مقابلات

قاسم لـ"الراي العام" : إسرائيل مرعوبة من فتح جبهة الجنوب و"الكاتيوشا" للانتفاضة عمل مشرف... تحدث عن أمور اقتصادية مخيفة وكشف عدم استجابة الأردن وساطة الحريري...عملية شلومي منعطف مهم والحرص الأمريكي على حضور عرفات القمة لتنفيس نتائجها 2

لن نكون جزءاً من لعبة الاتهامات الإسرائيلية المكشوفة والفاشلة التي تبرز احباطاً وارباكاً واضحين(...) وعجز في مواجهة الانتفاضة(...)، وقرارنا عدم التجاوب بالرد على كل اتهام يساق من الإسرائيليين الذين تعودنا أن يتهمونا بكثير من الأعمال التي تجري في فلسطين، هكذا رد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم على الكلام الإسرائيلي على تسلل منفذي عملية شلومي من لبنان، لافتاً إلى أن زج اسم لبنان يهدف إلى إيحاء أن الهجمة على إسرائيل من كل حدبٍ وصوب ومعلناً أن الإسرائيليين يشعرون برعب من فتح جبهة الجنوب، لأن في يدهم فتحها ولكن ليس في يدهم قفلها، ولن يتمكنوا من ضبط التطورات التي قد تجر إلى نتائج غير محسوبة بالنسبة إليهم(...) والمقاومة لن تتفرج على أي عدوان وهي على جهوزية تامة لرد قاسٍ.

لن نكون جزءاً من لعبة الاتهامات الإسرائيلية المكشوفة والفاشلة التي تبرز احباطاً وارباكاً واضحين(...) وعجز في مواجهة الانتفاضة(...)، وقرارنا عدم التجاوب بالرد على كل اتهام يساق من الإسرائيليين الذين تعودنا أن يتهمونا بكثير من الأعمال التي تجري في فلسطين، هكذا رد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم على الكلام الإسرائيلي على تسلل منفذي عملية شلومي من لبنان، لافتاً إلى أن زج اسم لبنان يهدف إلى إيحاء أن الهجمة على إسرائيل من كل حدبٍ وصوب ومعلناً أن الإسرائيليين يشعرون برعب من فتح جبهة الجنوب، لأن في يدهم فتحها ولكن ليس في يدهم قفلها، ولن يتمكنوا من ضبط التطورات التي قد تجر إلى نتائج غير محسوبة بالنسبة إليهم(...) والمقاومة لن تتفرج على أي عدوان وهي على جهوزية تامة لرد قاسٍ.

وإذ اعتبر في الحديث إلى "الرأي العام" أن حصول عملية شلومي في منطقة قريبة من الحدود مع لبنان يدل على طول يد المقاومة الفلسطينية، وأنه لا توجد منطقة إسرائيلية آمنة حتى لو كانت صافية من حيث الوجود الإسرائيلي، ووصف هذه العملية بأنهاحدث كبير جداً وتشكل منعطفاً في حياة الانتفاضة.‏

وفي موضوع كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحزب حاول تزويد الانتفاضة صواريخ كاتيوشا، أعتبر أن واجبنا دعم الانتفاضة ليس بالمال فقط بل أيضاً بالسلاح وبكل الإمكانات المتاحة، فهي تحتاج إلى عنصر الردع ، لافتاً أن هذا عمل مشرف ولسنا خائفين منه(...) وعندما تحدث سماحة الأمين العام عن هذا الشكل من الدعم إنما كان يترجم ويذكر عمليا ما سبق أن أعلناه مراراً من أن واجبنا أن ندعم وعندما نتمكن من القيام بأي عمل فلن نتوانى عن فعله(...) وإننا مستعدون للدعم مالياً وعسكرياً وبكل الوسائل"، وعن حدود الدعم الذي سيقدمه حزب الله للانتفاضة يقول:" نفضل أن تحل الأفعال محل الأقوال(...) أمنا كيف ومتى؟ فلنترك كل شيء في وقته ليكون من أسباب الإثارة.‏

ووصف قرار مجلس الأمن 1397 الذي صدر أخيراً وينص على قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية ويدعو إلى وقف النارن بأنه" تخديري ويذكر بقرار تقسيم فلسطين العام 1947(...) وكلامه على الدولة الفلسطينية لا قيمة له(...) ونؤمن بضرورة تحرير الأرض الفلسطينية بكاملها".‏

وعن خلفيات تحفظ حزب الله عن مبادرة الأمير عبد الله، لفت إلى ": أننا لم نناقش المبادرة لنعلق عليها، فهي عبارة عن أفكار اطلقت(...) لكننا نؤمن بوجوب تحرير كامل الأرض الفلسطينية(...) ونفضل أن نطلب من قمة بيروت دعم المقاومة والانتفاضة وعدم منح إسرائيل أي فرصة لتأخذ مكسباً"، واضعاً التهدئة داخل فلسطين" في إطار تنفيس القمة العربية" ومعتبراً" أن الجميع وخصوصاً الأمريكيين والإسرائيليين سيحرصون على حضور عرفات القمة ليخففوا من مستوى ما يمكن ان تعطيه" ورداً على المخاوف من أن تنعي قمة بيروت المقاومة قال": لا أحد يجرؤ على نعي المقاومة فهي حال ميدانية فرضت نفسها دفاعية".‏

وأوضح " أن لا قراراً سياسياً بعدم القيام بعمليات في جنوب لبنان" مؤكداً" أن لا التزام أمام أحد بالتهدئة، وهناك قرار باستمرار العمل المقاوم لكن بالطريقة المناسبة التي ترتأيها قيادة المقاومة".‏

وفي معرض الكلام عن تحميل رئيس الحكومة رفيق الحرير المسيحيين مسؤولية التبشير بانهيار اقتصادي وما رافقه من تجاذبات وردود، أعلن" أن التجاذب الإعلامي الذي حصل لا يخدم الواقع اللبناني، وربما هناك تعابير فُسرت في شكل خاطيء"، معتبراً" أنه لا يمكن أبداً الفصل بين السياسة والاقتصاد ، لكن على السياسيين مراعاة أن البلد لا يتحمل مناورات سياسية لأهداف غير اقتصادية".‏

ولفت إلى أن للحزب ملاحظات على الإجراءات الاقتصادية"فنحن لم نوافق على الضريبة على القيمة المضافة ونعتبر أن فرض الضرائب المتتالية يرهق الشعب اللبناني ويخالف البيان الوزاري الذي أعلن عندما نالت الحكومة الحالية للرئيس الحريري الثقة".‏

وإذ لم يخف" إن الأمور تخيف بحسب العجز الموجود في الميزان التجاري وخدمة الدين الذي بلغ مستوى عالياً جداً" وأكد أنه من الأفضل" مناقشة الأمور على قاعدة المشاريع المقترحة وليس على قاعدة الهواجس" داعياً إلى " معالجات اقتصادية جدية ووقف الهدر(...) ولافتاً إلى ان ثمة محاولات من الحكومة لوضع البلاد على هذه السكة " لكن لا أستطيع التحدث باطمئنان عن النتائج.‏

وفيما يلي نص الحديث:‏

ما موقف حزب الله من الاتهامات الإسرائيلية حول عملية شلومي؟ هل يحاول شارون جر حزب الله إلى المواجهة؟‏

تعودنا أن تتهمنا إسرائيل بمثير من الأعمال والنشاطات اللتي تجري داخل فلسطين، ولا ننفي الروحية التي زرعها حزب الله في نفوس الشعب الفلسطيني بعد الانتصار الكبير الذي حصل في لبنان، ولا ننفي أثر التجربة حزب الله التي شكلت استلهاماً كبيراً في المقاومة، لكن هذا لا يعني إلقاء المسؤولية جزافاً كلما برز العجز الإسرائيلي في مواجهة الانتفاضة، ونحن نقرأ هذه الاتهامات كطريقة تبريرية تسوقها الحكومة والجيش الإسرائيلي أمام الأسئلة المكثفة حول تطور الأوضاع وعجزهم عن قمع الانتفاضة وعدم قدرتهم على استشراف الأعمال الجهادية المحتملة.‏

ولقد قرأنا عدم التجاوب بالرد على كل اتهام يساق من الإسرائيليين وعليهم أن يتحملوا المسؤولية الكاملة لعدوانهم وغصبهم للأرض، والشعب الفلسطيني شعب مجاهد مقدام يقوم بواجبه ولن نتوانى على أن نكون بجانبه وأن ندعمه بما يتيسر لنا ويخدم قضية التحرير، لكننا لن نكون جزء من لعبة الاتهامات الإسرائيلية المكشوفة والفاشلة التي تبرز احباطاً وارباكاً واضحين في مناخ الجو الإسرائيلي. وبالتالي لسنا معنيين بإعطاء أجوبة سلبية أو إيجابية على التخمينات أو الاتهامات الإسرائيلية.‏

أما في ما خصّ لبنان فقلنا مراراً أن الاحتلال الإسرائيلي هرب من لبنان ولكنه لا يزال يحتل مزارع شبعا وطيرانه يخرق الأجواء اللبنانية، ولا يزال الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية، وبالتالي نعتبر أن الخطر الإسرائيلي على لبنان والمنطقة لم يتوقف. وقلنا مراراً أن وجودنا واستعدادنا الميداني والعسكري له علاقة بالدفاع عن أرضنا وكرامتنا وبحماية منطقتنا من العدوان المحتمل، ففي كل لحظة يمكن أن نتوقع عدواناً إسرائيلياً، ويجب أن نتوقع الإسرائيليون في كل لحظة يجري فيها هذا العدوانوأن نكون على جهوزية تامة. وسبقنا أن أعلنا مرات عدة أننا لن نتفرج على عدوان إسرائيلاي بل سنتصرف بما يمليه علينا واجبنا ودفاعنا عن حقنا وأرضنا وكرامتنا وشعبنا.‏

لذلك، لا داعي للتفكير طويلاً إذا كانت المنطقة في وضع صعب أم لا، فمع وجود هذه العقلية الإسرائيلية العدوانية يمكن أن يحصل في كل فترة تطور ما. وصحيح أن الرؤية السياسية تقول في شكل محرج أن إسرائيل تخشى فتح جبهة ثانية على الحدود مع لبنان لتتفرغ لقتال الفلسطينيين وإيذائهم بشكل مباشر، لكن هذا الاحتمال لا يمنع حصول تطور دراماتيكي في احدى اللحظات.‏

إنطلاقاً من هذا المنطق هل حزب الله في وارد فتح جبهة لإراحة الواقع الفلسطيني والداخل الإسرائيلي؟‏

المقاومة تعمل دائماً في طريق دفاعية ولا تحدد الأسلوب الذي تمارسه، فهذا أمر يرتبط بالتطورات والوقائع الميدانية، فنحن معنيون بكل ما يجري في فلسطين وفي جنوب لبنان، لأن الترابط كبير جداً حيث أن العدو واحد ويده تمتد إلى كل الاماكن، أما كيف نتعاطى ونتصرف ، هل نرد على أمر معين أو لا نرد، فنحن لا نخوض عادة في مثل هذه النقاشات العسكرية، ومن الخطأ القوا بأن حزب الله يحاول جر إسرائيل، لأن الحقيقة العدوان هو الذي يسبب دائماً التطورات العسكرية، وإذا قامت المقاومة بردة فعل أو عمل معين في أي ظرف ولأي سبب، فهي في حال الدفاع المشروع.‏

كيف تقرأ مغازي انتقال" كرة النار" الإسرائيلية إلى الحدود اللبنانية_ الإسرائيلية عبر العملية الأخيرة شلومي؟‏

هذا التطور المتمثل في حصول العملية في منطقة قريبة من الحدود اللبنانية يدل على أمرين. أولاً طول اليد المقاومة الفلسطينية والقدرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي، ما يعني أنه لا توجد منطقة آمنة إسرائيلية حتى لو كانت صافية من حيث الوجود الإسرائيلي. وبالتالي على الإسرائيليين أن يفهموا تماماً أن أراضي 1967 كأراضي 48،وكلقدس الشريف، كلها في معرض المقاومة للدفاع عن النفس، ولا توجد أي بقعة جغرافية في كل فلسطين آمنة بالنسبة إليهم، أما الدلالة الثانية، فهي أن الإجراءات الإسرائيلية المزعومة مهما كانت كبيرة ومهما توسعت وحشدت لها إمكانات فهي عاجزة عن تحصين نفسها في مواجهة المقاومة. وقد حصل ذلك في القدس الشريف وعلى بعد أمتار من منزل شارون، كما حدث في المنطقة الشمالية التي كانت بعيدة تماماً عن مسرح عمليات المقاومة. وهذا يدل على عجز الجيش الإسرائيلي عن اتخاذ الإجراءات التي تمنع حصول عمليات أو استشراف احتمال وجود مثل هذه العمليات.‏

من هنا نستنتج أن الاستمرار بالطريقة العدوانية الإسرائيلية لن يؤدي إلى الأمن الإسرائيلي، بل إلى مزيد من العمليات. وإذا قارنا وضع إسرائيل اليوم بما كان عليه قبل عشرة أعوام أو أكثر، نجد أن الأخيرة عادت إلى الوراء أكثر من 50 سنة، وأنها في مرحلة مناقشة وجودها وقدرتها على الاستمرار وليست في مرحلة الحديث عن أمن أو تسوية.‏

لماذ زج لبنان في عملية شلومي؟‏

إسرائيل تعجو عن مواجهة بعض القضايا فتحاول أن تعطي تفسيرات وتبريرات بين أمام الشعب الإسرائيلي والرأي العام العالمي أن الهجمة عليها من كل حدبٍ وصوب من داخل فلسطين وخارجا، ومن كل الدول والمسألة ليست داخلية، وكنا دائماً نسمع الحديث عن دور حزب الله والخطر الموجود منم الجبهة الشمالية وأمور كثيرة من هذا النوع تصب في الخانة التبريرية نفسها، علماً أن العملية الأخيرة (شلومي) حدث كبير جداً، وتشكل منعطفاً مهماً في حياة الانتفاضة، وبالتالي يحاولون الصاق التهم هنا وهناك ليخففوا عن أنفسهم ويبرروا عجزهم.‏

"الكاتيوشا" للانتفاضة‏

هل يعكس هذا الكلام نية عدوانية تجاه لبنان وخصوصاً أنه جاء بعد أيام من إعلان السيد حسن نصر الله للمرة الأولى أن حزب الله حاول تزويد الانتفاضة صواريخ كاتيوشا؟‏

في رأينا أن إسرائيل لا تحتاج إلى مبررات لتعتدي على لبنان، وإذا وجدت أن في مصلحتها أن تشن مثل هذا العدوان فستجد المبرر، وقد يكون حجراً يُرمى على إسرائيل عند الشريط الحدودي. لكن الإسرائيليين اليوم يشعرون بخوف ورعب من فتح هذه الجبهة، لأن في يدهم أن يفتحوها ولكن ليس في يدهم أن قفلها، كما انهم لن يتمكنوا من ضبط الإيقاع الذي سيحصل والتطورات التي قد تجر إلى نتائج ليست محسوبة بالنسبة إليهم، ونحن واضحون في الإعلان دائماً أننا على جهوزية كاملة ومستعدون للدفاع ولا نقبل بأن يحصل اعتداء إسرائيلي.‏

أما بالنسبة للانتفاضة فمن واجبنا دعمها، ومن واجب كل العرب والمسلمين أن يدعموها ليس بالمال فقط وبالفم الفم الملآن أوقل: بل أن يدعموها أيضاً بالسلاح وبكل الإمكانات المتاحة، فالمقاومة داخل فلسطين ليست بحاجة إلى مساعدات إجتماعية فقط لكن إلى عنصر الردع وإلى القوة التي تستطيع ان تقف معها في مواجهة إسرائيل، فكيف يحق للإسرائيليين أن يحصلوا على طائرات أ ف 16، وعلى الإمكانات العسكرية الأمريكية التي يقتلون فيها الناس، ولا يحق للفلسطينيين أن يملكوا ما يدافعون به عن أنفسهم؟ من هنا نعتبر ان المطلوب من الدول العربية والإسلامية البحث عن كل الوسائل المناسبة لدعم الانتفاضة مالياً وسياسياً وعسكرياً، ولا نتحدث عن استخدام السلاح العربي أو الإسلامي في مواجهة إسرائيل في حروب نظامية، لعلهم لا يتمكنون من هذا الأمر في المرحلة الراهنة لإعتبارات كثيرة، ولكن على الأقل ان تكون هناك تسهيلات في هذا الاتجاه، وهذا امرٌ مشرف وغير مخجل، وعندما عبر سماحة الأمين العام عن هذا الشكل من الدعم، إنما كان يترجم ويذكر عملياً ما سبق أن اعلن مراراً وتكراراً أن واجبنا يقضي بأن ندعم، وعندما نتمكن من القيام بأي عمل فسنفعله ولن نتوانى عن ذلك.‏

لكن لماذا الجهر بهذا الأمر في هذه اللحظة بالذات؟‏

هذه المرة جاهر حزب الله بتفصيل له علاقة بالدعم، وهو ذكر صواريخ الكاتيوشا. ولكن في مرات سابقة وفي تصاريح كمثيرة، كان يقال أننا ندعم ومستعدون للدعم مالياً وعسكرياً وبكل الوسائل الممكنة، أي أنه كان يجري الحديث عن هذه التفاصيل لكن لم يبرز اسم الكاتيوشا إلا في هذه المرحلة في شكل واضح. أما لماذا تم الإعلان الآن؟ فقد وجدنا أن هذه الفترة مناسبة لهذا الشكل من الإعلان وهذا جزء من المعركة السياسية والعسكرية ضد إسرائيل.‏

إلى مدى حزب الله مستعد للانخراط في دعم الانتفاضة، وما هي حدود هذا الدعم؟‏

نفضل أن تحل الأفعال محل الأقوال. قلنا في شكل مباشر أننا ندعم وسنستمر في الدعم، أما كيف، وما التفاصيل؟ فلنترك كل شيء لوقته، وعلى الأقل ليكون سبباً من أسباب الإثارة والعمل الإعلامي.‏

أي أنكم تحضرون مفاجآت جديدة في الداخل الإسرائيلي؟‏

لا أتحدث عن مفاجآت يوجد عمل طبيعي وواجب بالنسبة لنا، وسنقوم به بحسب ما تقتضيه الظروف والمحلة. أما، ما حجمه وشكله وكيف يمكن أن يتم ومتى؟ فهذه أمور ميدانياً تبرز تباعاً ولا حاجة إلى تفصيلها.‏

قيل أن ثمة مقايضة بين التهدئة السائدة في الجنوب منذ فترة وإطلاق يد حزب الله في دعم الانتفاضة في الداخل؟‏

لم أسمع بهذه المعادلة قبل الآن ولا أعتقد ثمة تهدئة بمعنى المقايضة، وقد قلنا أن مزارع شبعا محتلة والعمليات مستمرة فيهان ويبقى التوقيت والأثر المناسب وهذا تختاره المقاومة وفق قواعد مرسومة من قيادة الحزب في شكل مباشر. ولا علاقة لهذا الأمر بأي شأن آخر.‏

أما إطلاق يد حزب الله فهذا الأمر لم يأت نتيجة مساومة أو مقايضة بل بفعل اقتناع الأطراف الفاعلين والمؤثرين وفي مقدمتهم السلطة اللبنانية، وكذلك التعاون اللبناني_ السوري وكل القوى اللبنانية عموماً، وإيمانهم بأن لبنان يجب أن يكون قوياً في مواجهة التحديات الإسرائيلية وقد أصبح حزب الله رمزاً لهذه القوة اللبنانية التي تساعد في حماية لبنان وردع إسرائيل، وبالتالي نحن في موقع القوةللبنان وليس موقع المكتسب الذي يقايض بآخر.‏

من قرر أن يعلن حزب الله محاولة تزويد الانتفاضة كاتيوشا وأين تقف سورية من هذا الإعلان؟‏

حزب الله يعلن دائماً قضاياه، ولا يأخذ إذناً من أحد ولا يختار توقيت اعلاناته بناء على تطورات سياسية معينة مرتبطة بدول أو جهات، والكل يعلم أن حركة مقاومة الحزب لها هامش واسع من التحرك والاستقلال واتخاذ القرار وسرعة الإجراء. وهذا لا يتعارض مع التنسيق والتعاون مع سورية التي تعتبر داعمة لقضايا لبنان وفلسطين. وعندما تكون سورية داعمة فهذا لا يعني أنها تتدخل في الشؤون الخاصة أو الداخلية، كما اننا كحركة مقاومة نعمل وفق القيادة الموجودة عندنا في شكل مباشر وبكل القرارات التفصيلية التي نخوضها.‏

وساطة الحريري ورفض الأردن‏

تم الحديث عن وساطة اضطلع بها الحريري لإطلاق عناصر حزب الله الثلاثة الموقوفين في الأردن ما حقيقية هذه الوساطة؟‏

حصلت محاولات عدة من أكثر من طرف بينهم الرئيس رفيق الحريري لإنقاذ اللبنانيين الثلاثة الموجودين في الأردن، وهذا إجراء طبيعي فهو رئيس حكومة لبنان، وهؤلاء لبنانيون وما قاموا به عمل مشرف يقتضي التكريم وليس الاحتجاز لكن هذه الوساطة فشلت.‏

لماذا وعند أي حد توقفت؟‏

لم يرض الطرف الآخر.‏

ما صحة ما قيل عن إدخال عناصر الحزب في معادلة الأسرى الإسرائيليين أي أنهم باتوا جزء من ملف الأسرى؟‏

المعلومات المتوافرة لدينا، أن هذه الوساطة فشلت بسبب رفض الأردن، أما التطورات التي تمكن ان تحصل لاحقاً فهذا أمر متروك للمستقبل.‏

هل تعني أن الحريري لم يعد يعمل على هذا الخط؟‏

لا أعلم إذا كان سيجري محاولة أخرى أم لا. لكن هذا الأمر جار وموجود ويحتاج إلى حل وهذا يعني أنه سيبقى في دائرة المتابعة.‏

لوحظ أن سورية لم تدخل على هذا الخط؟‏

لا يستطيع أحد أن يجزم من دخل على هذا الخط ومن لم يدخل، ما أعلن هو الوساطة التي حصلت من الرئيس الحريري لكن كل الطيبين إن شاء الله يساهمون بالطريقة المناسبة.‏

هل طلب حزب الله وساطة سورية؟‏

أكتفي بما ذكرت فهو يعبر عن المطلوب.‏

أوحى البعض أن حزب الله يتحفظ عن مشاركة الأردن في قمة بيروت بسبب هذه القضية؟‏

نفصل بين الأمرين. فالقمة العربية شأن مقرر سابقاً وله علاقة بالدولة الرسمية وعلاقاتها مع الأردن والجامعة العربية، وهذا أمر يفترض أن يتم في شكل طبيعي. وهناك قضية أخرى عالقة بيننا وبين الأردن يجب ان تجد لها حلاً لكن لم نربط بين الأمرين.‏

تلفق السفير الأمريكي في بيروت ما أعلنه السيد حسن نصر الله عن الكاتيوشا وأعتبر انه يعزز موقف واشنطن من أن حزب الله له دور إرهاب انطلاقاً من ذراعه الخارجية؟‏

مسكين هذا السفير الأمريكي، لأنه لا يعرف كيف يحلل ولا يلتقط في شكل مقنع، فما أعلنه سماحة الأمين العام كان واضحاً، إنها أسلحة موجهة لتصل إلى الانتفاضة الفلسطينية، وهذا جزء لا يتجزأ من إيماننا بالصراع العربي . الإسرائيلي، وقد قلنا هذا الأمر مراراً وبالتالي لم يكتشف شيئاً جديداً. أما أن يقول أن هذا العمل يدل على وجود جناح خارجي لحزب الله فهذا محل سخرية لأن العمل هو جزء لا يتجزأ من دعم مقاومة الاحتلال، وهو يختلف تماماً عما يقصده عن الأمن الخارجي الذي نفاه الحزب مراراً وتكراراً. وإذا كان هناك فهم لكلام السفير الأمريكي في شكل واضح فهو أن الأمريكا في الخانة الإسرائيليةبالكامل ولا تستطيع الخروج من دائرة تأمين الحماية الكاملة للعدوان والمجازر الإسرائيلية، وهم يعتبرون أن دعم الانتفاضة والمقاومة عمل إرهابي لأنه يؤدي إلى الحد من المشروع الإسرائيلي وقدرته على التوسع والاستقرار. وبالتالي تصريح باتل (فنسنت) يشكل إدانة جديدة لأمريكا بأنها متحيزة لإسرائيل بالكامل، ولا تستطيع أن ترى في المنطقة إلا البطش والقتل والعدوان الإسرائيلي بغطاء أمريكي، وللأسف أعتقد أن باتل ساهم مجدداً في اسقاط سمعة أمريكا ومعنوياتها وفي فضحها أمام الشرفاء.‏

يبدو أن الوضع في الجنوب محكوم بقرار لبناني سوري بالتهدئة، وبما قيل عن اتفاق بين رئيس الحومة وحزب الله على التهدئة مرعاة للوضع الاقتصادي المتردي، هل عطلت المعطيات الميدانية عملياً الدور العسكري للحزب جنوباً؟‏

إذا كان المقصود بالتهدئة وجود قرار سياسي بعدم القيام بعمليات في الجنوب فهذا أمر غير موجود، وإذا كان المقصود الرغبة في رؤية عمليات مكثفة تحصل في المنطقة، فقرارنا أن تكون العمليات في محلها الطبيعي وفي وقتها المناسب، وبالتالي بالنسبة إلينا لا يوجد شيء اسمه نهدئة سياسية بل يوجد عمل مقاوم لا يُباشر في شكل مكثف نظراً إلى اعتبارات لها علاقة بطبيعة المنطقة وقرارات المقاومة في هذا الشأن، حتى تحقق الهدفن من هنا لا يوجد اتفاق مع أحد على التهدئة، بل هناك قرار باستمرار العمل المقاوم لكن بالطريقة المناسبة التي ترتأيها قيادة المقاومة.‏

القرار التخديري‏

كيف تقِّوم قرار مجلس الأمن الأخير الذي أقر بقيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية متجاورتين ترجمة لما سبق أن أعلنه الرئيس جورج بوش في هذا المجال، ولماذا في هذا التوقيت؟‏

يذكرني قرار مجلس الأمن بالقرار الذي صدر العام 1947 بتقسيم فلسطين وبعدها بالقرارات المتتالية التي تحدثت عن حق الفلسطينيين، وفي كل مرة يتركون هامشاً من الوقت حتى تجري إسرائيل كل التعديلات التي تريدها على الأرض وترتكب كل المجازر والاعتداءات المطلوبة قبل أن تأتي نصائح مجلس الأمن التي لا قيمة لها ولا فائدة منهان وهي محاولة لإعطاء صك براءة لإسرائيل لأن المطلوب الأعمال وليس الأقوال، وهنا نسأل: ما نفع قرار يصدر عن مجلس الأمن ويتحدث عن ضرورة وقف إطلاق النار وتكون هناك قارات إسرائيلية_ أمريكية مدروسة لتُرتكب هذه المجازر، ثم يؤخر زيني (أنتوني) زيارته لإسرائيل بناء على اتفاق أمريكي_إسرائيلي ليأخذ شارون فرصة 48 ساعة لدخول بقية المدن والمخيمات، كي يأتي (زيني) للمناقشة إنطلاقاً من الواقع الجديد الذي حصل بعد احتلال هذه الأراضي التي سبق أن تحررت وأخلاها الإسرائيليون.‏

ماذا عن إشارة القرار إلى الدولة الفلسطينية؟‏

هذا كلام لا مبرر له.‏

لكنه جاء هذه المرة قرار صادر عن مجلس الأمن؟‏

القرار في مجلس الأمن موجود منذ سنة 1947، وفي الحقيقة له صيغتان، فإذا كان القرار مع دولة مستكبرة أو مع إسرائيل يكون التنفيذ. وإذا كان يتعلق بدولة مستضعفة أو بجماعة تعمل من أجل أرضها وحقها فيكون التخدير، وبالتالي نحن أمام قرارات تخديرية وليس تنفيذية. يعطون كلاماً معسولاً لكنهم يطلقون اليد لإسرائيل، ومجلس الأمن يتحمل المسؤولية كاملة عن تغطية الجرائم الأمريكية_ الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. ونحن نؤمن بضرورة تحرير كامل الأرض الفلسطينية.‏

إلى أي مدى يعطي هذا القرار زخماً لمبادرة الأمير عبد الله وهل تعتقد أنه لملاقاة هذه المبادرة؟‏

أعلنت إسرائيل رفضها لمبادرة الأمير عبد الله وبالتالي لا أعتقد أن هذا القرار مرتبط في شكل مباشر بها، وفي كل الأحوال، كل الخطوات الميدانية التي تحصل حالياً تمهد لإجراء تهدئة معينة في الدخل الفلسطيني، تمهيداً لعقد القمة العربية في أجواء هادئة كي لا تخرج القمة بقرارات مناسبة، من هنا لا يمكننا وضع المساعي الحاصلة الآن للتهدئة في خانة الحل للقضية الفلسطينية، بل في إطار تنفيس القمة العربية.‏

إذا كانت إسرائيل كما تقول رفضت مبادرة الأمير عبد الله، كيف تفسر إذاً تحفظ حزب الله عن هذه المبادرة أيضاً؟ واليس تلاقياً بطريقة ما بينكما؟‏

لم نناقش المبادرة لنعطي تعليقاً مباشراً عليها، لأنها عبارة عن أفكار أطلقت، بل عبرنا عن وجهة نظرنا في ما خص الموضوع الفلسطيني، فنحن نؤمن بضرورة تحرير كامل الأرض الفلسطينية من دون استثناء، وبوجوب عدم إعطاء أي مكسب لإسرائيل، وخصوصاً بأنها تقوم بكل الأعمال التي تأخذ فيها ما تريد ثم تطلب المزيد من العرب والفلسطينيين. فالمفترض بحسب وجهة نظرنا ألا نعطي أي فرصة لإسرائيل للحصول لمزيد من التنازل، بل يجب أن نتجه دائماً لدعم الانتفاضة ومشروع التحرير. هذا اقتناعنا ولا علاقة له بما يفكر الإسرائيليون بالمبادرات المختلفة، ولا نلتقي معهم ولا نناقش الأمور من هذه الزاوية، فإسرائيل لها مشروعها ولنا اقتناعاتنا بضرورة عودة الأرض إلى أصحابها.‏

لكن يبدو أن مبادرة الأمير عبد الله باتت سقفاً سياسياً للقمة العربية، وهل نفهم من كلامك أن حزب الله يعتبرها تنازلية؟‏

نفضل من القمة العربية أن تتجه لدعم الانتفاضة والمقاومة وحق الشعب الفلسطيني في التحرير وعدم إعطاء أي فرصة لإسرائيل لتأخذ أي مكسب من هذه القمة. أما كيف يترجم هذا الأمر وبأي عنوان، فهذه مسؤولية القادة العرب، والناس يراقبون.‏

هل تعني أن هذه المبادرة قد تعطي مكسباً لإسرائيل؟‏

ذكرت العناوين التي أؤمن بأنها مناسبة ويفترض أن تكون حاضرة. أما الصياغة والتفاصيل فهذه مسؤولية القمة.‏

كيف تقرأ المخاوف التي كان قد أبداها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من أن تكون القمة لنعي المقاومة؟‏

لا اعتقد أن أحد يجرؤ على نعي المقاومة، لأنها حالة ميدانية فرضت نفسهان وحالة دفاعية طبيعية أمام هذا العدوان المستمر، فهناك شعب يذبح وهو يدافع عن نفسه. ومن يستطيع أن يقول أمام هذا الشعب ى تدافع عن نفسك، أعتقد أنه ينعي نفسه عندما يتصرف بهذه الطريقة.‏

هل تتوقع حضور الرئيس ياسر عرفات القمة؟ وماذا سيعني حضوره؟‏

سيحرص الجميع على حضور عرفات وخصوصاً الأمريكيين والإسرائيليين بهدف إعطاء طابع أن الأمور في فلسطين هادئة نسبياً ويمكن للرئيس عرفات أن ينتقل كي يخففوا من مستوى ما يمكن أن تعطيه القمة.‏

السياسة والاقتصاد والتجاذب‏

بالانتقال إلى الموضوع الداخلي فغالباً ما كان الحريري يحمل المقاومة مسؤولية عرقلة مشروعه الاقتصادي، وسبق أن تحدث عن عملية التوقيت الخاطئ، لكن يبدو في الأيام الأخيرة أنه هرب في اتجاه المسيحيين . كيف تقرأ تحميل رئيس الحكومة المسيحيين مسؤولية التبشير بالإنهيار الاقتصادي؟‏

لا أحد يحمل المقاومة عملياً مسؤولية التردي الاقتصادي، وربما أشار الحريري إشارات معينة، لكنها عادت وسحبت من التداول وأصبح الجميع يتحدثون عن الشان الاقتصادي كموضوع اقتصادي سياسي في أن له علاقة بالأطراف السياسيين في البلد وكيفية التعاطي بينهم، وبالبرامج الاقتصادية المعتمدة. ولم تكن المقاومة سبباً لأي تراجع اقتصادي، بل على العكس سببت هذه المقاومة تحريراً فتح المجال مجدداً للإفادة من الأراضي التي كنا محرومين منها، ومن فرص أمن واستقرار كان لبنان يعاني غيابها بفعل الاحتلال.‏

أما التجاذب الإعلامي الذي حصل، فأعتقد أنه لا يخدم الواقع اللبناني ولا يشكل معالجة، وفي أي حال سحب هذا الأمر من التداول كما فهمت وربما كان هناك تعابير فُسرت في شكل خاطئ. ويفترض أن تكون الإجراءات الاقتصادية هي الحكم. فأما أن نناقش الإجراء الاقتصادي ونقول أنه خاطئ أو جيد، وأما أن نرفضه على أساس صوابه أو خطئه، كي لا تكون المواقف السياسية سبباً في مزيد من الانهيار الاقتصادي.‏

هل تعتقد أن رئيس الحكومة أخطأ في ما قاله؟‏

لا أرغب في الدخول في أمر جزئي، وبالتالي أعتبر أن ما حصل انتهى ويفترض أن الجميع في وارد البحث عن الحلول الحقيقية.‏

عكس التجاذب الذي حصل تحت عناوين اقتصادية أن ثمة واقعاً سياسياً مأزوماً، هل تعتقد أنه يمكن الفصل بين السياسة والاقتصاد؟‏

لا يمكن الفصل أبداً بين السياسة والاقتصاد، والتقدم أو التراجع الاقتصاديان يرتبطان بالبنية السياسية. وقلنا مراراً أن مصيبة النظام الطائفي في لبنان أنه يساهم في إضعاف الوضع الاقتصادي لأنه يعمل بقاعدة المحاصصة، ويكون التصرف على أساس إرضاء مختلف الأطراف، حتى أن بعض المشاريع تكون أحياناً على حساب الأولويات، هذه كلها مشاكل موضوعية وميدانية فلا يمكن الفصل بين السياسة والاقتصاد، لكن نقول أن على السياسيين أن يأخذوا في الاعتبار أن البلد لا يتحمل مناورات سياسية لأهداف غير اقتصادية فيتضرر الاقتصاد. ولندخل مباشرة النقاش الاقتصادي ولتكن المعاملة على هذا الأساس.‏

يلاحظ أن حزب الله يقف في الوسط بين الحريري والمعارضة، هل تعتبرون رئيس الوزراء هو في الوقت نفسه المشكلة والحل؟‏

نبدي وجهة نظرنا في المسائل الاقتصادية والسياسية الموجودة في البلد لكن لا نوصل الأمر إلى المأزق وإلى حال الصدم، وبكل صراحة يحكمنا في هذا الأمر المعادلة السياسية المرتبطة بالواقع الإسرائيلي، لأننا نعتبر أن هذه الأولوية تتطلب ألا تكون قضايانا الداخلية هي التي تبرز على حساب القضية الكبرى، وإلا سقطنا جميعاً في الفخ، لكن هذا لا يعني أن الإجراءات التي تحصل سليمة في كل مجرياتها، ولم نوافق مثلاً على الضريبة على القيمة المضافة، ونعتبر أن فرض الضرائب المتتالية يرهق الشعب اللبناني ويخالف حتى البيان الوزاري الذ أعلن عندما نالت الحكومة للرئيس الحريري الحالية الثقة. إذاً، عندنا ملاحظات نذكرها ونبينها، لكن كما قلت، عندما نواجه الأولوية نمارس الأمور في طريقة لا تؤدي إلى إضاعة هذه الأولوية.‏

الحريري يبني دائماً مواقفه السياسية على أساس الواقع الاقتصادي، ولبنان يتجه، حسب الكثيرين إلى انهيار وثمة مخاوف من أثمان سياسية قد يدفعها نتيجة هذه المعادلة.....؟‏

آمل أن في أن تكون هناك معالجات لا توصل البلد إلى هذا المستوى ولو كانت الأمور تخيف حسب العجز الموجود في الميزان التجاري وخدمة الدين الذي بلغ مستوى عالياً جداً. لكن أفضل أن تناقش الأمور على قاعدة المشاريع المقترحة وليس على قاعدة الهواجس، وإذا أردنا التحدث عن الهواجس فالأمور مخيفة، أما إذا أردنا الكلام على وقائع فيجب أن ندعو دائماً إلى معالجات اقتصادية جدية ووقف الهدر واستثمار الأمور التي لا نزال لا نفيد منها كالأملاك البحرية حتى تقدم معالجات موضوعية ومنطقية.‏

وهل تعتقد أن الحكومة الحالية وضعت البلاد على هذه السكة؟‏

توجد محاولات ولكن لا أستطيع التحدث بإطمئنان عن النتائج.‏

الأسد زار بيروت ومجلس المطارنة الموارنة اعتبر أن الزيارة لا تكفي لاستعادة السيادة والقرار الحر، حدد المطالبة بتطبيق اتفاق الطائف لجهة اعادة انتشار الجيش السوري، كيف تقرأ هذا البيان؟‏

في رأينا أن زيارة الأسد كانت ممتازة وعززت التضامن اللبناني-السوري، وقدمت فيها سوريا بعض النشاطات الاقتصادية التي تساهم في دعم الواقع اللبناني، ونحن نحتاج إلى هذا التماسك اللبناني-السوري في هذه المرحلة، وإلا، إذا ضعف لبنان بخروج سورية منه فهذا يعني أن يؤكل بالكامل من إسرائيل وتتضرر المنطقة بأسرها، من هنا دعوتنا إلى مزيد من التعاون بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة والمنطقة. فعوض أن نعزز التعاون ندعو إلى الافتراق والانفصال؟ أعتقد أن لبنان لا يزال بحاجة إلى هذا الشكل من التعاون والدعم، وبالتالي المصلحة هي لبناني-سورية مشتركة.‏

التعاون على أي قاعدة؟‏

على قاعدة مواجهة التحديات الإقليمية المتعلقة بإسرائيل، فلبنان ضعيف ومعلوم دائماً عبر التاريخ أنه إما أن يكون مع فرنسا وإما مع مصر، وإما مع احدى الدول ، فالأفضل أن يكون مع الجارة سورية من أن يكون مع العدو المحتل.‏

وضمن أي إطار سيكون مع الجارة؟‏

ضمن مصالح لبنان في شكل أساسي، ولا يفترض أن تكون هذه العلاقة على حساب مصالح لبنان، وفي اقتناعنا أنها مرتبطة بهذه المصالح، أما بعض التفاصيل التي تحتاج إلى مناقشة فتبحث في الجلسات وتعالج باتفاقات.‏

الأسد تحدث عن شوائب في العلاقات يتحمل مسؤوليتها الطرفان؟‏

هذه الشوائب تناقش في محلها، لكن لا تكون نتيجتها دعوات تؤدي إلى خسارة لبنان قوته في هذه المرحلة.‏