الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد(ص) وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
أيها الحفل الكريم, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مؤتمر الأسرة في فكر الإمام الخامنئي(حفظه الله تعالى ورعاه)، هو مؤتمرٌ يحاول أن يبحث في ثنايا تلك الأفكار والمواقف المشرقة والفاعلة التي طرحها إمامنا القائد(دام ظله الشريف) من أجل مسيرة الأسرة الصالحة المتكاملة، ولا بدَّ أن نُطلّ على هذا الموضوع بالتأكيد ابتداءًا أنَّ فكر الإمام هو فكر الإسلام، وعندما نتحدث عن فكرِهِ فإنَّما نتحدث عن الكمال الذي عرفناه من خلال محمد وآل محمد(عم)، وحياً إلهياً سُطرت آياته في القرآن الكريم، كما لا بدَّ أن نؤكِّد على أهمية ما أنجزه الإمام الخميني(قده) من ثورة عظيمة تجاوزت إقامة الدولة إلى حالةِ إحياءِ الفكر الإسلامي الأصيل الذي أعاد للمرأة مكانتها وللرجل مكانته، وأكَّدَ على بناء الأسرة الصالحة التي تتكامل فيما بينها كجزء لا يتجزأ من المجتمع. هنا عندما نُطلُّ على فكر الإمام الخامنئي(دام ظله الشريف) فإنما نتطلَّعُ إلى النَّبع الذي أدَّى إلى تلك العطاءات العظيمة، ولقد حاولتُ أنْ استخلصَ من الإمام الخامنئي(دام ظله الشريف) جملة قواعد تشكل المباني الأساسية للأسرة الإسلامية، فاخترتُ قواعد أربعة رئيسة:
أولاً: الأسرة أساس: اعتبرَ الإمام الخامنئي(دام ظله الشريف) أنَّ الأسرةَ أساس، فقال: "القاعدة الأساس للمجتمع هي الأسرة، وهي الخلية الأساس في المجتمع"(1). وقال: "إذا كان كيان الأُسرة متيناً في المجتمع, وراعى كل من الزوج والزوجة حقوق بعضهما, وكان لهما أخلاق حسنة وانسجام مع بعضهما, وواجهوا المشاكل معاً, واهتموا بتربية أطفالهم, فإنّ المجتمع الذي تكون فيه هكذا أُسر سيصلح وسيصل إلى ساحل النجاة"(2). هذا الكلام للإمام الخامنئي(دام حفظه)، يؤكد على بُنية الأسرة كأساس لبناء أُسر المجتمع، ومن ثم لبِناء المجتمع الكامل، لأنَّ الأُسرة هي المكوِّن الصغير الذي إذا نجحنا فيه من خلال توزيع الأدوار داخله وإدارته بشكل صحيح نجحنا في المجتمع، ولذا وجَّهَ الله تعالى المؤمنين فقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"(3). فلم يقتصر في التوجيه على النفس الإنسانية التي تحتاج إلى عملٍ دؤوب وجهادٍ كبير من أجل أن تصلُح, بل أَمَرَ الإنسانَ أنْ ينتقلَ من إدارةِ نفسِه إلى إدارةِ أهلِه ومجتمعه, على قاعدةِ أنَّ إدارةَ الأهل تُكوِّنُ بيئةً تساعد هذه النَّفس الإنسانية على الصلاح، فكما أنَّ صلاحَ النَّفس ينعكس على الأسرة, فإنَّ صلاحَ الأسرة ينعكس على النَّفس أيضاً لترتقي وتعطي أكثر. وهكذا فالأسرة أساس، وإذا أردنا أن ننظر إلى أي مجتمعٍ من المجتمعات لنعرف صلاحَه من فساده فعلينا أنْ ننظر إلى الأسرة أولاً، فإن كانت صالحةً فسنرى المجتمع صالحاً وإنْ كانت فاسدةً فلا يمكن أن نرى المجتمع صالحاً, هذه المقارنة سهلة عندما ننظر إلى المجتمعات الغربية ونرى تفكك الأسرة فيها والنتائج المدمرة التي حدثت في بُنيان المجتمع وفي نفوس الناس هناك.
ثانياً: التوازن في العلاقة داخل الأسرة: يتحدث القائد(دام ظله الشريف) عن ضرورة التوازن في العلاقة داخل الأسرة، وهذه قاعدة أساسية، لأنَّ التوازن داخل الأسرة هو الذي يؤدي إلى البُنيان الصحيح، وكذلك توزيع الأدوار داخل الأسرة يؤدي إلى البنيان الصحيح، فيقول: "اذا درستم قضية الاسرة في العالم والازمة التي تعانيها, لرأيتم أنَّ أسباب تلك الازمة راجعة إلى عدم توازن العلاقة بين الزوجين، بين الرجل والمرأة"(4). فعدمُ التوازن سيؤدي في الواقع إلى خللٍ بُنيوي، وإذا حصل الخلل البُنيوي فلا يمكن أن نرجو نتيجةً إيجابية للأسرة، ولذا قال في كلمة أُخرى: "واللَّه سبحانه وتعالى قد عيَّن الأحكام على أساس مصلحة الرجل والمرأة, وبحسب طبيعة الرجل والمرأة، وبناءاً لمصالح المجتمع الإسلامي"(5). فإذاً هذا التوازن يأخذُ بعين الاعتبار قدرات الرجل والمرأة ودورهما في تركيبة الأسرة والمجتمع، وهذا الأمر نراه واضحاً جداً في تلك الآية بلطافتها وسهولتها ويُسرها، وهي تتحدث عن الحياة الزوجية، فتقول: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(6). فالتوازن منطلقه النفس الواحدة التي خلق الله تعالى منها زوجها ثم يتكامل الزوجان في إطارٍ من المودَّة والرَّحمة, لتكونَ الأسرةُ قائمةً على الحب، ومبنيّة على التفاعل بين الزوجين من دون التمايز في هذا التفاعل, على قاعدة أنَّ العطاء بمحبة من القلب ليس له ضوابط، وليس له حدود، فالمحبةُ مُطلَقةٌ ومفتوحة، وفي إطار الضوابط الشرعية التي تنظِّمُ الأسرة فهي من اجل المحافظة على بُنيانها، وهي (المحبة) حالةٌ من التَّنافس الشريف حيث يُقدِّمُ كلُّ واحدٍ منهما للمحافظة على التوازن داخل الأسرة، وهذا ما عبَّر عنه الإمام السجاد(ع) في رسالة الحقوق عندما تحدَّث عن حقِّ الزوجة، فقال: "وأمّا حقُّ رعيتك بملك النكاح، فأنْ تعلم أنَّ الله جعلَها سكناً ومُستراحاً وأُنساً وواقية، وكذلك كلُّ واحدٍ منكما يجبُ أنْ يحمد الله على صاحبه، ويعلم أنَّ ذلك نعمة منه عليه، ووجب أنْ يُحسِن صحبةَ نعمة الله ويكرمها ويرفق بها"(7). وهذا تأكيد على أن التوازن يتطلب حالة من الحب والحنان من دون قيود، أمَّا القيود فتتمثًّلُ في التشريع الذي يُراعي قدرات الطرفين, وهذا ما يُحدثُ التوازن في داخل الأسرة.
ثالثاً: دور المرأة: القاعدة الثالثة التي يتحدث عنها إمامنا القائد المرجع الخامنئي(دام ظله الشريف) هو أن دور المرأة أهم فيقول في اللقاء مع المشاركين في المؤتمر الإسلامي للصحوة الإسلامية للنساء: "في الإنسانية لا وجود للمرأة والرجل، فالجميع سواسية. هذه هي نظرة الإسلام. لقد جعل الله سبحانه خصائص جسمانية في كلّ من الجنسين، يكون لها دورٌ في استمرار الخِلقة وفي تكامل الإنسان ورقيّه وفي حركة التاريخ؛ وإنَّ دور المرأة أهم، فإنَّ أهم أعمال الإنسان هو استمرار النسل البشري، يعني الإنجاب، وإنَّ دور المرأة في هذا المجال، لا يُمكن مقارنته بدور الرجل. ومن هذه الناحية كانت أهمية المنزل، وأهمية العائلة، وضبط الأعمال الجنسية الغرائزية، ومن هذه الجهة يجب النظر إلى قضايا الإسلام وأحكام الشريعة الإسلامية"(8). فإذاً دور المرأة هو الأهم في بُنيان الأسرة، وهذا ما نفهمه من حديث رسول الله(ص): "جهاد المرأة حسن التبعل"(9), لأنَّ قاعدة إنشاء الأسرة برصيدها الأول والأساس يتكوَّن من قُدرة المرأة على إعطائها هذا الزخم ما يؤدي إلى أسرةٍ صالحة قادرة على الحياة الإسلامية الصحيحة، وفي قول آخر للإمام الخامنئي(دام ظله الشريف)يقول: "إنَّ الأسرة يمكن أن تستمر بالمرأة ولكن لا يمكن أن تستمر بالرجل" وهذا تعبير عن أهمية ودور المرأة في داخل الأسرة، وأيضاً هذا ما يفسر لنا الحديث الشريف: "الجنة تحت أقدام الأمهات"(10)، للتأكيد على دور الأمومة في رعاية الأسرة وإدارتها من الداخل بالحنان والحب والحضانة والقدرة على نقلها تربوياً إلى المستويات التي تحفظها.
رابعاً: الأولوية للأسرة مقابل العمل: القاعدة الرابعة التي يتحدث عنها الإمام الخامنئي(دام ظله الشريف) هو ترجيح التواجد داخل الأسرة على العمل المعيشي في داخل المجتمع أو العمل بشكل عام, وضرورة إعطاء الأولوية للأسرة، يقول: "إنَّ عمل السيدات هو من جملة الأشياء التي نوافق عليها، ولكن خلاصة القول أنَّ هناك أصلين أو ثلاثة أصول ينبغي رعايتها وعدم تجاهلها. أولها: هو أنْ لا يُلقي هذا العمل بظلاله على العمل الأساسي، والذي هو عمل الأسرة والزوجية والأمومة والتدبير المنزلي، وهذا أمر ممكن. أمَّا ذلك الشغل الذي لديكن في الخارج، فإنْ لم تقُمنَ به أنتنّ فإنَّ هناك عشرة أشخاص آخرين سيقومون بهذا العمل. بناءً عليه، فإنَّ الأولوية هي للعمل الذي لا بديل عنكُنّ فيه، هذا هو المطلوب والمتعين"(11). هناك مقارنة لطيفة جداً تُحيي في نفوسنا طريقة التفكير الصحيح، ولطالما سمعت من بعض الأخوات السؤال التالي: هل لنا الأجر إذا أطعَمْنا أولادنا؟ وهل لنا الأجر إذا استهلك التدبير المنزلي أغلب أوقاتنا؟ وهل لنا الأجر إذا كانت اهتماماتنا الأسرية كبيرة؟ كنت أبادر بإجابة الأخوات بالقول: وماذا تفعلن في العمل في موقع السكرتيريا مثلاً, أو في تعليم اللغة الأجنبية، أو في الدخول إلى وظيفة في الهندسة، أو في أمورٍ أخرى، فالهدف من هذه الأعمال بشكل عام أن تحصل المرأة على راتبٍ وقدرة من أجل متطلبات الحياة، فإذا كان الأمر ميسَّراً من خلال الزوج, وقامت الزوجة بالأمور الأخرى التي تزرع الأُنس والحب والحنان والعطاء في داخل الأسرة فقد ربحت مرتين: أولهما في أنَّها عمِلت وهي بذلك تبذل جهدها وتملأ وقتها ولا بديل عنها فيما تقوم به, وثانيهما في أنَّها أدَّت من خلال عملها وظيفةً عظيمةً أسعدت أسرتها وهذا عملٌ عظيم.
للأسف فالبعض يحاول اليوم إضفاء صورة مقيتة جداً عن العمل الأسري أو التواجد المنزلي للمرأة, في أنها خنق للحرية وقتل للطاقات والإمكانات، وهذا خطأ كبير! نعم علينا أنْ ُنوازن في الاستفادة بين الأُسرة والمجتمع. فلو افترضنا نظرياً بأنَّ الأمر تَعيَّن بأحدِ الأمرين: إمَّا الأُسرة وإمَّا العمل الخارجي؟ فالصحيح أنَّ الأُسرة أولاً، أمَّا مع القدرة على التوازن فلا مانع من الجمع بين الأمرين وبالتناسب الحافظ لدور الأسرة.
من خلال هذه القواعد، وبناءً على التجربة التي نعيشها في مجتمعنا، وننظر من خلالها إلى المجتمعات الأخرى، أقترح على مؤتمركم الكريم توصياتٍ خمسة اعتقدها صالحة للعمل عليها كأفكارٍ يمكن أن تساهم في تحسين موقع الأسرة, مستفيدين في ذلك من توجيهات الإسلام والإمام الخامنئي(دام ظله الشريف):
1- العنف ضد المرأة: هو أمرٌ منبوذٌ ومرفوض عندنا, سواء أكان داخل الأسرة أو خارجها, ونعتبره حراماً بحسب التفاصيل الشرعية التي وردت في حرمة الإيذاء حتى على مستوى الخدش البسيط أو الإحمرار أو الإخضرار أو الإزرقاق، وبالتالي نحن مع كل المساعي التي تؤدي إلى إيقاف العنف ضد المرأة, لا على قاعدة تفسير العنف تفسيراً خاطئاً يخرِّب الحياة الزوجية بالدخول إلى العلاقة الخاصة كما يفعل البعض ويحاول أن يعتبر العلاقة الخاصة علاقة مشمولة بالعنف، إنَّما المطلوب هو رفض العنف من قبل أي إنسان وتحت أي ذريعة، ولو كان الزوج لزوجته, ونحن نحتاج إلى عمل تربوي أخلاقي توجيهي يُعطي الاعتبار للزوجين داخل الأسرة ويحفظ حقوقهما، كما نحتاج إلى إجراءات رادعة قرَّرتها الضوابط الشرعية لحماية الأسرة وخاصة المرأة.
2- رفض إبراز جمال المرأة بالإباحية والاستثمار الرأسمالي, فهذا ظلم للمرأة ومكانتها، وجريمة بحق الأجيال الشابة الطَّالعة، وهذه الإباحية التي تسوِّقُ لها الدوائر الاستكبارية ودوائر الفكر الشيطاني هي التي تضرب بطريقة ناعمة مجتمعاتنا وأُسرنا، وعلينا أن نرفض هذه الأشكال التي تُخرج المرأة من مكانتها الإنسانية إلى إبراز جسدها في المجتمع بشكل عام.
3- نرفض منطق التنافس على الصلاحيات بين الرجل والمرأة داخل الأسرة، فالبعض يحاول أن يحوِّل الأُسرة إلى رجلين، أو إلى امرأتين، بحيث أن لا يكون هناك تمايز بينهما، لا في الإدارة ولا في الصلاحيات ولا في القرارات، وأنتم تعلمون بأن القرارات التي تحتاج إلى إجماع على قاعدة التوافق لا تسير بشكل صحيح في أغلب الأحيان، فبعض الأمور والمسائل تحتاج إلى حسم وقرار. من هنا فإنَّ العبثَ بتمايز الأدوار وموقع كلّ من الرجل والمرأة في داخل الأسرة يبتغي في الواقع تدمير الأسرة، ونحن لدينا توزيعاً صالحاً للرجل والمرأة والأولاد داخل الأسرة بحسب الشرعي الإسلامي، فالأسرة ليست محلاً لسيطرة أحد على أحد، وبكل وضوح الأسرة ليست محل سيطرة الرجل على المرأة ولا المرأة على الرجل، وإنما هي محل إدارة ومسؤولية من كلّ من الرجل والمرأة, كلٌ بحسب إمكاناته وقدراته لحسن توزيع الأدوار.
4- ضرورة ضبط وسائل الإعلام و الاتصالات لحماية بُنية الأسرة وعلاقة الزوجين وتربية الأولاد، لأنَّ الإعلام اليوم ووسائل الاتصال مرضٌ كبير فيما يعرضونه ويفتك بالأسرة.
5- كلُّ التحية للمقاومة الإسلامية التي وازَنَتْ في بناء الأسرة بين دور الرجل في الجهاد وموقع المرأة في التربية والحماية، فكان لدينا المجاهدون والمجاهدات في ساحات الحق من أجل التحرير والعزة والكرامة، وهذا ما رأيناه في تجربة التحرير عا 2000 وتجربة الانتصار عام 2006، وهذا ما نراه في مواجهة التحديات, فهنيئاً للمجاهدين والمجاهدات على هذه العطاءات العظيمة التي برَّزت نموذجاً رائداً في التعبير عن الإيمان بالله تعالى وفي تطبيق شرعه من خلال هذه التجربة العظيمة المسمَّاة "حزب الله".
لقد أعطت المقاومة معنًى جديداً للبنان القوي العزيز والمستقل، هذه المقاومة حرَّرت رغم الطغاة وأعوانهم، واستطاعت أنْ تُقدِّم لنا نموذجاً فريداً. هذه المقاومة ربَّت أجيالاً على الثقة بالله تعالى والثقة بالنفس والإيمان بالنصر والقدرة على التغيير. هذه المقاومة نقلتنا من حالة الإحباط إلى حالة الأمل، ومن حالة الاستسلام إلى حالة المواجهة والنصر، هذه المقاومة استطاعت أن تُبدِّل الكثير من المفاهيم، فقد أصبحنا ببركتها مقتنعين بأن إسرائيل إلى زوال، وأنَّ الأرض ستعود إلى أهلها وأصحابها، وأنَّ لشعبنا ولأُسَرنا الخير الكبير لمستقبل أكبر.
لقد أحدثت المقاومة تكافلاً اجتماعياً رائعاً في داخل الأُسَر, وفيما بين جمهورها، وأعطت صورةً عن الأُسرة الشريفة والمتماسكة التي تبني المجتمع، وهذا ما رأيناه في محطات كثيرة، فعندما جاءت وسائل الإعلام إلى أُسَرنا أثناء الحرب لتتحدث معهم مباشرة, رأت الأم والبنت والابنة والابن والشاب والرجل كلّ واحد منهم يقوم بدور ويؤدي وظيفة يتكامل فيها مع الآخرين, وقد رأينا هذا المشهد الرائع في عدوان تموز عندما جاءت وسائل الإعلام لتستفتي أولئك الذين هُجِّروا من ديارهم بغير حق، وإذ بهم يسمعون مواقف العزة والقوة ليتعرف العالم على سبب وجود المجاهدين في ساحات القتال، فالأم هنا والزوجة هنا والأخت هنا هنَّ الرصيد الأول من أجل دفع هؤلاء الشباب، فلنعد إلى الأسرة المسلمة التي تربي الصالحين والصالحات، وتعطينا الخلية الأساس الصالحة في المجتمع ليصلح مجتمعنا.
1- الإمام الخامنئي(دام ظله الشريف) في اللقاء الثالث للأفكار الإستراتيجية حول المرأة والأسرة.
2- خطبة العقد المؤرخة 14/6/1372ﻫ.ش.
3- سورة التحريم, من الآية 6.
4- موقع اذاعة الجمهورية الاسلامية, 7/11/2012.
5- الإمام الخامنئي(دام ظله الشريف), دور المرأة في الأسرة, ص: 39.
6- سورة الروم, الآية: 21.
7- الحرَّاني, تحف العقول, ص: 262.
8- الإمام الخامنئي(دام ظله الشريف) عند لقاء المشاركين في المؤتمر العالمي للمرأة والصحوة الإسلامية 11/7/2012.
9- الشيخ الكليني, الكافي, ج 5, ص: 9.
10- الشيخ الطبرسي, مستدرك الوسائل, ج 15, ص: 180.
11- الإمام الخامنئي(دام ظله الشريف) في اللقاء الثالث للأفكار الإستراتيجية حول المرأة والأسرة.