مقابلات

مقالة حول حوار الحضارات ودور الحوزات الدينبة... حفل استلام وتسليم مدراء حوزة الرسول-15-9-2003

بمناسبة إنتهاء مهام مدير عام حوزة الرسول الأكرم(ص) للشريعة والدراسات الإسلامية سماحة الشيخ نجف علي ميرزائي، وإستقبال المدير الجديد علي سائلي، أقامت حوزة الرسول حفلاً تكريمياً في قاعة الجنان-طريق المطار، وذلك بحضور آية الله مقتضائي رئيس هيئة الأمناء في مؤسسة الفكر الإسلامي في إيران، سماحة العلامة الشيخ مهدوي بور ممثل رئيس مؤسسة الفكر الإسلامي، وحشد من العلماء والأستاذة الجامعيين والطلاب

بمناسبة إنتهاء مهام مدير عام حوزة الرسول الأكرم(ص) للشريعة والدراسات الإسلامية سماحة الشيخ نجف علي ميرزائي، وإستقبال المدير الجديد علي سائلي، أقامت حوزة الرسول حفلاً تكريمياً في قاعة الجنان-طريق المطار، وذلك بحضور آية الله مقتضائي رئيس هيئة الأمناء في مؤسسة الفكر الإسلامي في إيران، سماحة العلامة الشيخ مهدوي بور ممثل رئيس مؤسسة الفكر الإسلامي، وحشد من العلماء والأستاذة الجامعيين والطلاب

ألقى نائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم كلمة جاء فيها:‏

(...)، نحن اليوم نعيش حالة من القوة والعزة، لأن الإسلام عاد مجدداً ليملأ ساحة العالم، فلا أوافق أولئك الذين يتحدثون عن إسلامٍ محاصر، بل نحن اليوم نحاصرهم بهجوم فكري ثقافي قوي يستطيع أن يقف أمام التحديات وأن ينافس ما يطرحونه، فلا يجوز أن نعيش عقدة التخلف بل يجب أن نطور إمكاناتنا لنكون في مستوى المرحلة، فاليوم الغرب يعيش حالة من التقهقر والتراجع على المستوى الفكري، والمسلمون يعيشون حالة من العودة إلى الأصالة وإلى الدين، وها هو العالم الإسلامي بأسره يلهج بالإسلام مجدداً على الرغم من كل التقصير من ناحية والمؤامرات من ناحية أخرى والتي مرت في عالمنا الإسلامي سواء كانت من الشرق أو الغرب أو من بعض المسلمين.‏

نحن ندعو بشكل واثق وواضح إلى حوار الحضارات لا على قاعدة إخفاء الهوة الكبيرة بين الإسلام والحضارات الأخرى، بل على قاعدة الاعتراف بأنه توجد هوة نظرية وعملية كبيرة جداً مع الغرب، لكنها دعوة إلى الحوار على قاعدة إسلامنا الذي أمرنا أن نكون محاورين من موقع العزة، وأن نكون مستعدين لسماع الرأي الآخر مهما كان ضعيفاً ومُستَنْكَراً لإثبات قدرة الحوار على الوصول إلى النتائج المرجوة، فمع الآخرين:"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" ومنَّا نحن "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". هي دعوة إلى الحوار للعبور إلى الاختلاف على قاعدة النقاش والإقناع ورفض التقاتل كنتيجة من نتائج هذا الاختلاف عند بعض دعاة التقاتل عند الاختلاف.‏

وما نواجهه اليوم هو اعتداد للغرب بقوته المادية والعسكرية، واعتمادها بديلاً عن الحوار الجدي، واكتفاؤه بشعارات فضفاضة عن الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية تملك مصلحته بالكامل عن تفسيرها وتقع أسيرة ازدواجية المعايير ولا تخضع للقواعد النظرية العقلية التي تشكل أسس الحوار المنطقي التي يمكن أن يصل إلى نتيجة، ومع ذلك سنصر على مقارعة الأطروحة الفكرية للغرب بالفكر والحوار، ولا نؤمن بالسلاح في موضع فرض الرأي والموقف بل نعتبره ضعفاً ونقصاً وهزيمة، فالسلاح محصور بالدفاع عن الوجود في مقابل الإلغاء، وعن الأرض لتحريرها من الاحتلال، فالسلاح المادي دفاعي ومن حق الفكر أن يكون دفاعياً وهجومياً في آنٍ معاً، فما عدا ذلك وما نمتلكه من قوة الدين وعظمته ومتانته ومكانته وكماله يجعلنا واثقين بأن الحوار لمصلحتنا ولا نحتاج لأمر آخر ":ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".‏