مقابلات

نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حوار شامل مع صحيفة تشرين السورية

جنبلاط جزء من مخطط دولي يستهدف إيجاد منظومة خاصة تجعل من لبنان ملحقاً بالوصاية الأميركية.

جنبلاط جزء من مخطط دولي يستهدف إيجاد منظومة خاصة تجعل من لبنان ملحقاً بالوصاية الأميركية.

ــ مخطط الـ 1559 لم يتوقف لكنه يترنح بفعل الصمود في لبنان والحديث الأميركي عن فترة السماح خطوة تكتيكية لعدم قدرتهم على نزع سلاح المقاومة.

ــ إعلان السنيورة بان المقاومة لن ولم نسمها إلا مقاومة تعبير عن رفض السير بمنظمومة الـ 1559 .

ــ من يعترض على وجود سورية في لبنان فقد خرجت والان لا بد من تنفيذ اتفاق الطائف الذي تحدث عن علاقات مميزة بين البلدين

ــ المبادرة العربية رؤية حكيمة للجمع بين البلدين

ــ يجب الفصل بين مسار التحقيق الدولي باغتيال الرئيس الحريري ومسار معالجة العلاقات السورية اللبنانية .

ــ الاختلاف في المعلومات والتحليلات بين قوى 14آذار كشف التسرع في الأحكام وأن التهمة الجاهزة لأي حدث ضد سورية مسألة سياسية لا تستند إلى الوقائع والحقائق.

ــ انزعاج اميركا من الاتفاق مع التيار الوطني الحر دليل حسن وسلامة الاتفاق للمصلحة اللبنانية.

ــ نحن فخورون بعلاقتنا بإيران وسورية وعلى الآخريين تفسير قبلوهم بالوصاية الأميركية التي تأمر وتنهي وتخدم إسرائيل .

ــ نجاح حماس عبر عن نبض الشارع الفلسطيني واربك المشروع الصهيوني وخلفيته الأميركية.

ــ فوز حماس وثبات مقاومة حزب الله وصمود وسورية وصلابة إيران يعيق المشروع الأميركي الإسرائيلي .

مقدمة

قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن النائب وليد جنبلاط هو جزء من مخطط دولي يستهدف إيجاد منظمومة خاصة تجعل من لبنان ملحقاً بالوصاية الأميركية التي تريد أن تحقق مشروعها في تثبيت حضورها في العراق وتعطيل القدرة المواجهة لإسرائيل، مشيراً إلى أنه كلما صعد جنبلاط وأثار قضايا جديدة كلما كان الأمر تعبيراً عن انزعاجه من مسار الأمور بطريقة إيجابية.

وبشأن القرار 1559 والتسوية الداخلية أكد قاسم إنه ( لا زلنا في صراع مع الـ 1559 ونعتبره قرار عدواني من مجلس الأمن على لبنان ولا مكان له للتطبيق) موضحاً أن (مخطط الـ 1559 لم يتوقف ولكنه يترنح بفعل الصمود في لبنان).

وبما خص التسوية التي قضت بعودة وزراء حزب الله وحركة امل إلى حضور اجتماعات الحكومة قال نائب الأمين العام لحزب الله( حصلنا على التزام بالمشاركة الفعلية في القرارات وفي الادارة وكذلك لناحية تسمية المقاومة بانها ليست ميليشيا) مشدداً على ان (إعلان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بأن المقاومة لن ولم نسمها إلا مقاومة تعبير عن رفض السير بمنظمومة الـ 1559 وفق آلياته واستبداله بحوار داخلي يهم اللنانيين).

وبشأن العلاقات اللبنانية السورية أكد قاسم انه (لا خيار للبنان وسورية إلا التفاهم ,وان الجغرافيا والواقع السياسي المترابط وظروف المنطقة تستدعي وجود اسس واضحة للتعاون بين البلدين، وأن من يعترض على وجود سورية في لبنان فقد خرجت والآن لا بد من تنفيذ اتفاق الطائف الذي تحدث عن علاقات مميزة بين لنبان وسورية).

ورحب بالمبادرة العربية وقال انها رؤية حكيمة لضرورة الجمع بين البلدين، ودعا إلى الفصل بين التحقيق الدولي باغتيال الرئيس الحريري وبين موضوع معالجة العلاقات السورية اللبنانية، واشار إلى الاختلاف في المعلومات والتحليلات بين فريق 14 آذار بشأن ما حصل في الاشرفية وقال ان ذلك كشف (التسرع في الاحكام) واظهر ان (التهمة الجاهزة لأي حدث ضد سورية مسألة سياسية بالكامل ولا تستند إلى الوقائع والحقائق وتعطي صورة سلبية عن مطلقيها).

وبما خص التعاون مع التيار الوطني الحر والانزعاج الأميركي من ذلك قال الشيخ نعيم قاسم: (ان انزعاج اميركا من الاتفاق دليل حسن الاتفاق وسلامته للمصلحة اللبنانية الداخلية).

ورد على اتهامات فريق 14 آذار باعتبار التحالف مع حزب الله تحالف مع سورية وإيران وقال : نحن فخورون بعلاقتنا بإيران وسورية لانهما لم يطلبا يوما منا شيئا وهما يدعمان لبنان وحق المقاومة وهذه نقطة إيجابية.

لكنه طالب الآخريين أن يفسروا لنا كيف يقبلون بالوصاية الأميركية التي تأمر وتنهي وتخدم مصالح أجنبية وإسرائيل.

وبشأن فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية اكد ان نجاح حماس عبر عن نبض الشارع الفلسطيني بدعم المقاومة وأربك المشروع الصهيوني وخلفيته الأميركية وجعلنا أمام معادلة جديدة من البوابة الفلسطينية.

وقال ان فوز حماس وثبات مقاومة حزب الله وصمود سورية وصلابة إيران يعيق المشروع الأميركي الإسرائيلي، مؤكداً أن المشروع الأميركي يترنح على مستوى المنطقة وأن قوى الممانعة تزداد صلابة وتنجح في المزيد من الالتفاف الشعبي حولها.

هذه المواقف لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم جاءت في خلال حوار شامل أجرته معه تشرين في بيروت وفي يلي نصه:

نص الحوار:

س: بداية نتطرق إلى ملف القرار 1559 والتسوية الداخلية في لبنان.

أولاً :أين اصبحنا من المخطط الذي أعد للبنان بموجب القرار 1559، هل ترون ان المشروع الأميركي الفرنسي لنزع سلاح المقاومة وإحداث القطيعة بين لبنان وسورية وتحويل لبنان إلى ساحة أو ممر للتأمر على سورية وعلى العمق العربي المتمثل بخط المقاومة، هل لا يزال في مرحلة الهجوم أم أصبح في حالة تراجع وتعثر؟

ج : القرار الدولي 1559 اتخذ كواجهة معبرة عن مخطط كبير يستهدف إلحاق لبنان بالمشروع الاستكباري ليصبح لبنان ممراً ومعبراً لتحقيق السياسات الأميركية الإسرائيلية التي تضر بلبنان والمنطقة، والتي تجعل لبنان معبراً لسياسات خارج دائرة مصلحة لبنان والمنطقة، وقد عارضنا هذا القرار منذ اللحظة الأولى وقلنا بأننا نرفضه ونعتبره تدخلا في الشؤون اللبنانية أو على الأقل ما تبقى من هذا القرار هو عبارة عن محاولة لاضعاف قدرة لبنان لان الحديث عن نزع السلاح هو حديث عن ابطال القدرة التي جعلت لبنان يحرر الجنوب والبقاع الغربي ويقف صامداً أمام المخططات الإسرائيلية ويمنع المشروع الإسرائيلي من تحقيق أهدافه. على هذا الاساس لازلنا في صراع مع هذا القرار، من جهتنا كحزب الله أعلنا مراراً وتكراراً أننا نعتبره غير وارد على اجندتنا اللبنانية بل نتعاطى معه بانه قرار عدواني من مجلس الأمن على لبنان وأنه لا محل له للتطبيق، في المقابل نجد أن أميركا والدول الأخرى، الموافقة لها، تحاول دائماً أن تبرز حضور هذا القرار ووجود هذا القرار وتضغط باتجاه تنفيذه على قاعدة ان محور التنفيذ هو تعطيل قدرة لبنان وهذا ما لم نسمح له ولن نقبل به، وأعتبر ان المخطط لا زال موجوداً ولم يتوقف، وانماً في مواجهة الصمود الموجود في لبنان فأن هذا المخطط يترنح في هذه المرحلة، وما الحديث الأميركي عن فترة السماح والتأجيل وأعادة الأمور إلى الحوار إلا خطوة تكتيكية لها علاقة بعدم قدرتهم على ممارسة ضغوط أكبر أو على تحقيق ما يريدونه من نزع لسلاح المقاومة. إذا نحن أمام مشهد صمود لبناني تجاه المخططات الدولية الإسرائيلية لتعطيل قدرة لبنان، في مقابل إصرار دولي على تنفيذ هذا المخطط وفي هذه المرحلة لم ينجح المخطط في الاستمرار بمنهجيته واعتقد أن التطورات في لبنان والمنطقة تساعد ايضا على تعطيل هذا المخطط من الاستمرار والاستقرار، المهم أن نصمد ونحن صامدون.

س : التسوية التي حصلت مؤخراً بعد كلام رئيس فؤاد السنيورة في مجلس النواب لناحية قوله أن المقاومة لم ولن نسمها إلا مقاومة وطنية وبالتالي أدت إلى عودة وزراء حزب الله وحركة أمل إلى حضور اجتماعات الحكومة.

هل هذه التسوية أو هذه المواقف لبت مطالبكم وبالتالي هل أدت إلى طي القرار 1559 على الصعيد المحلي خاصة في داخل الحكومة؟

ج : كان لنا مطلبان أساسيان عند الاعتكاف عن الحضور في جلسات مجلس الوزراء نحن وحركة أمل، الأول هو المشاركة الفعلية في القرارات وفي الإدارة بحيث يكون هناك تشاور ونقاش وتفاهم قبل اتخاذ القرار النهائي في التصويت وما شابه وهذا الأمر تم الالتزام به، والأمر الثاني له علاقة بالمقاومة أنها ليست ميليشيا، فما قيل من قبل رئيس الحكومة هو مشابه في النتيجة وفي المضمون لما كنا نريده من الحديث عن المقاومة ليست ميليشيا، هو الحديث نفسه عن ان المقاومة لم ولن نسمها ولن تكون إلا مقاومة واعتبرنا أن هذا الأمر كافي ومرضي بالنسبة إلينا لنعود نحن وحركة أمل إلى مجلس الوزراء، فما حصل هو منسجم مع ما طلبنا به.

أما كيف سيتم الأمر في مجلس الوزراء لاحقا فهذا رهن بالممارسة وبالسلوك العملي للأطراف المختلفة والنقطة المركزية عندنا والاهتمام الاساسي عندنا هو ما يقوم به رئيس الحكومة وتياره لأنه هو المحور في عمل الحكومة ونحن نعتقد أنهم ملتزمون بما اتفقنا عليه، وعليه هذا الاعلان هو تعبير عن رفض السير بمنظمومة الـ 1559 وفق آلياته واستبدال هذا الأمر بحوار داخلي يهم اللبنانين، أي أن اللبنانيين إذا كان عندهم نقاش حول كيفية حماية لبنان وأمور اخرى هم يستطيعون مناقشة هذا الأمر من دون وجود ضغوطات خارجية، من اراد أن يقع تحت هذه الضغوطات هذه مشكلته، لكن لم نعد تحت سقف هذه الضغوطات وإنما تحت سقف الحوار الداخلي مما يعني ان المسار هو مختلف تماماً عن المسار 1559.

س : الحوار هنا إذا طلب أن يكون على قاعدة الـ 1559 هل سترفضون ؟

ج : نرفض بتاتاً أن يكون الـ 1559 على الطاولة، بمعنى أننا لا نقبل بان نناقش ادائنا على ضؤ تنفيذ القرار 1559، أما ان يناقش اللبنانيون هذا كموضوع لمعرفة كيفية التعاطي معه، هذا مسألة لا يمكن أن نمنع أحد أن يناقش أو أن يطرح ذلك، إلا أنه بالنسبة إلينا نعتبر أن الـ 1559 غير موجود في التزاماتنا ولا في برامج عملنا.

س : النائب وليد جنبلاط في الأيام الأخيرة لوحظ إنه صعد من مواقفه السياسية بشكل يشذ عن الواقع الذي يسود البلاد حالياً، فاعتبر المزارع غير لبنانية وحزب الله ميليشيا وهذا يتطابق مع الموقف الأميركي بالتمام.

أولاً ما هو رأيكم بذلك وثانياً هل سيؤدي ذلك إلى اعاقة التسوية باعتبار أن النائب جنبلاط حليف لتيار المستقبل وتيار ما يسمى الاكثرية، ماذا سيحصل في حال استمراره في ذلك في الحكومة؟.

ج : نحن نعتبر أن جنبلاط هو جزء من مخطط دولي يستهدف إيجاد منظمومة خاصة في لبنان تجعل من لبنان ملحقا بالوصاية الأميركية التي تريد أن تحقق مشروعها في تثبيت حضورها في العراق وفي تعطيل القدرة المواجهة لإسرائيل، وبالتالي إذا راقبنا بعض التصريحات فسنجد أنها متناغمة مع هذه الرؤية الخارجية، وللأسف كنا نتمنى ان لا يحدث مثل هذا التماهي سواء كان عن قصد أو عن غير قصد، لكن الموقف لا ينسجم مع بناء لبنان المستقر المتوافق المتعاون فيما بين جميع ابنائه، وفي اعتقادنا كلما صعد السيد جنبلاط وآثار قضايا جديدة كلما كان الأمر تعبيراً عن انزعاجه من مسار الأمور بطريقة إيجابية. نحن لاننظر إلى هذا التصعيد بأنه مشكلة لنا إنما مشكلة له، لأن ما انجز من تفاهم مع تيار المستقبل وما حصل من عودة لوزراء أمل وحزب الله إلى الحكومة يعتبر انجازاً مهما يساعد في الاستقرار السياسي ويساعد في بناء لبنان، ويبدو ان وتيرة السيد جنبلاط مختلفة في هذا الشأن، على كل حال هذه التصريحات لاتؤثر على وجودنا في الحكومة ولا تؤثر على علاقتنا مع تيار المستقبل خاصة أن السيد سعد الحريري ودولة الرئيس السنيورة قد صرحا في الأوانة الأخيرة، وحديثا أيضا،بما يؤكد على ما تم التوصل إليه من أن المقاومة ليست مليشيا وأن المشكلة من إسرائيل وأن مزارع شبعا لبنانية، وعليه يمكننا أخذ الموقف الرسمي والحقيقي والفعال والمؤثر من رئيس الحكومة ومن رئيس تيار المستقبل، وليس من أي طرف آخر له حضور ما، لكن يبقى الوزن الأساس والموقف الأساسي الذي يؤثر في المعادلة في هذا الاتجاه الأخر، ونحن مرتاحون لمسار الأمور ومتعاونون ومتفاهمون ونأمل أن يعود السيد جنبلاط إلى هذا الاتجاه اللبناني الوطني العام الذي يخدم مصالح الجميع ويخدم مصلحة لبنان بشكل اساسي وأن لا يعمل بطريقة تنعكس سلبا على واقع لبنان وخصوصيته.

س : العلاقة مع تيار المستقبل، أين وصلت الآن، ما هي الرهانات، وما هو المستوى الذي سيتحقق أو تأملون إنه سيتحقق في المستقبل؟

ج : العلاقة مع تيار المستقبل علاقة جيدة والتنسيق يومي والاتصالات مستمرة فيما بيننا وبينهم وهناك مجالات عديدة للتعاون ونحن نسعى إلى تطوير هذا الأمر لأننا نعتقد أن التفاهم والتعاون بين حزب الله وتيار المستقبل فيه مصلحة كبيرة للبنان وبالتالي نعرف من بعض المعطيات التفصيلية أنهم ينظرون إلينا بالمنظار نفسه لذا اتوقع أن تشهد الأيام القادمة والاسابيع القادمة المزيد من التفاهم والتعاون بالاتجاه الأيجابي .

س : العلاقات البنانية السورية، كيف تقرأون مستقبلها بعد الذي شهدته من تأزم وتوتر، وكيف التعاطي مع الاتجاهات التي تحاول ان توتر هذه العلاقات وتستمر في توجيه الاتهامات في كل ما يحصل في لبنان إلى سورية؟.

ج : لا خيار للبنان وسورية إلا أن يتفاهما مع بعضيهما فوجود الجغرافيا المتاخمة والواقع السياسي المترابط وظروف المنطقة كلها عوامل تستدعي ان تكون هناك أسس واضحة للتعاون بين لبنان وسورية، ونحن قلنا مراراً حتى في أصعب الأوقات وفي الظروف المعقدة بأن من يعترض على وجود سورية في لبنان، فقد خرجت سورية من لبنان، والأن نحن أمام مرحلة جديدة لا بد أن ننفذ اتفاق الطائف الذي يتحدث عن علاقات مميزة بين لبنان وسورية، وهذه العلاقات تتطلب حواراً ونقاشا واتفاقاً على كيفية اخراجها إلى حيز الوجود، ولا يمكن أن يكون التحقيق في استشهاد الرئيس الحريري سبباً لتعطيل مثل هذه العلاقات لانهما مساران مختلفان تماماً.

مسار التحقيق هو مسار لا بد أن يسير بطريقة قضائية لاكتشاف الفاعلين والمرتكبين ومعاقبتهم، ومسار العلاقات السورية اللبنانية يجب ان يسير في مسار اخر من أجل تطمين البلدين والتعاون بينهما لما فيه مصلحتهما كند لند ولا نقول غير هذا، أما الربط الذي قام به البعض بين التحقيق والعلاقات اللبنانية السورية بحيث رفض أي نوع من العلاقة إلا بعد انتهاء التحقيق وحسم الأمور، بل استبق التحقيق باتهام سورية وهو ينتظر الإدانة لسورية ليقول بان العلاقة غير ممكنة، فهذا منهج خاطئ ومضر بلبنان وسورية في آن معاً وقد اثبتت التجارب في الفترة السابقة أن هذا المسار لا يصلح عمليا للوصول إلى نتيجة، بل نعتبر ان تحرك المبادرة العربية سواء من خلال السعودية أو مصر هي رؤية حكيمة لضرورة الجمع بين البلدين بما لا يؤدي إلى أذية المنطقة بشكل عام لأن كل شيء ينعكس على واقع البلدين وعلى واقع المنطقة، الأمور مترابطة وغير منفصلة عن بعضها البعض، من هنا نحن ندعو إلى استمرار التحقيق بمسار واستمرار البحث عن كيفية معالجة العلاقات اللبنانية السورية بمسار آخر، وسنؤيد أي مبادرة عربية في هذا الاتجاه بل سنؤيد اي خطوة عملية تسلك هذا السلوك وسنحرص من خلال الحكومة اللبنانية ومن خلال تأثيرنا في الداخل ان ندفع في هذا الاتجاه.

س : في هذا الموضوع أيضا، حادثة الأشرفية مؤخراً التي حصلت بعيداً عن القيم الدينية والهدف السامي من المظاهرة للاعتراض على الإساءة للرسول الأكرم، حاول البعض أيضا أن يتهم سورية بالوقوف وراء اعمال الشغب والتخريب التي حصلت في منطقة الإشرفية، برأيكم هل هناك محاولة لتهرب البعض من المسؤولية عما حصل ولذلك يجري رمي المسؤولية على سورية؟

ج : المسيرة التي دعي إليها للاعتراض على الرسوم المهينة لرسول الله ( صلى) بالوصول إلى القنصلية الدنماركية في منطقة الاشرفية هي مسيرة صحيحة من حيث الهدف وضرورية أيضا لأنها تعبير عن احاسيس المسلمين وقناعات المسلمين فيما يتعرضون له من هذه الآهانة الكبيرة على السمتوى العالمي، لكن النتيجة التي حصلت لم تكن منسجمة مع الدعوة وهذا عائد لأمرين اساسيين:الأمر الأول عدم قدرة المنظمين على القيام بمهمة ترتيب الأمور ومعرفة كيفية إدارة واقع المسيرة وهذا خطأ يتحمل مسؤوليته المنظمون، والأمر الثاني يتعلق بالأمن وكيفية متابعة الدولة لأمن المسيرة، وكان هناك تقصير واضح وهناك متابعة في داخل الدوائر المختلفة لمعرفة التفاصيل التي سببت مثل هذه الاحداث.

من هنا لا يمكننا ان نطلق الاتهامات مسبقا قبل ان تتم التحقيقات اللازمة لمعرفة حجم التقصير من الأجهزة المختصة من ناحية، والمسؤولية من المنظميين من ناحية أخرى، وإذا كان الاندفاع الذي حصل والأخطاء التي ارتكبت ناشئة عن حالة عاطفية أو فوضوية أو آنية أو أن هناك مخططاً معيناً شارك فيه بعض الجهات، هذا الأمر لم ينته التحقيق به بعد ولم تصل الجهات الرسمية إلى نتيجة، بل لاحظنا الاختلاف في المعلومات والتحليلات بين فريق 14 آذار نفسه عندما القيت بعض التهم ورفضها البعض الأخر، كانت المعلومات متضاربة مما يعني أنه كان يوجد تسرع في اطلاق الاحكام، وهنا أصبح الأمر مكشوفا، التهمة الجاهزة لأي حدث ضد سورية مسألة سياسية بالكامل لا تستند إلى الوقائع ولا إلى الحقائق، وهي كلما اطلقت بهذه الصيغة أعطت صورة سلبية عن مطلقيها بأنهم لا يعتمدون على الحقائق والوقائع وهذا ما اثبتته الأيام السابقة، وبالتالي لا يجوز أن يسيس كل عمل وأن يأخذ باتجاه قد يبعد التحقيق عن الحقائق التي يجب ان نعرفها لنعرف ما الذي يحصل في لبنان وما هي المشاكل التي تعترض لبنان. أنا اعتقد أن الأمور تنكشف تدريجياً نحو الحقيقة.

س : في هذا الاطار، هل هناك ضمانات من ان لا يحصل ما حصل في التحقيق الدولي بشأن اغتيال الرئيس الحريري، حيث ذكر ان هناك اعتقالات عشوائية تمت لعمال سوريين من الورش والمناطق المتعددة من اجل توفير الأدلة للاتهامات السياسية؟

ج : لا اعتقد ان الأمور ستبقى غامضة بل كل شيء سينكشف تدريجياً، وطريقة الاعتقالات في بعض المجالات كانت خاطئة لأنها لم تكن موجهة للمعنيين مباشرة وضج الناس في هذا الاتجاه، وفي النهاية الأمور لا يمكن أن تبقى غامضة وستنكشف تدريجياً، أما إذا كنت تحدثني عن ثقة بالنتيجة أنا لا استطيع ان أعطي ثقة أو عدم ثقة على أمر مجهول وليس بيدنا، لكن أمل أن يكون المسؤولون على قدر من الحكمة والموضوعية ليضعوا الأمور في نصابها ويكشفوا الحقيقة الموضوعية للناس.

س : ملف التحقيق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، كشفت أو سربت معلومات مؤخراً عن صلة مجموعة من تنظيم القاعدة بالمدعو أبو عدس الذي سجل له شريطاً، واعترف بعض الموقفين، حسب ما ورد، بانه كان وراء دبلجة وتصوير هذا الفيلم لابو عدس، وقيل ان هذا الشخص من عائلة طه هرب من السجن وهو مطلوب اصلا للجنة التحقيق الدولية.

ما هي حقيقة الأمر، ماذا يحصل، لماذا لا يتم توضيح هذه الصورة للراي العام؟

ج : بصراحة أنا لن ادخل في تفاصيل التحقيق وخبريات التحقيق لأنها متفاوتة ومتعددة وتتغير باستمرار ولها قنواتها الطبيعية واعتبر ان التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد الحريري لم يصل إلى الآن إلى نتيجة ولا يزال هناك عمل طويل كما ذكر المحقق الدولي السابق وكما يتحدث المحقق الدولي الحالي وبالتالي يجب ان ننتظر نتائج التحقيق عندما تكون هناك محاكمة ما الأمر لابد أن يكون علنيا وعندها الأدلة ستكون مكشوفة وواضحة، فما ورد عن مسؤولية القاعدة هو احتمال معتد به وهو جزء من الاحتمالات التي كنا نقول دائماً بانها يجب ان تكون واردة بألا نحصر الاحتمال بجهة واحدة من اجل افساح المجال امام البحث عن الحقيقة من خلال تعدد الاحتمالات الموجودة، ولعل الفترة القادمة تبين مدى صحة هذه المعلومات وحقيقتها بالدليل القضائي، ويفترض ان تستدعي لجنة التحقيق هذه الخلية التي اتهمت بهذا الاتهام لتتأكد، فهذا أمر مرتبط بالتحقيق الواسع على المستوى الدولي .

س : لنأتي على العلاقة مع التيار العوني، التعاون بين التيار الوطني الحر وحزب الله وصف من قبل المعلقين والمتابعين بالانقلاب السياسي بالخارطة السياسية الداخلية.

إلى أي مدى أنتم واثقون من انها ستشكل عاملا في اعادة رسم الخارطة السياسية على مستوى الداخلي؟

ج : الاتفاق بين حزب الله والتيار الوطني الحر ليس حدثاً عادياً بالتأكيد وهو أمر كبير يحصل على الساحة اللبنانية بين تيارين يملكان القوة الشعبية والمصداقية والتأثير المباشر على الساحة السياسية ولابد أن يترك اتفاقهما أثاراً كبيرة وليست عادية، وبالتالي لن أقلل من اهمية هذا التفاهم كما لن أجعل من هذا التفاهم سبباً لتغيرات جذرية في كل الساحة اللبنانية، فهذا الاتفاق مع انعقاده سيترك الآن بصماته وتأثيراته والنقاش حوله وسيفتح الآفاق نحو رؤى معينة على الساحة، يكفي أنه الاتفاق الأول من نوعه الذي يحصل بين متباعدين وبين حاملين لوجهات نظر كانت تعتبر متناقضة ومتعارضة فوجد هذان التياران إمكانيات مهمة من خلال الحوار لتدوير الدوائر وتدوير الزوايا والوصول إلى قواسم مشتركة خاصة بما يتعلق بالنظرة إلى المقاومة وسلاحها وكيفية اعمار لبنان على المستوى الداخلي، والنظرة إلى محاكمة من تعاملوا مع إسرائيل وكيفية متابعة هذا الملف، والحديث عن ترسيم الدود بين لبنان وسورية باتفاق البلدين، وكذلك طريقة تثبيت لبنانية مزارع شبعا كمسؤولية على الدولة اللبنانية، هذه عناوين لم تكن بهذا الوضوح بين الطرفين، أي لم تكن ضمن رؤية واحدة، ومن خلال الحوار استطعنا أن نتقارب وان يفهم كل منا فهم الآخر وهواجس الآخر وطريقة تفكيره، وعليه قيمة هذا التفاهم إنه لم يحصل بين منسجمين بالكامل وإنما حصل بين من اختلفا في مرحلة من المراحل سياسياً وليس عصبوياً والآن حصل التفاهم ايضا سياسياً وليس عصبوياً وهذا قد يفتح المجال أمام الأطراف الأخرى لتفكر عملياً كيف تسير في مسار الحوار الذي يؤدي في النهاية إلى نتيجة إيجابية ما. من هنا نحن قلنا بان هذا التفاهم ليس اصطفافاً سياسياً وليس مانعاً سياسياً إنما هو يفتح الفرصة أمام الأطراف المختلفة لتتحاور وتصل إلى نتائج معينة.

س : إلى أي مدى ترون ان هذا اللقاء سيكون له تداعيات على الـ 1559 وبالتالي على الخيارات الاساسية على صعيد المقاومة واستمرارها وعلى مستوى اعادة بناء العلاقات السورية اللبنانية علىاسس سليمة وواضحة خصوصاً وأن مساعد وزير الخارجية الأميركية وولش قد وصف اللقاء بانه يتعارض مع السياسة الميركية؟

ج : بالنسبة إلينا الـ 1559 ليس وارداً في اجندتنا والتفاهم لم يورد شيئا له علاقة بالـ 1559 لأنه محل نقاش، أما بالنسبة للمقاومة وسلاح المقاومة فالأمر مرتبط بكيفية حماية لبنان والدفاع عن لبنان وهذا يتطلب حواراً حول الأليات والبدائل إذا كانت موجودة وهذا أمر يحتاج إلى تفاهم بين اللبنانيين، فالمسار مسار لبناني في هذا الشأن، وعندما نسمع بأن أميركا منزعجة فهذا دليل حسن الاتفاق وسلامته للمصلحة اللبنانية الداخلية، وهذا الأمر لن يؤثر على الطرفين فكلاهما يعلم أن التحديات في مواجهة هذا الاتفاق ستكون كثيرة، واعتقد ان حزب الله والتيار الوطني الحر يملكان من الشجاعة الكافية للدفاع عن وجهة نظرهما وعما ورد في هذا الاتفاق، وميزة هذا الاتفاق ان لا ملاحق سرية له وإنما هو هذه النصوص الواضحة والمكشوفة والتي سنعمل عليها أمام الراي العام المحلي والعالمي بكل جرأة وبكل صراحة.

س : إذا كانت الأمور كذلك، هل الانتخابات الفرعية في بعبدا ـ عاليه ستؤسس لهذه التحالفات الجديدة، وما هو ردكم على الاتهامات التي تساق في هذا الاطار إلى كل من يتحالف مع حزب الله في هذه الانتخابات بانه يتحالف مع سورية وإيران وكأن هناك تهمة بالأمر؟

ج : انتخابات بعبدا عاليه هي فرع جزئي في الواقع الداخلي والاتجاهات محسومة ومعروفة وبالتالي نعتقد ان التيار الوطني الحر سيكون الفائزالأول في هذه الانتخابات وفق المعادلات المختلفة لن أزيد اكثر من هذا، نتمنى ان يحصل توافق لكن إذا حصلت الانتخابات فالنتائج محسومة مسبقا نظراً للواقع الشعبي والميول في هذا الاتجاه ولا يتعب المحلل في الوصول إلى هذا الاستنتاج، أما التهمة بالالتحاق بالمحور الإيراني السوري فنحن فخورون بعلاقتنا بإيران وسورية لانهما لم يطلبا يوماً منا شيئاً، وأنما نحن نعمل بوحي ما نراه مصلحة بلدنا، وهذان البلدان يداعمان لبنان ويدعمان حق المقاومة في لبنان وفي فلسطين، وبالتالي من يتسنى له أن تكون له جهة أوجهات تؤيده في حقوقه فهذه نقطة إيجابية، لكن على الأخريين أن يفسروا لنا كيف يقبلون بالوصاية الأميركية التي تأمر وتنهي وتطلب وترفض وفي النهاية تصرح بشكل واضح انها تعمل خدمة للمشروع الإسرائيلي، هنا التهمة للطرف الأخر الذي يحاول أن يدافع عن التدويل تحت عنوان أنهم يساعدوننا لكن كل الأمور مكشوفة على الأرض بان أميركا تقول نريد ولا نريد ولا تقول بانها لا تريد شيئاً من لبنان،بل نعرف أطماعها ومتطلباتها ولطالما تحدثت اسرائيل بشكل مكشوف عن أنها وراء الـ 1559 وانها تريد نزع سلاح حزب الله وتريد اضعاف سورية في المنطقة وأنها ضد إيران، كل هذه العناوين نسمعها على المستوى الإسرائيلي، بكل الأحوال نحن لا نعتبر العلاقة الإيرانية السورية تهمة لأنها لمصلحة قرارنا المستقل وعدم دخالتهما في قرارنا، بينما نتساءل عن اجابة الأخريين عن الوصاية الأميركية التي تخدم مصالح أجنبية وتخدم إسرائيل ما هو جوابهم.

س : لننتقل على الصعيد الفلسطيني، حدث الانتخابات التشريعية الفلسطينية والفوز الكبير لحركة حماس شكل ضربة موجعة للمشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة، فلا ننسى أن المشروع الأميركي أحد أهدافه الاساسية من محاولة الانقلاب في لبنان ونزع سلاح المقاومة ومحاصرة سورية الوصول إلى خنق الانتفاضة الفلسطينية.

كيف تقرأون هذا الحدث وانعكاساته على الواقع السوري الإيراني اللبناني واستطراداً على المشروع الأميركي؟

ج : نجاح حماس في الانتخابات كان مفاجأة إسرائيلية ومفاجأة دولية بحيث خالف هذا النجاح كل الأراء الاستخباراية وكل الرغبات التي انعقد عليها مشاريع وافكار، من هنا استطيع القول ان نجاح حماس الموفق حقق أمرين اساسيين:

الأمر الأول التعبير عن نبض الشارع الفلسطيني ورغبته بدعم المقاومة ضد الاحتلال، والأمر الثاني أربك المشروع الصهيوني وبالتالي خلفيته الأميركية وجعلنا أمام معادلة جديدة من البوابة الفلسطينية، وبما أن الأمور مترابطة بالمنطقة، إذ لا يمكن فصل تأثير موقف في بلد عن البلد المجاور وعن الشبكة المتواصلة والتي تواصلت أيضا بفعل المؤامرة المتواصلة والتي ارادت ان تشبك هذه المنطقة مع بعضها البعض، فنجاح حماس يعيق المشروع الإسرائيلي الأميركي، كما ثبات مقاومة حزب الله في لبنان يعيقه، كما ان صمود سورية يعيقه وكذلك صلابة الموقف الإيراني بحق إيران في امتلاك التكنولوجية النووية السلمية يجعل حاجزاً امام هذا المشروع، ولا ننسى التطورات التي تحصل في العراق والخيارات الشعبية التي لم تقبل باستمرار الاحتلال، وهنا لا انسى القلق الموجود عند البلدان الأخرى كالسعودية ومصر وغيرهما من هذه الهجمة الأميركية فهما مرتاحتان لتلك التطورات التي تخفف الضغوطات عليهما وعلى المنطقة بشكل عام إذا نحن امام منظمومة أميركية إسرائيلية تريد ان تسخر كل شيء، في المقابل كل نجاح يعيق هذه المنظمومة في اي بقعة من هذه المنطقة سينعكس إيجاباً على المنطقة وسيريح الدول المختلفة.

س : أما على المستوى العراقي كيف تقرأون مستقبل العراق في ضؤ نتائج الانتخابات الأخيرة واستمرار المقاومة ايضا للاحتلال، هل سنكون امام انسحاب لقوات الاحتلال في فترة قريبة ام ان الأمور ستشهد مزيدا من الصراع والتأجيج والتصعيد في الفترة القادمة مع الاحتلال الأميركي؟

ج : الانتخابات العراقية انجاز لمصلحة العراقيين لأنهم بذلك يفوتون على المتحدثين عن عدم استقرار العراق السياسي أو عدم وضوح طبيعة التركيبة والقانون، تأتي هذه الانتخابات لتصنع السمة النهائية حول التمثيل الشعبي والتعبير المباشر عن المسار الجديد الذي يريده العراقيون بعيداًعن الاحتلال، والأمر الثاني نحن نعلم ان أميركا تعاني من الواقع العراقي وهو لا يسير كما تريد وكثيرا من المخططات التي كانت تضعها اكتشفت لاحقاً انها تسير في مسار آخر، أنا لا اعتقد ان نتائج الانتخابات العراقية اليوم تسر اميركا، فهي خلاف ما كانت تخطط له وما تريده وكذلك استمرار مواجهة قوات الاحتلال الأميركي أمر أيجابي، نعم هناك مصيبة في العراق لها علاقة بالأعتداء على المدنيين والشرطة والمراكز المدنية وهي مسألة مدانة بكل المعايير ونعتبر ان البعيدين عن الاخلاق والانسانية والايمان هم الذين يقومون بهذا الأمر، مهما كان عنوانهم ومهما كانت صنعتهم ويشاركهم في هذا الاستخبارات الأميركية والأجنبية وبالتالي هذا ليس بمصلحة أحد وهذا ضد الواقع العراقي، من هنا لا اتوقع استقرارا سريعا للعراق، هناك تعقيدات حقيقية تحتاج إلى تذليل، اتمنى أن ينفتح السنة على الشيعة على الاكراد بطريقة يلحظون فيها الاخطار التي تمسهم جميعاً لتعزيز الوحدة الداخلية وتحريك عجلة المؤسات الدستورية تمهيداً للاصطفاف معاً في مواجهة الاحتلال بشكل شامل من اجل ان يخرج، ولا أظن ان اميركا مرتاحة لحضورها العسكري في العراق لكن تحاول قدر الامكان ان تسثمر وان تطيل هذا الاحتلال وان ترسم قواعد تريدها وهنا الخطر على الوضع العراقي، على هذا الاساس اتمنى ان يتمكن الشعب العراقي من إجتياز هذه المحنة الصعبة لكن لا تزال امامه صعوبات حقيقة في الأفق.

س : السؤال الاخير، في ضؤ هذه التطورات التي شهدتها المنطقة في فلسطين والعراق وتعثر المشروع الأميركي في لبنان، هل بامكاننا القول أننا اصبحنا الآن امام معطيات جديدة مختلفة عن تلك التي سادت قبل عام من الأن وهل أنتم متفائلون بالمستقبل؟

ج : لم نشهد في لبنان مثل هذا التطورات المتلاحقة والسريعة والكثيرة كما شهدنا خلال هذا العام وبالتالي بدأت الأمور تتكشف وتتضح خاصة مع انكشاف موازين القوى ومع وضوح الاتجاهات المختلفة عند الاطراف وكذلك موازين المعادلة الإقليمية الدولية وانعكاسها على لبنان وموازين القدرات اللبنانية وتمثيل كل طرف للشريحة التي يدعي إنه يمثلها، على هذا الاساس اتصور أننا امام فترة وضوح اكثر واستقرار الاتجاهات السياسية بشكل فعال وواضح، وبالتالي ستشهد هذه الفترة القادمة مجموعة من المتغيرات التي ستعطينا مشهدا مختلفاً عن المشهد الذي ساد خلال السنة السابقة بحسب توقعاتنا.

لن يكون هناك قدرة أميركية فعالة كما كانت خلال السنة الماضية، ولن تكون هناك هزائم لقوى الصمود والتصدي بل يبدو أن الأمور متجهة نحو المزيد من المكاسب لهذه القوى خاصة ان المشروع الأميركي يترنح على مستوى المنطقة ككل وهذا له انعكاساته على لبنان وعلى سورية وعلى فلسطين. قوى الممانعة الموجودة في هذه المنطقة تزداد صلابة وتنجح في المزيد من الالتفاف الشعبي حولها وهذا هو عنصر القوة الاساس، عندما يكون عنصر القوة ذاتي وفي داخل البلد فهذا أقوى من العنصر الخارجي الذي لا يجد له محلاً مع التماسك الموجود، من هنا يبدو أننا امام صورة جديدة ستتبلور خلال الأشهر القادمة.