مقابلات

المقابلة التي أجرتها معه وكال الجمهورية الاسلامية الايرانية 5/2/2007

الدور الايراني واضح في الحرص على لملمة الصف الاسلامي بين السنة والشيعة في مختلف مناطق تواجدهما

الدور الايراني واضح في الحرص على لملمة الصف الاسلامي بين السنة والشيعة في مختلف مناطق تواجدهما /

اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان انتصار الثورة الاسلامية في ايران بأنه اعاد الحياة للاسلام المحمدي الاصيل واعطاه بعدا جديدا واوجد نموذجا في العالم الاسلامي غاب عنه لفترة طويلة لا سيما بعد سقوط الخلافة العثمانية.

ورأى في حديث لوكالة الجمهورية الاسلامية للانباء ان اهمية الثورة الاسلامية في ايران انها خطّت طريقا جديدا بين تلك الانظمة المتواطئة مع الشرق والغرب وذلك علي اساس الاسلام والحركة الشعبية والقيادة الواعية المتزنة بعيدا عن التبعية للشرق او الغرب.

واكد ان حركات التحرر في العالمين العربي والاسلامي تفاعلت مع الثورة الاسلامية واستفادت من تجربتها في امور كثيرة على اعتبار ان هذه الثورة لم تعد ملكا للجمهورية الاسلامية الايرانية وانما اصبحت ملكا للعالم باسره تستطيع أي جهة

أو حركة أو جماعة ان تنهل من معينها.

وقال: ان ايران اوجدت حراكا جديدا ومؤثرا في العالم العربي والاسلامي استفاد منه الكثير من الحركات الثورية والتحررية، مشيرا الى أن حزب الله في لبنان والمقاومة الاسلامية والوطنية في فلسطين كانا في طليعة هذه الحركات حيث استطاع حزب الله ان يوجد معادلة جديدة في المنطقة وان يضع حدا للتوسع العدواني الصهيوني وان يحقق تحريرا لارضه واستطاعت المقاومة في فلسطين ان تواجه المشروع الصهيوني بزخم مستمر.

واكد الشيخ قاسم ان هناك حركات اسلامية، و اخرى تحررية لا علاقة لها بالاسلام تعتبر ان الثورة الاسلامية نموذجا يجب ان يُقرأ ويُدرس جيدا ويُستفاد منه ومن توجهاته.

واعتبر ان الهجوم العالمي الذي تقوده الادارة الاميركية ضد ايران التقدم وايران الثورة دليل على مدى فعالية الجمهورية الاسلامية بين جاراتها من افغانستان والعراق الى كل منطقة الخليج الفارسي وفي المناطق الابعد على مستوي العالم العربي والاسلامي.

ورأى ان اهتمام الثورة الاسلامية بالتطور العلمي والتكنولوجي رفع ايران الى مستوى المنافسة مع الدول المتقدمة بل جعلها تتقدم على الكثير من هذه الدول فتحولت الى نموذج رائد في الطب والهندسة والطاقة النووية للاغراض السلمية والعلوم الانسانية والادبية، مشيرا الى أن هناك عشرات الآلاف من العلماء الايرانيين الشباب الذين وصلوا الى مراحل متقدمة جدا في الاختصاصات المختلفة.

وأكد ان كفاءات الشعب الايراني هي كفاءات مشهود لها في العالم، وقال:

لولا هذا الحصار الاقتصادي والسياسي والثقافي العالمي الذي ترعاه اميركا ، برأينا الشباب الايراني يحتل المراتب الاولى في العالم في مختلف مجالات المنافسة العلمية، مذكراً بالابحاث المتقدمة التي يجريها علماء ايران والتي توصلت الى مكتشفات جديدة علي مستوى العالم وفي مقدمها الطاقة النووية للاغراض السلمية، والتي يُشرف عليها الآلاف من الشباب الجامعي في ايران.

واعتبر أن الاكتشافات المتتالية التي يسمع بها العالم يوما بعد يوم تدل على مستوي التطور الذي وصلت اليه ايران التي تحولت بذلك الي بلد غير عادي في هذا الاتجاه.

ولفت الى ما توصلت اليه الجمهورية الاسلامية الايرانية من صناعات عسكرية للدفاع عن النفس ، وكذلك الصناعات الطبية على مستوى العلاج والادوية، حيث اشار الي ان ايران تحتل المرتبة الثانية في العالم في مجال طب العيون، على سبيل المثال.

واعتبر الشيخ قاسم ان ما يميز ايران الاسلام عن الغرب والشرق انها عندما تخدم العالم العربي والاسلامي فانها تعطي كل شيء لانها تعتبر ان قوتها من قوه محيطها، في حين ان الغرب او الشرق عندما يعطي الدول العربية او الاسلامية فإنما يعطيها بقدر يُبقيها بحاجة اليه في كل شيء.

وانطلاقاً من ذلك رأى الشيخ قاسم ان امكانية استفادة الدول العربية والاسلامية من ايران كبيرة جدا، وأن محاولات التخويف التي تثيرها اميركا لدى بعض الدول من ايران ومن قدراتها العسكرية والاقتصادية انما تستهدف منع التواصل بين ايران ودول المنطقة.

واكد ان الدول العربية في الخليج الفارسي يمكن ان تستفيد كثيرا من التطور الذي حققته ايران على مختلف المستويات.

ونوّه الشيخ قاسم بالمساعي التي تبذلها الجمهورية الاسلامية الايرانية وقيادتها الاسلامية في سبيل توحيد المسلمين والتقريب فيما بينهم مذكراً بان ايران كانت اول دولة تنظِّم اول مؤتمر يحمل عنوان "الوحدة الاسلامية" وكان ذلك بتوجيه من الامام الخميني قدس سره و الذي خصص اسبوعا كاملا للوحدة الاسلامية من خلال ربطه بين يوم ولادة الرسول الاعظم (ص) عند السنة و يوم ولادته )ص(عند الشيعة ، مشيرا الى أن الجمع بين هذين التاريخين جسّد موضوع الوحدة عمليا من خلال هذه المناسبة .

ولفت الى ان ايران عندما تدعم حركات التحرر والمقاومة ولا تميِّز بين حركة سنية وحركة شيعية وانما تنظر الى اهداف هذه الحركات ومنطلقاتها.

واكد ان الدور الايراني واضح في الحرص على لملمة الصف الاسلامي بين السنة والشيعة في مختلف مناطق تواجدهما، وقدمت خطوات مهمة في التصدي لمحاولات إثارة الفتن المذهبية وهي مستعدة لبذل كل جهد مستطاع من أجل ذلك.

وقال: ان ايران وبتوجيه من سماحه الامام القائد خامنئي حفظه الله ورعاه تسعى حاليا لتعزيز العلاقة مع السعودية لما تشكله السعودية من رمزية خاصة لدى السنة وما تمثله ايران كذلك من رمزية اساسية عند الشيعة، معتبرا ان التعاون بين البلدين من شأنه ان يُفشل المحاولات الاميركية الهادفة لزرع الشقاق واثارة الفتن المذهبية بين السنة والشيعة.

وأكد أن الولايات المتحدة هي التي روجت لما يسمي ب "الهلال الشيعي" من اجل اثاره حساسيه اهل السنه تجاه الشيعه وبالتالي ايجاد حاله من التوتر بينهما، ولذلك سارعت ايران الى رفض هذا المنطق ودعت الى تعاون عربي اسلامي على قاعدة ان المشكلة هي مع الاستكبار.

واعرب الشيخ قاسم عن أسفه لمشاركة بعض الدول والتنظيمات التي تقول انها اسلامية، في اثارة الفتن الامر الذي يزيد الامور تعقيدا، داعيا الجميع للتعاون مع الجمهورية الاسلامية من اجل التصدي لمحاولات اثارة الفتن والفرقة والشرذمة بين المسلمين، والعمل على تعزيز الوحدة الاسلامية.