محاضرات

الكلمة الكاملة التي ألقاها في حفل تكريم شهداء كلية العلوم في 20/11/2008

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأطهار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين. السلام عليكم أيها الحفل الكريم، ويا عوائل الشهداء ورحمة الله وبركاته.

نحتفل اليوم بيوم الشهيد، الشهيد الذي رسم لنا أمثولة الحياة الحقيقية، وعرَّفنا كيف نصون أرضنا وكرامتنا وحريتنا وعزتنا، الشهيد الذي أعطى فزاد حضوراً، وقدَّم ففتح المسيرة أمام كل العطاءات، وسما بروحه فأطل علينا ليعطينا من زخمها ومن حيويتها، ودُفن جسده في الأرض لتُزَهِرَ نصراً وتحريراً وعزاً وكرامةً، أينما نظرنا إلى الشهيد نجده يحيط بنا ولا نحيط به، ونأخذ من العطاء ولا يأخذ منَا، هذا الشهيد الذر رفع رأسنا في لبنان وفي المنطقة، هو النموذج وهو

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه الأطهار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين. السلام عليكم أيها الحفل الكريم، ويا عوائل الشهداء ورحمة الله وبركاته.

نحتفل اليوم بيوم الشهيد، الشهيد الذي رسم لنا أمثولة الحياة الحقيقية، وعرَّفنا كيف نصون أرضنا وكرامتنا وحريتنا وعزتنا، الشهيد الذي أعطى فزاد حضوراً، وقدَّم ففتح المسيرة أمام كل العطاءات، وسما بروحه فأطل علينا ليعطينا من زخمها ومن حيويتها، ودُفن جسده في الأرض لتُزَهِرَ نصراً وتحريراً وعزاً وكرامةً، أينما نظرنا إلى الشهيد نجده يحيط بنا ولا نحيط به، ونأخذ من العطاء ولا يأخذ منَا، هذا الشهيد الذر رفع رأسنا في لبنان وفي المنطقة، هو النموذج وهو الرمز.

لقد حاول البعض أن يزهِدُنا بالشهيد والشهادة، وأن يعطي صورة ثقافية يعتقد معها أنه أحدث تنظيراً جديداً في حياته، فنعت الشهادة بالموت، والاحتلال بالحياة، واعتبر أن عطاءات الدم لا يمكن أن تثمر ِأو أن تغير المعادلة، فجاء الشهداء ليقولوا بالعمل والعطاء بأنهم الحياة وأنهم أعطونا الحياة، لأننا قبل الشهداء كنا متخاذلين مستسلمين، وبعد الشهداء رفعنا رؤسنا عالياً أمام العالم لا يقهرنا شرقٌ ولا غربٌ، بل نثبت في الأرض بكل قوة وعزة ببركة دماء الشهداء وحياة الشهداء وعزتهم.

وعلى كل حال هي الطريقة التاريخية التي يستخدمها أهل الباطل لإسقاط عدالة وقدرة أهل الحق، يستعملون القوة للإخافة ويخاف الجبناء وأصحاب العقائد الفاسدة، ويهددون بالسلاح فينقهر أولئك الذين يعتقدون القوة بالسلاح، ولكننا مع الشهداء غيرنا المعادلة كما قال تعالى في القرآن الكريم:"الذين قال لهم الناس إن الناس.......مؤمنين"، وهكذا نجد أن الجمع الذي يهددوننا به ينقلب قوة عندنا عندما لا نخشاهم ونخشى الله تعالى، وأن السلاح الذي يهددوننا به يتحول إلى أدواة فارغة من التأثير عندما ينطلق الشاب مؤمناً بالله تعالى يحمل قطعة صغيرة من السلاح تهزم مخازن أسلحتهم، لأن قطعته ارتبطت بالنور الإلهي ونور الله يخترق ظلامهم ويحطم طغيانهم ويصنع عزتنا وهكذا فعل الشهداء.

قال أمير المؤمنين علي(ع) لتصحيح المسار:"فالموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين"، هذه هي المعادلة وليست المعادلة أن يكون الناس أجساداً تتحرك من دون روح، وليست المعادلة أن نعيش عبيداً عند المستكبرين، وليست الحياة أن نكون تحت الوصاية الأجنبية في بلدنا، وليست الحياة أن نأكل ونشرب ثم نخضع لإملاءات إسرائيل، إنما الحياة أن نقف بوجه هؤلاء جميعاً لنقول لهم : الأرض لنا، والقدس لنا، والحياة لنا، والسيادة لنا، وسنطرد المحتلين ولو على دمائنا، عندها يزهر الدم أطفالاً وقوة تقهرهم وتصنع المستقبل هكذا نفهم الشهداء والشهادة.

عن أي شهيد نتحدث، ولكل شهيد قصة وأنتم تعرفون بعضهم وكلما تعرَّفتم على أحدٍ منهم اكتشفتم خيراً جديداً وقوة جديدة، شهداء هذه الكلية شهداء العلم والإيمان والحيوية والمستقبل، هم شهداء حملوا قدرتهم في طاعة الله تعالى، واستطاعوا أن يغيروا المعادلة مع إخوانهم الآخرين، شهداء هذه الكلية هم نموذج من النماذج الطاهرة الحيّة الصادقة المفعمّة بالحيوية، كلما نظرت إلى واحد منهم رأيت الطهر والعفاف والعزة والمستقبل، ونحن ببركتهم نصنع مستقبلنا.

عن أي شهيد أتحدث، عن الشهيد أحمد قصير فاتح العمليات الاستشهادية، أم عن الشهيد السيد عباس الموسوي، أم عن الشهيد الشيخ راغب حرب، أم عن الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، أم عن شهداء كلية العلوم، أم عن أولئك الذين أعطوا في كل موقع من مواقع الجهاد والبطولة، هؤلاء لا يحتاجون حديثاً مني فأنوارهم تفرض نفسها ونحن اليوم نجتمع ببركتهم، وخرجت إسرائيل وارتفع عنوان المقاومة ببركة هؤلاء الشهداء، إن بحثت عن واحد منهم لن تجده أمامك لأن كل دمٍ سقط هو من هؤلاء مجتمعين، كلهم واحد وواحدهم هو الكل هم شهداء الحياة والحرية، بارك الله بأمة فيها شهداء ولا بارك الله بأمة لا تنجب أمثال هؤلاء الشهداء.

النقاش يدور دائماً في لبنان وفي المنطقة حول المقاومة وأهمية المقاومة ودورهان وعجباً يُناقش هؤلاء، على قاعدة أن التجارب العلمية عندما تعطي إثباتاً مادياً حسياً لا يعود هناك إمكانية للنقاش والتحليل، أثبتت المقاومة بالدليل العملي أنها هي التي حرَّرت، وأثبتت القرارات الدولية بأنها هي التي ثبتت الاحتلال، وأثبتت الدول الكبرى بأنها منحازة إلى إسرائيل ولا تريد إعادة فلسطين ولا القدس ولا الأراضي المحتلة، وأثبتت الدول الغربية أنها لا تملك حس العدالة ولا الإنسانية لأنها تقف أمام المعتدي الظالم إسرائيل في مقابل الفتى والمرأة والشيخ الفلسطيني الذي يعذب ويضيق عليه ويقتل في كل يوم، إذاً هذه الأدلة موجودة أمامنا، هل نحتاج إلى تحليل كبير عن أطروحة القرار 425 الذي تحول إلى نكتة إسرائيلية حيث كانوا يتمسخرون على لبنان عندما يتحدثون عن القرار 425، يقولون: أين هو؟ نريد أن نفتش عليه وأن نتعرف عليه!

لكن المقاومين علّّموهم بأن التحرير لا يرتبط بالقرار 425 ولا بمجلس الأمن إنما يرتبط بسواعد المجاهدين وعطاءات المجاهدات وأننا نستطيع أن نغير المعادلة، وهكذا خرجت إسرائيل من لبنان سنة 2000 غصباً عنها بعد 22 سنة من الاحتلال تجر أذيال الخيبة ورائها، ومعها أمريكا ومجلس الأمن يجرون أذيال الخيبة لأن إسرائيل طُردت من دون أي شك واستعدنا أرضنا بشرفٍ وكرامةٍ ومن دون أن ندفع ثمناً مقابلاً لنثبت للعالم أن المقاومة هي التي تحرر وأن القرارات الدولية هي أداةٌ استكبارية لقتل شعوبنا وهذا ما أثبته القرار 425.

حصل التحرير في سنة 2000، وأعددنا العدة ابتداءً من 26 أيار سنة 2000، كان بعض الناس يقولون : انتهينا من إسرائيل. كنا نقول لهم: إسرائيل ستحاول مرة ثانية وثالثة ورابعة، يجب أن نستعد، لم يشعر الكثيرون باستعدادتنا لكننا كنا نعمل ليل نهار ونحن نتوقع في يوم من الأيام أن تعتدي إسرائيل، وهكذا استطاعت المقاومة الإسلامية خلال 6 سنوات أن تبني منظومة قتالية مترابطة، وأن يكون لها التفاف شعبي حامي لها، مما مكَّن حزب الله في عدوان تموز سنة 2006 أن يقهر إسرائيل وأن يذلها وأن يحقق نصراً عظيماً في لبنان لم ير العرب ولا المسلمون ولا الكثيرون في العالم مثل هذا النصر بهذه الخصوصية على الأقل في مئات السنين الأخيرة التي عشناها لتثبت المقاومة مجدداً أنها بالتوكل على الله أولاً وبإرادة الحرة ثانياً قادرة على أن تصنع عزَّها وأن تدافع عن أرضها وشعبها، وهكذا انتصرت المقاومة، وانتصر لبنان وانهزمت إسرائيل ومعها المهزومون في منطقتنا ليُسجل تاريخ جديد سطرته المقاومة الإسلامية وإن شاء الله يكون المسار الذي يحكم كل الفترة القادمة بإذن الله تعالى.

اليوم انتقلت المقاومة من الحلم إلى المسار، ومن الأمنية إلى الواقع، ومن الفكرة إلى المشروع، لم تعد المقاومة أغنية على المنابر بل أصبحت مساراً في حياة الجميع من دون استثناء، لم تعد المقاومة تأثيراً في أروقة الجامعات أو المؤسسات أو المنتديات بل أصبحت حياة يعيشها كل واحد منَّا، وبالتالي هذا الزمن هو زمن المقاومة وهو عصر المقاومة وسجلوها عليَّ: عصر المقاومة بدأ ولن نعود إلى الوراء، ولا إمكانية لأي عصرٍ آخر في مواجهة عصر المقاومة، سيبقى هو الأساس وسيؤثر على كل مجريات منطقتنا ولا يستطيع أحد أن يُقفل الباب على المقاومة ليعيدنا إلى الاستسلام فنحن في زمن العز والانتصار وهذا سيستمر بإذن الله تعالى.

قرأت بعض فقرات تقرير الأمين العام للأم المتحدة والذي سيصدر خلال أيام، وواضحٌ فيه بأن إسرائيل لا تستطيع إخفاء اعتداءاتها اليومية على لبنان، ولم يستطع هذا التقرير أن يشير بأي دليل على اختراق حزب الله للقرار 1701، وكل العالم يعرف أن إسرائيل تخترق الأجواء اللبنانية حوالي 20 مرة في اليوم، ماذا فعل العالم وماذا فعل مجلس الأمن؟ لا شيء ، لأنه متواطئ مع إسرائيل، وإلاَّ كان يجب أن يشنوا حرباً دولية على إسرائيل أو أن يضيِّقوا عليها، أو أن يمارسوا عقوبات اقتصادية وسياسية عليها، ولكن ما نراه هو محاولة تطبيع إسرائيل مع العرب، وإعطاء إسرائيل الإمكانات الأمريكية، ومحاولة الساسة الأوروبيين أن يتقربوا من إسرائيل علَّها ترضى عنهم حتى يكون لهم دور، هذا الموقف يؤدي إلى المزيد من التأزم في منطقتنا، وأقول لكم: أن الاعتداءات التي تحصل اليوم في غزّة على الشعب الفلسطيني على الطعام والشراب والكهرباء والدواء هو جريمة موصوفة في القرن الواحد والعشرين، ويتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي بأسره لأنه لا يفعل شيئاً من أجل هؤلاء المستضعفين. إذاً أمام هذه الاعتداءات كيف نتصور حلاً للقضية الفلسطينية؟ الدول الغربية وأمريكا يعطِّلون الحلول في منطقتنا، ويساهمون في وجود إسرائيل لأنهم يتبنون الإرهاب الإسرائيلي في مقابل الحق الفلسطيني والعربي، وهم يشجعون على العدوان وهذا ما يجعلنا أمام معادلة وحيدة هي معادلة المقاومة.

ليس لنا خيار آخر غير المقاومة، والمقاومة هي رد فعل على الاحتلال والعدوان وعلى الظلم، وقد أثبتت جدواها ولا إمكانية لأي خطوة أخرى يمكن أن نلجأ إليها، هذه المقاومة هي ضرورة لعدة أسباب:

أولاً: المقاومة تعطي قوة للبنان وتمنع إضعافه، وهنا كل أولئك الذين يتحدثون عن نزع السلاح يلطفون العبارة لأنهم يخشون أن يقولوا: نريد إلغاء المقاومة، وإلاَّ ما المقاومة؟ فالمقاومة هي هذه القدرة العسكرية التي تواجه، هؤلاء الذين يريدون إلغاء المقاومة يريدون إضعاف لبنان لإعطاء إسرائيل مجالاً لتصنع ما تشاء، ويقدمون خدمة مجانية لإسرائيل.

ثانياً: هذه المقاومة تملك سلاحاً وقوة، وهذا السلاح وهذه القوة تتكامل مع الدولة اللبنانية لأنها اتجاه سلاح المقاومة إسرائيل، وهذا جزء من وظيفة الدولة ولا يأخذ مكان الدولة على الإطلاق.

ثالثاً : هذه المقاومة مبنية على فكرة القوة والسيادة والتحرير، وهي ليست ردة فعل عشوائية بل هي مشروع متكامل وهنا أهميتها وفعاليتها.

رابعاً: عطَّلت المقاومة استخدام لبنان كساحة لإسرائيل، وإعاقة مشروع التوطين، وجعلت عقبات كبيرة أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد بالمنظور الأمريكي الإسرائيلي.

خامساً:معادلة القوي صنعتها أيدي أبناء لبنان، وبالتالي كل المخططات الأجنبية ستنكشف عند إرادة هذا الشعب الطيب الأبي.

هنا لا بدَّ أن ندعو إلى إقامة مجتمع المقاومة، ونعني بمجتمع المقاومة عدة أمور:

أولاً: مجتمع المقاومة هو تكامل بين الناس، بحيث يعطي الجميع فيمارس كل فردٍ من أفراد المجتمع حياته الطبيعية في المدرسة أو الجامعة أو المعمل أو المتجر أو ما شابه، وإذا تطلبت المواجهة مشاركته فيها يشارك بمقدار ما تتطلب، ثم يعود بعد ذلك إلى عمله بشكل طبيعي، وهنا يصبح المجتمع بأسره مجتمع مقاومة يقدم ما يُطلب منه ويتابع حياته بشكل طبيعي، إذ ليس مجتمع المقاومة هو المجتمع الذي يوزع فيه السلاح عشوائياً على كل الناس، إنما مجتمع المقاومة هو الذي ينظم الطاقات والقدرات لتتكامل بعملية المواجهة عندما نحتاج إلى مواجهة. هذا المجتمع كان موجوداً بنموذج معين في عدوان تموز سنة 2006، ربما يقول البعض بأننا انتصرنا في لبنان ليس بالمقاومة فقط انتصرنا بمجتمع المقاومة، لأن المقاومين كانوا يقاتلون بالسلاح والمهجرين في الأماكن المختلفة يعبرون إعلامياً وسياسياً عن الصمود والصبر والتحمل، وقسم من أفراد الشعب اللبناني يحضن عوائل المقاومين والمهجرين، وقسم آخر مستعد للدفاع الخلفي، هنا تكاملت الصورة مع رأس الحربة التي نفذتها المقاومة فربحت المقاومة في مواجهة إسرائيل وفي مجتمعها الداخلي، هذا هو مجتمع المقاومة الذي ندعو إليه.

ثانياً: نحن نرفض عسكرة المقاومة بجعلها محصورة في مجموعات ، ونطالب بمجتمع المقاومة لنضيق الخناق على المشروع الإسرائيلي من كل جانب، عندها هذا المشروع يستطيع أن يحصن لبنان.

ثالثاً: مجتمع المقاومة يحمي الدولة اللبنانية من الضغوطات الخارجية، ويقوي موقعها وموقفها.

رابعاً: مجتمع المقاومة يسد المنافذ الأمنية والسياسية والاقتصادية في وجه إسرائيل، لأنها من أي باب دخلت عسكرياً أو أمنياً أو سياسياً ستجد سداً منيعاً من الناس وهذا ما يجعلنا نستطيع أن نقف وأن نواجه.

نعم، نحن ندعو إلى مجتمع المقاومة، لأنه لا يوجد حل في لبنان في مواجهة إسرائيل إلاَّ بالمقاومة، لن نجرب مع الآخرين السياسة والدبلوماسية، وليجربوا كما يريدون لكن لن نجرب قدرتنا وقوتنا لمصلحة فكرة أثبتت فشلها، نريد أن نحافظ على هذه القوة لننقلها إلى مواقع أفضل ومن أجل أن نستفيد منها في أي مشروع قادم.

هنا نسمع بين الحين والآخر بأن بعض الدول الأوروبية وأمريكا تدعو إلى حوار، لبناني إسرائيلي من أجل التطبيع، مع العلم بأن ليس بين لبنان وإسرائيل أي مواد أو ضرورة للحوار، على إسرائيل أن تخرج من الغجر وأن تخرج من مزارع شبعا، وأن تخرج إلى الحدود الدولية وليس إلى الخط الأزرق فقط، وتأكدوا لن تستطيع إسرائيل إن شاء الله أن تفرض شروطها، اليوم يتحدثون عن الخروج من الغجر هذا بفضل وبركة المقاومة ومن دون أي قيد أو شرط.

نحن مع الحوار في الاستراتيجية الدفاعية التي تتضمن الاستفادة من المقاومة للدفاع، ولسنا مع أي نقاش يقلل من قدرة الدفاع بعنوان الإستراتيجية الدفاعية، إذا كنا ندافع بطريقة معينة يجب أن نبحث عن تحسين شروط الدفاع فهذه استراتيجية دفاعية وليست استراتيجية نزع سلاح حزب الله فلا أحد يحلم بذلك، والاستراتيجية الدفاعية تتطلب أن نعمل لها وأن نكون حريصين على كل القوة التي نمتلكها.

أطل قليلاً على إضراب المعلمين والسائقين والله أعلم كم هي الإضرابات التي ستحصل بعد، والكل من جماعة الموالاة والمعارضة يشاركون في هذه الإضرابات ما يعني أن الناس تريد من يهتم بشؤونها وحياتها، في النهاية الجائع لا تشبعه الأحاديث السياسية، والمريض لا تعالجه الفتنة المذهبية، والمعتدى عليه لا تنقذه الخطابات التحريضية، وإنما هذا يحتاج إلى عمل متماسك من أجل المعالجة، وهذه مسؤولية الحكومة في أن تعمل لقضايا الناس، وعلى كل حال نحن اليوم في فترة تهدئة سياسية ويبدو أنها ممتدة إلى الانتخابات النيابية، لأنهم في الخارج منصرفون عن أوضاعنا ولأن من في الداخل تعب ووصل إلى المحل الذي يعتقد فيه أن الانتخابات النيابية ستعطيه شيئاً، من المفيد أن يكون التنافس من أجل نجاح الانتخابات هذا على الأقل يوجب مشروعاً يصرف الناس عن الفتن والمشاكل الداخلية.

بالأمس حدثونا عن أحد النواب الذي يحضر في كل صباح 50 ألف دولار ، يصرفها على الخدمات الاجتماعية والتنموية وتزفيت الطرقات ومساعدة الناس ، لو احتسبنا الـ 50 ألف على مائة يوم خمسة ملايين، عندنا حوالي 200 يوم للانتخابات عشرة ملايين، يوم الانتخابات له خصوصية يحتاج وحده خمسة ملايين، يعني مصروف هذا النائب حتى يدخل إلى الانتخابات 15 كمليون دولار، إذا كانوا يعتقدون أن هذا المال السياسي سيغير المعادلة فأعتقد أنهم واهمون، نعم هذا يشتري ضعَّاف النفوس لكن بعض الناس تأخذ المال وتصوت لغيرهم، في النهاية نحن نخوض الانتخابات ببرامج سياسي واجتماعي، برنامجنا السياسي يقوم على: سيادة لبنان وبناء دولته وجيشه ومقاومته القوية، ويستخدم إمكانات الدولة من أجل إعادة التوازن بين المناطق لإقامة الإنماء العادل وإيقاف السرقة والهدر والعمل للتنمية في المجالات المختلفة. نحن ندعو إلى صرف على الناس من أموال الدولة وليس من السفارات العربية والأجنبية، ونحن ندعو إلى تنظيم إمكانات الدولة لخدمة الناس، من أراد أن يخدم الناس فليخدمهم من أموالهم بدل أن تصرف ثم يدفع من جيبه أو من السفارات المختلفة، سنخوض الانتخابات النيابية ببرنامج سياسي انتخابي اجتماعي ولن نخوض الانتخابات النيابية بعقلية التنافس المالي وبالأصل لا قدرة لنا على منافستهم مالياً وليست هي عقليتنا، لأن من يُشترى لك يُشترى لغيرك، فنحن نفضل أمثالكم الذين يعملون فيعطون من القلوب والجيوب والعقول لمصلحة عز المقاومة ونصر لبنان ودعم مسيرة الشهداء، وهنيئاً لكل السائرين على درب الشهداء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته