مقابلات

الجزء الاول من المقابلة التي أجرتها معه صحيفة البديل المصرية 13/11/2007

المفاوضات تدور في الطاحونة ولا تخرج من الحلقة المغلقة

تسمع الجملة بثقة شديدة من الخصوم، وبتردد من بعض الرافضين للحركات الأصولية والمنزعجين من أوصاف مثل " النصر الإلهي"

لكن الربط بين الحزب وإيران هو جزء من أسلحة السياسة التي تغطي علي ترسانات أسلحة الحرب الأهلية.

الحزب يقود المقاومة المنتصرة في يوليو 2006 وهذا سر القوة التي تجعل الحزب نفسه يقود معارضة تربك الموالاة.. أو الحكومة ، إنه الرقم الصعب في اللعبة اللبنانية ومفتاح الحلول ، وضابط التوازن الذي اذا اختل فستنفجر من جديد حرائق الحرب الأهلية.

يقول الخصوم إن حزب الله يشعل لبنان اليوم حسب أجندة متعلقة بإيران وسوريا.

والحزب يرد بكلمة واحدة: فتش عن أمريكا، وعملاء أمريكا الذين أصابوا لبنان بالشلل، و يدفعونها للقفز إلي المجهول.

الحوار مع الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام للحزب ...بدأ من المناورات التي أعلن عنها الأسبوع الماضي ومر علي كل الأسئلة الصعبة في لبنان.

الشيخ، وهو الرجل القوي في الحزب كان عنيفا في ردوده رغم صوته الهادئ، لكنه في النهاية تحدث عن كل شيء من العلاقة بإيران و حتي بواخر السلاح التي تشحن البندقية بالبارود.

هذا هو الجزء الأول، وغدا جزء ثان من الحوار.

المناورات بين"الحزب" و" المقاومة"{1}

> أريد أن أبدأ بالمناورات الأخيرة التي أعلن حزب الله عنها مؤخرا...لماذا الآن؟

>> لأن إسرائيل اجرت مناورات واسعة في الأسبوع السابق وشاركت فيها قوات تقترب من 50 ألف جندي و ضابط من مختلف الألوية، وكانت حسب بعض التعبيرات العسكرية "مناورات كيانية" ، أي أنها مناورات واسعة جدا علي مستوي الكيان الاسرائيلي، وبالتالي فهي نوع من إظهار العضلات من ناحية والاعداد من ناحية اخري لاعتداء ما قد يحدث في يوم من الأيام. لا أقول إن هذا سيحدث قريبا، ونحن نعلم جميعا أن المقاومة هي في حالة " جهوزية "دائمة لأنها تعتبر أن الخطر الاسرائيلي خطر دائم، وذلك بسبب الطلعات الجوية المتكررة واحتلال مزارع شبعا وكذلك التهديدات، إذ إن إسرائيل تقوم علي الاعتداء الدائم،وكل الحروب التي مرت تدل علي أنه في كل فترة تقوم إسرائيل باعتداء ...هنا من الطبيعي أن تكون هناك إجراءات لدي المقاومة من أجل الوصول إلي حالة الجهوزية ، ولن أتحدث عن المناورة و طبيعة المناورة، لكنها جزء من الجهوزية التي تتطلبها الاستعدادات . وقلنا دائما بأننا لن ننتظر وسنكون في حالة استعداد حتي إذا فكرت إسرائيل بأي عدوان تجد من يتصدي لها.

> لكن بالتأكيد هناك دلالة لأن قائد المناورات هو حسن نصر الله؟

>> في الواقع الأمين العام للحزب سماحة الشيخ حسن نصر الله هو القائد الاعلي في الحزب وفي المسألة الجهادية هذا أمر طبيعي لكن كون أنه هو الذي يدير مباشرة أو يشرف مباشرة . هذه تفاصيل وردت في وسائل الإعلام لكن لم نتحدث عنها و لن نؤكدها ولن ننفيها ،هناك إجراءات عادية وطبيعية في أي مناورات ..وهذه الاجراءات اتخذت كما يجب .

> هل هده المناورات كانت بالأسلحة أم كانت مناورات استعراضية؟

>> لم يكن هناك شكل من أشكال الحضور المسلح، وإنما كانت بما يتناسب مع الظروف الموضوعية.

> كانت المناورات بامتداد منطقة واسعة، تقريبا منطقة الجنوب كلها؟

>> لن أحدد لأنها من الأمور السرية التي لها علاقة بطريقة أداء المقاومة .

> لكن فكرة العودة إلي المناورات أليست عودة ما قبل القرارات الناتجة عن حرب يوليو(تموز) 2006 ؟

>> السؤال يجب أن يوجه إلي إسرائيل وليس للمقاومة.المقاومة في حالة ردة فعل و دفاع، بينما إسرائيل في حالة اعتداء، كانت في حالة اعتداء في 12 يوليو(تموز) سنة 2006 ، وهي الآن تقوم بمناورات لها طابع عدواني واستفزازي..كنا نتمني أن تتوجه الانظار علي المستوي الدولي والمحلي والاقليمي لطرح علامات الاستفهام حول هذه المناورات الإسرائيلية..فاذا قامت المقاومة بأي عمل له علاقة بالاستعداد، فهذا ترتيب طبيعي ، وإذا لم يحدث يكون السؤال لماذا لا تستعد المقاومة و هي تري استفزازات العدو؟ نحن في المقاومة نعمل بشكل حثيث علي أن نكون بحالة استعداد، ولسنا في حاجة إلي إخفاء أننا لم نتوقف يوما عن الاستعداد و التجهيز وترتيب الترتيبات اللازمة بعد العدوان مباشرة حتي بعد تحقيق الانتصار الكبير الذي حدث بصد العدوان لأننا أمام عدو يمكن أن يباغت في اي لحظة . وهنا لا أحد يمكن أن تثيره المسألة الدفاعية و الاستعداد الاحتياطي ..هذه ليست محاولة لا للمبادرة لعمل عسكري و لا ابتداء بعمل ما، كل ما في الامر انه نوع ما من الاستعداد لما يمكن أن يحدث إذا حدث .

> لكن حزب الله بعد يوليو 2006 ووفق القرارات الدولية (وبالتحديد قرار 1701) سلم أمر الدفاع عن الجنوب و مواجهة الاعتداء للجيش اللبناني...وقوات الطواريء طبعا. هل هناك قرار بالعودة الي السيطرة العسكرية لحزب الله؟

>> دعني أوضح لك بعض تفاصيل القرار 1701 . القرار يتحدث عن منطقة محدودة في الجنوب اللبناني، اسمها جنوب نهر الليطاني إلي الحدود مع فلسطين. يذكر القرار أن هذه المنطقة يجب ألا يوجد بها ظهور مسلح و ألا يتم خلالها عمل عسكري، إنما السلطة الأمنية و العسكرية في هذه المنطقة للجيش اللبناني تسانده قوات طواريء دولية مؤقتة، وهذا لا يشمل بطبيعة الحال منطقة الجنوب أي شمال نهر الليطاني والمناطق اللبنانية الاخري. هذا هو القرار و نحن ملتزمون بعدم وجود ظهور عسكري مسلح في منطقة جنوب النهر الليطاني ،وما حصل حتي الآن هو أننا موجودون ضمن حدود القرار وهذا أمر مختلف تماما عن وجود استعدادات بطريقة غير عسكرية وغير ظاهرة كي لا نباغت في يوم من الأيام، وهذا حق طبيعي طالما أننا ملتزمون بالضوابط العامة، لكن لا يعني القرار 1701 أن ننهي المقاومة و استعداداتها ووجودها، نعم في جنوب الليطاني لا يوجد ظهور مسلح ،وإذا سألت الآن قوات الطواريء الدولية و الجيش اللبناني هل رأيتم خلال الأسبوع الماضي أي ظهور مسلح في جنوب الليطاني ستكون الاجابة بالنفي..إذن مازال القرار محترما من قبلنا.

> علي المستوي الآخر ..فهم خصومكم في المعارضة ان توقيت المناورات هو رسالة الي الداخل استعراض قوة في مواجهة الموالاة والحكومة؟

>> المقاومة تتصرف منذ بدايتها علي انها ضد المحتل الإسرائيلي ، وأعتقد أن مبرر اي فعل للمقاومة خلال هذه المرحلة و مع وجود المناورات الإسرائيلية..مبرر موضوعي و كاف. أما إذا أراد البعض أن يعطيه تفسيرات غير واقعية و غير حقيقية وأن يثير الغبار علي عمل شريف و مجاهد فهذه مشكلته، نحن في الداخل نمارس موقفنا بطريقة سياسية شعبية لا علاقة للمقاومة بالأداء الداخلي إنما كل الأداء مكشوف أمام الرأي العام ، مظاهرات واعتصامات و تحرك شعبي ، لكن يوجد سلاح وبالتالي الحديث عن المقاومة ومحاولة إعطاء رسائل للداخل فهو حديث غير صحيح، وغير موضوعي و هذه مشكلة من يحاول إثارة الغبار في وجه المقاومة.

> هل أنتم في المعركة الداخلية، "المقاومة" أم "الحزب"؟

>> في المعركة الداخلية الحزب هو الذي يقود معركته السياسية ، المقاومة جزء من الحزب...لكن اهتمامها في مقاومة العدو الإسرائيلي وتجربتنا منذ سنة 1982 تثبت أننا في الداخل نتصرف بطريقة سياسية بشكل كامل في الانتخابات، وفي المطالبات السياسية و تشكيل الحكومة و الوجود النيابي، في كل شيء، بينما المقاومة هي مسألة لمواجهة إسرائيل هذا جزء من عمل الحزب، وليس هناك مقاومة في المسألة السياسية بالمعني العسكري.

> في سؤال سابق، عندما سألتك عن المسألة الداخلية تكلمت عن " المقاومة " وليس الحزب ، هل تستخدمون المقاومة (برصيدها الشعبي و حضورها السياسي) في الصراع الداخلي؟

>> أبدا، لم نستخدم المقاومة في السياسة الداخلية وكل تاريخنا يثبت ذلكفي الداخل حركة سياسية بحسب طبيعة التحرك السياسي الداخلي نحن لم نستخدم المقاومة في هذا الشأن .