مقابلات

المسؤولون الايرانيون يرغبون رؤية اللبنانيين يتفاهمون مع بعضهم البعض / الحديث الذي أجرته معه الوكالة الايرانية في 10/12/2006

- قال سماحة الشيخ قاسم بشأن الاتهامات التي يوجهها فريق 14 شباط لايران بالتدخل في لبنان ؟

- قال سماحة الشيخ قاسم بشأن الاتهامات التي يوجهها فريق 14 شباط لايران بالتدخل في لبنان ؟

الفريق الحاكم في لبنان والمتسلط على الحكومة اللادستورية واللا شرعية، يجد نفسه عاجزاً من اقناع الشعب اللبناني بحسن إدارته وقدرته عن أخذ البلاد إلى بر الأمان، فيريد أن يحتج بأمر يظهره أنه أكبر من طاقته ، وأنه عملياً نوع من التأمر عليه فيأتي باسم إيران تارة وسوريا تارة أخرى، ويتحدث عن محور خارجي من أجل أن يخفي الحقائق عن الشعب اللبناني.

لقد سمعنا مراراً وتكراراً من المسؤولين الإيرانيين أنهم لا يتدخلون في الشؤون اللبنانية، وأنهم يرغبون رؤية اللبنانيين يتفاهمون مع بعضهم البعض، وعندما أتى وزير الخارجية الإيرانية منو شهر متكي إلى لبنان أكَّد على ضرورة أن يكون الحل الحلاً توافقياً بين الأطراف، وهو ما يتفق عليه اللبنانيون، ومع ذلك نسمع من رئيس الحكومة اللادستورية كلمات لم ترد بالأصل، واتهامات لوزير الخارجية الإيرانية لم نسمع بها، كل هذه المحاولات هي نوع من الاشارة الداخلية ولإثارة المذهبية، ونحن نفهم إن ذكر إيران بشكل متكرر في الفترة الأخيرة على لسان أركان السلطة وخاصة رئيس الحكومة ومن معه ومن يجاريه، إنما يستهدف إيجاد بذور الفتنة السنية الشيعية، وعلى كل حال أكَّد السنيورة انه يخاطب العرب ويتحدث معهم، إذاً ما هو شأن العرب في التفاصيل اللبنانية الجزئية، الشأن الأساس هو أنهم يريدون إثارة النعرات المذهبية، لأنهم يعلمون أن رصيد حزب الله ورصيد المقاومة في المنطقة العربية ، خاصة بعد الانتصار الكبير إثر العدوان الصهيوني الأخير هو مكانة كبيرة جداً، هم يريدون الدخول من هذه المكانة لتحطيمها وإثارة القلاقل، وإخافة السنة في العالم العربي، ان المشكلة هي من إيران الشيعية، مشكلة من حزب الله الذي له اتجاه شيعي، وهذا طبعاً مخالف للحقائق ولا يستند إلى أي دليل سوى أنهم عاجزون عن النقاش السياسي، وعاجزون عن إدارة البلاد فيحاولون إلقاء هذه التهم، على كل حال ما سمعناه من وزير الخارجية منوشهر متكي كان لمصلحة لبنان ووحدة اللبنانيين، وما نقله الرئيس السنيورة يفتقر إلى أدنى الأدلة، وهو محاولة لبث الفرقة بين المسلمين وبين اللبنانيين، لكن محاولاته فاشلة، فما هو موجود على الأرض عمل وحدوي ورفض للفتنة، وهذا ما سينتصر إن شاء الله تعالى.

بالنسبة لتحرير مزارع شبعا ، كلنا مع تحرير مزارع ، والذي ابتدع فكرة أن تكون مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة هو الرئيس السنيورة، أي أنه خفض السقف وحاول أن يعطي مبرراً لعدم حسم لبنانية مزارع شبعا، وهذا مخالف لمؤتمر الحوار وما تم الاتفاق عليه.

نحن كحزب الله قلنا مراراً وتكراراًأننا يجب أن نطالب بتحرير مزارع شبعا من دون قيد أو شرط، لماذا تخفيض السقف مسبقاً قبل أن تقدم إسرائيل شيئاً، وقبل أن تلزم بالخروج من مزارع شبعا. هذا نوع من عدم الاعتراف بلبنانية المزارع، وهذا إشكال على الرئيس السنيورة مباشرة، ولم نسمع من وزير الخارجية متكي أي موقف يتعلق بهذا الأمر، كل ما سمعناه هو هذه التهمة التي ذكرها الرئيس السنيورة، وعلى كل حال عندما يجتمع السياسيون مع بعضهم البعض وعندما تجتمع الدول مع بعضها البعض فإذا كانت تناقش بعض المسائل وتبدي وجهة نظر، هذا أمر يكون عبارة عن آراء تناقش بين المعنيين ، أما أن يُقال هذا الأمر من طرف واحد، زلم نسمع شيئاً من الطرف الآخر، ولم نسمع تصريحاً في هذا المجال، فهذا جزء من عدم اللياقة الأخلاقية الدبلوماسية، وفي آنٍ معاً جزء من التآمر، على كل حال نحن سمعنا من الرئيس السنيورة سابقاً انتقاداً لموقف السيد متكي عندما كان في لبنان فيما يتعلق بالنقاط السبع وغيرهان وتبيَّن كذب ما نقل من أوساطه ومن اعتراضاته، هي محاولة دائماً لتسليط الضوء على إيران للاعتبار المذهبي، وهذا أمر مكشوف ولا قابلية له لأن يكون واقعاً.

- مستقبل لبنان إلى أين في ظل هذه الأزمة؟

آمل أن يكون مستقبل لبنان بخير، طالما فيه أناس يحبون وطنهم ويعملون من أجل منعته، واستقلاله عن الأجنبي، ولديه مقاومة، ولديه معارضة وطنية واسعة وعريضة وشريفة، ولديه مواطنين يحبون أن يجدوا لبنان سيداً وحراً ومستقلاً، وما نشاهده اليوم هو نوع من المخاض من أجل حرية لبنان، واستقلال لبنان بعيداً عن الوصاية الأمريكية، والهيمنة لفئة على فئات أخرى، أو لجهة على جهات أخرى، وبالتالي نأمل أن يكون الصبر للوصول إلى نتائج معقولة ومناسبة، نحن نحمل الأمل لأن اللبنانيين يتميزون بحيوية ويريدون لبلدهم أن يكون حراً.

- الاعتصام سيستمر؟ هل نتوقع خطوات تصعيدية جديدة؟

عندما قررت قوى المعارضة الوطنية اللبنانية أن تنزل إلى الشارع وتقدم باعتصامها السلمي، أعلنت أن هذا الاعتصام هو اعتصام مفتوح حتى تحقيق المطالب، خاصة أننا أعطينا فرصاً كافية تجاوزت الأشهر الثلاثة ، ومع ذلك لم نلق تجاوباً لتحقيق المشاركة من فريق السلطة، على هذا الأساس سيستمر هذا الاعتصام ومعه أنشطة سلمية حضارية أخرى من أجل تحقيق هدف المشاركة الذي هو هدف مشروع، خاصة أننا إذا وعدنا إلى الدستور، وعدنا إلى طبيعة المجلس النيابي نرى أنه في الدستور يتحدث عن توافق وعن مشاركة، وعن الآخذ بعين الاعتبار الأطياف السياسية المختلفة، وكذلك في المجلس النيابي تمثل المعارضة الوطنية اللبنانية 45 في المئة من عدد النواب، وما نطالب به من المشاركة هو الثلث زائد واحد، أي أقل مما هو الوضع النيابي، ولا معنى أبداً لاستفراد فريق في مقابل قوى المعارضة بسدة الحكم، وأخذ البلد إلى الوصاية الأمريكية، ووضعه تحت أعباء خطرة وكبيرة، وعلى هذا الأساس لا نجد أي مبرر للخروج من الشارع إلاَّ بتحقيق المطالب على قاعدة أنها مطالب محقة تستهدف المشاركة، والمشاركة حق طبيعي لجميع الأطراف، والذي يسبب تعطيل البلد اليوم ويؤدي إلى مزيد من أزماته هو تصرف هذه السلطة وحكومتها اللادستورية التي لا تستطيع أن تنهض بالبلد، وهي أثبتت خلال الفترة السابقة لسنة ونصف أنها عاجزة وغير قادرة ، ولم يعد بالإمكان أن نضع مصير لبنان في أيدي حكومة عاجزة وفاشلة، وبالتالي هي اليوم أصبحت لا دستورية ، إذاً المأزق موجود والحل الطبيعي هو العودة إلى المشاركة، ويمكن مناقشة التفاصيل الجزئية التي لها علاقة بالمشاركة على قاعدة أن تكون مشاركة حقيقية أقلها الثلث زائد واحد، إذاً في الخلاصة لا يمكن التراجع عن هذا المطلب المحق الذي هو مطلب أكثرية الشعب اللبناني، ومطلب قوى المعارضة الوطنية في ظل ظروف نحتاج فيها إلى أن نتماسك جميعاً، وأن نتحمل مسؤولية إدارة البلد، وأن نرفع عن لبنان هذه الوصاية الأمريكية الخطيرة التي يستقدمها أركان السلطة، والتي يدخلوننا من خلالها في مشروع الشرق الأوسط الجديد، وفي تحقيق بعض المطالب التي تنعكس على إسرائيل بشكل أو بآخر، نحن نعتبر أن وجودنا السلمي والحضاري في الشارع هو وجود مشروع حتى ولو طال، فإننا لن نتخلى عن هذه الخطوة إلاَّ بالمشاركة.

- عادة في أجواء الصخب تنطلق مبادرات خفية، هل هناك شيء من هذا القبيل يتحرك خلف الكواليس؟

لم نسمع بأي مبادرة جدية وفعالة حتى الآن، كل الأفكار التي طرحت من عدد من المبادرين سواء كانوا محليين أو عرب لا زالت في إطار قبول طرف دون الطرف الآخر، أو عرض لأفكار يحسبها أحد الطرفين أنها لمصلحة الطرف الآخر. ففي الواقع لا يوجد مبادرة قادرة حتى الآن على أن تجد قواسم مشتركة، وقد عرف اللبنانيون المبادرة التي طرحها اللقاء الوطني اللبناني من خلال الدكتور فتحي يكن، وكانت هي الأبرز من حيث تفاصيلها، ومن حيث بنودها، لكن الرئيس السنيورة رفضها والفريق الآخر رفضها بشكل عام، إذاً لا يوجد الآن مبادرات فعالة وجدية.

- ومبادرة المطارنة؟

إلى الآن نحن نعتبر أن بيان المطارنة يحمل نقاطاً إيجابية، لكن ليس لدينا معلومات أنها مبادرة (مقننة)، وبالتالي عندما تصبح مبادرة لها آليتها التفصيلية ومشروعها التنفيذي يمكن مناقشتها وإبداء الرأي التفصيلي به، لكن إلى الآن ما فهمناه أنها مجموعة أفكار عامة، ذكر عدد من الأفرقاء اللبنانيين ونحن منهم أن فيها إيجابيات كثيرة، لكن لم تتحول إلى آلية مبادرة تنفيذية بحسب معلوماتي.

- هل عندكم ملاحظات محددة عن الأفكار المطروحة في بيان المطارنة؟

لا يهم الحديث عن القبول بفكرة ورفض فكرة أخرى، هناك إطار عام للثوابت التي أعلنها بيان المطارنة وهو إطار مقبول بشكل عام، عندما تكون هناك مبادرة تفصيلية يمكن النقاش فيها، لأننا لا نريد أن نكون نظريين، نحن نريد أن نكون عمليين والشأن العملي يرتبط بوجود شيء تفصيلي جدي مطروح من أجل نقاشه وبلورته.

- هل أنتم متفائلون؟

يجب أن نكون متفائلين لأنه في النهاية العمل لا بدَّ أن يثمر ، والعمل لا بدَّ أن يصل إلى نتيجة، نعم في إطار الصعوبات الموجودة قد يخيم جو من التشاؤم على الكثيرين، لكن في النهاية هناك منطق للأمور لا بدَّ أن تصل إلى خواتيمها ، ولا يستطيع الفريق المتسلط والفاقد للشرعية والدستورية أن يبقى متمسكاً برقبة لبنان، ومصير لبنان، وأن يودي به إلى الخراب، ويتفرج عليه الآخرون.

في النهاية لا بدَّ أن يكون الحق هو سيد الموقف، وأن تكون هناك نتيجة يتشارك فيها اللبنانيون، وهذا قدرهم، لم يقم لبنان بالأصل على كتف فريق دون آخر، لبنان كان دائماً يقوم على أكتاف الأفرقاء الموجودين في الساحة، وهذا ما يجب أن يكون، آمل أن يقتنع الفريق الحاكم المتسلط بسرعة حتى لا يزيد من خراب البلد ولا يزيد من الانحدار الكبير الذي سبَّبته إدارته المرتبطة بالتوجيهات الأمريكية المباشرة.