الفلسطيني في إطار عربي إسلامي من أجل أن نعطي هذه القوة الحقيقية في مواجهة إسرائيل، اطمئنهم: ليس لدينا مشروع فتنة سنية شيعية، بل نحن من دعاة الوحدة، وقد جربتمونا من سنة 1982 لم يكن في خطابنا ولا في موقفنا أي شعار يميز بين المسلمين، بل نحن دائماً في الإطار الوحدوي، ولكن أي جهة تريد أن تعتدي على المقاومة بالقوة يجب أن تعلم أن المقاومة من حقها أن تدافع عن نفسها.