مقابلات

نعيم قاسم لـ "صدى البلد": عملنا لتعاون بين جنبلاط وارسلان ومن المبكر حسم رئاسة المجلس لأننا نسمع مواقف متناقضة 2-6-2005

قد لا تكون هناك مبالغة في القول ان "حزب الله" وضع ثقله في هذه الدورة من الانتخابات النيابية وان تحالفاته تجاوزت البعد الانتخابي الى البعد السياسي الهادف الى تشكيل أكبر تكتل نيابي حليف يقف درعاً واقياً من التحديات التي ينتظرها عند مفترق المرحلة الجديدة التي ستبدأ في عهد المجلس النيابي الجديد.

قد لا تكون هناك مبالغة في القول ان "حزب الله" وضع ثقله في هذه الدورة من الانتخابات النيابية وان تحالفاته تجاوزت البعد الانتخابي الى البعد السياسي الهادف الى تشكيل أكبر تكتل نيابي حليف يقف درعاً واقياً من التحديات التي ينتظرها عند مفترق المرحلة الجديدة التي ستبدأ في عهد المجلس النيابي الجديد.

ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ربما هو الأكثر دراية بمآرب الحزب من تحالفاته، والأوسع اطلاعاً على ما سترسو عليه هذه التحالفات في بقية المناطق. ومن هذا المنطلق فهو يؤكد ان تحالفات "حزب الله" لا تستهدف زيادة عدد نوابه، ولذا جاءت هذه التحالفات سياسية بامتياز.‏

وتحت عنوان التحالف السياسي يدرج الشيخ قاسم تحالف حزب الله مع "تيار المستقبل" والنائب وليد جنبلاط وحركة "أمل" أما في ما يتعلق بالأطراف الأخرى فيؤكد ان العماد ميشال عون ليس خصماً وان قابلية التحالف ممكنة ولو ان شيئاً من هذا القبيل لم يحصل بعد ولكن الأمور قيد التشاور.‏

ما هو الأساس الذي انطلق منه "حزب الله" في نسج تحالفاته الانتخابية مع القوى السياسية؟‏

ـــ بصرف النظر عن شكل قانون الانتخاب ومضمونه أو التحالفات التي يمكن أن يعقدها حزب الله، فقد بات معروفاً ان أي قانون واي شكل من التحالف سيعطي الحزب حصة في المجلس النيابي تعتبر مساوية الى ما كان لنا في عام 2000 وهو بين 12 نائباً في الكتلة الى 14 نائباً وهذا لا يأخذ في الاعتبار حجمنا الحقيقي على مستوى الانتخابات وإنما يأخذ في الاعتبار المناطق التي نؤثر فيها والقرار الذي اتخذته قيادة الحزب بالاكتفاء بعدد معين مع ملاحظة الظروف التحالفية الموجودة في المناطق المختلفة. ولذا لا أعتبر أن تحالفاتنا تستهدف زيادة العدد أو التركيز على العدد كأساس.‏

حزب الله و"المستقبل"‏

من هنا قررنا أن تكون تحالفاتنا تحالفات سياسية بامتياز لما لها من دلالات تشمل ما قبل الانتخاب وما بعده ومن يراقب الصيغة التي اتفقنا عليها مع عدد من الأطراف الفاعلة على الساحة يلاحظ هذا المعنى السياسي في وضوح، فعلى سبيل المثال عقدنا تحالفاً انتخابياً مع الأستاذ سعد الحريري لأننا نعتبر أن الاتفاق بين حزب الله وبين تيار المستقبل له دلالات سياسية كبيرة، فمن ناحية المقاومة تحتاج الى تحصين وهذا التيار له قوة حقيقية موجودة على الساحة ومن ناحية أخرى نريد تعزيز الحالة الاسلامية والوحدة بأن تبتعد عن أي نعرات وهذا يتوافر في تلك العلاقة التي تعتبر إمتداداً للعلاقة التي كانت مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري.‏

التحالف وجنبلاط‏

كان النائب وليد جنبلاط واضحاً في تصريحاته لناحية المدى الذي اتخذه بالتأكيد على العلاقة الثنائية المتينة بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب الله، ومن المعروف ان مواقف الأستاذ جنبلاط عموماً هي مواقف وطنية عربية لها بعد يحرص على دعم المقاومة واستمرار هذا الاتجاه في صيغة او أخرى بصرف النظر عن التفاصيل وعن بعض المحطات التي كان متأثرة بمجموعة متغيرات في المنطقة وفي لبنان. وهذا يعني كثيراً بالنسبة إلينا وبالتالي هذا النوع من التحالف المبني على مواجهة الخطر الاسرائيلي بكل أبعاده يعتبر أساسياً وجوهرياً ولا تخفى على أحد المكانة التي يتميز بها الأستاذ وليد جنبلاط في الساحة والدور المؤثر في هذا الاتجاه فنكون بتحالفنا قد كسبنا حالة نريد تحصينها والدفاع عنها خلال المرحلة المقبلة.‏

الحزب والحركة‏

اما التحالف الثالث فهو مع حركة "امل" والمعلوم ان الساحة الفعالة لعمل الحزب والحركة هي الجنوب اللبناني ونعتبر ان ما جرى خلال الأشهر الماضية بيننا وبين "امل" من تعاون وتأكيد للموقف الواحد إزاء قضايا مختلفة يعتبر سبباً أساسياً من أسباب بروز هذا الخط وهذا الاتجاه وتثبيت معالمه في مقابل المتغيرات والتعقيدات الكثيرة التي كانت تجري على الساحة. وعليه طالما ان الرؤية واحدة إزاء مجموعة من القضايا فيفترض ان يكون التحالف قائماً بصرف النظر عن عدد المقاعد النيابية لأننا لا ننظر في الجنوب مثلاً الى حجمنا التمثيلي الفعلي ولا الى حجم "امل" التمثيلي الفعلي وانما ننظر في السياسة الى اهمية هذا التحالف على مستوى التحديات التي ستواجهنا لاحقاً.‏

هذه النماذج الثلاثة تبين ان التحالفات السياسية التي اختارها "حزب الله" لها علاقة بما يتوقع للبنان خلال المرحلة المقبلة وبما نؤمن به من قواعد للعمل مع الأطراف المختلفة لنبني معاً هذا البلد ولنواجه التحديات المختلفة.‏

كان من المستغرب تحالفكم مع لائحة وليد جنبلاط بمعزل عن حليفكم في عين التينة النائب طلال ارسلان؟‏

ــ عملنا جاهدين خلال الأسابيع الماضية من أجل ان يكون هناك تعاون بين الأستاذ طلال ارسلان والاستاذ وليد جنبلاط على لائحة واحدة، وكذلك كنا ننتظر ان يتم الاتفاق بين العماد عون والأستاذ جنبلاط ولم نتحدث عن وجهة نظرنا في طريقة التحالف في انتظار ان تحسم هذه الأمور لأننا كنا نرغب ان نرى نوعاً من التعاون في هذه الدائرة (بعبدا ـ عاليه) لكن بعد ان حصل الفراق بين جنبلاط وعون وأصبح الأمر واضحاً في اتجاه لائحتين ولم نتمكن من ضم الأستاذ طلال ارسلان الى لائحة جنبلاط بعد محاولات حثيثة جداً كنا أمام ثلاثة خيارات: الأول ان ننضم الى لائحة العماد عون، والثاني ان نبقى خارج اللائحتين والثالث ان نكون مع لائحة وليد جنبلاط. اخترنا الخيار الثالث للاعتبارات السياسية التي ذكرتها. وهذا لا يعني اننا على خصومة مع الأطراف الأخرى الموجودة في اللائحة الثانية سواء العماد عون او طلال ارسلان مع الفارق في ما بينهما، اذ ان ما كان يجمعنا مع الأستاذ طلال خلال الفترة السابقة كان أمراً جيداً ومتواصلاً فقد سرنا معاً لفترة طويلة وما زلنا نؤمن بالقناعات نفسها لكن بما ان الاختيار لا بد ان يتم في احد الاتجاهات رأينا ان المصلحة السياسية المنسجمة مع رؤيتنا تتطلب ان نكون جزءاً من لائحة الأستاذ جنبلاط ونحن آسفون لأننا لم نتمكن من ضم الأستاذ ارسلان وهذا لا يغير من صداقتنا وتحالفنا وتعاوننا في القضايا المختلفة ونعتبر ان هذا الافتراق الانتخابي هو افتراق موقت لا علاقة له بالسياسة وانما بطبيعة تشكيل اللوائح التي وقفت مانعاً لإمكانية هذا التعاون ربما ذكر البعض بأفضلية ان نتخذ الخيار الثاني الذي هو الخيار المستقل المنفرد الذي يتعاون مع اللائحتين بنسب مختلفة ونحن نعتبر ان مثل هذا الخيار يتجه الى الخصوصية الانتخابية البحتة بالتفتيش عن النجاح او عدمه بينما كنا راغبين في ان نتجه الى الخيار السياسي وليس الى الخيار الانتخابي.‏

كيف ينظر حزب الله الى ترك العماد عون وارسلان مقعداً شيعياً شاغراً في لائحة بعبدا ــ عاليه؟‏

ــ يمكن ان يكون ترك المقعد سياسياً او انتخابياً وهذا يعود الى نية الطرف الآخر وهو الأقدر على التصريح بموقفه، على كل حال نحن ننظر الى هذه المسألة ايجابياً لأن بعض القواعد سواء كان لدى العماد عون او لدى الأستاذ طلال ارسلان قد تجد مناسباً في ان تصوّت للحاج علي عمار كشخص موثوق لديها ولاقتناعها بحزب الله وهذا يعطي مؤشراً ايجابياً على المستوى السياسي بغض النظر عن آثاره الانتخابية، ونحن ننظر الى هذا الأمر بعين الجدية في ما لو حصل لدى الأطراف الأخرى. على كل حال العبرة من الخلفية السياسية هي في التطبيق العملي في صناديق الاقتراع وهذا ما يظهر جلياً لاحقاً.‏

عون ليس خصماً‏

هل سيكون لحزب الله تحالف مع عون في دوائر أخرى غير عاليه ــ بعبدا؟‏

ــ لم يحصل شيء حتى الآن في الأماكن الاخرى، وانما وردت أخبار صحافية غير مؤكدة وبالتالي يمكن القول اننا حتى الآن لم نبن تحالفاً في منطقة معينة مع العماد عون. لكن هذا لا يمنع من ان ننتهي الى هذا الشكل من التحالف في منطقة من المناطق فنحن لا نعتبر العماد عون خصماً، انما نعتبر ان قابلية التفاهم على بعض القواعد السياسية هي قابلية ممكنة. عندما نرى مناسباً في منطقة من المناطق ان نتعاون فإننا سنفتح هذا النقاش في وضوح وسنحدد أسس هذا التعاون في ما بيننا.‏