مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه صحيفة القبس الكويتية في 17/11/2007

النصف زائدا واحدا يعرض بنية لبنان للخطر

قلنا له: `السيد حسن الثائر والشيخ نعيم السياسي`. ابتسم، وافاض في الحديث عن المزايا القيادية، على مستوى الثائر كما على مستوى السياسي، لدى الامين العام ل`حزب الله` السيد حسن نصرالله.

الشيخ نعيم قاسم، نائب الامين العام، حينا دبلوماسي جدا، وحينا مباشر جدا، لكنه دائما الهادئ، بالاعصاب الحديدية، وتحسب ان السلاح الامضى في يد هؤلاء الناس هو.. الاعصاب.

الصواريخ شيء اخر، ويؤكد ألا هدف لها على الاطلاق سوى العدو الاسرائيلي، والبندقية لن توجه قطعا الى الداخل، ولكن ليحذر من ان اي انتهاك للدستور يعني ان بنية الدولة اللبنانية ستكون في خطر.

تفسير اخر لخطاب السيد حسن في `يوم الشهيد` انه وكما قال ل`القبس` دعوة لتشابك الايدي.

الشيخ قاسم دعا الى حل ابداعي. هذا ممكن في نظره ليؤكد ان الاولوية الان هي للوفاق `ولا نريد تهديدا ولا تهويلا` ولكن ماذا يقول بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي؟ `الصورة ضبابية حتى اللحظة، ولست واثقا من النتيجة`.

فهمنا ان اسم الحليف النائب ميشال عون نقل الى المبعوث الفرنسي كمرشح ل`حزب الله` لرئاسة الجمهورية، دون ان يقفل الباب اذا ما اتفقت المعارضة على خيار اخر.

ينفي ان يكون الحزب يسلح بعض القوى، ليقول `اننا نعلم كيف تمر بواخر السلاح وكيف تصل الى الجهات السياسية المختلفة`، ودون ان يسمي النائب وليد جنبلاط، يقول انه يتمنى ان يجلس على الربوة ويرى الناس يتقاتلون.

مرة اخرى الثلث الضامن (او الثلث المعطل) الشيخ نعيم قاسم اكد التمسك به.

ويشير قاسم الى ان هناك من يريد اخذ لبنان الى مشكلة كبيرة تتمثل اما بالانتخاب بالنصف + 1 واما بترك حكومة السنيورة معتبرا ان الامور بعد الانتخاب خلاف الطريقة الدستورية تختلف عن الامور ما قبل الانتخاب، معتبرا ان رئيسا بالنصف + 1 `مغتصب للسلطة.. لابد ان يحال الى المحاكمة`.

هنا حوار `القبس` معه حوار ربع الساعة الاخير:

بات معلوما انه في كل مرة تبدو الامور هادئة، يخرج السيد حسن بخطاب يشعل الساحة مجددا، لماذا؟

- يتميز خطاب `حزب الله` وخاصة خطاب الامين العام بانه خطاب صادق وواضح يبين للناس بالمفاصل الحساسة طبيعة الامور ويشرح لهم حقيقة الموقف، هو لا يحاول ان يخبئ القضايا، وانما يطرحها كما هي.

لقد رأينا في خطابه في `يوم الشهداء` عرضا مفصلا للواقع السياسي وللاحتمالات المطروحة، وكان هذا العرض لخدمة الجمهور ولمن يعنيه الامر ايضا كي يعرف الجميع اننا امام مفصل تاريخي حساس.

في هذا المفصل لا حل امام لبنان الا بالتوافق وهناك من يريد اخذ لبنان الى مشكلة كبيرة، تتمثل اما بالانتخاب بالنصف زائدا واحدا، واما بترك حكومة السنيورة غير الشرعية تستمر.

وهذان الخياران لا يتناسبان ابدا مع لبنان.

لقد سمعنا من السفير الاميركي جيفري فيلتمان، ومن بعض قادة 14 اذار كلاما يقول ان المحكمة مرت ولم يحصل شيء، وبالتالي يمكن ان يمر الانتخاب بالنصف زائدا واحدا ولا يحصل شيء.

اذن هم يخدعون الناس ليهدئوهم وليسيروا في مخططهم.

مأزق كبير

ما قاله الخطاب كان واضحا، الامور بعد الانتخابات خلاف الطريقة الدستورية تختلف عن الامور ما قبل الانتخاب في الظروف التي نحن عليها الآن.

الامور ستصبح اكثر تعقيدا وسيكون هناك مأزق كبير في لبنان، هذا امر لا يتعلق بنقاش جزئي بل بمستقبل لبنان وبالاتجاهات السياسية التي سيتخذها.

الطريقة الوحيدة لانقاذ لبنان، هو ان نكون شركاء وان نعزز التوافق.

بينما مسار جماعة 14 اذار خلال السنة الماضية بكاملها كان مسارا استفراديا، وقد رأينا ان البلد ينحدر والغلاء يزداد، والاستقرار منعدم على كل المستويات.

الامور ليست بسيطة او سهلة لاننا امام منعطف سياسي خطير في ما يتعلق برؤية لبنان واتجاهه وما سيكون عليه دوره في هذا الوضع المتقلب والمتوتر في المنطقة بازماتها المعقدة، ما يعني ان البلد سيتحمل عبئا ضخما اذا ربطناه بالوصاية الاميركية واذا ما اخذنا بمطالبها.

واذا ما افترضنا ان الوضع انتهى الى الطريق المسدود، وان الوفاق تعقد لاي سبب كان، لا يكون الحل في الذهاب لا الى النصف زائدا واحدا، ولا الى الفراغ الدستوري ببقاء حكومة السنيورة غير الشرعية، وانما يمكن ابتداع افكار اخرى كالانتخابات المبكرة او كغيرها مما يؤدي الى جمع اللبنانيين.

نحن ك`حزب الله` دعونا منذ بداية الازمة مع المعارضة الى حكومة الوحدة الوطنية، ودعونا الى الرئيس التوافقي، وطالبنا بالمشاركة `ومن رصد حركتنا على امتداد سنة، لاحظ انها حركة مد اليد لنكون معا، لنحمل ونحمي لبنان معا، وكنا نرى صدا من الطرف الآخر، وانقلابا على الاتفاقات التي جرت.

لحود و.. الإنقاذ

الامين العام ذهب ايضا في خط آحادي البعد عندما ناشد رئيس الجمهورية اميل لحود القيام بخطوة انقاذية، وانتم تعلمون ان الدستور لا يوليه تشكيل حكومة ولا اقالة حكومة ولا البقاء في القصر الجمهوري، الدستور واضح، ماذا تعني المناشدة اذا؟

- عندما يكون الاتجاه نحو التوافق، فهو الحل الاول والاخير وليس لنا بديل عن هذا الحل، وهذا ما نريده وهذا ما نسعى اليه، لكن لو وضعت عقبات من الطرف الآخر امام التوافق، لاسباب مختلفة، نحن امام وجود لرئيس جمهورية شرعي ومنتخب وموجود بحكم الدستور، عليه ان يقوم بواجبه الذي يسمح به الدستور، نحن لن نتدخل في هذه التفاصيل.

الرئيس يتكلم دائما بأن لديه خيارات دستورية، ويستطيع اتخاذ اجراءات معينة. وفي النهاية نحن نعلم ان هناك اجتهادات مختلفة تساعد بدل ان يذهب البلد الى المجهول.

الاجتهادات

انتم ايضا تتحدثون عن الاجتهادات، وتأخذون على قوى 14 اذار القفز فوق النص الدستوري والذهاب الى الاجتهادات.

- الاجتهاد لا يكون مقابل النص القطعي والواضح.

بالنسبة الى انتخابات رئيس الجمهورية، هناك نص قطعي وواضح يقول بانعقاد الجلسة الاولى بأغلبية الثلثين، وبالتالي التفسير بأن الجلسة الاولى انعقدت بمجرد انها لم تنعقد، واتت الجلسة الثانية، هذا لا يقول به احد في العالم، او ما كنا نسمعه بأن المسألة الحكمية في الايام العشرة الاخيرة، اي ان مجلس النواب يجتمع حكما، يعني التئام المجلس والانتخاب كيفما كان.

ومن هذا ال`كيفما كان` النصف زائدا واحدا، والواقع انه لا يوجد قانوني في العالم يقول بذلك نص الانتخاب بالثلثين، في رأينا لا يحتاج الى تفسير ولا الى تأويل وقد صدرت آراء قانونيين فرنسيين عديدة في الصحف، وكذلك آراء وخبراء لبنانيين ايضا يتحدثون عن هذا الامر بكل صراحة ووضوح.

تلوحون بإجراءات معينة اذا ما تم انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا او اذا ما انتقلت السلطات الرئاسية الى الحكومة، دون ان تعلنوا عن طبيعة هذه الاجراءات.

هل دور الناس، ناس المعارضة، ان تأخذ علما وتحني رأسها وتنفذ؟

- نحن فضلنا ان نبرز الخيار الوفاقي فلا نتحدث عما يمكن ان يحصل اذا ما فشل حتى لا يقال إننا نهدد او نهول، او اننا نقدم الحلول غير الوفاقية على الحل الوفاقي، واحترنا، اذا قلنا اننا لا نريد ان نتحدث في هذا الامر كي نبقي الاجواء ايجابية اتهمونا بأننا نخبئ شيئا، واذا لمحنا بأن لدينا خيارات لا بد ان تكون موجودة، فيما لو لم يحصل وفاق اتهمونا بالتهديد.

في الواقع نحن اخترنا طريقتنا بارتياح، ونعتبر ان الاولوية الآن للوفاق، ولا نريد تهديدا ولا تهويلا، ولكن بالتأكيد مع عدم الوفاق والذهاب بالنصف زائدا واحدا بقاء حكومة السنيورة غير الشرعية، فهذا يعني ان البلد في مأزق الذي له تداعياته التي يتحمل مسؤوليتها الفريق الآخر.

اذا، الخيارات المستقبلية متروكة لوقتها، هناك افكار موجودة، لكن هذه الافكار عادة لا تكون قيد التنفيذ.

صراخ المعارضة

تحدثتم عن اجراءات وليس مجرد افكار؟

- الاجراءات هي عبارة عن افكار اذا لم يحصل الحل، وبالتالي هذه الافكار لها وقتها ونأمل في ألا تكون موجودة في الاصل، لأنه لا يمكن للمعارضة ان تتفرج على سلب البلد وتهديمه واخذه الى الوصاية الاميركية بالكامل، وهي تنتظر ما الذي سيحصل.

لا بد ان تصرخ المعارضة، ولا بد ان تعترض، وان تقول شيئا، وان تفعل شيئا وهذا امر طبيعي.

حقل تجارب!

امام اولئك الناس خضتم تجربة الاستقالة التي لم تؤد الى نتيجة، لا بل ان وزير الخارجية فوزي صلوخ يداوم في قصر بسترس كأن شيئا لم يكن. كما خضتم تجربة الاعتصام، الذي سيمضي عليه عام بعد ايام دون ان يسقط الحكومة، فما الدليل على ان تجربة ثالثة ستنجح ولن تجعل الناس ييأسون من كونهم حقل تجارب؟

- في رأينا ان التجربتين نجحتا، التجربة الاولى المرتبطة بالاستقالة نزعت الشرعية عن الحكومة، والآن الحكومة منذ سنة تدافع عن نفسها لتثبت شرعيتها، وهي تحاول ان تأخذ الدعم الدولي والاقليمي من كل حدب وصوب للاعتراف بانها حكومة لبنان، ومع ذلك فهي لا تستطيع ان تتحرك ولا ان تأخذ لبنان الى قرارات سياسية خطرة لانها مشلولة، وكل ما في الامر انها تقوم ببعض الاجراءات التنفيذية المحدودة.

لكنها اخذت المحكمة الدولية الى مجلس الامن، وهذه ليست بالمسألة الروتينية؟

- ليست الحكومة هي التي اخذت المحكمة الدولية الى مجلس الامن، الحكومة غير الشرعية مع جماعة 14 شباط (14 أذار/مارس) كانوا الشكل الظاهري والمبرر اللبناني للاداء الاميركي الذي اخذها الى مجلس الامن، وبالتالي هذا فعل اميركا، وليس فعل جماعة السلطة وشطارتها في لبنان، بل على العكس، هم سهلوا ان يكون لبنان حقل تجارب وان يسلب موقعه القضائي، واخرجوه من الاحترام الدولي، وفوتوا على حكومة لبنان في ان تكون فاعلة، وأن تحصل على المحكمة باجماع داخلي في التفاصيل.

اما بالنسبة للاعتصام في وسط بيروت، فهو صوت مدو وكل الدنيا تعرف اليوم بانه توجد مشكلة سياسية في لبنان.

كل من يأتي من الخارج يرى امامه الاعتصام حتى الداخل يفهمون تماما ان هذا هو الشكل التعبيري السلمي والحضاري عن المأزق الموجود، ويمكنك ان تعرف اثر واهمية الاعتصام من المناشدات الدولية والعربية والاتجاه الدائم نحو المطالبة بانهاء الاعتصام.

حدس الشيخ

في السياسة عادة هناك حدس عند الرجل السياسي، انت مرجع سياسي حتى لو كنت رجل دين، حدس الشيخ نعيم قاسم يقول ان الانتخابات الرئاسية ستجري ام لا؟

- نظرا لتداخل المسائل بشكل كبير، لا اخفيك اني ارى الصورة ضبابية حتى هذه اللحظة، ولست واثقا بالكامل من النتيجة لانني ارى تعقيدات كثيرة في هذا الشأن آمل ان نصل الى توافق وعلى كل حال الايام المقبلة قليلة وليست كثيرة، لكن لا تخلو الامور من صعوبات حتى الآن.

ميشال عون

من الواضح ان مرشحكم لرئاسة الجمهورية هو النائب ميشال عون، انتم لم تعلنوا على ذلك لاسباب حددها السيد حسن في اكثر من مرة، اذ كانت حظوظه بالفوز ضئيلة هل لديكم اسماء اخرى، بل هل تقبلون بأي اسم آخر؟

- نحن لم نطرح اسما في وسائل الاعلام لمرشحنا وبالتالي عندما حصل نقاش معنا في الكواليس اخبرنا من يعنيهم الامر وجهة نظرنا بالنسبة الى مرشحنا وبالتالي اي امر آخر تفصيلي لابد ان يكون من خلال جلسات الحوار التي نعقدها مع المعنيين ونبلغهم بذلك، ليس لدينا شيء للاعلام في هذا الشأن وليست لدينا لائحة اسماء، لدينا مرشح تحدثنا عنه بشكل واضح في الجلسات التي عقدناها مع المندوبين والمبعوثين.

مرشح ولم تقفلوا الباب؟

- العمل الوفاقي يتقضي مناقشة مع عدة اطراف في المعارضة والموالاة في آن معا، فإذا نتج شيء ووافق عليه من يعنيهم الامر عندها تفتح الابواب وتحل الامور بالطريقة المناسبة، وبالتالي لا يمكن القول اننا اقفلنا او فتحنا، نحن طرحنا وجهة نظرنا ومعنا حلفاء ايضا وهم يتحدثون عن وجهة نظرهم وعندما نصل الى قاسم مشترك مع الافكار المطروحة سنتبنى هذا القاسم المشترك.

اعتبروها كما تريدون

في موضوع المناورة قال الامين العام لمن اعتبر انها موجهة الى الداخل `اعتبروها كما تريدون`، الا يترك ذلك المجال امام الخصوم للترويج بأن سلاح `حزب الله` وبعد انتشار قوات الطوارئ اصبح سلاحا للداخل ولو للتهويل السياسي؟

- عندما تحصل المناورة ويقول `حزب الله` انها ضد اسرائيل وتكون المناورة في منطقة مجاورة لفلسطين المحتلة وبعيدة عن العاصمة وليست لها اي مدخلية في الشأن الداخلي، ويقول الاسرائيليون انها مناورة ضدهم، ويتوجسون منها خيفة ويعلن كل العالم الذي اطلع على المناورة انها في مواجهة المناورة الاسرائيلية وتعبير عن جهوزية `حزب الله` في ما لو حصل اي شيء في الاعتداء على لبنان ثم يأتي في الداخل من يعطيها العنوان الداخلي ويصر على ذلك ويقول انها تستهدفني ماذا نقول له؟

- اذا كان لا يقرأ ولا يفهم ما يقرأ، ولا يتعظ من التصريحات الاسرائيلية ومن هذا الواقع القائم عندها سنسلم امرنا الى الله تعالى.

مواجهة الفتنة السنية ـ الشيعية

عملانيا، ماذا فعلتم من اجل مواجهة فتنة سنية ـ شيعية ممكن ان يكون هناك من يخطط لها؟

فوتنا الفرصة مرات عدة على الفتنة السنية ـ الشيعية، خصوصا ما حصل في منطقة الجامعة العربية في 25 يناير الماضي عندما افتعلت جماعة 14 شباط (14 اذار/مارس) مشكلة الجامعة العربية وحينها تبين بالصور والادلة انهم اطلقوا النار، وانهم حاولوا جرنا، واعلن يومها سماحة الامين العام بالفم الملآن اننا سندرأ الفتنة مهما كلفت، واوقفنا هذا الامر بموقف صلب وحكيم، ودائما نحن نتواصل كسنة وشيعة مع بعضنا البعض وتتحرك القيادات السياسية لدرء الفتنة. لكن لا اخفيك ان هناك شحنا مذهبيا غير طبيعي يحصل في الطرف الآخر.

على هذا الاساس ما علينا نقوم به، لكن يدا واحدة لا تصفق وحدها. المطلوب ايضا من الاطراف الاخرى ان تتصرف بحكمة وموضوعية، بعضهم كذلك، لكن البعض الآخر ينتظر الفتنة ويروج لها ويعمل لها ويتمنى ان يجلس على ربوته ويرى الناس يتقاتلون، هذا موجود بالمعلومات والحقائق.

تقصد جهة سياسية معينة، الجالس على ربوته (أي وليد جنبلاط)؟

اترك التفسير للقارئ بحيث يعرف تماما ماذا أعني.

لماذا التسليح؟

اذا، لماذا تسلحون في اقليم الخروب وعكار وفي مناطق اخرى؟

نحن لا نسلح ك`حزب الله`، لكن القوى السياسية المختلفة في لبنان كلها تتسلح دون استثناء. وبالتالي فإن تسليط الضوء على جهة دون جهات اخرى ليس له ما يبرره.

نحن نعلم كيف تمر بواخر السلاح وكيف تصل الى الجهات السياسية المختلفة، ونعلم ماذا يحصل في الجبل عند السيد وليد جنبلاط من تسلح وتدريب وكذلك عند `القوات اللبنانية` بشكل مكثف، وهناك المكاتب الامنية لدى تيار المستقبل هذه كلها موجودة على مرأى ومسمع الجهات المعنية في الدولة اللبنانية والقوى الامنية لديها.

انهم يعرفون تماما ان التسلح قائم على قدم وساق عند كل الاطراف وتحميل `حزب الله` اي مسؤولية هو تحميل في غير محله، لان الطريقة التي تدار بها الامور في البلد تزرع الرعب والخوف عند الجميع فيتسارعون الى حماية انفسهم، ويعتقدون ان هذه الطريقة في التسلح والتدريب هي التي تحميهم من مشاكل محتملة.

المشكلة هي ان حاميها حراميها، وان المسؤول هو الذي يرعى الميليشيات.

لذا اصبح هناك مصطلح معروف ومشهور هو ان السلطة لها ميليشياتها، عندما تدعم ميليشيات وتعطيها ألبسة من ألبستها وتنظم لها دعما من امكاناتها، فمن الطبيعي ان تكون هناك ردة فعل لدى اطراف آخرين.

لائحة البطريرك

هل انتم مع تقديم البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لائحة باسماء المرشحين، ثم ليقوم الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري بغربلتها.

استطرادا، ان لديكم كتلتكم البرلمانية، فاين الديموقراطية هنا؟

اعلنا بوضوح، اننا مع اسم رئيس الجمهورية الذي يتفق عليه المسيحيون برعاية البطريرك صفير لان التوافق المسيحي هو المقدمة للاختيار السليم والصحيح.

الآن عندما تحصل تسمية من البطريرك لا اعلم اذا كانت ناشئة عن التوافق المسيحي ام ستكون خارجة عن التوافق، اذا كانت مشجعة مع التوافق، هذا يسهل الامر بشكل كبير وتحل المشكلة، واذا لم تكن ناتجة عن التوافق المسيحي فهذا يعني ان جهدا ما لابد ان يبذل لتحقيق هذا التوافق، لان الاستحقاق يتطلب موافقة كتل اساسية فيها تمثيل مسيحي حقيقي لابد ان يعطي موافقته على الموضوع وعلى رأس هذه الكتل المسيحية الفعالة كتلة العماد عون.

لكن العماد عون انتقد بشدة الآلية التي اعتمدت لوضع اللائحة هذا يعني انه لا توافق في نظركم.. لا رئيسا؟

- سنتابع المسألة من خلال القنوات التي تبحث تفاصيل الاسم وهنا اريد ان نتناول مسألة مشاركتنا في المجلس النيابي وتشكيل كتلة ببساطة، نحن نمارس حقنا الطبيعي الذي اعطانا اياه الدستور.

اقصد كيف تقبلون بهذه الطريقة لاختيار رئيس للجمهورية؟

- طريقة اختيار الرئيس ستكون في النهاية في المجلس النيابي، لكن لا مانع من آليات تسهل غربلة الاسماء للوصول الى الاسم التوافقي.

بنية لبنان في خطر اذا لم يتم انتخاب رئيس وجرى انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا، هل لديكم من خيار غير الشارع وقد خبرتم خطورته بل كارثيته؟

- الان لن اتحدث عما يمكن ان تفعله المعارضة في ما لو فشل خيار التوافق وذهبوا الى خيار النصف زائدا واحدا سننتظر الى اللحظة الاخيرة، ليتحملوا مسؤوليتهم كاملة ولنمنح ايضا فرصة للتوافق.

هذه اللحظات المتبقية او الايام المتبقية، لكن بالتأكيد الانتخاب بالنصف زائدا واحدا يعني اننا امام شخص مغتصب للسلطة باسم رئيس، وهو لابد ان يحال الى المحاكمة لانه خالف الدستور وسيؤدي بالبلاد الى الخطر، ولن نكون امام رئيس جمهورية للبنان، بل امام رئيس لمجموعة اختارته في لبنان بادارة ووصاية اميركية بالتالي البلد سيكون معرضا لخطر في بنيته.

وعندما يتجرأ البعض، بدفع دولي وبخاصة اميركي على انتهاك الدستور ومخالفته سيضرب العماد الاساسي الذي يحتكم اليه اللبنانيون وعندها لن تكون امام دستور دولة وانما امام مزرعة يقرر البعض فيها ما يريد، ويأخذ شرعيته من مجلس الامن، أو من الولايات المتحدة او من التهديد الدولي للمعارضة.

ولطالما سمعنا في الفترة الاخيرة تهديدات اميركية او من بعض اعضاء مجلس الامن للمعارضة في لبنان، ومؤازرة للسلطة غير الشرعية، هذا الامر مر في السابق بحكم ان هناك مشكلة في لبنان، لكن بعد انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا سنكون امام مشكلة بنيوية ولن نكون امام مشكلة عادية، وبالتالي الامر صعب ومعقد.

لا ضمانات..

هل من ضمانات لعدم عرقلة الاستحقاق الرئاسي من قبل جماعات تتهمونها بذلك؟

- لا توجد اي ضمانات انهم الآن يعرقلون حتى لا يكون هناك رئيس توافقي بالاصل.

لكن اذا وصلنا الى الرئيس التوافقي ستكون مجموعة من القوى السياسية متآزرة وهي تشكل فعالية حقيقية في لبنان اقدر على ان تضع حدا او ان تخفف من سلبيات اولئك المتضررين من جماعة 14 شباط (14 آذار/مارس).

بمعنى آخر، مهما قال البعض عن سلبيات التوافق، فانه اهم واكثر ايجابية من اي حل آخر رغم ما يمكن ان يشوبه ممن ينق في الطريق.

هذه المسائل طبيعية وعندما نتحدث عن رئيس توافقي، فهذا يعني التزامه الطبيعي بتشكيل حكومة وحدة وطنية بالثلث الضامن، والا، لا معنى لرئيس توافقي من دون حكومة توافقية تحمي هذا الاتجاه، ونضمن الاتجاهات السياسية والعملانية التي تنقل البلاد من الاستفراد الى المشاركة، ومن الفوضى الى الاستقرار، ومن الوصاية الاميركية الى الاستقلال.

من هنا، الرئيس التوافقي خطوة طبيعية نحو حكومة الوحدة الوطنية بالثلث الضامن كحد ادنى اذا لم نقل بتمثيل المجلس النيابي وفق قواه السياسية في هذه الحكومة.

الرصاصة الأولى

لابد ان هناك من يتربص لاطلاق الرصاصة الاولى في زاوية ما، ماذا سيكون موقف `حزب الله` اذا ما اطلقت هذه الرصاصة؟

سنعمل بكل جهد ك `حزب الله` ليكون الاداء الداخلي اداء سياسيا شعبيا بامتياز، بحيث يبقى الخلاف السياسي سياسيا، ولا مكان للبندقية في الخلاف السياسي، فإذا حاول البعض ان يقوم بعمل فيه فتنة سنحاول ان نردع هذا البعض عن الفتنة بحسب ما يتوافر لنا من ضغوطات سياسية وعملية، وفي النهاية يجب ان يكون معلوما ان التهويل بالفتنة لا ينفع بالضغط السياسي لاخذ لبنان الى الوصاية الاميركية.

اقول لهؤلاء: اخرجوا من لعبة التهويل وتصرفوا بواقعية، الفتنة مضرة للجميع فلا يهولن احد علينا بها.

الثائر والسياسي

السيد حسن نصر الله الثائر والشيخ نعيم قاسم السياسي؟

- هذا التمييز غير صحيح لأن سماحة الأمين العام في موقعه هو ثائر وسياسي في آن معا، وبالتالي ليست لدينا لا تقسيمات ولا تمييز في أداء الشخص، وفي النهاية هو القائد الأول للحزب، ويمتلك المميزات التي جعلته في هذا الموقع.

الناس يسألون هل سيبقى السيد حسن يظهر على الشاشات وليس شخصيا الى ان تزول اسرائيل؟

- مستوى الخطر الموجود على سماحة السيد، وبحسب المعلومات المتوافرة لدينا، يستدعي ان يظهر على الشاشة كي يفوت الفرصة على أي عمل اسرائيلي محتمل، وقد تتغير الظروف في المستقبل.