محاضرات

المحاضرةالتي ألقاها في الليلة الثانية من عاشوراء 1429 في مجمع سيد الشهداء (ع) في 29/12/2008 تحت عنوان "سقوط الظالمين"

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. السلام عليك يا أبا عبد الله وابن رسول الله وابن أمير المؤمنين وابن فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أهل بيت الحسين وعلى أصحاب الحسين، السلام على الشهداء الأبرار الذين قدموا في كربلاء لنصرة هذا الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نجتمع في محضر الحسين (ع) لنتزوّد من معينه، وكلما تزودنا ازددنا عطشاً لأننا أمام عطاء لا ينضب، الحسين (ع) رفع عنوان الحق وواجه الظلم والطغيان فأسقط يزيد ومن معه وارتفع الحسين ومن معه، فتخلَّد عبر التاريخ، مسار الحسين مسار الاسلام المحمدي الأصيل ومسار يزيد مسار الانحراف والابتعاد عن شريعة الله والظلم والعدوان،

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. السلام عليك يا أبا عبد الله وابن رسول الله وابن أمير المؤمنين وابن فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أهل بيت الحسين وعلى أصحاب الحسين، السلام على الشهداء الأبرار الذين قدموا في كربلاء لنصرة هذا الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نجتمع في محضر الحسين (ع) لنتزوّد من معينه، وكلما تزودنا ازددنا عطشاً لأننا أمام عطاء لا ينضب، الحسين (ع) رفع عنوان الحق وواجه الظلم والطغيان فأسقط يزيد ومن معه وارتفع الحسين ومن معه، فتخلَّد عبر التاريخ، مسار الحسين مسار الاسلام المحمدي الأصيل ومسار يزيد مسار الانحراف والابتعاد عن شريعة الله والظلم والعدوان، وهذا أمر أصبح واضحاً وثابتاً يحدد لنا معالم الطريق، ما علينا أن نعرفه هو أن الظالمين مهما ارتقوا ومهما تجبروا ومهما طغوا، فإنهم في نهاية المطاف سيسقطون، لا يمكن للظلمة أن يستمروا في ظلمهم ويتربعوا على عروشهم، ها هو يزيد الذي اجتمع معه الناس ولم يكن مع الحسين (ع) إلا القلَّة القليلة من أهل بيته وأصحابه، ومع كل ما استخدمه من قوة وظلم وعدوان سقط يزيد سريعاً في التاريخ وارتقى الامام الحسين (ع) شهيداً وإماماً ومصلحاً وعظيماً يربي الأجيال ويعطينا كل هذه القوة والعزيمة التي نشعر معها أننا من هذه المدرسة الطاهرة التي تعيدنا إلى محمد وآل محمد، سنَّة الله على الأرض أن يسقط الظالمون مهما بغوا ومهما تجبروا، قال تعالى:"وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا"، يعني لكل جماعة وقت تهلك فيه عندما تظلم، تسمعون في التاريخ: فرعون ومن معه، النمرود ومن معه، قوم عاد وقوم ثمود، أبو لهب ومن معه، الرومان والبيزنطيون، الاتحاد السوفياتي حديثاً، يزيد، كل هؤلاء سقطوا عبر التاريخ وسجل لهم هذا التاريخ أنهم كانوا طغاة، بعضهم يُشار إلى منازلهم وإلى أماكنهم بأنهم كانوا فيها وقد أصبحت خراباً، والبعض الآخر انمحى عن وجه الأرض ولم يبقَ له إلا الذكر السيئ الذي دوِّن في كتاب الله تعالى أو في التاريخ، الظلمة سيسقطون، هذه سنة الله على الأرض، رأيناها في الأمم السابقة وسنراها في حاضرنا أيضاً، كل الظلمة الذين تعرفونهم اليوم سواء كانوا دولاً أو أفراداً، دولاً كبرى أو صغرى، معتدون دوليون أو إقليميون، سترَون سقوطهم إن شاء الله، "وجعلنا لمهلكهم موعدا" كما قال الله تعالى في القرآن الكريم. من هو الظالم حتى نعرفه، وبصفاته يمكن أن نميِّزه عن غيره، الاسلام وسَّع دائرة الظلم لمعنيَين، الأول الظلم لنفسه والثاني الظالم لغيره، من هو الظالم لنفسه، قال تعالى:"ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه"، الله تعالى أمرنا بواجبات ونهانا عن محرمات ومعاصي، فمن التزم حدود الله تعالى اعتدل، ومن تجاوز حدود الله فعصاه حيث نهى ولم يلتزم بما أمر، فقد تعدى حدود الله وهو ظالم لنفسه، يعني بمعنى آخر الظلم لنفسه منحرف وفاسد وعاصٍ، مرتكب للمحرمات، لا يراعي الضوابط الأخلاقية والانسانية والشرعية، متهتِّك لا يلتزم بأي ضابطة من الضوابط، هذا ظالم لنفسه، لماذا؟ لأن النفس أمانة بين يديه، عليك أن توصلها إلى سعادتها واطمئنانها واستقرارها في الدنيا، وإلى جنة الله تعالى في الآخرة، إذا لم تفعل ذلك فأنت ظلم لنفسك، هذا نموذج من الظلمة. النموذج الثاني هو الظلم لغيره، الظالم للناس، للولد، للزوج أو الزوجة، للرعية، للبلد الآخر، كل أنواع الظلم للآخرين سواء كانوا أفراداً أو جماعات، من موقع القيادة أو الرئاسة أو أي موقع آخر، هذا ظلم للعباد وللناس. يشرح رسول الله (ص) علامات الظالم:"للظالم ثلاث علامات: يقهر من دونه بالغلبة، أي يحاول أن يسيطر على من هو أضعف منه، يغلبه بمعنى أنه يقهره على فعل ما يريد، ومن فوقه بالمعصية، يعني يعصي الله تعالى لأن الله هو الأقدر والأعلم، ويُظاهر الظلمة، يتعاون معهم، يجتمع مع الظالمين ويكون نصيراً لهم، هذا الظالم هو الذي يحمل هذه الصفات والتي من خلالها يتجبَّر على الناس ويتكبر عليهم، يستخدم قوته وإمكاناته ونعم الله تعالى له بدلاً من أن يشكر الله تعالى على هذه النعم وعلى هذه القوة، من أنت أيها الانسان حتى تحمل هذه النعم فتعصي الله تعالى بها؟ ومن أنت أيها الانسان حتى لا تستخدم ما أعطاك الله تعالى من أجل صلاح البشرية، إقتدِ بمحمد (ص)، واحمِ الناس وخذهم إلى الطاعة وتعامل معهم بإنسانية وتصرف معهم تصرفاً أخلاقياً يوصلك إلى سعادة الدنيا والآخرة، لكن مع ذلك الانسان عندما يرى إمكاناته ينسى ربه، وينسى الضوابط، ألا تسمعون أن كثيراً من الناس ينجحون في الامتحان، ويربحون في التجارة، أو يتفوَّقون في أمر معيَّن، مباشرة يقول لك أنا نجحت وأنا تفوَّقت، فهو ينسى الله تعالى أنه هو الذي أعطاه، فيبدأ بالخطوة الأولى نحو الغرور ونحو محاولة السيطرة على الآخرين فإذا وجد الناس ضعافاً يحاول أن يسيطر عليهم، يأكل مالهم ويسيطر على حياتهم، يعتدي عليهم، هكذا كنا نرى القبائل الكبرى تهجم على القبائل الصغرى، والدول الكبرى تهجم على الدول الصغرى، وأمريكا اليوم تتصرف بظلم تاريخي فتحاول أن تمدَّ يدها إلى كل العالم لتنهب ثرواته، هذا ظلم واضح وموصوف، لكن هل هذا الظلم قادر على الاستمرار والحياة، أبداً لأنهم في يوم من الأيام سيسقطون ويخسرون، نحن اليوم نرى إسرائيل تتجبَّر وتتكبر وتقصف المدنيين وتعتدي على البيوت وعلى الحجر والبشر وهي تعتقد أنها بهذا تحقِّق إنجازاً، أي إنجاز هذا؟ هذا ظلم وفساد وطغيان، واعتدوا أن صبر أهل غزة وتضحياتهم وعطاءاتهم هي التي ستقلب المعادلة إن شاء الله تعالى، ألم يقل تعالى في كتابه العزيز " إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، إعلموا يا أهلنا في غزة أن الله يدافع عنكم وإن شاء الله ستنتصرون على إسرائيل. لنفترض أن الانسان ظلم، ويريد أن ينسحب من الظلم وأن يتوب، هل يمكن ذلك؟ اسمعوا أمير المؤمنين (ع) ماذا يقول:"ألا إن الظلم ثلاثة: فظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب، فأما الظلم الذي يُغفر فالشرك بالله تعالى، قال الله جل وعلا في كتابه العزيز:"إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، من أشرك بالله، من ألحد بالله، من كفر بالله تعالى لا يمكن أن يُغفر له، فمهما عمل على وجه الأرض لن يُغفر له لأنه ليس عنده إيمان، وأما الظلم الذي يُغفر فظلم العبد نفسه عن بعض الهمَّات، يعني الأخطاء التي يرتكبها الانسان يعود ويطلب المغفرة من الله تعالى فيغفر له، وبالتالي التوبة مفتوحة فالله تواب رحيم، لأنه يعلم أن الانسان سيرتكب بعض المعاصي الصغيرة، وهذه المعاصي الصغيرة أو الكبيرة في بعض الأحيان إذا تاب الانسان إلى الله توبة نصوحة يغفر له الله، وأما الظلم الذي لا يُترك فظلم العباد بعضهم بعضاً، إذا ظلم الناس بعضهم بعضاً، لا يمكن أن يأتي أحد ويقول: أنا سامحت هؤلاء نيابة عنك، في يوم القيامة يقف المظلوم ويقف الظالم، فإذا لم يعفُ المظلوم عن الظالم فلا يمكن أن تنال الشفاعة هذا الظالم إلا أن يتنازل المظلوم عن حقه، أمرٌ كبير، يعني إذا ظلم أحد الناس، ظلماً صغيراً أو كبيراً، في الحي أو في البلد أو في الأمة، إذا ظلمت إنساناً أو جماعة لا يمكن أن يعفو الله تعالى عنك إلا إذا تنازلت هذه الجماعة أو هؤلاء الأشخاص عن المظلومية التي نالتهم. من ظلم نفسه يتوب إلى الله تعالى فتنتهي المشكلة، لكن من ظلم غيره لا يمكن أن تنهي إلا بالاقتصاص من الظالم أو أن يتراجع المظلوم عن طلبه، وليكن معلوماً أن عذاب الظالمين مزدوج، لهم عذاب في الدنيا وعذاب في الآخرة، هكذا قال الله تعالى:"واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة"، اللعنة تعني الطرد من رحمة الله تعالى، يعني عذاباً دنيوياً وأخروياً، أرانا عبرة يزيد في الدنيا، وأرانا عبرة عمر بن سعد في الدنيا، أرانا عبرة كل أولئك الذي قاتلوا الامام الحسين (ع) في الدنيا، هذا قُطع رأسه، وهذا خرب بيته، كل واحد منهم له قصة في كيفية العذاب الدنيوي فضلاً عن العذاب الأخروي، أما الحسين (ع) نورٌ يُضيء عبر التاريخ، فرحوا بشهادته أنهم انتصروا عليه، فتبيَّن أن شهادته هي النصر الذي عمَّ المعمورة، وها نحن اليوم نفتخر منادين للإمام الحسين في كل موقع "لبيك يا حسين"، رسول الله (ص) يقول:" يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي لأنتقمنَّ من الظالم في عاجله وآجله، ولأنتقمنَّ ممَّن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم ينصره"، لا يكفي أن نقول بأننا لم نظلم، إسرائيل تظلم، فماذا تفعلون أيها العرب؟ لا نفعل شيئاً، نحن فقط نغلق على الفلسطينيين حتى لا يأكلوا ولا يشربوا ولا يهرِّبوا السلاح، ولكن لم نطلق عليهم ولا أي طلقة أو رصاصة، من قال بأنك يجب أن تقتل لتكون ظالماً، فالساكت عن الظلم والساكت عن الحق شيطان أخرس، لكن الشيطان الأخرس الصفة تلازمه فيبقى شيطاناً ولكن أخرس، من هنا العذاب سيكون دنيوياً وأخروياً لهؤلاء الظلمة، إذاً ما هو الموقف وما هي النتيجة؟ ماذا نفعل وماذا نتوقع في آنٍ معاً؟ سأذكر لكم مجموعة من الأقوال والمواقف التي ترسم الطريق، بعد أن تعلَّمنا على ظلم النفس وظلم العباد، وأن ظلم العباد لا يمكن أن يُمحى وأن الظالم يُعاقب في الدنيا وفي الآخرة، وأن المساعد للظالم ظالم يناله من العذاب، إذاً كيف يفعل الناس حتى لا يكونون ظلمة، قال تعالى:"أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير"، يبدو أن هناك أناساً لا تصدِّق أن الله ينصر، تعودوا أن يروا الدبابات والطائرات والمدافع والقنابل لكن لم يتعوَّدوا أن يروا ملائكة الله تعالى من السماء تدعم المؤمنين، صدقوا أم لم يصدقوا فنحن نعلم تماماً أن الله تعالى مع المؤمنين "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى"، هناك مجموعة قليلة اسمهما "حزب الله"، جمعت القليل من السلاح وقاتلت أكبر قوة في الشرق الأوسط اسرائيل وانتصرت عليها، بالله عليكم دلوني كيف انتصرت؟ بالسلاح أم بالعدد، فلو قارنَّا السلاح والعدد مع سلاحهم وعددهم لما انتصروا، لكن الإيمان الذي كان في قلوبهم ومدَّ مدداّ من الله تعالى، مستمدٌّ من محمد وآل محمد حقَّق لهم هذا النصر الكبير، لا تظنوا أن المظلوم يؤخذ حقُّه، كلا لكن على المظلوم أن يعرف أين يضع مظلوميته، في بعض الأحيان المظلوم يتحمَّل مسؤولية، يقول لله أنك لا تنصرني، فيسأله الله أنت ماذا فعلت لكي أنصرك، تحرك، اعمل، اذهب وتدرب وقوِّ نفسك، وحضِّر الإمكانات، وأنت في طريقك تقول انصرني يا الله، وفي أوقات العبادة اطلب من الله، فتتحول البندقية إلى طلقات لا يُمكن أن يداويها أحد عن أعداء الله تعالى لأنها من الله، لذلك نحن نقول بأن النصر الذي حصل في تموز هو نصر إلهي، أنتم لا تريدون الاعتراف فلا تعترفوا، نحن عشناه ورأيناه، عشنا مدد الله تعالى، نحن ندعو لهم بالهداية، وما الذي يحصل إذا كنت إنساناً لا تظلم، قال رسول الله (ص):"لا تظلم أحداً تحشر يوم القيامة في النور"، ليس فقط يوم القيامة بل كل حياتك تكون نوراً، أمير المؤمنين (ع) يقول:"يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم"، نعم كانت أيامنا كمظلومين في لبنان في المقاومة أشد على الظالمين من إسرائيل وأعوانها عندما انتصرنا ووفَّقنا الله تعالى، كنا نراهم مرتبكين وخائفين ومتوترين مع أننا لا نصنع شيئاً، لكن هذه سنة الله تعالى لنصرة المظلومين. الامام الحسين (ع) عندما كان بذي حصن على الطريق إلى كربلاء، وقف في الناس خطيباً، ومما قاله:"إن الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاًّ، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً"، أي حياة مع الظالمين، ماذا عند الظالمين، قصور فارهة، قوة تعتدي على الاطفال والنساء، ذكاء يُستخدم في الفساد والرشاوى، قلب فارغ تماماً من الانسانية، فلماذا يكون الواحد مع الظالمين، وهؤلاء المظلومون سيدعمهم الله تعالى، نحن لسنا متروكين، يمكن أن تحصل معاناة وضغوطات، لقد أعطيتم قليلاً في تموز فأعطاكم الله تعالى كثيراً بنصر كبير، هذا يعني أن الأمة لو أعطت ولم تكن مع الظالمين في سوابق عهدها لنصرها الله تعالى في سابق عهدها، هناك تقصير من الناس، نحن لماذا نقوم بهذه المجالس، حتى نتعرف على سنة الله تعالى، وعلى الطريق الذي يُعطينا القوة والمنعة. الرسول (ص) يبشِّر المستضعفين في الأرض "لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه من اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً"، وهو الامام المهدي (عج).

نحن نعتقد أننا كمظلومين منصورون في نهاية الأمر، فإما أن ننتصر انتصارات جزئية تتراكم ليأتي الامام المهدي (عج) ويُقيم النصر العالمي الكبير على كل الأرض، وإما أن تستمر المعاناة وهو المنقذ الذي يحكم العالم بشريعة الله المقدسة، إذاً نحن منصورون إن شاء الله عندما نكون مظلومين ولا نكون ظالمين. إمامنا الخميني (قده) نصحنا بإقامة مجالس عاشوراء، هذا الامام العظيم يتكلم بنور الله فيقول:"ينبغي أن تُقام مجالس العزاء لسيد المظلومين والاحرار، وهي مجالس غلبة العقل على الجهل، وغلبة العدل على الظلم والأمانة على الخيانة"، يعني نحن عندما نُقيم هذه المجالس إنما نحيي إقامة العدل في مقابل الظلم، نعرِّف الناس كيف ننصر العدل وكيف نكون معه، والسيد الذي نحتفي به هو سيد المظلومين والاحرار، هو مظلوم لكنه حرٌّ عزيز وعظيم، وهذه قيمة إحياء هذه المجالس التي تقوي المظلومين ليقفوا بوجه الظالمين دون خشية من أحد، ومن دون تراجع على الاطلاق مهما كانت الصعوبات ومهما كانت المبررات، إذاً نحن نحيي ذكرى الامام الحسين (ع) من أجل أن نكون من الأحرار، ومن أجل أن نواجه الظالمين ونحن مطمئنون أن الله تعالى ينصرنا، ربما سأل البعض: ألا تعتقد أن الأمور تتأخر، اسمعوا رب العالمين ماذا يقول:"ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"، وكذلك رسول الله (ص) يقول:"إن الله يمهل ولا يُهمل"، يعني هناك حساب ووقت معيَّن، فلا تكونوا ظلمة لا لأنفسكم ولا لغيركم ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسَّكم النار، لأن الذين يساعدون الظلمة هم ظلمة أيضاً.