مقابلات

مقابلة نائب الامين العام لحزب الله مع اذاعة مونتي كارلو الفرنسية

في مقابلة له مع إذاعة مونتيكارلو قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في سؤال له عن مسيرة 14 شباط وانعكاساتها على المرحلة المقبلة ، قال : 14 شباط هو الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس الشهيد الحريري ، وبالتالي من الناحية العملية هي محاولة تأبين للشهيد ، لم أجد في الكلمات التي طُرحت مواقف سياسية تُؤسّس لمرحلة قادمة ، وإنما هي عبارة عن تكرار للآراء السابقة التي طُرحت مراراً وتكراراً ، مع بعض الظروف التي أحاطت بالمسيرة والتي كان فيها شعارات لا تخلو من محاولة استفزاز المشاعر الطائفية وإثارة بعض العناوين عن طريق الكلمات التي لا تليق بمثل هذه المسيرة ، وفي اعتقادي أنها ستمرّ بشكل طبيعي وعادي, إلا أنه كان المتوقّع أن يكون هناك خطاب حواري يفتح المجال لصفحة جديدة أفضل من الصفحة السابقة ، لا أن يكون هناك خطاب فيه طابع انغلاقي في بعض الكلمات التي طغت على هذا الحفل ، وعليه أعتقد أن المسألة السياسية لم تكن مسألة بارزة في التأسيس لمرحلة جديدة وإنما هي استمرار للماضي مع شيء من التصعيد في اللهجة ، ومحاولة إيجاد جوّ متوتر لا ينسجم مع الجو الحواري المطروح

في مقابلة له مع إذاعة مونتيكارلو قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في سؤال له عن مسيرة 14 شباط وانعكاساتها على المرحلة المقبلة ، قال : 14 شباط هو الذكرى السنوية لاغتيال الرئيس الشهيد الحريري ، وبالتالي من الناحية العملية هي محاولة تأبين للشهيد ، لم أجد في الكلمات التي طُرحت مواقف سياسية تُؤسّس لمرحلة قادمة ، وإنما هي عبارة عن تكرار للآراء السابقة التي طُرحت مراراً وتكراراً ، مع بعض الظروف التي أحاطت بالمسيرة والتي كان فيها شعارات لا تخلو من محاولة استفزاز المشاعر الطائفية وإثارة بعض العناوين عن طريق الكلمات التي لا تليق بمثل هذه المسيرة ، وفي اعتقادي أنها ستمرّ بشكل طبيعي وعادي, إلا أنه كان المتوقّع أن يكون هناك خطاب حواري يفتح المجال لصفحة جديدة أفضل من الصفحة السابقة ، لا أن يكون هناك خطاب فيه طابع انغلاقي في بعض الكلمات التي طغت على هذا الحفل ، وعليه أعتقد أن المسألة السياسية لم تكن مسألة بارزة في التأسيس لمرحلة جديدة وإنما هي استمرار للماضي مع شيء من التصعيد في اللهجة ، ومحاولة إيجاد جوّ متوتر لا ينسجم مع الجو الحواري المطروح .

• عن التحالف مع التيار الوطني الحر قال سماحته :

التفاهم بين حزب الله والعماد عون هو أرقى موقف حضاري اتُّخذ خلال الفترة الماضية ، ونشأ عن تفاهم حقيقي بعد نقاش طويل ، وقيمته أنه جاء من خلال طرفين كبيرين في البلد ، لكلٍّ منهما تمثيله الحقيقي والفعلي . نحن لسنا أمام اسماء ، نحن أمام قوى حقيقية وبالتالي ميزة هذا التفاهم أنه ثُبّت خطيًّا وأُعلن للرأي العام ليقول أنه يريد أن يعمل هذا الطرف مع الطرف الآخر على قواعد سياسية واضحة ، وليس على مجرد عواطف أو تحالفات انتخابية آنية أو ما شابه ، وهو تجربة حوارية ناجحة جداً، يصلح للجميع إذا أرادوا أن يدخلوا في المسألة الحوارية, ويروا كيف يمكن أن تتقارب وجهات النظر . وهذا لم يُكتب من أجل أن لا يُعمل به ، وإنما من أجل أن يُنفّذ ، وميزته أيضاً أنه لا توجد له ملاحق سرية أو اتفاق تحت الطاولة ، وإنما كل ما تمّ الاتفاق عليه حرفياً موجود في الاتفاق ، يستطيع الجميع أن يقرأه بوضوح ، فما لم يردْ في الاتفاق يعني أنه ليس موجوداً في اتفاق آخر ، وعليه من أراد أن يقيِّم مضمون الاتفاق وتفاصيله فهو أمامه شفاف ومكشوف ، ولم نفكر لحظة واحدة أن يكون هذا الاتفاق لا لمرحلة ولا لعنوان انتخابي ولا لقضية جزئية ، هذا اتفاق لبناني بامتياز بين فريقين كبيرين يتمنّيان أن يكون له الأسس الحقيقية للاستمرار .

لا توجد أي مشكلة فيما يمكن استنتاجه من هذا الاتفاق ، فالمعلوم أن ما ورد في الاتفاق حول سلاح المقاومة هو نتيجة نقاش طويل بين حزب الله والعماد عون ، وما توصّلنا إليه هو القاسم المشترك الذي نقتنع به ، لا بدّ أن يعتقد العماد عون أنه حقّق انجازاً من خلال النص الموجود ، وكذلك نحن نعتبر أننا حقّقنا انجازاً من خلال هذا النص الموجود ، هو يعتبر أنه قرّبنا إلى فكرة الحوار التي تساعد على إيجاد حلول معيّنة ، ونحن نعتبر أننا قرّبناه من فكرة ابقاء الأمر داخلي ، بعيداً عن الموضوع الخارجي ، وكلانا كان ناجحاً في هذا الأمر ، وهذا ما قصدته ، أن امكانية التقارب والوصول إلى قواسم مشتركة من خلال الحوار أمر ممكن ، وهذا ما أبرزه التفاهم بشكل واضح .

• وعن رؤيته للمرحلة المقبلة قال :

الحوار بين الأطراف يتطلب اعترافاً بوجود الآخرين ، والاعتراف أيضاً بأن لا امكانية لأحد في لبنان أن يقود البلد كما يريد ، يمكن لكل فريق ، صغُرَ أم كبُر أن يخرّب البلد ويمكنه أن ينقله إلى الفوضى ، كما يمكنه أن يعطّل كل حوار وكل مستقبل للبنان ، لكن لا يمكن لأي فريق مهما كبُر ولأي مجموعة من الأفرقاء إذا اجتمعوا مع بعضهم وألغوا الآخرين، لا يمكنهم أن ينهضوا بالبلد وحدهم ، وأن يسببوا حالة من الاستقرار السياسي والتفاهم السياسي . نحن من دعاة الحوار ونحن جدِّيون في هذا، أنجزنا حواراً بناءً مع العماد عون ، ما يعني أننا نسير في الاتجاه الصحيح ، على الآخرين أن يفكروا جيداً ما الذي يريدونه ، هل يريدون حواراً أم لا يريدون الحوار ؟ فإذا كانوا يريدون حواراً ، فالمنطق الذي يطرحونه والتعبئة السياسية والاعلانات التي يطرحونها لا تصلُح لخوض حوار ناجح وبناء ، سيتحول الحوار عندها إلى مجرد جلسات للتخاصم والتراشق الاعلامي ، أو ستكون الجلسات تمهيدا لمؤتمرات صحافية على شاشات التلفزة وعبر وسائل الاعلام ، هذا لا يكون حواراً وإنما يكون استعراضاً لن يقدّم انجازات لمصلحة لبنان ، أما إذا كان هناك جدية في الموضوع ، لا بد أن تتغيّر حالة التوتر السياسي، وأن يكون هناك خطاب مختلف ، على الأقل تكون هناك أجواء تهدئة تفتح المجال أمام حوار ، فيقول كلٌّ من الحاضرين ما يشاء للوصول إلى نتيجة . في الحقيقة أنا أفكر دائماً ، ما الذي يوتّرهم ؟ ما الذي يجعل البعض في حالة هيجان ؟ هذه تدلّ على نقطة ضعف ، لأن الواثق من نفسه يستطيع أن يكون قوياً ، وأن يطرح منطقه السياسي وآراءه السياسية ، ويحاور الآخرين ، ويبيِّن للناس الحق ، في النهاية هناك قواعد لا بدّ أن تُثبت نفسها .