يرى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان فشل الحوار سيضيف عقبة جديدة الى العقبات الموجودة داخلياً، وفي حال حصل ذلك فعلاً فعلى الجميع تحمل مسؤولية البحث عن حل كما أن على الذين أفشلوا الحوار تحمل هذه المسؤولية أمام الشعب. ولم يخف قاسم أن الحوار يواجه تعقيدات حقيقية خصوصاً بعد التصريحات التي جرت في الأيام الأخيرة والتي كادت تودي بالحوار، لافتاً الى أن "حزب الله" ومع ذلك عاد الى الحوار متجاوزاً كل شيء لمصلحة انجاحه لكن يبقى كيف سيتعامل مختلف الأطراف على الطاولة.
وأضاف ان عودتهم الى الحوار سببها انه الطريق الوحيد للحل مهما كانت الشوائب ولأن ليس لدينا كما الآخرين أي بديل آخر.
ويؤكد أن عودة "حزب الله" الى الحوار تعني من ضمن ما تعني أن منطق الغلبة لا يبني بلداً كما الصراخ الذي يلهب المشاعر المذهبية والطائفية.
وتحدث عن أفكار جرى تداولها ليس فقط مع "حزب الله" بل مع أطراف آخرين كما أن "حزب الله" طرح وسمع كما طرح الآخرون لكن الحضور على الطاولة اليوم (أمس) كان أقرب الى الحضور الخام منه الى الحضور التسووي أو المتفق عليه ولا وجود لمعطيات حول نقاط الاتفاق المحتملة بل ان الأمر متروك للمتحاورين وجهاً لوجه.
واذا كانت هذه الصيغة للحوار تدفع أكثر الى التشاؤم حيال نتائجه نظراً لتصلب كل طرف برأيه الا أن نائب الأمين العام يصر على بريق أمل ولكن ليس تعليق الآمال نظراً لصعوبة الأمر.
ويكشف أن اللقاء الأول للأمين العام لـ"حزب الله" مع جنبلاط كان لقاء مصارحة ومكاشفة أما الثاني فبحث في سبل انجاح الحوار وضرورة مواصلته، أما تصريحات الزعيم الدرزي فمروا عليها مروراً سريعاً لأن دورها ونتائجها معروفان.
يؤكد نظرة "حزب الله" الى أن كل أطراف التحالف يتحمل مسؤولية ما يصدر عن بعض أركانه سواء أعجبه ذلك أم لم يعجبه واذا كان أمينه العام سمع من النائب الحريري مواقف يراها مختلفة عن مواقف جنبلاط الا أن هذا لا يعني أن الأيام المقبلة يجب أن تشهد وضوحاً أكثر في المواقف لأن الاستمرار في اللبس الحاصل لا يجوز.
ويقول ان "حزب الله" ليس وحيداً على طاولة الحوار بل ان أطرافاً تقابلها أطراف في النقاش وان موقفه من الرئاسة الأولى لم يتبدل حتى الآن.
حاورته غادة حلاوي
* ما الذي أعاد "حزب الله" الى طاولة الحوار مجدداً؟ وما هي الآمال التي تعقدونها على هذا الحوار؟
ــ طرح "حزب الله" فكرة الحوار منذ حوالى السنة تقريباً لا سيما عندما بدأ النقاش بعد خروج القوات السورية من لبنان حول المرحلة الثانية التي تشمل سلاح المقاومة واستمراريتها فأصر الحزب على أن مثل هذا الموضوع لا يمكن أن يخضع للقرار الدولي 1559 كما لا يمكن أن تبقى بعض الهواجس والأسئلة من دون اجابة فالطريق الموضوعي ألا نتراشق اعلامياً وألا نتباين سياسياً الى درجة الخصام والمفارقة الداخلية فكان اقتراح الحزب أن يكون هناك حوار حول هذه المسألة وغيرها من المسائل لأننا أمام مرحلة جديدة.
من هنا استجاب الحزب لدعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار وبشخص سماحة الأمين العام لانجاح هذا الحوار من دون أن يضع عقبات أو ملاحظات أو شروطاً بينما لاحظنا أن عدداً من الذين شاركوا كانوا مترددين ووضعوا شروطاً مسبقة وحاولوا أن يؤجلوا الحوار ما يعني أن الحزب كان منسجماً مع نفسه في طلبه للحوار أولاً وفي اندفاعته نحوه عندما أعلن توقيته وشكله ثانياً، لكن الدعوة الى الحوار شيء والآمال المعقودة على الحوار شيء آخر، فالحوار هو نقاش بين مجموعة من الأطراف ان لم تكن متجاوبة في التنازلات المتبادلة وفي تدوير الزوايا وفي تقريب وجهات النظر فهذا يعني ان الحوار سيكون معقداً ولن تكون له فرصة نجاح حقيقية. فالمسألة لا ترتبط باندفاعة "حزب الله" أو رغبته بالحوار وانما ترتبط بالنقاشات الدائرة ومدى الاستعداد عند الأطراف المختلفة أن تقترب من بعضها البعض وأن تجد صيغاً مشتركة في القضايا المطروحة.
من هنا لا أرغب الدخول في ما نعوله على الحوار كي لا نصدر أحكاماً مسبقة يمكن ان تؤثر سلباً او ايجاباً على هذا الحوار، وأفضل ان أتحدث عن رغبتنا في ان ينتج الحوار نتائج جيدة وايجابية وسنحاول ان نبذل كل جهد في هذا الاتجاه. وباعتراف الجميع تقريباً ما طرحه سماحة الأمين العام داخل الحوار فاجأ الكثيرين لأنه قدم مجموعة من التفسيرات والتوضيحات والرؤى التي بينت استعداد الحزب لأن يكون مرناً في عدد من القضايا وان يقدم اجابات معقولة ومنطقية وهذا ما نتمنى ان يحصل من الأطراف الأخرى من اجل إنجاح الحوار لكن حتى الآن لا يمكن إصدار حكم نهائي اذا كان الحوار سينجح ام لا. بالتأكيد هو يواجه تعقيدات حقيقية خصوصاً بعد التصريحات التي جرت في الأيام السابقة والتي كادت أن تودي بالحوار لأنها تدخلت من الخارج وكانت لها آثار سلبية، ومع ذلك ولأننا عدنا الى طاولة الحوار جميعاً فالأمل في فكرة الحوار أن نتجاوز كل شيء لمصلحة انجاحه. يبقى كيف سيتعامل مختلف الأطراف على الطاولة.
* على ماذا راهنتم للعودة الى طاولة الحوار بعد أن بلغت التعقيدات ما بلغته أخيراً؟
ـــ نراهن على ترسيخ فكرة الحوار حتى ولو لم تأت نتائجه سريعاً أو في هذه المرحلة لنقول ان هذا الطريق هو الصحيح مهما كانت فيه شوائب وليس لدينا أي بديل آخر وأعتقد أنه ليس لدى الآخرين أي بديل آخر.
بعودتنا الى الحوار نقول ان منطق الغلبة لا يبني بلداً وان الكل شركاء في الوطن فلا يستطيع أحد أن يستأثر بهذا البلد وأن يديره كما يشاء.
وبعودتنا نقول خففوا من الصراخ الذي يلهب المشاعر المذهبية والطائفية لمصلحة العقلنة في ادارة شؤون هذا البلد. كما نقول اننا كلبنانيين يجب أن نتحاور والوصاية الأميركية والدولية لا يمكن أن تؤتي الخير للبنان. اذاً هناك هدف من عودتنا الى الحوار ان نجعله سياقاً وبديلاً وطريقاً من أجل الوصول الى حل المشاكل العالقة، اما أن يحل الحوار هذه المشاكل في هذه اللحظة أو في المستقبل فهذا الأمر متروك لنتائج المداولات التي ستحصل. فلو استفدنا من الحوار لكان أمراً مفيداً في هذه المرحلة لكن آمالنا أكبر بكثير الا أننا لا نملك وحدنا تحقيقها.
* ما صحة ما تردد عن امكانية حصول تسويات معينة حول سلاح المقاومة؟
ـــ معلوماتي انه لم تنتج تسويات معينة بين الأطراف المختلفة خلال الأيام السابقة قبل انعقاد جلسة الحوار اليوم (أمس). نعم، جرى تداول بأفكار وطرحت موضوعات مختلفة ليس فقط مع "حزب الله" بل مع أطراف آخرين، و"حزب الله" طرح وسمع كما طرح الآخرون وسمعوا، لكن أعتقد أن الحضور على الطاولة اليوم هو أقرب الى الحضور الخام منه الى الحضور التسووي أو المتفق عليه، لذا نحن أمام طاولة تتابع مجرياتها كما في الأسبوع السابق من دون وجود معطيات محددة وواضحة حول نقاط الاتفاق المحتملة والأمر متروك للمتحاورين وجهاً لوجه.
* ما هي النتيجة التي خرج بها اجتماعا الأمين العام السيد حسن نصرالله والنائب سعد الحريري وكيف ستتبلور على طاولة الحوار؟
ـــ اللقاءات التي حصلت بين سماحة الأمين العام والأستاذ سعد الحريري ركزت بشكل أساس على العلاقة بين الطرفين في ما يتعلق بالفترة السابقة وبعض الالتباسات التي حصلت فيها وضرورة معالجتها لننطلق معاً لاستمرار التعاون بين "حزب الله" وتيار المستقبل.
الجلسة الأولى التي انعقدت عند الأستاذ سعد الحريري كانت أشبه بجلسة غسيل القلوب ومحاولة استعادة المواقف التي تم الاتفاق عليها منذ بداية ما عرف بالتحالف الرباعي. وقد تم التأكيد على كل هذه المضامين السابقة التي لها علاقة بالاهتمام بالتحقيق للوصول الى نهايته والتأكيد على أن مزارع شبعا لبنانية وان المقاومة ستستمر في تحريرها وان أي نقاش لدور المقاومة بعد تحرير مزارع شبعا يجب أن يكون بين الأطراف للوصول الى صيغة والى حل وضرورة المشاركة في العملية السياسية داخل البلد متعاونين مع بعضنا البعض.
وركز اللقاء الثاني على ما جرى في جلسات الحوار وتم الاتفاق على نقطة أساسية وهي ضرورة استمرار جلسات الحوار للوصول الى نتيجة لكن لم يكن هناك موضوعات محددة ومحسومة في النقاش. اذاً اللقاءات بين الطرفين هي لقاءات تعزيز للعلاقات الثنائية وتأكيد على القواسم المشتركة ومحاولة التأكيد على معالجة الخلافات بصبر وتأنٍ ونقاش موضوعي مع الطرف الآخر حتى ولو بقيت هناك بعض الخلافات وهي موجودة في طبيعة الحال فالمفروض أن تكون محصورة وأن نعمل سوياً لتذليل العقبات بحسب استطاعتنا.
* ألم تبحثوا مع سعد الحريري تصريحات جنبلاط وما هو موقفه من تصريحات حليفه؟
ــ عندما يحصل لقاء من الطبيعي أن تناقش كل القضايا لكن لم تكن تصريحات الأستاذ وليد جنبلاط محور الحديث، هي نقطة من النقاط العادية في داخل الجلسة مروا عليها مروراً سريعاً لأن دورها ونتائجها معروفة أما بالنسبة لرأي سعد الحريري بوليد جنبلاط وتصريحاته فأفضل أن يعبر هو بذاته عن قناعاته هذه ولست مكلفاً بأن أنقل وجهة نظره التي تحدث بها.
* يطرح البعض علامات استفهام حول قدرة الحريري على التوفيق بين حلفه وجنبلاط وحلفه مع "حزب الله"؟
ـــ كي نكون دقيقين الأستاذ سعد الحريري متحالف مع جنبلاط ومتعاون مع "حزب الله" وهناك فرق بين التحالف والتعاون، نأمل أن تتطور الأمور أكثر، ولمسنا رغبة عنده في تطويرها أكثر لكن متى يحصل ذلك وكيف؟ فهذا رهن التطورات.
* هل يسعى "حزب الله" لاستمالة سعد الحريري وفك تحالفه وجنبلاط؟
ـــ نحن لا نتصرف بهذه الطريقة، أمامنا أهداف نعتقد بصحتها وعلى رأسها ايصال لبنان الى أفضل مرحلة من مراحل الاستقرار السياسي الذي ينعكس على كل أنواع الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمني وما الى ذلك وبالتالي فكل ما يعزز هذه الرؤية سنسعى لتحقيقه. ومن البداية نحن مقتنعون أن الأستاذ سعد الحريري يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين وبالتالي يجب أن نتعامل معه بشكل فعال كما يؤمن هو أننا نمثل شريحة كبرى من اللبنانيين ولنا دور مهم في العمل المقاوم وما أنتجه هذا العمل ولديه سعي في اتجاه هذه العلاقة.
فالرغبة مشتركة بين الطرفين وهي ليست منطلقة من محاولة فصل العلاقات الأخرى عن بعضها البعض، وانما الرغبة المشتركة في علاقة "حزب الله" مع تيار المستقبل وبالعكس هي الدافع لمثل هذا العمل، أما اذا تطورت هذه العلاقة هل سينعكس ذلك على التحالفات او العلاقات الأخرى فهذا أمر ليس معلوماً وليس واضحاً بالنسبة الينا. نحن لا نهتم بعلاقات الآخرين مع بعضهم بقدر ما نهتم برسم شبكة من العلاقات مع قيادات وقوى أساسية في لبنان من أجل انقاذه من ورطته، وعلى هذا الأساس فتحنا خطاً واسعاً مع العماد عون وأقمنا تفاهماً ممتازاً بين "حزب الله" والتيار الوطني الحر وأصبح هذا التفاهم مضرب مثل لجميع الناس لأنه وللمرة الأولى في لبنان تحصل صيغة توافق بين طرفين أساسيين منطلقين من أفكار متباينة في بعض الحالات الى اتفاق عليها والى رسم خطوط مكتوبة على الورق كوثيقة تلزم الطرفين، وهذا انجاز كبير ان دل على شيء فيدل على أننا عندما فكرنا بهذه العلاقة لم ننطلق من محاولة فصل هذه العلاقة عن علاقات أخرى وانما نريد أن نتفاهم وبالتالي نحن أيضاً نريد أن نتفاهم مع الأستاذ سعد الحريري وحريصون على العلاقة مع الطائفة السنية ومع هذا الرمز الموجود لديها وهم أيضاً حريصون على هذه العلاقة، اذاً لا بد أن ينتج شيء بتعاون الطرفين وأي اتفاق سيحصل قد يترك آثاراً ايجابية على تحالفات الآخرين، ممكن أن يغير الآخرون مواقفهم أو مواقعهم أو أن ينتبهوا الى أنهم يسيرون بعكس الركب أو ما شابه وقد يكون هذا التفاهم ايجابياً وليس سلبياً في تغيير مواقف الآخرين بدل الانفصال بين بعضهم البعض. ونحن لا نفكر بهذه الطريقة وانما نفكر ان هذا التفاهم سينعكس بطبيعة الحال على كل شيء.
* هل توافق على مقولة ان هناك توزيع أدوار بين سعد الحريري وجنبلاط؟
ـــ لن أدخل في لعبة النوايا ولكن عندما يكون هناك تحالف يعني ان كل أطراف التحالف يتحمل مسؤولية ما يصدر عن بعض أركانه سواء أعجبه ذلك أم لم يعجبه، تبناه أم لم يتبنه، وزع الأدوار أم لم يوزع الأدوار. مسألة النوايا تعنيهم لكن التحالف مسؤول عن كل ما يقوم به أفراده.
* يعني هذا أنكم تحملون سعد الحريري مسؤولية تصريحات جنبلاط؟
ـــ وليد جنبلاط يتحمل مسؤولية تصريحاته لكن في بعض التصريحات التي يمكن أن تأخذ الأمور اتجاهاً سلبياً أو تجعل هناك انقلاباً في المواقف من المفترض أن يجيب أركان التحالف على هذه الأسئلة وهل هم موافقون أم معترضون حتى يحددوا طبيعة ما يطرحه هذا التحالف والا يمكنهم أن يعلنوا أنه تحالف لا علاقة لأفراده برؤية سياسية واحدة وعندها نتعامل كأننا أمام شكل تحالفي لكن بمضمون متفاوت الا أنه حتى الآن هم يقولون انهم متفاهمون مع المضمون.
* هل أبلغكم الحريري موافقته أم معارضته لمواقف جنبلاط ولماذا لا يعلن ذلك صراحة؟
ــ ذكرت ان اللقاءين اللذين انعقدا مع الأستاذ سعد الحريري طرح فيهما مواقفه التي نعتبرها مختلفة عن مواقف السيد جنبلاط وبالتالي استمرار التواصل ناجم عن وجود قواسم مشتركة قابلة للتعزيز. أما مع التطورات الموجودة الآن فمن المفروض أن تنكشف الأمور أكثر فأكثر في تحديد مواقف كل الأطراف منها ولا يمكن أن تبقى الأمور ملتبسة وهذا سيتضح من التصريحات العلنية.
* ظهر خلال جلسات الحوار الأولى، كأن "حزب الله" لا مشكلة لديه لبحث مسألة استقالة اميل لحود شرط تقديم الضمانات عن البديل، يعني انكم على استعداد للمقايضة في مصير رئيس الجمهورية؟
ـــ لن أتحدث عما جرى على طاولة الحوار وهذه لها أسرارها ولكن أقول وجهة نظر "حزب الله" اننا لا نرى ضرورة لنقاش تغيير رئيس الجمهورية في هذه المرحلة ونعتبر أن المشكلة ليست منه وانما هي من محاولة الاطباق على البلد بطريقة خاطئة تنطلق من موقع الغلبة ومحاولة الاستئثار بكل شيء، هذا الأمر يجعل عندنا علامات استفهام كثيرة حول الأهداف من وراء طرح تغيير رئاسة الجمهورية والى أين سنصل اذا كان المطلوب أن يدخل الجميع في هذا الاتجاه وبالتالي موقفنا واضح. أما أن يناقش على طاولة الحوار هذا الموضوع وتطرح أفكار مختلفة والبدائل السياسية وكل انسان يدلو بدلوه حسب قناعته فهذا أمر طبيعي لأن في الحوار كل شيء مفتوح، وليس بالضرورة ان نوافق الآخرين على الأولويات التي يضعونها.
أي نقاش لأي بند سواء كان رئاسة الجمهورية أو المقاومة أو لبنان الى أين أو الوصاية الأمنية سيكون محل فتح أبواب الأسئلة والأجوبة على مصراعيها وسيكون هناك افتراضات كثيرة تطرح داخل الجلسات ولا يمكن لكل فرضية أن تصبح موقفاً نهائياً بل هي تابعة للنقاش وعلى هذا الأساس أقول بالنسبة الينا لم نناقش حتى الآن مسألة رئاسة الجمهورية من بوابة البحث عن بديل وانما نحن نناقشها من بوابة ما هي المصلحة؟ وماذا عند الآخرين كي نناقشهم وكي يصل الجميع الى قاسم مشترك اذا أمكن.
* الى أي مدى خدمتكم وثيقة التفاهم مع الجنرال ميشال عون على طاولة الحوار؟
ــ يمكن أن نقول انه بدا على طاولة الحوار اننا كـ"حزب الله" والعماد عون في صف واحد وهذا لا يجعل أي طرف من الطرفين محل استفراد اذا صح التعبير وبالتالي التواجد على طاولة الحوار متكافئ اجمالاً لأنه لا توجد أطراف مقابل طرف وانما توجد أطراف مقابل أطراف وهذه نقطة مهمة.
* لم تكن الصورة كما وصفها البعض ان الكل في مواجهتكم؟
ـــ هذه نظرة خاطئة جداً لأن الحوار بالأصل ليس حواراً مع "حزب الله" ولو كان الحوار للآخرين مع "حزب الله" لما كنا ذهبنا اليه.
* ولكن الكل دخل في النقاش معكم حول قضايا أنتم الأساس فيها؟
ــ لو كان الحوار حواراً يريده الكل مع "حزب الله" لما ذهبنا اليه لأنه سيكون عندها جلسة محاكمة يجلس فيها مدعون عامون ونحن في قفص الاتهام وعلينا أن نجاوب.
قلنا من البداية ان الحوار يعني أسئلة من الآخرين وهواجس ومخاوف تجاه "حزب الله" وغيره وأسئلة عند "حزب الله" عن الآخرين عليهم أيضاً أن يجيبوا عليها. هم يسألوننا عن المقاومة ونحن نسألهم عن كيفية صد العدوان الاسرائيلي وسنسألهم عن العلاقات مع اسرائيل وعن العلاقة مع سورية وعن الوصاية الأمنية.
وعلى طاولة الحوار يحصل تباين في الرأي حتى عند الفريق الآخر عندما ندخل في التفاصيل وليس الأمر مرتبطاً بصف واحد يفكر بالطريقة نفسها.
والأمر الآخر هو أن التكافؤ موجود على الطاولة وبشكل واسع وكبير واذا أردنا أن نتحدث عن الأشخاص الممثلين فهناك عدد من الحاضرين منسجمون تماماً مع مواقف "حزب الله" وليس فقط العماد عون، لا ننسى الأستاذ نبيه بري وحركة أمل، الأستاذ ميشال المر، الأستاذ الياس سكاف، وكذلك بعض الآخرين الذين لا أريد احراجهم وهم في داخل الجلسة لهم مواقف متباينة مع غيرهم.
اذاً، من ينظر الى الحوار انه يوجد "حزب الله" في مقابل الآخرين فهذه نظرة مجتزأة، ففي داخل "حزب الله" تكافؤ وأكثر من تكافؤ.
* تريد أن تقول ان الصورة في الداخل تختلف عما كان متوقعاً؟
ــ لن أدخل في ما كان متوقعاً لكن أقول داخل الحوار لا توجد جبهة في مقابل "حزب الله" بل توجد أطراف اذا ما أردنا أن نقسمها تكون تارة مجموعة بينها "حزب الله" ومجموعة أخرى، وتارة أخرى تتداخل الأمور لكن لم يكن "حزب الله" في أي موقف من المواقف وحيداً وانما كان دائماً محاطاً بحلفاء أقوياء وشجعان يحملون المواقف بكل جرأة ويدافعون عنها بكل منطقية وثبات وبالتالي بعض الانعكاسات التي رأيناها خارج طاولة الحوار لربما كانت تعبيراً عن الألم مما يجري داخل الحوار.
* اذا كانت الأمور على هذا النحو يعني أن ثمة صوتاً واحداً ضد "حزب الله" فلماذا لا تكون الصورة على هذا النحو خارج طاولة الحوار؟
ــ أتحدث عن طبيعة الحاضرين داخل طاولة الحوار لكن الاتفاق على القضايا السياسية يحتاج الى وقت وجهد ولا يعني أن نكون أقوياء على طاولة الحوار وعندنا من المنطق والأدلة ما يكفي أن نصل الى نتيجة بسرعة وأن الآخرين انحصروا بواحد يعترض. وبالتالي يوجد اختلافات حقيقية وقوية والأمر ليس بسيطاً وعادياً نعم ربما عبر بعضهم خارج طاولة الحوار بأساليب مختلفة، واقرأ بعض التعابير القاسية كجزء من ردة الفعل على ما يجري على طاولة الحوار لأنها ليست على ما يرغبون.
* ماذا لو فشل الحوار؟
ــ تضاف عقبة الى العقبات الموجودة في لبنان وعندها على الجميع مسؤولية البحث عن حل وعلى الذين يفشلون الحوار أن يتحملوا المسؤولية أمام الشعب.
* أنتم أيضاً متهمون بافشال الحوار لأنكم تعملون وفقاً لأجندة غير لبنانية وهذا هو رأي اللقاء الديمقراطي؟
ــ لا يوجد أسهل من رمي الاتهامات ومن السهل علينا أن نقول انهم يطبقون أجندة أميركية الأمر يرتبط بما يطرح داخل جلسات الحوار وليقدم كل فريق ما عنده بالتفصيل لكن أن ترمى الاتهامات فهذه سهلة ويمكن أن تحشر دول العالم كلها وخلال خمس دقائق في دائرة تصريح واحد لكن هل يعني هذا انه الواقع.
نحن نعتبر أن الحزب الذي حرر جنوب لبنان والبقاع الغربي وبقيت مزارع شبعا وعمل مع اللبنانيين كل تلك الفترة الطويلة أصبح له رصيد تقييمي يمكن أن يفهم الناس منه كل شيء كما أن للآخرين أرصدتهم التي يفهم الناس فيها كل شيء ولهم حركتهم التي تدل على مواقعهم ومواقفهم، نحن نتحدث بالوقائع ونناقشها أما التهم الجاهزة فلا تقدم ولا تؤخر، وبالنسبة الينا قطعنا هذه المرحلة. نحن نسير ومطمئنون الى مسارنا.
بوكسات
* اللقاءان اللذان انعقدا مع الحريري طرحت فيهما مواقف مختلفة عن مواقف جنبلاط.
* الأمور لا يمكن أن تبقى ملتبسة وهذا ما سيتضح في التصريحات العلنية للبعض.
* لم نناقش حتى الآن مسألة الرئاسة من بوابة البحث عن بديل.
* حزب الله والتيار كانا واحداً على طاولة الحوار.
* التواجد على طاولة الحوار كان متكافئاً لأنه لا توجد أطراف مقابل طرف وأنما اطراف مقابل أطراف.
* لو فشل الحوار تضاف عقبة الى العقبات الموجودة وعلى الجميع تحمل المسؤولية.