كيف يبني الإسلام القيادة الإيمانية؟
القيادة الإيمانية
ما هو الفرق بين القيادة والإدارة؟
1-الإدارة: لغويًا: أدار الشيء: تعاطاه، تولى السهر على حسن عمله.
تعريف الإدارة: هي الوظيفة التي يتم عن طريقها الوصول إلى الهدف، بأفضل الطُرق، وأقل التكاليف، وفي الوقت المناسب، وذلك باستخدام الإمكانات المتاحة ومنها توزيع المهام على الأفراد ومتابعتهم.
2-تعريف القيادة: هي القدرة على تحريك الأفراد نحو الهدف، باستخدام السلطة والتأثير والاستمالة، إنَّها عملية إلهام للأفراد وليقدموا أفضل ما لديهم لتحقيق النتائج المرجوة، وذلك بتوجيههم، والحصول على التزامهم، وتحفيزهم.
أولًا: كيف يبني الإسلام القيادة الإيمانية؟
أبرز مواصفات القائد التربوي وكفاياته لتحقيق القيادة الناجحة
القسم الأول: الإيمان والذكاءات الأربعة.
1-الذكاء الروحي (يقظة الضمير والاطمئنان).
1-الارتباط بالله تعالى والإخلاص له كمصدر: قوة وإلهام وتسديد:
أ-قوة: الرسول(ص): قال الله تعالى في الحديث القدسي: ومَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدٌ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْه وإِنَّه لَيَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّافِلَةِ حَتَّى أُحِبَّه فَإِذَا أَحْبَبْتُه كُنْتُ سَمْعَه الَّذِي يَسْمَعُ بِه وبَصَرَه الَّذِي يُبْصِرُ بِه ولِسَانَه الَّذِي يَنْطِقُ بِه ويَدَه الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا إِنْ دَعَانِي أَجَبْتُه وإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُه. (الكافي 2/ 352).
ب-إلهام: قال الرسول(ص): ما أخلص عبدٌ لله عز وجل أربعين صباحاً إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. (عيون أخبار الرضا(ع), 2 / 74).
ج- تسديد: قال تعالى: وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ. (الروم 47).
•وقال: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى. (الأنفال 17).
الخميني(قده): "أي بني، لا تتهرب من المسؤولية الإنسانية المتمثلة بخدمة الحق في إطار خدمة الأمة، فإن نفثات الشيطان في هذا الميدان لا تقل عن نفثاته في نفوس المسؤولين والمتصدين. لا تتهافت على المنصب مهما كان، معنوياً أم مادياً بذريعة أنك تريد أن تقترب من المعارف الإلهية أو تخدم عباد الله، فإن التفكير بذلك من وساوس الشيطان، فضلاً عن السعي من أجل الحصول عليه". (صحيفة الإمام الخمينيقده).
2-التربية لتحقيق صفات المتقين:
أ-قال تعالى: ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ. (البقرة 2).
ب-أمير المؤمنين(ع) في خطبة المتقين: فَمِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ: أَنَّكَ تَرَى لَه قُوَّةً فِي دِينٍ, وحَزْمًا فِي لِينٍ, وإِيمَانًا فِي يَقِينٍ, وحِرْصًا فِي عِلْمٍ, وعِلْمًا فِي حِلْمٍ, وقَصْدًا فِي غِنًى, وخُشُوعًا فِي عِبَادَةٍ, وتَجَمُّلًا فِي فَاقَةٍ, وصَبْرًا فِي شِدَّةٍ, وطَلَبًا فِي حَلَالٍ, ونَشَاطًا فِي هُدًى, وتَحَرُّجًا عَنْ طَمَعٍ. (نهج البلاغة, الخطبة 193, ص 305).
2- الذكاء العقلي (التعلم ورسم الرؤية).
1-التعلم المستمر:
أ- "عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ". (العلق 5).
ب- الحديث المنسوب إلى الرسول(ص): اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد. (الريشهري, العلم والحكمة في الكتاب والسنة, ص 206).
ج- الرسول(ص): طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ. (الكافي,1 / 30).
د- أمير المؤمنين علي(ع): تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والحلم، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم. (بحار الأنوار, 2 / 37).
2-بناء الشخصية الكاملة على أساس كمال التشريع.
3-تثبيت الهدف الاستراتيجي: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. (القصص 77).
3- الذكاء الجسدي. (الانضباط واستثمار الإمكانات).
1-استثمار الإمكانات: الرسول(ص): "يا أبا ذر اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك". (وسائل الشيعة, 1/ 114).
2-مسؤولية التغيير والإبداع: "إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ". (الرعد 11).
•الصادق(ع): من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة . (معاني الأخبار, ص 342).
4- الذكاء العاطفي. (حسن التواصل مع الناس).
1-المرونة: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ. (آل عمران 159).
2-المداراة: إِنَّا مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ. (الكافي,1 / 23).
3-التعاون: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً. (الكهف 28).
4-الحلم: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. (آل عمران 134).
5-الرأفة: وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ, والْمَحَبَّةَ لَهُمْ واللُّطْفَ بِهِمْ, ولَا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ, فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ, وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ. (نهج البلاغة, الكتاب 53, ص 426).
6-العفو: يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ وتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ, ويُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ والْخَطَإِ, فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وصَفْحِكَ, مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ وتَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّه مِنْ عَفْوِه وصَفْحِه. (نهج البلاغة, الكتاب 53, ص 426).
7-المشورة: لك أن تشير علي، وأرى، فإن عصيتك فأطعني. (نهج البلاغة. الحكمة 321, ص: 531).
القسم الثاني: المعارف:
1-يمتلك المعرفة بمبادئ التربية الإسلامية.
2-يمتلك المعرفة بمبادئ علم الإدارة، لا سيّما إدارة الجودة والإدارة الإستراتيجية والإدارة التربوية.
3-يمتلك المعرفة بعلم النفس التربوي (مبادئ التعلّم ونظرياته...).
القسم الثالث: المهارات: يتمكن من المهارات الآتية:
1-إدارة الوقت وحسن استخدامه واستثماره.
2-التفاوض والإقناع (حلّ النزاعات).
3-تحليل المشكلات بأسلوب علمي وصيانة القرارات الإستراتيجية بناءً عليها.
4-بناء الفرق وإدارتها وجعل العاملين يعملون كفريق عمل ناجح ومبدع.
5-تحفيز العاملين ورفع الروح المعنوية لديهم.
6-التمكين (التفويض، التدريب..).
7-التعامل مع الضغوطات والأزمات.
8-تعاليم إدارية متفرقة وفق الاحتياجات.
ثانيًا: الفروقات بين القيادة والإدارة:
الإدارة القيادة
1-الإدارة هي جعل الناس يؤدون الواجبات | 1-القيادة هي جعل الناس يرغبون بأداء الواجبات |
2-الإدارة هي المحافظة على الأمور كما هي ومعالجة المشاكل | 2-القيادة تعني الحركة والتطوير |
3-المدير يعتمد على التحكم | 3-القائد يعتمد على الإقناع |
4-المدير يقلِّد ويطبق | 4-القائد يبتكر ويبدع |
5-المديرون يأمرون | 5-القادة يتواصلون |
6-المديرون يدفعون | 6-القادة يجذبون |
7-المديرون يقومون بالأعمال بشكل صحيح | 7-القادة يقومون بالأعمال الصحيحة |
8-المديرون يهتمون بالطريقة التي تُنجز بها الأمور | 8-والقادة يهتمون بما تعنيه هذه الأمور بالنسبة للناس |
ثالثًا: المهام الأساسية للقائد الواقعي وصفاته.
أ- وضوح الرؤية وتوضيحها للعاملين.
•قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. (يوسف 108).
ب- مراعاة الإمكانات المتاحة والأهداف المحدَّدة والاستفادة منها بفعالية.
•لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ. (البقرة 286).
ج- التطوير بشكل متدرج وثابت.
•وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ. (العنكبوت 69).
•وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ. (الحج 78).
د- العمل مع الفريق.
•وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. (المائدة 2).
•"من استبد برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها". (نهج البلاغة. الحكمة 161, ص: 500).
محاضرة ألقيت في دورة التمكين الإداري