بسم الله الرحمن الرحيم
أبشر أيها المُنتظِر, فأنتَ مع المُنتظَر
الإسلامُ طريقُ الحياة السعيدة, ومَعبَرٌ إلى النَّعيم الأبدي, وهو الاستقامة وكلُّ ما يُلازمها ويُحيط بها.
هو الأمل والرَّجاء, والحاضرُ القويم, والمستقبلُ الواعد.
طريق الإسلامِ مُعبَّدة بالثَّقَلين, وواضحةٌ بالنورين, وكاملةٌ بترابط الكلمات ومعانيها, والأحكام وحامليها, والمضامين ومطبقيها, القرآن الكريم ومحمد وآل محمد, "إني تارك فيكم الثَّقَلين ما إن تمسَّكتم بهما لن تضلُّوا بعده أبدًا: كتابَ الله, وعترتي أهلَ بيتي, فإنَّهما لن يفترقا حتى يَرِدَا عليَّ الحوض", معهما نسمو ونحنُ على الأرض, ونرتقي بلا حدود, ونتقرَّب من المكارم, وتتراكمُ خطواتُنا نحو الكمال, "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ".
السِّلسلةُ ذهبيةٌ: من محمِّد الرَّسول إلى محمَّد الإمام, من محمَّد بن عبد الله النَّبي إلى محمَّد بن الحسن المهدي.
هو الأملُ الموعود, بل هو الأملُ الموجود, هو معنا وبيننا, يرانا ولا نراه.
ننتظرُ ونحن في سعيٍ وحِراك, لا نجلسُ في المكان لنراه, بل نسيرُ في الزَّمان ونقطعُ المسافات ونحنُ على نهجه ومعه, فنراهُ في كلِّ يومٍ بقلوبنا وأرواحنا, ونقابلهُ بأعمالنا.
أفضلُ العبادة انتظارُ الفَرَج, إذًا الفَرَجُ عبادة, والعبادةُ اعمالٌ وسلوكٌ في طاعة الله تعالى, وأفضلُها الانتظار, هو انتظارٌ من منظومةِ العبادة. والعبادةُ صلاةٌ وصِلَة, تنهى عن الفحشاء والمنكر, وصيامٌ لعلَّكم تتَّقون, هو دعاءٌ وأمل, ومناجاةٌ ورجاء. الانتظارُ عبادةٌ تُحقِّقُ الحضور, أفضلُ العبادة انتظارُ الفَرَج, أبشِر أيها المُنتظِر, فأنتَ مع المُنتظَر في غيابه كما في حضوره, كلَّما كُنْتَ في عبادة, أفضلُ العبادة انتظارُ الفَرَج.