مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه وكالة مهر الايرانية للأنباء في 12/5/2007

لا بدَّ أن تقتنع قوى 14 شباط أن الطريق التي تسير فيه لا يوصل إلى نتيجة

- السؤال الأول: الى اين سيذهب الوضع اللبناني بعد اعتراف الجميع ان الوساطات الداخلية والاقليمية والدولية وصلت الى طريق مسدود؟

من المفيد أن لا نصدر أحكاماً على النتائج المتوقعة بعد انسداد الأفق خلال هذه المرحلة، لكن الأمور معقدة وليست سهلة، وبالتالي عندما نرى فريق السلطة اللاشرعية ينتظر انتخابات رئاسة الجمهورية أي بعد أربعة أشهر من دون أن يكون لديه مشروع يساعد على الاستفادة من هذه المرحلة الانتقالية فهذا يعني أننا أمام فترة من القلق وعدم الاستقرار السياسي والله أعلم ما الذي يمكن أن يحصل في المنطقة وقد يؤثر أيضاً على الوضع في لبنان. على كل حال الخيارات غير متاحة بشكل كافي، وقد طرحنا كحزب الله والمعارضة مجموعة من الخيارات للحل منها أن يكون هناك انتخابات نيابية مبكرة أو أن يكون هناك خطوات للمشاركة من أجل إنقاذ البلد بين المعارضة والموالاة، لكن لم نلق آذان صاغية، على هذا الأساس الأمر سيراوح مكانة لفترة من الزمن بانتظار أن تتوقف السلطة اللاشرعية عن عنادها وأن تقتنع أن فترة الانتظار قد لا تكون لمصلحة أحد.

- السؤال الثاني: الى متى ستستمر لعبة انتظار ملل الطرف الاخر ؟

في الواقع لا توجد خيارات متاحة بشكل كافٍ من أجل الخروج من المأزق ، لأن أي خروج من المأزق يحتاج إلى تعاون الأطراف وخاصة المعارضة والموالاة، لكن عندما نرى أن الموالاة لا تقبل بأي حلٍ من الحلول وتصد الطرق على المشاركة والانتخابات النيابية المبكرة وكل الاقتراحات التي قُدمت هذا يعني أننا أمام الانتظار وهذا أفضل بكثير من أي فتنة يمكن أن تحصل في ظل هذه الأجواء.

- السؤال الثالث: الم تتصورا ان حزب الله والمعارضة فشلوا في اسقاط حكومة السنيورة بعد قاومت الاخيرة الاشهر الخمسة الماضية؟

من المهم أن نحدد مقياس النجاح والفشل، وكذلك كيف تحصل المواجهة السياسية، أما بالنسبة للنجاح والفشل نحن نعتبر أن حزب الله والمعارضة نجحوا في عدم جعل لبنان تحت الوصاية الأمريكية، لأن مشروع السلطة لو بقي سائراً كما كانوا يريدون فهذا يعني أن لبنان سيصبح أسيراً في خطوة من خطوات الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه رايس(وزيرة الخارجية الأمريكية) وقالت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان وفي اليوم العاشر أن هذا هو مخاض آلام ولادة شرق أوسط جديد، فإذاً نحن نعتبر أن المعارضة قد انتصرت في إيقاف الاندفاعة وجعل لبنان تحت الوصاية الأمريكية، وكذلك لا نجد في لبنان اليوم حكومة قادرة على فعل أي شيء فالحكومة الحالية غير شرعية وبالتالي البلد في حالة شلل ، إذاً لسنا أمام ربح لفريق السلطة وإنما نحن أمام مكابرة تكلف لبنان غالياً إلاَّ أن المعارضة في هذا الأمر هي في موقع رد الفعل وليست في موقع الفعل، أي في موقع الصمود أمام التحديات وليست في موقع المبادرة للقيام بإيذاء لبنان، أمَّا بالنسبة لإسقاط حكومة السنيورة بشكل فعلي وعملي وليس بقاءها بشكل غير شرعي في احتلال السرايا فهذا الأمر ليس مرتبطاً بالمسألة الداخلية فحكومة السنيورة غير الشرعية تأخذ دعماً دولياً وتتكئ أيضاً على الحالة المذهبية والطائفية في البلد فتختبئ وراءها ليكون أي تصرف ميداني مساعد على إثارة الفتنة الداخلية ، وعلى هذا الأساس لو كان هناك حكومة ومعارضة فقط من دول الاعتبار الدولي من ناحية ومن دون الاعتبار الوضع المذهبي والطائفي في البلد من ناحية أخرى لسقطت هذه الحكومة سقطة مريعة بمجرد بداية تحرك المعارضة في التظاهرة الشهيرة التي حصلت في 10 كانون الأول سنة 2006، لكننا أمام تعقيدات من نوع خاص في لبنان وأمام دولية حقيقية، فالمعارضة تتصدى لحماية لبنان من التآمر الدولي على هذا البلد.

- السؤال الرابع: الكل يصعد والكل ايضا يقول انا لم نذهب الى حرب اهلية هل حقا كل القوى اللبناني تعارض الحرب الاهلية ام توجد قوى وشخصيات ممن تدفع صوب هذا الاتجاه؟

في الواقع كل القوى الرئيسية الموجودة في المعارضة وكذلك بعض القوى الفاعلة والأساسية في قوى السلطة لا تريد أن تذهب إلى حرب أهلية وهذا ما يشكل ضمانة من الطرفين بشكل أو بآخر، نعم يوجد قوى هامشية أو بعض المتضررين من الحلول المقترحة قد يدفع بشكل أو بآخر إلى مثل هذا الخيار وكذلك الاتجاه الأمريكي عندما يرى الأمور معقدة يمكن أن يذهب إلى الفوضى البناءة وطريق الفتنة يساعد في الفوضى التي يريدها، لكن ليس متاحاً لهؤلاء أن يسرِّعوا أو أن يصنعوا هذه الحرب الأهلية في الزمن الحالي بسبب وعي الأطراف المسؤولة بخطورة هذا الأمر، إذاً القول أنه في المدى المنظور لا يوجد مقومات كافية لحرب أهلية وإن شاء الله تستمر هذه المسألة في عدم وجود المعطيات التي توصل إلى مثل هذا الاتجاه السلبي.

- السؤال الخامس: هل يوجد اليوم طريقا آخرا غير الحرب الاهلية مفتوحا في لبنان؟

ذكرت في الإجابة السابقة أن موضوع الحرب الأهلية ليست حلاً هي تزيد الوضع تأزيماً وتربك جميع الأطراف وتوجد أجواء صعبة ومعقدة قد تكلف لسنوات عديدة فلا زالت الحرب الأهلية السابقة ماثلة أمامنا قد استمرت من سنة 1975 إلى سنة 1990 أي خمسة عشر عاماً وخلفت دماراً وخراباً وتراجعاً في الاقتصاد وفي الواقع المعيشي عدا عن الأرواح التي أزهقت ، وبالتالي وصلنا في نهاية المطاف إلى اتفاق هو اتفاق الطائف، نحن لا نريد أن نكرر هذه التجربة وأعتقد أن اللبنانيين كلهم لا يريدون تكرار هذه التجربة، وهنا أذكر أننا لم نكن جزءاً منها كحزب الله ولكن أتحدث عن الوضع اللبناني بشكل عام وعن القوى السياسية الفاعلة، إذاً ليس الطريق محصوراً بالحرب الأهلية فهي ليست طريقاً بل هي خراباً حقيقي فالطريق هو بالحوار من أجل الوصول إلى تفاهم سياسي يؤدي إلى تسوية بين المعارضة والموالاة.

- السؤال السادس: حسب تصوركم اين سيلتقي الخطان المتوازيان (المعارضة والموالاة) في لبنان؟

لا بدَّ أن تقتنع قوى 14 شباط أن الطريق التي تسير فيه لا يوصل إلى نتيجة، وأن العناد والإمساك بالسلطة واحتلال السراي ليست حلولاً ولا أحد في البلد يستطيع أن يحكم وحده فتركيبته تتطلب مشاركة حقيقية ، آمل أن يصلوا إلى هذا الفهم في أسرع وقت ممكن حتى لا يخسر لبنان المزيد.

-السؤال السابع: لماذا هذا التركيز الكبير والمستمرعلى نزع سلاح المقاومة عند قوى الموالاة؟

الذي يريد نزع سلاح المقاومة هو أمريكا بالدرجة الأولى ومعها إسرائيل، لاعتبارات لها علاقة بإضعاف لبنان حتى يكون مؤهلاً لتنفيذ السياسات الإسرائيلية وعلى رأسها التوطين وأن يكون لبنان معبراً لإضعاف القوى الإقليمية في المنطقة على هذا الأساس مشروع نزع السلاح كمشروع هو أمريكي إسرائيلي، أما في الداخل فالحديث عن السلاح له محله الطبيعي عندما تكون هناك حكومة شرعية في البلد تناقش كيفية حماية البلد من الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، وبالتالي نتوافق فيما بيننا على خطوات عملية في الاستراتيجية الدفاعية عندها يكون للسلاح محل محدد ضمن إطار الاستراتيجية الدفاعية، أما وجود بعض الرغبة عند بعض فريق الموالاة في التخلص من السلاح بأسرع وقت ممكن من دون أي شيء دفاعي فهذا موجود لكن نحن لا نعتمد على الرغبات والأحلام هناك مسؤولية تقع على عاتق القوى السياسية الرئيسية في لبنان لمواجهة الاستحقاقات الحقيقية وخاصة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لا بدَّ أن يفكر بحلول عن آلية ومن ضمنها وضع السلاح في هذه الاستراتيجية الدفاعية.

- السؤال الثامن: اذا انسحبت اسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفر شوبا هل سيسلم حزب الله سلاحه والى اي جهة سيسلم هذا السلاح؟

موضوع السلاح موضوع مؤجل وهذا مرتبط بالنقاش والاتفاق السياسي والانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هذا يعني أن المقاومة انتصرت وأن لبنان انتصر كيفما تحررت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، يبقى هناك الأسرى أيضاً الذي نصر على تحريرهم وكذلك لا بدَّ أن نلاحظ كيفية مواجهة الخطر الإسرائيلي، على هذا الأساس ليس مطروحاً أن نقارب المسألة من جهة إلى مَنْ سيسلم حزب الله سلاحه، المقاربة هي أن نناقش هي كيف ستكون الخطة الدفاعية لحماية لبنان.

- السؤال التاسع: لماذا هذه المعارضة الكبيرة للحيلولة دون تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي؟

لا يوجد معارضة لتشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي فقد وافق حزب الله والمعارضة وكل الأطراف اللبنانية من خلال مؤتمر الحوار على تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي واتخذ قرار سابق بطريقة معينة في مجلس الوزراء وتم تجاوز هذا الأمر لمصلحة إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، لكن النقاش بمضمون هذه المحكمة، نحن نريدها محكمة جنائية لا محكمة سياسية، ما وجدناه في نصها يؤدي إلى الاستغلال السياسي لعنوان المحكمة لمصالح أمريكية وبالتالي هذا يضر كثيراً في الوصول إلى الحقيقة ، نحن نريد إجراء التعديلات المناسبة ونقاش مسألة المحكمة وفق الأطر الدستورية اللبنانية عندها يمكن أن تقر بتفاصيلها وتبدأ بشكل طبيعي بتوافق اللبنانيين للوصول إلى معاقبة القتلة.

- السؤال العاشر: حذر حزب الله قوى 14 آذار من التفريط بالدستور ، كما حذرتم سابقا حول امور اخرى كارسال مشروع المحكمة الى الامم المتحدة ، اذا فرضنا ان الاكثرية النيابية عملت با تسمونه تفريطا بالدستور فما هو ردة فعل حزب الله لذلك هل ستقولون فقط انكم ستستمرون في الجلوس بالخيم؟

عندما يتراكم الاعتداء على الدستور وبالتالي يفرط به في مواقف مختلفة هذا يعني أن بنيان الوضع القانوني في البلد سيصبح مهتزاً وعندها ستكون النتائج وخيمة على الجميع، نحن لن نستبق الأمور، ولن نضع تصوراً لما تكون عليه المسائل ، لكن إذا استمرت خروقات الدستور بطرق مختلفة هذا يعني أن البلد سيعاني من أزمات إضافية ولا أعلم في أي فوضى سنكون، أمَّا مشروع اعتراضنا على المحكمة في أن تقر وفق الفصل السابع فلأنها بهذه الطريقة تعني أن لا سلطة موجودة في لبنان وتؤدي إلى مزيد من التدويل وكذلك تثبت المحكمة بطريقة سياسية وهذا سيعيق عمل المحكمة في الاتجاه الجنائي وعلى الذي يأخذون المسألة في هذا الاتجاه أن يتحملوا مسؤولية العواقب.

- السؤال الحادي عشر: انتم من القربين من السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله ، كيف يقضي السيد حسن يومه بعد ان اجبر ولاسباب امنيه الى النزول تحت الارض؟

سماحة السيد حسن نصر الله هو أمين عام الحزب وبالتالي هو قائد هذه المسيرة , له اجتماعاته مع قيادة الحزب وله اتصالاته مع عدد من السياسيين وأيضاً هو يمارس دوره في التواصل الإعلامي مع الناس من خلال المقابلات والمحاضرات وبعض المواقف، وبالتالي هو يتابع بشكل عادي وطبيعي الأمور التي ترتبط بقيادة الحزب، نعم الميزة الخاصة هي أنه يتصرف بحذر في تنقلاته وفي أماكن تواجده من أجل تفويت الفرصة على أي اعتداء إسرائيلي لأنه المستهدف الرقم واحد على مستوى الموساد الإسرائيلي والأداء الأمريكي الحاقد، على هذا الأساس الحديث عن تحت الأرض وفوق الأرض ليس دقيقا ،ً هي عبارة عن إجراءات أمنية مناسبة لكنها لا تعيق أداء سماحة السيد القيادي وهذا ما يلمسه جميع الناس من خلال مسيرة الحزب ومتابعة شؤونه بشكل عام.