مقابلات

المقابلة التي أجرتاها معه قناة المنار ضمن برنامج "بين قوسين" في 22/10/2007

حاضرون للتفاهم معكم والاسم الذي نتفق عليه يكون الرئيس في المهلة الدستورية وليس بنصاب الثلثين وإنما بنصاب اجماع أيضاً

حاضرون للتفاهم معكم والاسم الذي نتفق عليه يكون الرئيس في المهلة الدستورية وليس بنصاب الثلثين وإنما بنصاب اجماع أيضاً/ المقابلة التي أجرتاها معه قناة المنار ضمن برنامج "بين قوسين" في 22/10/2007

حيث قال:

أصبح معروفا عند اللبنانيين جميعا والعرب والعالم ان إسرائيل لم تأخذ يوما أسرى ومعتقلين وأفرجت عنهم بطيب خاطر ولطالما اعلن حزب الله استعداده لأخذ جنود إسرائيليين من اجل التبادل والعملية الأخيرة التي حصلت كان الهدف المركزي منها الإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية. من هنا عندما تحصل عملية التبادل من خلال جثة مدني إسرائيلي إثيوبي مع ثلاثة من المقاومين " اسير واثنين من الشهداء " هذا يعتبر نصرا كبيرا والسبب هو أننا أفرجنا عمن هم بيد الإسرائيليين بصرف النظر عن العدد الذي يرتبط عادة بنوعية التبادل . وفي تاريخ التبادل الذي أنجزه حزب الله كان في كل مرة يجري التبادل على عدد معين ويختلف العدد والطريقة لان الهدف المركزي هو الإفراج عن أسرى وشهداء . من هنا نعتبر انه كان انجازا كبيرا واكد ذلك تصريحات اولمرت الذي اعلن انه دفع ثمنا باهظ في مقابل هذا التبادل . في المقلب الاخر هناك نظرة مغايرة الى انجاز حققه حزب الله.

اما بعض الموجودين على الساحة اللبنانية والذين يزعجهم أي انجاز للمقاومة هم لا يريدون كلمة نصر لانها تقلقهم وكلمة تحرير تزعجهم واصبحنا نرى المفردات المشرقة في اللغة العربية لا يحبونها .

وعن عدم وجود دور للدولة في العملية قال سماحته : بالنسبة الى الدولة بتركيبتها الحالية والسابقة لا تتحمل ان تكون وسيطا في المفاوضات ولا مباشرة للمفاوضات لان الدولة في الموقع الضعيف في مقابل الإسرائيلي بسبب الضغوطات الأمريكية والدولية التي يمكن ان تمارس على الدولة بينما هذه الضغوطات غير قابلة لتمارس على حزب الله فمن ناحية عندما تكون طريقة التفاوض مع حزب الله مباشرة المعني في الملف والذي يستطيع ان يقول نعم او لا هذا يريح الدولة من اعباء اذكر في 12 تموز 2006 عندما اسرنا الجنديين حاول رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة سابقا ان يسعى لان يكون هو بوابة التفاوض وارسل لنا عبر الوزير محمد فنيش انه اذا سلمتمونا الأسيرين نحن نستطيع كدولة ان نقوم بهذا الموضوع وحاضرون لنسمع ما هو الثمن . تبين ان الضغوطات الأمريكية والإسرائيلية والدولية كانت تطلب من الرئيس السنيورة ان " خذ الأسرى اليك وبعدها بعملية التفاوض . من قال انه يستطيع ان يتحمل الضغوطات التي تمارس عليه. نحن قلنا له ليس لمصلحتك ولا لمصلحة الأسرى والمعتقلين ان يكونوا في يدك انت تستطيع الان ان تقول انا لا علاقة لي بهذا الموضوع وابحثوا البموضوع مع اصحاب العلاقة.

ولان هذا الانجاز كان كبيرا جدا اعتقد البعض ان هذا التشويش يخفف من النصر الذي احرزه حزب الله . لكن اعتقد انهم يتصرفون في الفراغ .

وبالنسبة الى دور الامم المتحدة في موضوع التفاوض : قال سماحته ان الامين العام للامم المتحدة يعلم الى اين ارسل مندوبه حتى يفاوض وهو راض بهذا الموضوع والإسرائيليون عندما يعطون أجوبة يعرفون انهم يعطونها لحزب الله . انا اعتقد ان التشويش الذي يمارسه البعض لا يؤثر على المسار. وعن تنامي قوة حزب الله قال : يستطيع العدو ان يتحدث عن قوتنا كما يشاء ونحن لم نؤكد او ننفي الارقام والأعداد والتقارير التي يذكرها ، اما لجهة استعدادات حزب الله فحزب الله يحافظ على جهوزيته واستعداداته واستفاد من الحرب واجرى التعديلات المناسبة التي تمكنه في أي عدوان مستقبلي ان يكون قادرا على ايقاع اكبر عدد في صوف العدو .ويتمكن من مفاجئته بمعادلات اضافية وبقدرة تخطيطة .وحزب الله قوي وجاهز ويزداد صلابة ومنعة ويزداد عددا ونوعية من خلال عناصره واقبال الناس عليه .

وحزب الله يتصرف على ان الخطر الاسرائيلي قائم وموجود وكي لا نفاجأ يجب ان نبقى على جهوزية ويمكن ان لا يحصل شيء في سنة او سنتين او ثلاثة او اكثر ويمكن ان لا يفكر العدو بعمل عسكري بعد ذلك لكن بالنسبة الينا يجب ان نكون جاهزين فيما لو قرر العدو غدا او بعد غد من اجل ان نردعه وكي لا نفاجأ ولأننا امام عدو خطر لا نعرف متى ياخذ قراره وان كان في المدى المنظور لا يوجد استعدادات كبرى لديه .

وفي موضوع التوافق وما يجري الان على هذا الصعيد قال : ان مسألة التوافق مسألة أساسية لأنقاض البلد ونحن عندما وافقنا على مبادرة الرئيس بري اعتبرنا انها خطوة ايجابية يمكن ان تخرج البلد من الانقسام الحاد وبالتالي بما اننا امام استحقاق رئاسي وامام فرصة توحيدية للبنانيين من المفروض ان نعطي هذه المبادرة الفرصة المناسبة كي تنجح لذلك عندما نقول ان المبادرة جيدة ونؤيدها وحاضرون لإنجاحها واننا تنازلنا تنازلات عديدة من اجل الوصول الى الحل ، انما نعبر عن مسار نرغب ان نصل اليه لكن نحن يد واحدة، وبالتالي يجب ان ننظر الى اليد الاخرى،هل اليد الاخرى هي مستعدة لتلاقي هذه اليد؟. لكن الرأي العام اللبناني شعر انها مبادرة منطقية معقولة والرأي العام الدولي لفتته ورأينا تحركا أوروبيا داعما حتى لا اخفي ان الأمريكي أربكته هذه المبادرة .التي فتحت بابا للحل والسؤال هل ستنجح ام لا ؟ نحن نأمل ان تنجح .

في النتيجة التوافق خيار مهم للجميع لكن ليس معلوما ما اذا كنا سنصل اليه الان ونأمل ان تكون مساع الرئيس بري وبكركي تشكل ضغطاً على الأمريكيين للوصول الى الحل .

وبالنسبة لموقفنا من التوافق نحن نقول لهم: حاضرون للتفاهم معكم اذهبوا عند الرئيس بري واطرحوا الأسماء وتناقشوا معه، والاسم الذي نتفق عليه يكون الرئيس في المهلة الدستورية وليس بنصاب الثلثين وإنما بنصاب اجماع أيضاً، فنحن حاضرون ، فإشكالنا هو على النصاب ، فالرئيس الذي تختاره البلد كيف تختاره، فبمجرد أن تقول الأكثرية أنها تريد أن تختار بالنصف زائد واحد وأنه متوافق مع الدستور وإذا كان تفسيرهم للدستور هكذا فمعنى ذلك أنهم لا يريدون الحل مسبقاً، وأنهم سيخربون الدستور ولا يعطون الوزن لهذه المرجعية الوحيدة الجامعة للبنانيين، هذا غير مقبول فالنص الدستوري واضح جداً أن الدورة الأولى لا تكتمل إلاَّ بنصاب الثلثين، فالجاهل في القانون يعرف أن الدورة الأولى لم تنعقد لأنه لا يوجد ثلثان، وإلاَّ من هو الرئيس الذي سيأتي بالنصف زائد واحد وبتمثيل مطعون به، ونصف اللبنانيين رسمياً غير موجودين وثلثاهم شعبياً غير موجودين، فهل هذا الرئيس سيلم البلد في وضع صعب ومعقد؟ وبالعكس هم يجب أن يكونوا أحرص على التفاهم، وأنا أسال : لماذا هم يخافون من التفاهم؟ ومن رئيس قوي يجمع الجميع؟ .

وحول التفاهم مع الجنرال عون قال : نحن حاضرون لأن نوسِّع وأن يكون هناك تفاهمات تضم أطرافاً أخرى ، فهذا التفاهم ليس مانعاً إنما هو مقدمة لتفاهمات أوسع، ولاحظنا هجومات غير عادية على التنفاهم، نتفاهم مع أمل ونتحالف معها نتعرض لهجوم من الطرف الآخر الذي لا يريد تفاهمات، نتفاهم مع الجنرال عون أيضاً لا يريدون تفاهماً ، فنحن منطقنا في العمل هو ما يجمع، لذلك مرتاحون جداً للقاء بين الجنرال عون والسيد أمين جميل، وسنرتاح أيضاً للقاء الشيخ سعد الحريري مع الجنرال عون، وأي لقاءات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية تحصل بين الموالاة والمعارضة وبين الأطراف المختلفة فنحن نشجع عليها، لأننا نعتبر أن هذه اللقاءات كلها تساعد على إذابة الجليد وتساعد أيضاً على فهم الأطراف بعضها لبعضها الآخر.

وعن كيفية مواجه المعارضة خيار الانتخاب بالنصف زائد واحد اوضح : في الحقيقة نقاش الخيارات بطريقة علنية في وقت هناك كلام عن مسعى توافقي قد يُفسر محاولة لتعطيل التوافق ويصبح هناك إطلاق نار سياسي على ما تتكلم عنه المعارضة، لذلك ارتأينا أن لا ندخل في التفاصيل ، لأنه إذا لم يحصل التوافق علينا أن نعرف أولاً بأية ظروف لم يحصل، وماذا سيفعل الفريق الآخر بالتفصيل، وكيف سيكون رد فعل المجتمع الدولي، كلها أمور تلعب دوراً في أي خيار يمكن أن نختاره ، ونحن كمعارضة فضلنا عدم الدخول في حساب الاحتمالات رغم أن الجمهور متحمس أن يعرف مسبقاً ما يمكن أن نفعله، ما نقوله: أن المعارضة ثابتة وقوية ، وستعمل لمصلحة لبنان، ولا يمكن أن تترك الأمور تذهب إلى خيارات تجعل البلد تحت الوصاية، وأن يُفرض أمر واقع ونحن نتفرج على الأمر الواقع.

والمعارضة لم تقم بما قامت به بالصبر وعدم الانجرار إلى الفتنة في السابق، وعدم القيام بردود فعل ميدانية وما شابه، لأنها تعتبر ارباح موقفها لمصلحة لبنان والشعب اللبناني كان بما أدَّته من عدم التجاوب مع ما يجروننا إليه، فالحكومة اللاشرعية اليوم هل تحكم في البلد؟ فهي لا تحكم وإنما توظف موظفين وتأخذ أموال الدولة، وتعمل بطريقة لإفساد الدولة وتخريبها، وليس عندهم استقرار سياسي ، ولا استقرار أمني، ولا استقرار اقتصادي ، ولا يوجد شيء في البلد مستقر، فهم لا يقدرون على فعل أي شيء فهذه حكومة غير جديرة أن تحكم، لذلك نحن بالمقارنة بين ما يمكن أن نفعله في الفترة السابقة وما فعلته الحكومة اللاشرعية وجماعة 14 شباط، كنا نرى أن أداءنا كان هو المطلوب بهذه الطريقة، الناس لا تتحمل وتريد أجوبة سريعة وموقف سريع ولكن لا ننسى أننا كنا نواجه في الفترة الماضية تداعيات التدخل الأمريكي التفصيلي في الحياة اليومية اللبنانية، والتواطؤ الدولي الذي وقف إلى جانب الحرب ضد لبنان، وكذلك دعم الحكومة اللاشرعية بكل الوسائل القوة الدولية، والمعارضة تصمد هذا الصمود وتبقى جامدة حتى الآن يرى العالم كله بأن هذه الحكومة غير فاعلة والبلد لا يسير هكذا فأنا أعتقد أنه إنجاز كبير.

بالسبة الينا نحن حريصون على وحدة لبنان ومستقبله، ولكن لا أقدر أن اطمئن أن الطرف الآخر ماذا سيفعل! وإلى أين سيجر البلد، وحد التدخل الأمريكي، والأمور صعبة، وطالما أن النتيجة غامضة وخطرة المفروض أن نصل إلى الوفاق لأنه هو الحل، هذا ما ندعو إليه .