مقابلات

اجابة لسماحة الشيخ قاسم على اسئلة اذاعة مونتي كارلو 12-12-2002

على مستوى الوضع الداخلي اللبناني الكل يعلم أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية مستفحلة، بسبب السياسيات المعتمدة منذ حوالي عشر سنوات، فقد وقع لبنان في مديونية كبيرة و يحتاج إلى برامج واضحة من أجل التخلص منها، وقد ذكرنا مراراً بأننا مع تضافر كل الجهود لإيجاد العلاج الملائم لهذه الأزمة الاقتصادية لأنها تطال اللبنانيين من دون استثناء بصرف النظر عن موقعهم الموالي أو المعارض، وبالتالي يجب أن تشد الأيدي من أجل إيجاد الحلول المناسبة، أمَّا أن تأتي بعض الحلول المجتزأة التي تعالج مشكلة الدين في اتجاه واحد له علاقة بالمالية العامة، وله علاقة بإيجاد تخفيضات على الديون الموجودة حتى لا تكون أرقام الفوائد مرتفعة، من دون النظر إلى المأزق الاجتماعي الذي يسبب صرخات كثيرة خاصة مع ازدياد العاطلين عن العمل ومع تخفيف التقديمات الاجتماعية، فهذا ما يبُرز فوارق واضحة بين اللبنانيين بين فئتين يتباعدان بشكل كبير: فئة ميسورة بشكل واضح، وفئة معدمة وهي الفئة الأغلب، وقد تحدثت التقارير الصادرة عن الدولة اللبنانية خلال السنوات الماضية بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية في أن خط الفقر قد وصل إلى أكثر من ثلث اللبنانيين الذين هم دون هذا الخط، وبالتالي يزداد هذا الأمر يوماً بعد يوم منذ سنوات، إذاً نحن مع فكرة المعالجة الشاملة التي تنظر إلى الأزمة الاقتصادية كأزمة سياسية واجتماعية وأخلاقية في طريقة التعاطي معها، فكما يُقدم العلاج من أجل تخفيض المديونية وتخفيض قيمة الفوائد المترتبة على الدين يجب أن يكون هناك علاج للأزمة الاجتماعية ولأزمة البطالة، وكذلك يجب أن يتوقف الهدر ويعمل المعنيون للإصلاح الإداري حتى لا تكون المشكلة السياسية في المحاصصة أحياناً وفي بعض المغانم التي تجري من خلال التلزيمات والأمور المختلفة التي تؤثر على حجم المديونية كعامل من العوامل المؤثرة في الحلول المقترحة، لذا نحن مع خطة واضحة تكون مكشوفة أمام الرأي العام تُعالج المسألة من زواياها السياسية والاجتماعية والاقتصادية حتى تكون من ضمن برنامج كامل وشامل عندها نستطيع أن نتأمل بحلول منطقية معقولة وغير مجتزأة.

على مستوى الوضع الداخلي اللبناني الكل يعلم أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية مستفحلة، بسبب السياسيات المعتمدة منذ حوالي عشر سنوات، فقد وقع لبنان في مديونية كبيرة و يحتاج إلى برامج واضحة من أجل التخلص منها، وقد ذكرنا مراراً بأننا مع تضافر كل الجهود لإيجاد العلاج الملائم لهذه الأزمة الاقتصادية لأنها تطال اللبنانيين من دون استثناء بصرف النظر عن موقعهم الموالي أو المعارض، وبالتالي يجب أن تشد الأيدي من أجل إيجاد الحلول المناسبة، أمَّا أن تأتي بعض الحلول المجتزأة التي تعالج مشكلة الدين في اتجاه واحد له علاقة بالمالية العامة، وله علاقة بإيجاد تخفيضات على الديون الموجودة حتى لا تكون أرقام الفوائد مرتفعة، من دون النظر إلى المأزق الاجتماعي الذي يسبب صرخات كثيرة خاصة مع ازدياد العاطلين عن العمل ومع تخفيف التقديمات الاجتماعية، فهذا ما يبُرز فوارق واضحة بين اللبنانيين بين فئتين يتباعدان بشكل كبير: فئة ميسورة بشكل واضح، وفئة معدمة وهي الفئة الأغلب، وقد تحدثت التقارير الصادرة عن الدولة اللبنانية خلال السنوات الماضية بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية في أن خط الفقر قد وصل إلى أكثر من ثلث اللبنانيين الذين هم دون هذا الخط، وبالتالي يزداد هذا الأمر يوماً بعد يوم منذ سنوات، إذاً نحن مع فكرة المعالجة الشاملة التي تنظر إلى الأزمة الاقتصادية كأزمة سياسية واجتماعية وأخلاقية في طريقة التعاطي معها، فكما يُقدم العلاج من أجل تخفيض المديونية وتخفيض قيمة الفوائد المترتبة على الدين يجب أن يكون هناك علاج للأزمة الاجتماعية ولأزمة البطالة، وكذلك يجب أن يتوقف الهدر ويعمل المعنيون للإصلاح الإداري حتى لا تكون المشكلة السياسية في المحاصصة أحياناً وفي بعض المغانم التي تجري من خلال التلزيمات والأمور المختلفة التي تؤثر على حجم المديونية كعامل من العوامل المؤثرة في الحلول المقترحة، لذا نحن مع خطة واضحة تكون مكشوفة أمام الرأي العام تُعالج المسألة من زواياها السياسية والاجتماعية والاقتصادية حتى تكون من ضمن برنامج كامل وشامل عندها نستطيع أن نتأمل بحلول منطقية معقولة وغير مجتزأة.

-إذا كان الحديث عن الموالاة السياسية يُقصد منه الموقف السياسي من الأزمة القائمة اليوم ضد الكيان الإسرائيلي وما يحاول أن يصنعه ضد لبنان، فالحكم والشعب وحزب الله والجيش وكل القوى مجتمعون حول موقف واحد يرفض الأداء الإسرائيلي والعدوان الإسرائيلي ويلتف حول المقاومة، فإذا كنت تسمي هذا الأمر موالاة سياسية فبهذا المعنى فالجميع في خط واحد تجاه العدو الخارجي و الأخطار التي تحيط بلبنان، وقد رأينا كيف تمثل الموقف الموحد عند افتتاح ضخ مياه الوزاني، خاصة أن جميع اللبنانيين كانوا حاضرين بكل تلاوينهم ومواقعهم، لكن إذا كان المقصود فيما يتعلق بالإجراءات الداخلية والأزمة الاقتصادية وبعض الأداء السياسي على صعيد التوزيعات الداخلية للمحاصصة وكيفية الإدارة الداخلية فنحن في صف المعارضة، لكن ليس على قاعدة أن المعارضة واحدة في لبنان وتحمل منهجاً واحد، وإنما نحن نعارض هذه السياسات المتبعة ونطالب بتحسينها، لا كجزء من معارضة ربما تكون لها أهواء وقناعات أخرى، نحن نعارض بالتحديد هذا الأداء الاقتصادي الذي له خلفية سياسية يوجهه بطريقة غير ملائمة مع الواقع اللبناني.‏

-عندما تطرح الحكومة عادة نُناقش على مستوى الحزب إذ كان هناك من دور لنا، أو إذا كنا نفيد في واقعنا وفي دخولنا إلى الحكومة، لكن في المبدأ الأمر ليس محسوماً إلاَّ أن الأغلب في هذه الحكومات التي مرت هو القائم والمعلن من قبلنا عدم الدخول في الحكومة لأننا غير مقتنعين ببرنامجها، وغير مقتنعين بوجود أداء حكومي موزع الصلاحيات بين أركانها، وإنما هناك تصريف أعمال وإدارة مركزية تُصادر قدرة الوزراء على أن يتابعوا بالشكل المباشر،فإذا كان هذا الأمر متكرراً في المستقبل فسيكون موقفنا مشابهاً برفض الدخول إلى الحكومة، ولا أعتقد أن ما يتم الحديث عنه كاحتمال تشكيل حكومة لاحقة بعد أشهر سيحمل المتغيرات التي تكون جذرية، وفي كل الأحوال نحن ننتظر أي أمر حتى نبدي وجهة نظرنا بشكل مباشر عندما يتم.‏

-هذا أحد الجوانب، فنحن نعلم في تشكيل بعض الحكومات السابقة كانت هناك ممانعة من الولايات المتحدة الأمريكية وقد أبلغت المعنيين بأنها ضد توزير حزب الله، ولم يتم هذا الأمر بهذه الصراحة في حكومات أخرى، إذا عند الحديث عن تشكيل أي حكومة يجب أن ننظر إلى المسألة من زاويتين، من زاوية الضغوطات التي تُمارس على المعنيين حتى يطرحوا فكرة المشاركة أو عدمها، ومن زاوية أخرى نفس قبول الحزب أو عدم قبوله بهذه المشاركة، إذاً المسألة لا تتجه باتجاه واحد وإنما باتجاهين.‏

- الواضح أن العبوة التي استهدفت الشهيد نهرا وابن أخته هي عبوة إسرائيلية من حيث الشكل والمضمون والمكان، وبالتالي ليس لدينا أدنى شك بأنها عملية أمنية إسرائيلية تطال مقاوماً في هذه الخانة، وعلى هذا الأساس لا يمكن التوقع بأن تكون الظروف هادئة تماماً مع وجود العدو الإسرائيلي الذي يحمل أطماعاً توسعية والذي يقوم بأعمال عدوانية بين الحين والآخر بأشكال مختلفة تارة تكون أمنية وأخرى بواسطة التهديد وثالثة تكون باختراق الأجواء والمياه اللبنانية، إذا نحن أمام عدو يقوم بممارسات عدوانية يومية وتسجلها الأمم المتحدة وتعلمها كل دول العالم، من هنا من الطبيعي أن يكون حزب الله واعياً للمسألة وحاضراً وجاهزاً حتى يدفع عنه هذه الاعتداءات، لكن ما حصل في الأيام الأخيرة هو عبارة عن أمر محدود لا أستطيع الجزم بأنه سيبقى كذلك أو أنه سيتوسع، فهذا الأمر مرهون بالتطورات التي تأخذ في جانب كبير منها موقف الإسرائيليين وطريقة أدائهم.‏

-ما هو توقعاتكم بما سيحدث على جبهتكم إذا ما شنت أمريكا على العراق، وهل ستقوم إسرائيل بتحرشات على الجبهة الشمالية؟‏

الواضح بأن الخطط المعدة للعراق هي خطط حربية وليست خططاً تستهدف الضغط فقط ، وهذه وتيرتها بطريقة الأداء الأمريكي سواء بالتصريحات التي يطلقها المسؤولون أو بالخطط التي تسربها وسائل الإعلام بين الحين والآخر أو بالاستعدادت العسكرية التي تُمارس في منطقة الخليج، إذاً كل الأجواء تنذر بأن موضوع العدوان على العراق هو أمر مرسوم من قبل الإدارة الأمريكية وينتظر التوقيت المناسب والملائم، ولا يخفى بأن إسرائيل تنتظر بفارغ الصبر أن يحصل العدوان على العراق، لأنها تتوقع من أن تجني ثماراً من هذا العدوان وقد صرَّح مسؤولوها من حزب العمل والليكود سواء كان شارون أو بن أليعازر أو بيريز في فترات سابقة بضرورة استعجال الضربة على العراق كي يستثمرها الكيان الإسرائيلي بمزيد من الضغط على الفلسطينيين، وللاستفادة من المعادلة الجديدة كي تأخذ إسرائيل موقعها الجديد بالضغط على الدول العربية وعلى الفلسطينيين وعلى لبنان وسوريا كي تحصل على نتائج سياسية لم تكن قادرة على الحصول عليها حتى الآن، إذاً إسرائيل تعقد آمالاً كبيرة من العدوان على العراق، وفي آنٍ معاً لمسنا من التصريحات الإسرائيلية التي حصلت في الأسابيع الأخيرة من أن الحزب يستعد لعمل ما ضد إسرائيل أثناء العدوان على العراق، في أنها تهيئة من قبل الإسرائيليين لخطط ربما تكون معدة إسرائيلياً في فترة العدوان على العراق لتوجيه ضربة ما للبنان، وبالتالي هذا الاحتمال يبقى وارداً في الحسبان، إذا يمكن أن نتصور تطورات معينة على الجبهة اللبنانية بفعل العدوان الإسرائيلي وهذا ما يجب أن لا يغيب عن الحسبان، لأن إسرائيل في المأزق وهي تحاول أن تبحث عن حلول لمأزقها وتعتقد أن هذه الحلول لا تأتي إلاَّ من خلال العدوان على الفلسطينيين وعلى اللبنانيين، وبالتالي باستخدام العدوان على المنطقة بشكل عام، نحن وضعنا هذا الاحتمال في الحسبان، ولكن ليس بالضرورة أن يكون قطعياً فالتطورات قد تحمل أمور أخرى، وعلى كل حال نحن ننتظر ما سيجري من تطورات وبالتالي سنكون على أهبة الاستعداد لمواجهة الاستحقاقات الملائمة.‏

-هذه التصريحات حول علاقة حزب الله بتنظيم القاعدة جزء من الحملة الإعلامية السياسية المكشوفة والواضحة والتي يعلم الجميع أنها تنطلق من نيات تريد أن تهيء الأجواء لاتهامات تُسهل إجراءات معينة ترغب إسرائيل وأمريكا في أن تقوم فيها، ذلك بأن الجميع يعلم بأن لا علاقة لحزب الله بتنظيم القاعدة ولم تكن هذه العلاقة موجودة قديماً وليست موجودة حديثاً ولا توجد معطيات ميدانية ومبررات سياسية وثقافية وجغرافية تستدعي مثل هذه العلاقة، وبالتالي هذه التهمة هي تهمة العاجز الذي يريد أن يلصق صورة أصبحت منطبعة على المستوى الدولي بجهة مقاومة هي جهة حزب الله حتى يسهل القيام بإجراءات عدوانية، وذلك أن اتهام الحزب مباشرة بأي أمر آخر لا يحمل مضموناً ولا قيمة عملية لأن الجميع يعلم بأن الحزب هو حزب مقاوم واستطاع أن يثبت حضوره وشعبيته الواسعة لبنانياً وعربية وإسلامية، بل حاز على احترام دولي كبير.وكما نلاحظ بأن الاتهامات تطلق من قبل الإسرائيليين والأمريكيين حصراً مما يدل بأنهما في دائرة خطة إعلامية سياسية لتشويه صورة الحزب تمهيداً لأفكار وأعمال معينة يرغبون بها.‏

-اتخذنا مسلكاً وأولوية واضحة تتعلق بمقاومة إسرائيل، ونحن نعتقد أن تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي حصرا هو الأولوية التي ننطلق من خلالها، ولسنا في اتجاه القيام أو المساندة أو التأييد لأعمال أخرى خارج هذه الدائرة.‏

-أعلنا مراراً بأننا لسنا في وارد ضرب أهداف إسرائيلية خارج الأراضي المحتلة، ومارسنا عملياً منذ سنة 1982 عملاً تحريرياً ضد الجنود الإسرائيليين وضد المحتل الإسرائيلي على الأرض المحتلة مباشرة، ولم نقم بأي عمل خارج هذا الإطار لأننا نعتبر أن الفائدة المرجوة لا تتحقق إلاَّ بهذا الشكل من الأداء، ولسنا مع العمليات التي تكون خارج دائرة الاحتلال المباشر.‏

بحسب معلوماتي كل دولة من هذه الدول الثلاث(لبنان وسوريا وإيران) تعمل من أجل أن تتقي الاحتمالات الخطرة التي ستنشأ إذا قامت أمريكا بالعدوان على العراق، وهناك تنسيق بين هذه الدول لدفع الأمور باتجاه الحلول السياسية، وإبعاد شبح الحرب عن المنطقة، وكما هو معلوم فإن الإجراءات التي ستتخذها هذه الدول هي إجراءات وقائية ودفاعية ومحاولة دفع الأمور باتجاه الحلول السياسية بانتظار أن تثمر هذه الجهود.‏

- للأسف أقول بأن التخاذل العربي بشكل عام خلال الفترة السابقة ولَّد نتائج مؤلمة جعلت الفلسطينيين في الواجهة، وجعلتهم يتحملون نيابة عن العرب والمسلمين مجتمعين، وبالتالي نحن نعتبر أن الانتفاضة تقاتل عن نفسها وعن فلسطين وعن العرب والمنطقة بأسرها، لأن النتائج التي يمكن أن تترتب على القضية الفلسطينية هي نتائج تطال الجميع ولا تنحصر في الدائرة الفلسطينية، من هنا فإن توقعات القادة الإسرائيليين بأن يستثمروا نتائج العدوان على العراق، وربما تكون عندهم خطتهم التي تعني أيضاً الاعتداء في داخل فلسطين وفق برنامج الترانسفير أو ما شابه، وهذا ما يجعل الوضع الفلسطيني في حالة غليان، ويجعل الوضع في المنطقة في حالة تلقي لكثير من البلاءات والصعوبات، ولكن ما اعتقده بأن ما سجله الفلسطينيون من خلال انتفاضتهم خلال أكثر من سنتين من إيجاد توازن في الحضور على الساحة الإقليمية والدولية بعدم مقدرة إسرائيل أن تجبر الفلسطينيين على الحلول التي يريدونها، وإنما هناك توازن حقيقي بالمعنى السياسي طبعاً في عدم قدرة إسرائيل في فرض حلولها على الفلسطينيين وثبات الفلسطينيين أمام الهجمة التي تتجاوز إسرائيل لتشمل كل القدرة الأمريكية التي تقف إلى الصف الإسرائيلي، أما هذا الواقع وهذه التجربة أعتقد أن الانتفاضة باستمراريتها قادرة أن تمنع إسرائيل من تحقيق أهدافها المستقبلية.‏

-نحن نعتبر أن العمليات التي تجري في داخل فلسطين هي عمليات استشهادية لأنها تنطلق من منطلقات وطنية ودينية في آنٍ معاً وهي ليست انتحارية بالطبع بحسب وجهة نظرنا، ونعتبر أن الحوار الذي يجري بين السلطة وحماس هو حوار له علاقة بالشأن الداخلي الفلسطيني أكثر مما له علاقة بإيقاف العمليات الاستشهادية، لأن لا خيار أمام الفلسطينيين إلاَّ أن يدافعوا عن أنفسهم، فماذا يفعلون أمام القوة الإسرائيلية المفرطة ضد الأطفال والنساء وعامة الفلسطينيين،ولقد اطلعنا على آخر إحصاء عن استشهاد 160 امرأة و 550 طفلاً منذ بدء الانتفاضة حتى الآن هذا عدا عن الجرحى والدمار الهائل الموجود، فلا خيار أمام الفلسطينيين إلاَّ أن يدافعوا فهي قوتهم الوحيدة التي بقيت لديهم إذ لا سلاح بين أيديهم ولا دعم دولي لحقهم، وأمام الغطرسة الإسرائيلية والمواكبة الأمريكية المنظمة لاستخدام كل أساليب الإرهاب والقهر للشعب الفلسطيني فالمطلوب أن تستمر الانتفاضة بعملياتها الاستشهادية وإلاَّ لا وجود للانتفاضة من دون هذه العمليات.‏

-الواضح أن خطة ضرب العراق على المستوى الأمريكي ليست خطة لإسقاط صدام حسين، وليست خطة لإعطاء الشعب العراقي حقوقه كما يدعون، وليست خطة أيضاً لتدمير بعض الأسلحة الموجودة في العراق بحسب الإدعاء الأمريكي، وإنما هي خطة سياسية اقتصادية بامتياز، فهي سياسية كنم ناحية السيطرة على العراق كبوابة مؤثرة في منطقة الخليج ولتعديل الخارطة السياسية في المنطقة، ولتشكيل الضغط الكبير على الدول العربية وبالتالي على الفلسطينيين من أجل التسهيل للإسرائيليين حتى يأخذوا موقعهم بالطريقة التي يريدونها. وهي أيضاً خطة اقتصادية للسيطرة على منابع النفط الرئيسة في المنطقة والذي يعتبر الاحتياط العراقي أعلى احتياطي في العالم، مما يمكن من تخفيض الأسعار والتحكم بها والسيطرة على قدرات جديدة تُضاف إلى القدرات الأمريكية المهيمنة على المستوى العالمي. وهذه الخطة تستهدف إجراء تعديلات وتغيرات في المنطقة. فهل تستطيع أمريكا أن تحقق أهدافها كما رسمت أم لا، بكل صراحة وحتى أكون واضحاً نحن أمام احتمالين : الأول أن تتمكن أمريكا من السير بخططها، والاحتمال الثاني: أن تتعثر وأن تقع في الوحل العراقي وينعكس هذا على كل خطتها التي ستفشل بسبب وقوعها في هذه الأزم‏