نحن معنيون وجزءً لا يتجزأ من المعركة، واعتدنا أن نكون في الميدان في اللحظة المناسبة.
-أين تضعون ما حصل أمس من اعتداء إسرائيلي على سوريا؟
إنَّ الاعتداء الإسرائيلي على مخيم فلسطيني في سوريا هو اعتداء خطير جداً، وهو يعبر عن المأزق الإسرائيلي في مواجهة الانتفاضة ويُظهر حجم المأساة التي تعيشها السياسة الشارونية والتي اعتمدت على القهر والعدوان ومحاولة السيطرة بالقوة ولم تفلح حتى الآن في تحقيق أي إنجاز في داخل فلسطين المحتلة، وبالتالي هذا الهروب إلى الخارج هو محاولة لتوسيع الدائرة، ولتحميل قوى أخرى مسؤولية العجز في الداخل الإسرائيلي، ونحن نعتبر ان هذا التصعيد الخطير يفتح المنطقة على احتمالات كبيرة جداً، وبإمكان شارون أن يقول الكلمة الأولى ولكن ليس بإمكانه أن يردد الكلمات الأخرى بالطريقة التي يرغبها، نحن نعتبر أن الإعتداء على سوريا هو اعتداء على لبنان وفلسطين، ونؤمن بوجود تلاحم بين هذه الدول لأن القضية المركزية واحدة، والعنوان الأساسي هو عدوانية إسرائيل التي لم تترك أحداً وستتصرف دائماً بحماقة ومغامرة، هذا الأمر بيد المجتمع الدولي ليرى تصرفات إسرائيل التي طالما غطاها ورعاها واعطى إسرائيل الحق في أن تقتل وتدمر وأن تقيم الجدار وأن تحرم الفلسطنيين من حقوقهم وهذا سيؤدي إلى تفجير كبير، نحن نضع هذا الاعتداء في الخانة الخطرة وبالتالي سيكون له مضاعفات خطيرة خاصة إذا قامت إسرائيل بتصرفات لاحقة لها علاقة بهذه الخطة التي بدأتها اليوم.
-هل ترون أنه أصبح في المنطقة معادلة جديدة ؟
لا توجد معادلات جديدة هناك معادلة واحدة، يوجد عدوان إسرائيلي وفي المقابل هناك قرار نهائي بالمقاومة والانتفاضة، وستستمر حتى ردع هذا الاحتلال وتحقيق التحرير، وبالتالي لا يمكن التعبير عن موقف واحد كخطوة يمكن أن تغير معادلة، وإنما نحن أمام مسار مقاوم سيثبت نفسه عملياً وبالطرق والوقت المناسب.
هل ترون أن الرسالة توقفت هنا أم أنه سيتبعه غارات إسرائيلية جديدة؟
إسرائيل تتصرف من دون ضوابط دولية، وتحاول أن تجرب حظها بأفكار جديدة لأن كل الأداء السابق قد فشل، لكن هذه المغامرة وغيرها من المغامرات التي يمكن ان تقوم بها إسرائيل ستفتح المجال أمام ردود فعل قاسية وواسعة، وبالتالي لا نعلم كيف سيكون الواقع المستقبلي، ولا نعلم إذا كانت إسرائيل ستتجرأ للقيام بمثل هذا العمل المغامر مرة اخرى، وعلى كل حال هذه الأمور لا تمر بسهولة وهي محل درس جدي للتعاطي معها.
-يبدوا ان الإسرائيلي نقل المعركة إلى خارج فلسطين، هل هذا يعني أن حزب الله أيضاً مستعد لنقل المعركة إلى خارج فلسطين؟
نحن معنيون بما يجري في المنطقة، وفي آنٍ معاً مستهدفون في لبنان وسوريا وفلسطين، وقراراتنا واضحة في الدفاع والرد بالطرق المناسبة، لكننا نؤكد على ان مقاومة الاحتلال محصورة بمواجهة الاحتلال عينه ولسنا في وارد أن نفكر بمواجهات على مستوى العالم او خارج دائرة مناطق الاحتلال او وجود المحتل الإسرائيلي على أرضنا بهذه المنطقة أو في أي بقعة منها.
-هل يمكن أن نقول بأن حزب الله سيأخذ المبادرة من نفسه ويرد على هذا الاعتداء على سوريا ؟
نحن تحدثنا بشكل واضح بأننا جزء لا يتجزأ من هذه المعركة، ونحن معنيون بها، ونعتبر أن التلاحم اللبناني السوري تلاحم قوي جداً، ويجب ان يستمر في مواجهة هذه التحديات، أمَّا كيف يتم الرد وبأي أسلوب وعلى أي شيء يكون الرد، فنحن نفضل ان يكون التعبير عملياً في الوقت المناسب، لا كلامياً من خلال التصريحات، فلقد اعتدنا أن نكون في الميدان في اللحظة المناسبة.
-سماحة الشيخ هل تفاجأتم بهذا الاعتداء؟
لم نفاجأ بفكرة الاعتداء أو أصل الاعتداء، فلطالما حذرنا بان إسرائيل تحمل نفساً عدوانياً يشمل المنطقة بأسرها، وليست القصة محصورة بقطعة من الأرض أو بجانب من الجوانب، او بمشكلة مع بعض الفلسطينيين، هي مشكلة كيان يريد أن يلغي الجميع من أجل ان يكون حاضراً وموجوداً ومسيطراً، وعليه هذا النوع من الاعتداء وغيره يعتبر في دائرة التوقع، نعم التوقيت يدل على المأزق الإسرائيلي الكبير، فهم عاجزون في الداخل ولذا فكروا أن يخرجوا ليعبروا عن وجود أوراق بيدهم، لكنهم مخطئون فهذا قمة العجز والاعتراف بأنهم وصلوا إلى المأزق والآن وقت الانحدار.
هل فعلاً تعتقدون بانه قرار إسرائيلي محض؟
إسرائيل تتحمل ما فعلت، وأمريكا أيضاً تتحمل معها المسؤولية لأنها شكلت لها الغطاء الكامل لكل المسار العدواني، يمكن أنهم لا يتناقشوا بالتفاصيل الجزئية، ولكن مسار العدوان الإسرائيلي في كل ما حصل من عمليات اغتيال واعتداء على المدنيين والأطفال في داخل فلسطين، وبناء الجدار وكل هذه الأمور هذه جزء لا يتجزأ من السياسة الإسرائيلية الأمريكية المشتركة، وإذا حصل هناك خلاف فهو خلاف على بعض الجزيئات كأن يحيد الجدار قليلاً أو كثيراً، ولكن بالمبدأ هناك تنسيق إسرائيلي أمريكي، وقد أعطت أمريكا إسرائيل صلاحيات كاملة وتغطية سياسية كاملة لتقوم العدوان التي تراه مناسباً تحت عنوان حماية الأمن الإسرائيلي وهذه نقطة خطر كبيرة.