مقابلات

أتمنى انتخاب رئيس في المهلة الدستورية ولكني أستبعد ذلك / مقابلة الميادين في 16/5/2014

أتمنى انتخاب رئيس في المهلة الدستورية ولكني أستبعد ذلك / مقابلة الميادين في 16/5/2014
*عدم طرح الحزب اسم مرشحه لرئاسة الجمهورية اللبنانية يعطي فرصة للاتفاقات العملية.

المقابلة الكاملة التي أجرتها معه قناة الميادين ضمن برنامج "الجمهورية 2014" في حلقة خاصة بعيد التحرير.

*يمكنكم متابعة المقابلة كاملة على الرابط التالي:

http://www.almayadeen.net/ar/Programs/Episode/NMrCqKzqP0G6FaMtAUqlUg/1/2014-05-16


المقدمة

لا يستقيم الكلام عن الجمهورية 2014 في شهر ايار من دون التوقف عند ذكرى التحرير في 25 ايار من العام 2000. في ذلك اليوم شاهد اللبنانيون والعرب والعالم للمرة الاولى الجيش الاسرائيلي ينسحب من طرف واحد من دولة عربية تحت ضغط المقاومة الشعبية بلا مقابل وحتى من دون مفاوضات.

لقد نجحت المقاومة وحيدة حيث فشلت الجيوش العربية مجتمعة، واجبرت بعملياتها النوعية والاستشهادية المتتالية ان تعوض الخلل في التوازن العسكري، فاضطر الجيش الاسرائيلي من الانسحاب عام 1985 من اكثر من نصف الاراضي التي احتلها عام1982، وأكمل في ايار 2000 انسحابه من باقي الاراضي اللبنانية المحتلة باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.

ومن هو أجدر من نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ليتناول في حلقة خاصة من برنامج الجمهورية  تلك المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان والمنطقة والممتدة من مرحلة تأسيس حزب الله عام 1982 الى مرحلة التحرير في 2000 وصولاً الى الانتصار في 2006؟ ولن نتوانى عن سؤاله حول ظروف التأسيس والتنظيم والمحطات البارزة في تاريخ الحزب، والمشاكل والمواقف التي عانى ويعاني منها، مروراً بعلاقاته الاقليمية والدولية، وصولاً الى المقبل علينا في ظل المتغيرات المدوية في العالم العربي؟ كيف ينظر الى المستقبل ؟ وما هي المخاوف؟ وما هي التطلعات؟ وكيف يرى مستقبل لبنان وطناً وشعباً ومؤسسات؟


• بقردوني: نبارك لكم بهذا الشهر، وابدأ بكلمة ألقيتها البارحة: التحرير الحماية بناء الدولة، سؤالي الأول عن البدايات، هل صحيح أن ولادة حزب الله جاءت نتيجة وعي مجموعات اسلامية لضرورة التوحد في تشكيل واحد إثر اجتياح اسرائيل عام 1982؟
• الشيخ نعيم قاسم: المجموعات الاسلامية التي ولدت في لبنان، بدأت في أواخر الستينيات، أبرزهم السيد موسى الصدر وسماحة السيد فضل الله، والسيد محمد مهدي شمس الدين، لم يكن هناك حركة سياسية بالمعنى الكبير، إلى أن أطلق الإمام الصدر حركة المحرومين، وبدأت تبرز هذه الحركة في 1975، ولكن بقي العمل الاسلامي في إطار المساجد، وكان هذا الواقع موجود، انتصرت الثورة الاسلامية المباركة في إيران، وكان هناك ضرورة للتعرف على هذه الثورة الجديدة، ولم تكن لساحتنا معرفة بالإمام الخميني قدس سره، وحركته في ايران والعراق، بينما أغلب العلماء لدينا من نتاج النجف الأشرف، وأغلب العلماء من اللبنانيين الذين درسوا هناك، الفهم لطبيعة الامام الخميني كان قاصراً، إلى أن انتصرت الثورة الاسلامية، وتقريباً خلال أقل من ثلاث سنوات كان النقاش الداخلي بين المجموعات الاسلامية أن يفترض بنا أن نلتزم بقيادة موحدة وأن نتوحد مع بعضنا، خاصة أن القيادة الاسلامية الأولى تعبر عن ضرورة لقائد واحد، فعلينا أن نفكر بهذه الطريقة، وبالفعل هذه المجموعات اجتمعت
• العشي: من هي هذه المجموعات؟
• الشيخ نعيم قاسم: كانت 3 مجموعات رئيسة: تجمع العلماء في البقاع، المجموعة الثانية سميت اللجان الاسلامية، كل منطقة من المناطق كان يوجد لجنة مسجد، وكان لها خلفية في العراق، وحزب الدعوة الاسلامية في لبنان، وكان طابعها ثقافي، الفريق الثالث حركة أمل الاسلامية، مجموعة من حركة امل انفصلت عن حركة أمل، واطلقت على نفسها اسم حركة أمل الاسلامية، هذه المجموعات الكبرى التقى مندوبين منهم واطرحوا التوحد تحت لواء الامام الخميني، ليس فقط بمشروع بل بقائد، والقائد كان الامام الخميني قدس سره، وانتخبت اللجنة التساعية التي عرضت برنامج العمل وقدمته للإمام الخميني، وقالت له نحن حاضرون لتكون قائداً لنا، تأسيس حزب الله ارتبط بالإجتياح ولكن لم يكن الاجتياح سبباً لتشكيله، كانت اللقاءات موجودة من أجل التوحد، في تلك الفترة حصل الاجتياح الاسرائيلي، حدوث الاجتياح الاسرائيلي، دفع الإمام الخميني إلى ارسال مجموعات من الحرس الثوري لتدريب المقاتلين في البقاع والزبداني لمقاتلة اسرائيل، وسبق هذا التأسيس العملي تأسيس نظري والتسمية جاءت متأخرة، بدأنا في البداية لم يكن هناك تسمية محددة واحدة من الافكار التي رفعتها اللجنة التساعية مجموعة صغيرة سمت نفسها الحركة الاسلامية وبعد فترة ربما أكثر من ستة أشهر على تشكيل الحزب، بدأت فكرة حزب الله تخرج من القواعد، التسمية أتت من الجو العسكري والجو المقاوم، تقليداً لإسم حزب الله الموجود في إيران، في إيران استقوه من الآية القرآنية إلا أن حزب الله هم الغالبون والإمام الخميني يعتبر كل الشعب حزب الله، فحزب الله كان الحالة الشعبية، فاستأنس الاخوان أن حزب الله فكرة شعبية، فأطلقناه أننا نريد حزب الله حالة شعبية وليس حالة حزبية ضيقة
• العشي: كيف بدأتم العمل المقاوم السري؟
• الشيخ نعيم قاسم: في سنة 1982 عندما حصل الاجتياح الاسرائيلي ووصل إلى مشارف خلدة وقاومه مجموعة من الشباب المؤمن المتدين، وكانوا في أجواء تأسيس حزب الله مع آخرين من حركة أمل والمنظمات الفلسطينية وبعض المنظمات الوطنية والفلسطينيين، حصل إيقاف للاسرائيليين على مشارف خلدة، بعد هذا الاستقرار اتخذ قرار ببدء عمليات في الجنوب اللبناني، وكانت العمليات من قبل مجموعات سرية تنتقل بين القرى والمناطق المختلفة وتنقل المعدات وتفجر  ضد الاحتلال الاسرائيلي، بقي الاحتلال لا يعرف من هي المجموعات التي تقاتل، وحتى نحن لم نكن في الفترة الأولى نعلن عن العمليات بإسم محدد، بعد فترة من الزمن لاحظنا أن عدم الإعلان عن العمليات بإسم محدد خطأ ، لأننا إذا اردنا أن نعزز الحالة يجب أن يكون هناك عنوان فبدأنا نعلن عن المقاومة الاسلامية، بنفس الوقت كانت تصدر بيانات عن المقاومة الوطنية بحيث تعلن العملية الواحدة بإسمين أو ثلاثة، وكنا نصدر بياناتنا بالتفاصيل حتى نثبت أنها لنا، وأبرز عملية لنا كانت العملية الأولى عملية الشهيد أحمد قصير في عام 1982، وبسيارة مفخخة ضد مركز الحاكم العسكري في صور، وكانت العملية منعطف مهم في تاريخ العمليات، البداية كانت بداية قوية.

• بقردوني: رمزية الإعلان بالذكرى الأولى لاغتيال ىالشيخ راغب حرب أعلنتم حزب الله في 16 شباط 1985، هل سبب الإعلان رمزية الشيخ الشهيد وقراركم الإعلان عن الإسم للمقاومة أو لحسابات أخرى
• الشيخ نعيم قاسم: من بدء الاجتياح الاسرائيلي منذ حزيران 1982 حتى عام 1985 هناك عامان ونصف العام، خلال هذه الفترة كانت العمليات تتم وبدأ يعرف أن هناك قوة تتحرك ولا أحد يعلم كيف يتواصل مع هذه القوة وكيف ينضم إليها، طبيعة العمل المقاوم طبيعة سرية ولم نعلن عن أنفسنا لهذا السبب، لكن كيف يمكن للمقاومة أن تستمر إن لم تستطع الحصول على الاستقطاب والدعم الإعلامي لذلك وجدنا ضرورة للإعلان عن أنفسنا واخترنا الذكرى السنوية للشيخ راغب حرب، واعلنا اسم حزب الله والبرنامج السياسي، لنطل على العالم وعامة الناس، حتى إذا اردنا التعبير عن موقف ونتيح للآخرين التواصل معنا، بداية انطلاقنا سمينا الناطق الرسمي، ولم نكن نمتلك التشيكلة للإطلال على الآخرين، إعلان هذا الموقف كان يتم عبره، الصحافة كانت تذهب قبل ذلك إلى اشخاص لا علاقة لهم
• بقردوني: انطلقتم من العمل السري إلى العلني؟
• الشيخ نعيم قاسم: لا انتقال المقاومة بدأت سرية وهي لهذه اللحظة سرية، هناك فريق عمل معلن، اليوم في حزب الله من يعبر عن الموقف السياسي هم المعلنين، لكن قائد المقاومة أو قائد منطقة عسكرية أو قائد جهادي يعلن، الناس عرفت الحاج رضوان بعد استشهاده، نحن أعلنا ما يتعلق بالتواصل مع الآخرين، لأننا في النهاية كحزب، نحن حزب عقائدي سياسي اجتماعي ثقافي، ولنا تنوع
• بقردوني: في هذا الإطار استحدث منصب نائب الأمين العام؟
• الشيخ نعيم قاسم: نحن في البداية أول بدايتنا كان لدينا شورى، والشورى لم يكن فيها ريس أو أمين عام، كان لدينا تصور أن العمل يجب أن تكون قيادته جماعية ولا يجب الذهاب إلى أفراد، حتى عام 1989 أدركنا أنه لا يجب أن يكون الحزب بلا رئيس أو أمين عام، لاحظنا أن الإطلالة على الناس تحتاج إلى هرمية معينة، تم توزيع الصلاحيات واختيار أمين عام وكان أول أمين عام الشيخ صبحي الطفيلي، ومع استلام الشيخ عباس الموسوي بعد عام ونصف الأمانة العامة، لما أتى السيد عباس الموسوي  في منتصف عام 1991 تم اقتراح تعديل في القيادة استحداث منصب نائب الأمين العام، واختاروني بهذا المنصب من حينها.
• بقردوني: بقيتم في هذا المنصب
• الشيخ نعيم قاسم:: بخدمة سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله
• بقردوني: كيف اختير السيد حسن نصر الله؟
• الشيخ نعيم قاسم: لدينا مجموعة كوادر في الحزب اسمها قسم وفوقها وحدة، ومن يمتلك رتبة تنظيمية بإسم قسم تنتخب أعضاء الشورى، الشورى تجتمع وتوزع الصلاحيات فيما بينها وتختار أمين عام من ضمنها، لما اختارت المجموعة القيادية للكوادر السبعة اختاروا فيما بينهم أمين عام ونائب ومعاون له ومسؤول قضائي، الشورى توزع الصلاحيات وتختار الأمين العام
• العشي: من اقترح السيد حسن أمينا عاماً؟
• الشيخ نعيم قاسم: بالحقيقة هو نوع من التوافق، لأن لا آلية للترشح أو الانتخاب والمجموعة سبع أشخاص، وتم الاتفاق عليه بالإجماع
فاصل

العشي: بعد هذا التقرير عن الاعتداءات الاسرائيلية عن لبنان، متى بدأت قيادة حزب الله تشعر أن الاحتلال بات مأزقا للعدو والانسحاب شبه واقعي، ولماذا انسحبت اسرائيل في ليلة واحدة؟ وبشكل مفاجئ في 24 أيار عام 2000؟ هل كنتم تتوقعون ذلك؟
• الشيخ نعيم قاسم: عندما بدأنا في عام 1982 كنا ملتزمين بخط مواجهة اسرائيل بصرف النظر إن حصل التحرير بعد عام أو اثنين أو مئة عام، كنا نرى أن المقاومة واجبة والنتائج ليست بيدنا، ولكن في عام 1999، بدأنا نشعر أن فكرة الانسحاب الاسرائيلي فكرة قابلة، قبل كنا نتوقع بعض الانسحابات وبعض التراجع وكل الأداء الاسرائيلي كان مصمماً على البقاء، في البداية كنا نركز على ضرب الاسرائيليين ولا نهتم بقتل العملاء، حتى كان الاسرائليون على مساحة الشريط مباشرة، انكفأ الاسرائيليون ووضعوا العملاء على الشريط، قررنا استهداف العملاء لإيقاع الرعب فيهم وحرمانهم من امكانية البقاء، ومنذ عام  2000 بدأ مرشحا رئاسة اسرائيل التنافس على إعلان مشروع الانسحاب، الفكرة كانت نضجت لديهم، كلفة الاحتلال كانت عالية، دائما هناك قتلى منهم وجرحى ولم تستطع تثبيت وجودها ولم تسترح اسرائيل، ماذا يقولون للإسرائيلي داخل فلسطين المحتلة؟؟ موجودون لحمايتكم، لكن هم لم يحموا جنودهم، ضربات المقاومة القاسية والفعالة أجبرت اسرائيل على الانسحاب
• بقردوني: عندما تم الانسحاب، كان هناك مفاوضات، ماذا كون دور لبنان الرسمي ودور الرئيس اميل لحود؟
• الشيخ نعيم قاسم: اسجل للرئيس اميل لحود أنه بحسب ما أعلنا عنه بأنه الرئيس المقاوم، فعلا كان الرئيس المقاوم، وكان يشكل الغطاء السياسي للمقاومة وكان صلبا في كل المواقف التي لها علاقة بالمقاومة، كذلك أسجل للرئيس الحص كان رئيس حكومة المقاومة والتحرير، الرئيس لحود كان له دور في الحماية السياسية، والاسرائيلي عندما خرج مهزوماً، كل الأفرقاء المعنيين شعروا بالنصر الكبير، وهنا أسجل للرئيس حافظ الأسد الدعم الذي قدمته سوريا للمقاومة بشكل كبير، بالتالي نحن أمام صورة مشرقة لم يألفها العرب والمسلمون كل الفترات السابقة
• العشي: هل لهذا السبب سمعنا خروج الاصوات المعارضة إهداء النصر لكل اللبنانيين؟
• بقردوني: وهل كنتم تتوقعون أن يقال بات حزب الله دولة داخل الدولة؟
• الشيخ نعيم قاسم: المقاومة خيار سياسي، خيار بمواجهة المشروع الاميركي الاسرائيلي، في المقابل هناك خيار آخر داخل وخارج لبنان يرضى باسرائيل وبقائها ويرضى بالطرق مع اسرائيل لإجراء التطبيع تحت عنوان نريد الحياة وهذا الخيار في الحقيقة هو الخيار الأميركي الاسرائيلي، عند انتصار المقاومة شعروا بالأسف، وهم لم يشعروا انهم انتصروا، الاصوات التي صعدت كانت متوقعة، هم اصحاب مشروع أخر، أما موضوع اتهامنا بأننا دولة داخل الدولة أصبحت قديمة ومن فترة لا نسمعها، ما هي الدولة؟ مؤسسات وقوى أمنية وقضاء... كل هذه الأعمال تمارسها الدولة بشكل طبيعي، وهناك حكومة ومجلس نيابي، نعم أنا أعترف أن حزب الله لعله أقوى وأهم وأكبر تنظيم جهادي سياسي موجود في لبنان والمنطقة، هذه المتانة التنظيمية الموجودة هذا التنظيم أخذ بعين الاعتبار الاهتمام بشعبه ونتائج عمله، نحن لا نرسل أحدا ليقاوم ونترك عائلته وأهله هناك تكافل، هم يرون أنه بمواجهة اسرائيل نجاح، وبالتكافل الداخلي والرعاية الاجتماعية هناك نجاح، والنواب منظمون وواعون. هم يرون أن هذا التنظيم مدهش، نعم هو تنظيم قوي ومهم، ولكننا لسنا دولة داخل الدولة، ولو قالوها لمدة 50 عاما هي تهمة بلا معنى
• العشي: ربما كانت هناك بعض الأخطاء وجماهير المقاومة كانت عريضة جدا، أخطاء مثل 7 أيار أو الانخراط في سوريا أو أخطاء في الشوارع البيروتية ذات طابع مذهبي، ربما هناك بعض الأمور يجب إعادة النظر فيها ليعود البريق إلى الحزب؟
• الشيخ نعيم قاسم: المؤمنين بالحزب ومنهج الحزب حتى لو ارتكبت بعض الأخطاء يحملونه على أخطائه بصفته خطأ الإبن أو الأب أو خطأ العائلة الواحدة، أما بعض المواقف فأرفض اعتبارها أخطاء، دخولنا إلى سوريا قرار سياسي مدروس بعمق وكل الخطا أن لا ندخل إلى سوريا، وأنا لا استطيع الإكثار من عدد المحبين فأكون بلا لون ولا طعم ولا رائحة، ومن يحبه الجميع لا موقف له، نحن نناقش إن كان موقفنا صائبا ام لا وننفذه وهذا له ضريبته
• العشي: ببداية المقاومة كان هناك التفاف شعبي كاسح حولها
• الشيخ نعيم قاسم: المقاومة حينها لم تكن مبتلية بتطورات حصلت لاحقا، كانوا يرون المقاومة على طريق تحرير فلسطين وهذا جمع الأغلب حولنا، وهناك أطراف داخل لبنان وضعت العصي في دواليب المقاومة وطالبت بسحب السلاح وإيقاف المقاومة ماذا أقول لهذه القوى؟
• العشي: سحب السلاح ثمن الانتصار؟
• الشيخ نعيم قاسم: بديل عن الفشل الاسرائيلي وهو طرح بالسياسة بالفتنة والتحريض، والناس التي لم تعد مؤيدة للمقاومة، لها علاقة بخيار سياسي مختلف، والخيار السياسي عند التفاصيل والتقدم الناس تنفرز، من معنا بخيارنا السياسي مازال مؤيد لنا، ومن يعارضنا بالخيار السياسي لم يكونوا من الأساس معه،بالتطورات الموجودة حالياً، هل تظنون أننا نتراجع بنسبة المؤيدين؟ بعض من أيد الموقف الآخر في سوريا اكتشف أنه ارهابي وقاتل ولا يحترم الانسان، ومن له ذرة ضمير يخجل مما يقوم به هؤلاء وهم سيعودون إلى تأييدنا ودعمنا ونحن صدرنا مفتوح
• بقردوني: هل تتخوف من العلاقة بين التيار الوطني الحر والمستقبل؟
• الشيخ نعيم قاسم: العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر متينة جداً، في عام 2006 سلمناهم التفاهم، وكان هناك تجنب لاستخدام كلمة تحالف، التفاهم تحول إلى تحالف وأكثر، وعلاقتنا مع التيار الوطني الحر الآن أكثر من تحالف، وهناك محطات كثيرة كنا معاً، وكل الناس تعرف مدى متانة العلاقة بيننا، والعلاقة مبنية على الخيارات السياسية
اليوم الاتصالات التي تحصل بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل نحن في جو هذه الاتصالات ونحن شجعنا عليها قبل أن تحصل ونحن نعتبر أن أي تواصل يؤدي إلى تكثيف التفاهمات هو خير، وإذا كان يوجد اتفاقات على قضية الرئاسة وقضايا أخرى هذا يجمع البلد أكثر ويحل ويعالج المشاكل، ونحن سنرحب بهذا الطرح، والنقاشات قائمة بيننا وبين التيار الوطني الحر وهم يضعوننا بكافة التفاصيل، أما موضوع إعادة النظر بالعلاقة معهم فلا ضرورة لأن البنود العشر التي اتفقنا عليها تشكل قاعدة العمل المشترك
• بقردوني: موقف البطرك المبدئي والقيادي للبطرك كان وطنيا وصريحا أما ماذا عن زيارته إلى القدس؟
• الشيخ نعيم قاسم: نحن قررنا أن نتعامل مع فكرة زيارة البطرك الراعي إلى فلسطين المحتلة بطريقة ربما مختلفة عن كثير ممن أبدوا مواقف إيجابية أو سلبية، هذه الطريقة تتمثل في إرسال وفد برئاسة رئيس المجلس السياسي وحصل اللقاء اليوم من أجل الحديث مع نيافة البطرك حول خطر هذه الزيارة والتداعيات السلبية والانعكاسات التي تعطيها ونحن نرى أن هذه الزيارة مشكلة، وهذا له علاقة بمقام البطرييركية والإنطباع والسلبيات التي يمكن أن تنشأ، حصل هذا الموقف اليوم، ونحن سنقيم الآن نتيجة هذه الزيارة والأبحاث التي جرت، وعلى أساسها إذا كان هناك شيء نقوله سنعلنه لاحقاً
• العشي: الحزب كان عند نيافة البطريرك هل تحدثتم معه عن الانتخابات الرئاسية؟
• الشيخ نعيم قاسم: حصل، وموقفنا واضح ونحن مع انتخاب رئيس في أسرع وقت ولكن لا يمكن انتخاب رئيس بدون اتفاق، لأن مستوى الحدية في الخلاف كبير جداً، ولا أحد قادر بمفرده على الاتيان برئيس
• العشي: هل أنتم مستعدون للإتفاق على رئيس غير العماد عون؟
• الشيخ نعيم قاسم: نحن لم نعلن إلى الآن الاسم الذي نطرحه، وعدم طرح الاسم يعطي فرصة لاتفاقات عملية، والآن إذا تم الاتفاق مع العماد عون على الرئيس نحن نسير في هذا الاتفاق، أما إذا لم يحصل فلكل حادث حديث
• العشي: هل  لديكم فيتو على شخص معين؟
• الشيخ نعيم قاسم: قبل الحديث عن فيتو نحن نمتلك تأييد لشخص معين
• بقردوني: التمديد؟
• الشيخ نعيم قاسم: التمديد اصبح من الماضي، ولا يعطي نتيجة ايجابية لمصلحة البلد وعلينا أن نبحث عن رئيس لا تمديد والظروف الخاصة بالموقع الرئاسي علينا أن نبحث عن تغيير
• بقردوني: هل تعتقد ان انتخاب الرئيس في المهلة الدستورية أم خارجها ام أبعد
• الشيخ نعيم قاسم: اتمنى الانتخاب داخل المهلة الدستورية ولكن استبعد ذلك ولا أعلم بالتحديد كم ستطول المدة ولكن أراهن على مرونة المحاورين
• بقردوني: الفراغ خطر
• الشيخ نعيم قاسم: لا أدعو إلى الفراغ ولكن إلى توافق
• بقردوني: الوضع الأمني؟
• الشيخ نعيم قاسم: يجب أن نسعى لانتخاب رئيس، في الواقع الظروف السياسية الايجابية التي أنجزت خلال شهرين ما عجزت حكومات خلال 4 سنوات عن إنجازه هذه الظروف تساعدنا على انتخاب رئيس، وطول الزمن لن يغير في بعض النتائج
• بقردوني: حول أمن السيد حسن ومدى تعقيده؟ 
الشيخ نعيم قاسم: الاستهداف من قبل الاسرائيلي دائم، وهذه الاجراءات لإتعاب الاسرائيلي، في حرب تموز ادعوا أنهم قصفوا كل المراكز وكل المنصاب وبقي القليل، وهذا القليل صمد 33 يوم، ولو تطلب الأمر أكثر لكنا جاهزين، من ميزة المقاومة أن عملياتها كانت سرية.
• العشي: وجود الحزب في سوريا ألا يغري الاسرائيلي بعملية اجتياح للبنان؟
• الشيخ نعيم قاسم:الاسرائيليون يعلمون أنه منذ بدئنا في سوريا، أسسنا مجموعة التدخل التي وظيفتها القيام بواجب الجهاد والدفاع داخل سوريا، أما التنظيم العام منتشر في أماكنه والدليل ما حصل في اللبونة، واليوم إذا فكرت اسرائيل القيام بشيء تعلم أن المقاومة جاهزة في لبنان رغم ما يحصل في سوريا
• العشي: ألم يؤثر ما يحصل في سوريا على قوة المقاومة؟
• الشيخ نعيم قاسم:تواجد حزب الله في سوريا أكسبه قوة وخبرة استثنائية، ورأى الاسرئيليون مشاهد لبعض الكمائن والعبوات التي تظهر للاسرائيلي ماذا سيحصل معه إذا قرر الدخول إلى لبنان وهذه القوة لم تكن متوفرة عام 2006
للأسف أفق الحرب في سوريا غير واضح ويبدو أن الأزمة طويلة ولكن الغلبة دائما ستكون لمصلحة النظام، أما الطرف المعارض المسلح فستكون هناك خسائر وانهيارات وانسحابات في صفوفه
• بقردوني: الغلبة العسكرية؟
• الشيخ نعيم قاسم: العسكرية والسياسية وبدأت الغلبة منذ زمن، وما حصل في حمص انتصار وما حصل في القلمون انتصار والنظام قطع مرحلة الخطر عليه، وانتقل إلى مرحلة تثبيت دعائمه مجدداً أما المعارضة فخسرت فكرة تغيير النظام ولم تعد قادرة على تحقيقه وهي قادرة على إبقاء الأزمة مشتعلة والتوتر قائماً
• العشي: كيف تقرأ دعوة وزير الخارجية السعودي وزير خارجية إيران لزيارة الرياض، وهل التقارب السعودي الإيراني يخيف أو يطمئن الحزب؟
• الشيخ نعيم قاسم: إيران منذ انتخاب الشيخ روحاني أرسلت رسائل إيجابية علناً وسراً للسعودية مبدية الرغبة في اللقاءات والتعاون، هذه أول بادرة إيجابية معلنة من السعودية باتجاه إيران، وأنا اعتبر أن هذه بادرة جيدة، وتحسن العلاقات الايرانية السعودية خير للبلدين وللمنطقة بأسرها وحزب الله سيكون مسروراً جداً كلما تقدمت هذه العلاقات السعودية الايرانية وستفيد الأمن والتعاون والاستقرار في المنطقة وتوجد حلول لبعض المسائل
• بقردوني: التداعيات على لبنان والانتخابات الرئاسية
• الشيخ نعيم قاسم: من المبكر الحديث عن تأثير على انتخابات الرئاسة، وفي اللقاء الأول لا أظن كل شيء سيطرح وأقول أن الرئاسة في هذا المفصل ليست متعلقة بالاتفاق الايراني السعودي وإذا تم الاتفاق داخليا وضمن اعتبارات معينة يمكن إنجاز الرئاسة وبعد ذلك يمكن أن تساهم العلاقات الايرانية السعودية في تنشيط الموقف باتجاه الرئاسة
• بقردوني: رئاسة الجمهورية لن تكون رقم واحد على جدول الأعمال ولكن تداعيات الزيارة هل توجد جوا إيجابياً حول الرئاسة؟
• الشيخ نعيم قاسم: قبل إعطاء هذا البعد للقاء الإيراني السعودي، يجب أن ننتظر حتى تتشكل وتتكون، وبعض الصحافيين يعتبرون أنه بعد حصول هذا الاتصال قد تحل كل الأمور ولكن الأمر يحتاج إلى طولة بال
بقردوني: علاقة حزب الله بتيار المستقبل؟
الشيخ نعيم قاسم: علاقة عادية في إطار العلاقات النيابية والوزارية
العشي: اليس هناك نوع من حوار ولو تحت الطاولة مع تيار المستقبل للوصول إلى تفاهم على غرار ما بينكم وبين التيار الحر وعلى غرار ما يحصل بين التيار الوطني الحر والمستقبل
الشيخ نعيم قاسم:إلى الآن لا حوار سياسي جدي مع تيار المستقبل وهناك تواصل نيابي أو وزاري بشكل عادي وطبيعي ويجتمعون في المجلس النيابي وتناقش القوانين بشكل هادئ وطبيعي ويتم إبداء وجهات النظر، ولكن اتصال رسمي بين حزب الله وتيار المستقبل لا يوجد اتصال مقنن
العشي: ألا ترى أن العلاقة الجيدة بينكم وبين المستقبل تريح البلد وتريح التأزم الشيعي السني المقيت؟
الشيخ نعيم قاسم:تحسن العلاقة يؤدي إلى تحسن على البلد، وواحدة من الأمور الإيجابية هو حكومة الوحدة الوطنية، نحن نعتبر أن الوقت إلى الأمام يمكن أن ينشئ مثل هذه الاتصالات واعتقد أن الطرف الآخر بحاجة إلى بعض الوقت، واتصور أن إنجاز انتخابات رئاسة الجمهورية يفتح الباب على مرحلة جديدة في لبنان يمكن أن تؤدي إلى تواصل بين حزب الله وتيار المستقبل
بقردوني: واقع حزب الله في المرحلة المنظورة القادمة؟
الشيخ نعيم قاسم: حزب الله استطاع بحمد الله أن يحقق انتصارات باهرة، لا تحتاج إلى إشارة لأنها كالشمس، وكذلك قدم تجربة سياسية مهمة جداً في السعي الدائم لحكومة وحدة وطنية وهذا كله من مساهمات حزب الله الايجابية وحتى عندما دخل المعركة في سوريا دخلها بانتظام ودقة متناهية، وضع حزب الله مرتاح وقوي وله مكانة سياسية محترمة بين الأطراف وموضوع سلاح حزب الله على الرف ولم يعد مطروحا الآن، لأن الطرف الآخر أدرك أن كثرة الحديث عنه هي أشبه بالتحريض والفتنة لأنه لا يمكن أن تحل هذه المشكلة لأن هذه المشكلة مرتبطة بأزمة المنطقة واللعبة الدولية الموجودة وليست مرتبطة بتكتيكات داخلية، حتى عنوان دراسة الاستراتيجية دفاعية يحتاج إلى نقاش طويل، وقوة لبنان لا يمكن تهزيئها بالاستغناء عن مقاومته طالما هناك عدو موجود.
العشي: الا ترى لو عاد حزب الله اليوم يؤكد للبنانيين أنه لم يذهب كرمى لعيون بشار الأسد وذهب ليؤمن الحدود اللبنانية من التكفيريين
الشيخ نعيم قاسم:من اليوم الأول أعلنا أننا نقاتل دفاعا عن المقاومة وخط المقاومة ولا يحتاجنا لا النظام ولا الشخص ونحن نقاتل من أجل حماية مشروع، وفي سياق تطور الأزمة السورية بدأت السيارات المفخخة تأتي إلينا، أما متى نعود من سوريا، فعندما نقدر أن مهمتنا انتهت وأن الاستقرار في سوريا عاد إلى ما كان عليه او قريب مما كان عليه، وانتهت مشكلة التكفير العالمي في سوريا وانعكاسها على لبنان وانتهى التآمر الذي يؤدي إلى تخريب سوريا ولبنان وعودتنا من سوريا مرتبطة بالتطورات وعندما نرى أن من مصلحتنا أن نعود
الكلام أننا بعودتنا نطمئن البعض أو نريحهم الموضوع لا علاقة له بقرار سياسي أو حماية حزب، له علاقة بحماية لبنان ومستقبل أجيالنا، وهذه الموجة لو لم تكسر في القلمون والقصير لشاهدنا في لبنان امورا مكلفة وغريبة جداً.
التكلفة متوقعة والتكلفة التي وضعناها في سوريا هي أقل مما كنا نتوقع عندما قمنا ببعض الإجراءات
بقردوني: تقييمك للإنتخابات الرئاسية القادمة على سوريا
الشيخ نعيم قاسم: منذ زمن تحدثنا أنه طبيعي أن تحصل انتخابات في سوريا، وانتهت ولاية الرئيس ولابد أن تحصل انتخابات
بقردوني: هل سيصبح الوضع كما في العراق؟
الشيخ نعيم قاسم: فيلتمان في زيارة له إلى طهران طرح أنه من الضروري عدم ترشح الرئيس الأسد للإنتخابات، قالوا له ليترشح الأسد وآخرون ويكون هناك تنسيق لإشراف دولي وعندها يكون الشعب السوري قد اختار، قال فيلتمان: إذا ترشح الأسد سينجح، الجميع يعلم أن الرئيس الأسد سينجح بسبب الشعبية الكبيرة له بداخل سوريا، وهذه الإنتخابات طبيعية حتى لا يكون فراغ في سوريا، والاميركيين يريدون استمرار الاستنزاف، واستغربت كلام أوباما إلى الجربا، يطلب منه مكافحة المعارضة المسلحة والقاعدة أين الإتجاه؟
بقردوني: ما رأيك بانتخابات مصر وبالذات ترشيح السيسي
الشيخ نعيم قاسم:نحن اتخذنا إجراءا في المسألة المصرية منذ الاحداث التي رافقت موضوع الإخوان المسلمين أن لا ندلي بموقف له علاقة بالانتخابات المصرية، إلى أن ينتهي هذا الموضوع التاريخي.
العشي: في كتابك عن حزب الله تحدثت عن ثلاثة علماء الإمام الصدر ومهدي شمس الدين والسيد فضل الله ماذا أخذت عنهم؟
الشيخ نعيم قاسم:أخذت من الثلاثة، لأن مسيرتي في التدين بدأت عام 1969 ولم تكن محاضرة لأي منهم إلا اتابعها، ونقاشات طويلة معهم، أستطيع القول أخذت من الثلاثة.