محاضرات

المحاضرة التي ألقاها في حفل الإفطار الذي أقامته جمعية التعليم الديني الاسلامي في قصرنبا في 15/8/2010 تحت عنوان "الصلاة تغيِّر حياة الإنسان"

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا حبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم أيها السادة العلماء أيها الأخوة ورحمة الله وبركاته.

مباركٌ لنا جميعاً في انتصار المقاومة الإسلامية على عدو الله والبشرية إسرائيل، ومباركٌ للمجاهدين الأبطال الذين رفعوا رؤوسنا عالياً وأثبتوا مرة جديدة أن من كان مع الله تعالى كان الله معه عزيزاً كريماً قوياً موفقاً ومنتصراً، وأبارك لجمعية التعليم الديني الإسلامي هذه الجهد الكبير الذي بذله أخوة وأخوات خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة منذ العام 1974، وخرّجوا أجيالاً من المؤمنين الصالحين الطائعين لله تعالى، وإن شاء الله تثمر هذه الشجرة مزيداً من الثمار ببركة

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا حبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين، السلام عليكم أيها السادة العلماء أيها الأخوة ورحمة الله وبركاته.

مباركٌ لنا جميعاً في انتصار المقاومة الإسلامية على عدو الله والبشرية إسرائيل، ومباركٌ للمجاهدين الأبطال الذين رفعوا رؤوسنا عالياً وأثبتوا مرة جديدة أن من كان مع الله تعالى كان الله معه عزيزاً كريماً قوياً موفقاً ومنتصراً، وأبارك لجمعية التعليم الديني الإسلامي هذه الجهد الكبير الذي بذله أخوة وأخوات خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة منذ العام 1974، وخرّجوا أجيالاً من المؤمنين الصالحين الطائعين لله تعالى، وإن شاء الله تثمر هذه الشجرة مزيداً من الثمار ببركة دعمكم وتوفيق الله تعالى أولاً وأخيراً لنصر هذه المسيرة.

سأتحدث عن الصلاة، وأدعو نفسي وأدعوكم إليها كما أرادها الله تعالى، وقد كرر الدعوة إليها كثيراً في القرآن الكريم، قائلاً " وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ "، هذه الصلاة التي هي عمود الدين في فهمنا الإسلامي، وكما ورد عن رسول الله(ص) :" من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد غدر الدين"، وكما ذكر أمير المؤمنين علي(ع) عن الصلاة:" لو يعلم المصلي ما يخشاه من خلال الله ما سره أن يرفع رأسه من سجوده"، لأن احاطة الله تعالى بالمؤمن أثناء صلاته هي إحاطة عظيمة، هو النور الذي يدخل إلى القلب، هو الشعاع الذي يهدأ النفس، هو العطاء الذي يشعر الإنسان بآثاره من خلال جوارحه، هو التوجيه الذي يمكن الإنسان من أن يتصدر لشيطانه، هو التوفيق الإلهي الذي يهدي الإنسان إلى الطريق المستقيم، هو عطاءٌ لا ينضب بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

هذه الصلاة التي دعانا الله تعالى إليها "أقم الصلاة" لها نتيجة طبيعية ولازمة، بأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، أي أنها ليست مطلوبة لذاتها وإنما لآثارها وانعكاساتها العملية، فمن يصلي قربة إلى الله تعالى، يتأثر بهذه الصلاة ثم تثمر النتائج المختلفة، وأبرز النتائج أن ينتهي عن الفحشاء والمنكر في حياته العملية. هذا يعني أن العبادة هي طريقٌ إلى الصلاح، إلى السلوك الحسن، إلى الاستقامة في الحياة، إلى التوازن وإلى العدل وإلى كل العناوين التي تعبر عن الإنسان المستقيم، وهذا ما يريح الإنسان في دنياه ويثيبه في آخرته.

فالصلاة إذاً، ليست تلك الحركات التي نقوم بها، إنما هي ضرورية كمدخل لنتائجها، وبالتالي عندما يأمرنا الله تعالى بأي عبادة، سواء كانت الصلاة أو الصوم أو الحج أو الزكاة أو الخمس أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنما يأمرنا بهذه العبادات كطريقٍ لتحصيل النتائج العملية من التقوى والطاعة، ومن تغييرٍ في حياة الإنسان نحو الاستقامة في هذه الحياة، ولا يقول لنا جلَّ وعلا أي أمر من الأوامر إلاَّ وله أغراض وأهداف من خلال هذه الأوامر، ففي مرات كثيرة يتعلق الناس بشكل الصلاة، ويدققون بحسن الوضوء، ويغالون في الالتفات على كل حركة في الصلاة، ولكن نجد بعد ذلك أن هذه الصلاة لم تنتج شيئاً على مستوى الحياة، إذاً كان الاهتمام في غير محله، كان يجب أن يكون الاهتمام بإتقانها بظاهرها ولكن علينا أن ننتقل أيضاً من ظاهرها إلى نتائجها، إلى باطنها، إلى متطلباتها، إلى آثارها، وهذه هي المسؤولية الكبرى، وقد لفتني أنه ما من أمر في الإسلام إلاَّ ويكون تعبيراً عن إرشاد للإنسان ليصل إلى الهدف عن طريق الإجراءات العملية، فنقرأ في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية: "كونوا مخلصين" كيف نكون مخلصين؟ "كونوا مطيعين لله تعالى"، كيف نكون مطيعين؟ "سيروا على طريق التقوى"، كيف نسير على طريق التقوى؟ كلمات كل واحدة منها لها نتائج عظيمة جداً، الله تعالى يأمرنا بالتقوى والإخلاص ومحبته وبكل هذه العناوين، وفي الوقت نفسه يدلنا على خطوات إذا اتبعناها توصلنا إلى هذه العناوين، لاحظوا ماذا قال عن الصيام :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "، يعني عندما يأمرنا بالتقوى ، واحدة من الإجراءات العملية التي إذا قمنا بها والتي يمكن أن توصلنا إلى التقوى هي الصوم، واحدة من الإجراءات العملية التي إذا قمنا بها توصلنا إلى الامتناع عن الفحشاء والمنكر الصلاة، وهكذا كل عبادة تشكل إجراءً عملياً يوصلنا إلى الهدف، فعندما يأمرنا بالتقوى لا يتركنا نبحث كيف تكون التقوى، ولا يتركنا نبحث كيف يكون الإخلاص، إنما يقول لنا: تعالوا أقول لكم ماذا تفعلون: صلوا، صوموا، اقرأوا القرآن، قوموا بالنوافل، تصرفوا بهذه الطرق المختلفة التي توصلكم في نهاية المطاف إلى طاعة الله تعالى، فهي إرشادات إلهية للإنسان ليصل إلى هذه المواقع العظيمة ولهذه الأهداف. حتى أنه يأمرنا بالخشوع، قال تعالى:"قد قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ " كيف نخشع؟ سئل رسول الله(ص) فقال: "التواضع في الصلاة وأن يقبل العبد بقلبه كله على ربه"، إذاً أصبحنا نعرف كيف نصل إلى مرحلة الخشوع في الصلاة، ولم يقل لنا : كونوا خاشعين" كيف؟ لا نعرف، بل دلنا على الطرق التي نصل من خلالها إلى هذه النتائج، ولكن نلاحظ أن البعض يصلي ويقوم بالعبادات المطلوبة ولكن لا يصل إلى النتيجة، يقول الرسول(ص): " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلاَّ بعدا"، فكيف أعطت الصلاة هذا المفعول المعاكس، لأن الإنسان لم يحسن تأديتها، لم يفهم مضمومنها، لم يتفاعل ما خصوصيتها، لم يقرأ ما ورد فيها من آيات وذكرٍ وتسبيحات بطريقة تعلقه بالله تعالى وتشعره بأنه في حضرة الخالق الأعظم يناديه فيجيبه من سمواته، ويناجيه فيسمع مناجاته، ويطلب منه فيعطيه طلباته، ويسأل الله تعالى من فضله فيأتيه الفضل من كل مكان، ويأخذ الدعم من الله تعالى فيمتنع عن الفحشاء والمنكر. فإذاً إذا لم تنتج الصلاة النتيجة المرجوة فهذا يعني أن الإنسان لم يُحسن أدائها ولم يتقن تفاصيل إجراءاتها، وقد ذكرت بعض الإجراءات الموجودة فيها.

ربما جاء من يقول: لكن نحن نصلي منذ عشر سنوات، ومع ذلك لا نشعر بما تقول، ولم نرى تحسناً في حياتنا العملية. ولتقريب الفكرة: عندما تشربون كوب اللبن فطبيعي أن تنظروا إلى تاريخ الإنتاج وتاريخ إنتهاء الصلاحية، فبعض الصلوات التي نصليها منتهية الصلاحية، فالصلاة التي كان قد صلاها منذ عشر سنوات كانت تخدم جمعة، فهو رجع يستخدم الصلاة التي تخدم جمعة بعد انتهاء صلاحيتها لتخدمه عشر سنوات للمستقبل، فهذه الصلاة لا تخدم عشر سنوات، هناك صلاة عندنا منتهية الصلاحية، وهناك صوم منتهي الصلاحية، فهي أشكال بلا معنى ولا تفسير ولا باطن، ونعم هناك صلاة منتهية الصلاحية، فالآن أنت تتطور في عملك، فإذا كنت مثقفاً ترى أن ثقافتك بعد عشر سنوات أفضل من ثقافتك قبل عشر سنوات، وإذا كنت صاحب مصنع تجد إنتاجك وتطور المصنع أحسن مما كان عليه قبل عشر سنوات، لو افترضنا أن الواحد منّا بقي على نفس "الدقة" ولم يغير شيء، كمثل الدكان القديم، بقي على حاله، البائع موجود والأغراض موجودة ولكن الزبائن قلَّت لأنه فقد صلاحيته.

اليوم انظر إلى صلاتك لماذا فقدت صلاحيتها؟ لأنك لم تطورها ، كما يتطور العقل، ويتطور المحل، ويتطور الجسد والإمكانات يجب أن تتطور هذه الصلاة، إدعمها ، أعطها، غذِّها.

هل تفكرون بأن الصلاة التي نكررها كل يوم هي التي أمرنا الله تعالى بها؟ لا، فالله تعالى أمرنا بكل يوم صلاة مختلفة عن التي قبلها، فالذي يصلي نفس الصلاة ثلاثين سنة، هذه الصلاة ليس لها مفعول، أما الذي يصلي كل يوم صلاة لها شكل جديد فهذه التي تنتج ولها مفعول، والبعض يستغرب هذا الأمر. هذه الصلاة هي مثل دورة الماء ، ودورة الحياة، الله عز ويطلب منا أن نشرب ليقوم الماء بمفعوله ونرميها خارجاً ويتبخر بالشمس وليرجع من جديد إلى ماء، الصلاة قالب وأنت الذي ستغير من مضمون هذا القالب، تأتي اليوم وتقول : اليوم أنا سأصلي، وبهذه الصلاة سأتقرب من الله تعالى، فتتوجه إلى الله تعالى بالصلاة وعندما تنتهي ترى مفعولها ماذا عملت معك خلال يومان أو ثلاثة، تكتشف أن هناك ثغرات موجودة، مثلاً، بالأربع ركعات ركزت بركعة وشردت بثلاثة، فتصمم أن هذه الصلاة اليوم بدل أن أشرد بثلاثة أشرد باثنتين وأصحح اثنتين من أصل أربعة، مثلاً: تقرأ وأنت نعسان فصليها وأنت وصاحٍ، تصلي وأنت جائع وتسرع بصلاتك، لا، كل أولاً ثم صلِّ، فالصلاة ليس حملاً وعلينا أن نتخلص منه، كان النبي(ص) يقول إذا جاء وقت الصلاة :" أرحنا يا بلال " لأنه عندما يؤذن ويدخل النبي في الصلاة يعيش راحة عظيمة كبيرة أنه في صلة مع الله تعالى، فتحلق روحه في السماء، ويشعر أن قوة الله تعالى قد دخلت في قوته، وجعلته ينطلق مرتاحاً سعيداً مطمئناً عظيماً في هذه الحياة الدنيا، بالله عليكم هل تقولون : أرحنا يا بلال!.

أيها الإنسان عليك أن ترى المشكلة أين تكمن، يمكن أن تكون المشكلة في ركوعك، فعندما تقولك سبحان ربي العظيم وبحمده، عليك أن تفكر بمعناها وتأمل بها، كنت تقول بسرعة عليك أن تبطئ قليلاً، وعليك أن تعيش التفاعل مع كل كلماتها وحركاتها.

إذاً علينا أن نراجع هذه الصلاة التي نصليها، كل يوم علينا أن نعمل لها حسابات، ونتأمل ونعرف ما هو الموجود فيها، عندها تصبح الصلاة حقيقة تنهى عن الفحشاء والمنكر، لأنها ستترك آثارها ونتائجها، فالبعض يقول: هل من المعقول أن الصلاة التي أمرنا الله تعالى بها تعمل هذه المفاعيل، نحن لا نعرف، ولكن ما نعرفه أن نأخذ حبة الدواء التي وصفها الطبيب، فالمطلوب من الصلاة لا يتحقق لأنه لا يصلي بتفاعل وبشوق، فعليك أن تصلي الصلاة كما أمرك الله تعالى وتدريجياً ترى أن يوم بعد يوم وفي يوم من الأيام تجد أن النور خرج من قلبك على لسانك وروحك وعقلك وسلوكك، والآثار بدأت تتتالى واحدة تلو الأخرى، وبدأت تحصد النتائج التي لا بدَّ أن نحصدها، كل هذه النتائج إنما تحصل بالعزم، وتصميم وإرادة.

اسمعوا ماذا يقول أمير المؤمنين علي(ع) عن العزم يقول:" أصل العزم الحزم، وثغرته البتر"، احزم أمرك وقل إني أريد من صلاتي اليوم 50% أو 60 % واعمل لها، في اليوم الثاني كذلك الأمر واعمل لها، فيمكن أن تكون في الصلاة ولكن تعمل لأمر آخر، ويكون الطريق الذي أنت سائر عليه خاطئ، ليس أي صلاة توصلك إلى النتيجة المرجوة، يجب أن تكون للصلاة مقدمات وتفاصيل، وكل التفاصيل مرتبطة بتصميمك وعزيمك.

لفتني ثلاثة أقوال للإمام الخميني(قده) عن العزم: في القول الأول يقول: "العزم هو توطين النفس على ترك المعاصي وأداء الواجبات ويتخذ قراراً بذلك" أولاً عليك أن تأخذ القرار هل ستصل إلى هذا المكان أو لا، هل تريد أن تصل إلى الهدف أم لا، عليك أن تضع الهدف أولاً ثم تصمم فتصل.

القول الثاني:" ظاهر الشريعة يؤدب الإنسان"، فالأوامر التي نعرفها، الأخلاق ، المعاملات، بكل هذه الأمور التي أمرنا الله تعالى بها، وهي معروفة عند كل الناس، فالواحد منا إذا صلى وصام وأكرم اليتيم ووقر الكبير واحترم الصغير فهل يصبح إنسان عظيم على خط محمد وآل محمد(ص) فالإمام الخميني(قده) يقول نعم يصبح هكذا " ظاهر الشريعة يؤدب الإنسان وبعد اكتشاف النور لا بدَّ من الاستمرار بالتأديب بظاهر الشريعة لأن التكرار والاستمرار والمثابرة هو الذي يوصلك إلى الله تعالى"، وبالتالي تصبح قيمة الصلاة بعد عشر سنوات مع هذه الروحية أعظم بكثير من آثار الصلاة التي حصلت عليها قبل عشر سنوات، هي نفسها والقالب نفسه ولكن أنت تعطيه غذاء ، لذلك ستصل إلى المكان المطلوب.

القول الثالث :" المشارطة والمراقبة والمحاسبة ليوم واحد ليصبح ملكك ومع التهاون تستغفر وتكرر ليفتح الله عليك". المشارطة: هي أن تشارط نفسك أن اليوم عندي نية أن أقوم بها العمل، والمراقبة: هي أن تراقب هل قدرة أن تطبق هذا الشرط أم لا، والمحاسبة: هي عندما تنتهي هل طُبق العمل بشكل صحيح أم لا. الإمام (قده) يقول:"المشارطة والمراقبة والمحاسبة ليوم واحد"، لكل يوم بيوم، فعليك أن تضع برنامج ليوم، وعندما ينتهي اليوم تختار يوماً آخر وهكذا، وإذا لم تسير الأمور بشكل صحيح في هذا اليوم فليكن اليوم الثاني وهكذا، وإذا ملكت اليوم الأول ملكت الثاني والثالث وهكذا إلى أن تسيطر، إلى درجة تصبح المشارطة والمراقبة والمحاسبة أمراً طبيعياً في حياتك إلى أن ترتقي فتصبح الصلاة أنساً مع الله تعالى ، عندها إذا حان وقتها تشعر بلهفة القلب فتسجد لله تعالى وترى النور يأتي من السماء هنيئاً لك: الآن ستنهاك عن الفحشاء والمنكر. هي عملية متكاملة فالصلاة والصوم والخمس والزكاة والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعليك أن تسير خطوة خطوة من أجل أن تصل إلى الهدف المنشود فهي عملية متكاملة، الواحد منا يريد أن يصبح الإنسان المؤمن التقي الورع فقط بالصلاة، لا هذا لا يكفي، عليك أن تأخذ إحاطة وتشكيلة من الأعمال، فعلينا أن نقوم بتوازن بين الأمور المختلفة ، لذلك تلاحظون بأن الله تعالى يأمرنا أوامر ولم يأمرنا بأمر واحد ويقول لنا أن هذا الأمر يوصل إلى كل النتائج، يأمرنا بأوامر متعددة لأن كل أمر له نتيجة، ماذا يقول لقمان لابنه:" يا بني أقم الصلاة، وأمر بالمعروف وانهى عن المنكر، واصبر على ما أصابك فإن ذلك من عزم الأمور، ولا تصعر خدك للناس، ولا تمشي في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك، واغضض من صوتك، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير"، يعطيك عدة تعاليم مرتبطة مع بعضها البعض وهكذا، هناك أوامر متعددة مترابطة مع بعضها ونحن بحاجة إلى كل هذه الأوامر المختلفة، عندها إذا أحطنا الصلاة بتشكيلة الأوامر الإلهية وإذا ملئنا ظاهر الصلاة بالتصميم والعزم لنملئها بما أمر الله تعالى عندها يصبح الواحد منا على خط الاستقامة ويشعر بسعادة الإيمان سعادة حقيقية.

كل المصائب التي نعاني منها اليوم تعاني منها المنطقة العربية والإسلامية بل أقول أكثر من هذا: يعاني منها العالم هو بسبب إسرائيل ومن وراء إسرائيل أمريكا وأولئك الداعمين الذين يعملون خلف إسرائيل من أجل أن يحققوا مصالحها على حساب شعوب منطقتنا.