قال نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في مقابلة مع محطة نيوتي في خلال برنامج " الاسبوع في ساعة " أنه بعد استقالة وزراء حركة أمل وحزب الله والوزير الصراف لم يعد لهذه الحكومة أية شرعية ولن نكون شهود زور على فشلها ونتحمل مسؤولية ذلك . مشيراً إلى تنصل قيادات 14 آذار من البيان الوزاري وأن ما ورد في البيان ظروفه تغيرت الآن .. وفيما كنا نطالب بالحوار والنقاش كانوا يصرون على الذهاب إلى التصويت . لن نسمح بأن تبقى هذه الحكومة الوهمية ولا أفهم كيف لا يمكن أن تستقيل هذه الحكومة بعد اغتيال الشهيد بيار الجميل ، وأكد سماحته على وجود أزمة ثقة ، ونحن نطالب بالمشاركة ويردون بالتعنت وتجاهل مطالبنا ، نطالب بالنقاش السياسي والمنطق ويردون علينا بالتهييج المذهبي وبخطاب تحريضي ويريدون أخذ البلد إلى الوصاية الاجنبية واندماجه في مشروع الشرق الأوسط الجديد وجعله حجر شطرنج في اللعبة الكبرى ، لن نسمح لهم بأخذ البلد إلى الهاوية واقترح مخرجاً للحل يتضمن موافقة الاكثرية على حكومة الوحدة الوطنية ونتعهد أن يتم نقاش المحكمة في أول جلسة لهذه الحكومة، وعندها سيعرفون موقف الحزب بشكل واضح . أما القول بأن الاغتيال هدفه تنقيص عدد النواب فهو بدعة وهرطقة لأن بعد 60 يوماً هناك انتخابات نيابية فرعية . وقال قاسم نحن لا نتحدث عن حكومة مقابل حكومة ، نحن مستمرون بمطالبتنا بالمشاركة . وأكد قاسم أن الحزب لا ينظر إلى تفاصيل ما بحث داخل جلسة مجلس الوزراء يوم السبت سواء أكان المحكمة الدولية أو أي أمر آخر ، بل إن ما ينظر إليه أن هناك حكومة فقدت شرعيتها وتتخذ قرارات ليس لها أي قيمة لأنها مخالفة للدستور وقراراتها ساخطة بالنسبة إلينا ، وعلى الحكومة أنتستقيل أو أن تستكمل أعضاءها حتى تكون ممثلة لكل أطباق الشعب اللبناني وإلا فإنها تدخل البلاد في الفراغ الدستوري ، ورأى أن الاكثرية تمعن بمسك البلاد ومقدراتها بطريقة فيها هرطقة قانونية ودستورية ونحملهم مسؤولية الاجواء التي سببت اغتيال الوزير الجميل لأنها أوجدت بنية مؤاتية وملازمة لدخول خفافيش الليل من الموتورين ومن الذين يريدون الفتنة . وعن تحركات المعارضة قال سماحته : قررنا أن نتحرك بكل الوسائل المشروعة والسلمية والحضارية مندون أن نعلن عنها مسبقاً وإنما سنعلن عن كل تحرك في حينه وفي وقته بالتفاهم والتعاون مع حلفائنا في وبالتالي ليس هناك جدول زمني وليس هناك عناوين نهائية . هناك سلة من الافكار التي سنستخدم منها ما نرى مصلحة في تحقيق الاهداف المنشودة .. وأشار سماحته إلى أن كل الوسائل سنستخدمها في التعبير وصولاً إلى العصيان المدني .
وأضاف : نحن لم نرَ مشكلات الشارع إلا في شارعهم لأنهم هم كسلطة عملوا بطريقة توتيرية وهيأوا المناخات الغرائزية وحاولوا أن يبثوا معطيات خاطئة للناس ، فأدت إلى إساءات متعمدة لبعض الشخصيات وبعض القوى من خلال ما حصل في التشييع الأخير من إساءات للمناسبات العاشورائية .. لكن بالنسبة إلينا نحن لنا الحق بالنزول إلى الشارع ، وستكون تظاهراتنا سلمية وحضارية ولا يخفى أنه يمكن أن يفكر الطرف الآخر ببعض العبث أو ببعض الاعمال المسيئة ، هذه مسؤولية الحكومة أو القوى الأمنية ، فوجود مثل هذه الاعمال لا يلغي حقنا في التظاهر لأن البلاد في حالة تدهور .
وقال : هناك خطر أمني مع عدم انكشاف أي عملية أمنية مستغرباً الحديث عن اغتيالات وكأن البعض لديه معلومات في هذا الأمر ونريد أن نعرف من أين مصدرها ويجب فتح التحقيقات في هذه المعلومات وعلى كل حال يجب أن ننتظر التحقيقات ويمكن أن تظهر أموراًَ كثيرة .
وقال : إن الاكثرية تحاول تصوير أن المعارضة ملحقة بحزب الله لاتهام أي تحرك بالمذهبي والطائفي ، ولكن الوقائع تثبت عكس ذلك ، فمعارضتنا وطنية ، وإذا تحركوا في الشارع في مواجهة تحركاتنا فعليهم تقع المسؤولية لأنهم مسؤولون عن الامن وعن اي اعمال شغب ، فمسؤوليتنا ضبط شعاراتنا وشارعنا بمقدار ما نستطيع لكن مسؤولية الأمن تقع على الدولة ولا أحد يحملنا مسؤولية التوتر في الشارع ، والتوتير الحاصل الآن يعود إلى عنترياتهم وأخطائهم ، وقال : بين المشكلة والهاوية سنختار المشكلة وليس السقوط في الهاوية . وأكد أن السلطة تقوم بانقلاب على نفسها ولا يمكن أن نسلم رقبتنا بالطريقة التي تطرحها الاكثرية ، فكل ما طلبناه بموضوع المحكمة الدولية هو النقاش، لأننا لا نثق بالفريق الحاكم ليقرر عنا ، واعتبر أن لا فتنة في لبنان في المدى المنظور ، لكن لا نعرف كيف تصبح الأمور بعد سنة إذا بقيت الاكثرية تدير الامور هكذا ، واعتبر أن ارسال وزراء إلى الرئيس بري مضيعة للوقت ، لكنه أكد أن لا حرب داخلية لكن توجد إشارات مذهبية من الطرف الآخر ، وإذا كبرت تصبح البلاد على باب الفتنة ، وهناك اتصالات لمعالجتها ، وأكد أن حزب الله حليف سوريا لكنه لا يأخذ قراراته منها ، مشيراً إلى أن حزب الله قوي لكنه لن يستخدم قوته في الداخل والمقاومة مستمرة ، وفي هذه المرحلة عندنا همّ داخلي ولم نتخلى عن موضوع الاسرى وتحرير مزارع شبعا . وأشاد سماحة الشيخ بالرئيس بري ومواقفه وكان مقاوماً أساسياً خلال الحرب ، وشباب أمل مقاومون كشباب حزب الله ، وتحاول الاكثرية استفزاز شارع الرئيس بري عبر الحديث عن "خطفه" من قبل حزب الله وهذا غباء . وأكد عدم قلق الحزب على الشارع الشيعي في ظل الاصوات المعارضة الشيعية ولهم الحق في التعبير عن مواقفهم ، ونحن لم نصادر رأي أي شخص ، وعن ساعة الصفر قال قاسم نحن دخلنا ساعة الصفر لكن توقيت التحركات سيعلن فجأة لأنها تكون مثمرة أكثر وفي آن معاً تفسح في المجال أمام بعض العقلانية التي نتأملها عند الطرف الآخر قبل أن نصل إلى الحائط المسدود .