محاضرات

الكلمة الكاملة التي ألقاها نائب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الاحتفال الذي أقامته جميعة الامام الصادق (ع) في ذكرى وفاة العلامة الشيخ عبد الوهاب الكاشي في الشياح في 20/4/2007 .

سنتذكر الأعوام الخمسة والعشرين التي عاشها في لبنان لمدة ربع قرن وهو يجول من مجلس إلى آخر ويتفقده الناس ويلحقون به حيث ارتقى منبراً من المنابر ليتعرفوا على أهل البيت(عم) وعلى الثورة الحسينية من معين صادق معطاء، نذر نفسه بهذه المدرسة وأعطاها من كل قلبه، يُصعب علينا أن نذكر المجالس الحسينية في لبنان ولا نذكر رائدها ومؤسسها سماحة الشيخ عبد الوهاب الكاشي، وكثيرون من الذين تعلموا وتربوا وأصبحوا من أصحاب المنابر، والذين اعتلوا المنبر الحسيني هم من تلامذة سماحة الشيخ الفقيه أخذوا منه طريقته ومنهجه ومضمون أدائه وهذا ما جعله بالنسبة إلينا في لبنان مدرسة مؤثرة رسخت المعنى الأصيل للثورة الحسينية ولعطاءات سيد الشهداء الإمام الحسين(ع).

سنتذكر الأعوام الخمسة والعشرين التي عاشها في لبنان لمدة ربع قرن وهو يجول من مجلس إلى آخر ويتفقده الناس ويلحقون به حيث ارتقى منبراً من المنابر ليتعرفوا على أهل البيت(عم) وعلى الثورة الحسينية من معين صادق معطاء، نذر نفسه بهذه المدرسة وأعطاها من كل قلبه، يُصعب علينا أن نذكر المجالس الحسينية في لبنان ولا نذكر رائدها ومؤسسها سماحة الشيخ عبد الوهاب الكاشي، وكثيرون من الذين تعلموا وتربوا وأصبحوا من أصحاب المنابر، والذين اعتلوا المنبر الحسيني هم من تلامذة سماحة الشيخ الفقيه أخذوا منه طريقته ومنهجه ومضمون أدائه وهذا ما جعله بالنسبة إلينا في لبنان مدرسة مؤثرة رسخت المعنى الأصيل للثورة الحسينية ولعطاءات سيد الشهداء الإمام الحسين(ع).

لقد تميَّز سماحة الشيخ بأربعة أمور:

الأمر الأول: الصوت الشجي الذي كان يستدر الدمعة ، وهو للدمعة معانيها بالنسبة إلينا كأتباع لأهل البيت(عم)، لا لأن الدمعة هنا تفيض من حزن مقعد، بل لأن الدمعة هنا تحرك القلب وتدفع العقل وتغذي الجوارح لتتحرك في مسار الحياة من أجل أن ترفع راية الحسين(ع) في الميادين والساحات، حتى تتحول الدمعة إلى حركة والبكاء إلى عطاء وذكر الحسين(ع) إلى ثورة حقيقية تغير الواقع ، عن الإمام الرضا(ع) :"من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبقي عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب"، هكذا رآه الشيخ عبد الوهاب الكاشي، وهكذا كان يستدر الدمع في المجالس ، من أجل أن تحيا القلوب ومن أجل أن نكون في مصاف أولئك العظماء في مصاف النبي والأئمة(ع).

الخاصية الثانية والميزة الثانية، تركيزه على المدرسة الحسينية كمدرسة تربوية، وإذا كنا نلاحظه يقدم التحليل تلو التحليل من أجل أن يعرفنا بشكل مباشر على شخصية الإمام الحسين(ع) وأصحابه وأهل بيته(ع)، بتفصيل يستحضر معه المشهد إلى حياتنا فنشعر ونحن نستمع إليه أننا على أرض كربلاء، وأننا نعيش الحادثة ونفهم الحوار ونعرف الأهداف وهذا أسلوب شيق تميز به العلامة الفقيد الشيخ عبد الوهاب الكاشي.

نحن نعلم أن الإمام الحسين(ع) في "ذي حسم" أعلن كلمته المشهورة:"إني لا أرى الموت إلاَّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاَّ برما"، وهنا تحليل للاتجاه، كل واحد منا يبحث عن السعادة، إمامنا الحسين(ع) يقول لنا بأن السعادة هي في الموت في سبيل الله تعالى عندما يكون التكليف للإنسان أن يكون في موقع الموت وفي موقع الشهادة، ولا يُقصد هنا أن يسعى الإنسان إلى الموت، وفرق كبير بين السعي إلى الشهادة كجزء من التكليف يؤدي الأمر إلى الموت أو إلى النصر وبين الرغبة بالموت للتخلص من الحياة. نحن مع الحسين(ع) نسعى للسعادة، والسعادة هي الاستعداد للموت عندما يكون التكليف مؤدياً إليه ، أما الحياة مع الظالمين فهي المصيبة الكبرى وهي الذل الذي لا يقبل به إمامنا(ع). أمَّا زينب(ع) قد عبَّرت عن هذا الأمر بطريقتها عندما وقفت في مجلس ابن زياد الطاغية من دون أن توجل ومن دون أن يرف لها جفن بصلابة وعزيمة محمدية وعلوية حسينية لتقول له:"الحمد لله رب العالمين الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة"، وهذا توجيه راسخ في الاتجاه الصحيح.

أمَّا الميزة الثالثة في أداء سماحة العلامة الشيخ عبد الوهاب الكاشي، فكان طرحه للموضوعات الإسلامية المختلفة التي توضح صورة الإسلام سواء اعتمد على تفسير آيات من القرآن الكريم أو ذكر سيرة من السيَّر، أو بحث موضوعاً من الموضوعات عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو عن الأمور الأخلاقية أو التربوية ، وذلك من أجل تثبيت مفاهيم الإسلام استفادة من المجالس الحسينية لتكون مدخلاً تربوياً تعبوياً مثقفاً لجمهور الحاضرين في مجالس الإمام الحسين(ع) وهذا هدف أساسي، يُخطئ من يتصور أن المجالس الحسينية هي مجرد اجتماع لتبرءة الذمة في أننا أحيينا ذكرى سيد الشهداء(ع) ، مجالس الحسين(ع) إنما هي شحنٌ عاطفيٌ وعقليٌ وثقافيٌ وتربويٌ من أجل أن نبايع ونعاهد أن نكون على خط الإمام الحسين(ع) مستفيدين من تعاليم الإسلام كموجه ومعلنين بأننا على استعداد تام لكل العطاءات مهما كانت التضحيات، وهذا هو الإحياء الحقيقي حيث يخرج الواحد منَّا من مجلس سيد الشهداء وقد ازداد تمسكاً وتعلقاً برسالة السماء الذي جسَّدها محمد(ص) وآل بيته الأطهار(عم).

رابعاً: كان يعرِّفنا في مجالسه عن أهل البيت(عم) وهم النقطة المحورية في العودة إلى شريعة الله المقدسة، قد يأخذ علينا البعض أننا نتحدث كثيراً عن أهل البيت(عم) بالله عليكم إن لم نتحدث عن أهل البيت(عم) وإن لم نحيي ذكراهم ولم نقتدي بهم فكيف نصل إلى الإسلام العظيم الذي وجهنا إليه رسول الله(ص) وقال تعالى عنه" ومن يبغ...منه"، ولذلك العودة إلى أهل البيت(عم) عمل أساس، ألم يقل رسول الله(ص):"مثل أهل البيت كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى"، هذا أمرٌ ثابتٌ وواضحٌ ، ألم يربط رسول الله(ص) بين القرآن والعترة:"إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً : كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض"، إذاً من الطبيعي أن نربط بين قرآننا الصامت(القرآن الكريم) وقرآننا الناطق(أهل البيت(ع)) بقيادة محمد(ص) من أجل أن نصل إلى الإسلام العظيم.

هذا هو المنهج وهذا هو المطلوب وإمامنا الصادق(ع) أمرنا وقال:"أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا"، لماذا نحيي أمرهم؟ ليس من أجلهم فهم ليسوا بحاجة لنا، إنما نحيي أمرنا لنحيا بهم، فبإحياء أمرهم حياة لنا وإذا عشنا الحياة التي أرادوا تربيتنا عليها حصلنا على السعادة الحقيقية في الدنيا ووصلنا إلى الثواب الجزيل في الآخرة بإذن الله تعالى.

هكذا كان سماحة العلامة المجاهد الشيخ عبد الوهاب الكاشي بعرضه وتقديمه للمجالس الحسينية، وهنا نؤكد أننا بحاجة إلى الاستمرار في إحياء المجالس بهذه الصورة وبهذه الكيفية، لسنا بحاجة إلى إضافة قصص وروايات ليست من التاريخ، ولسنا بحاجة لإضافة عناوين وموضوعات لم ترد في حياة الأئمة(عم)، لو ذكرنا ما وصلنا إلينا من حياتنا لكفانا ذلك بأن يكون نوراً لا يُطفئ عبر التاريخ ولا يُطفئ باتجاه المستقبل، لأن أي شخصية من شخصيات الأئمة(عم) هي شخصية منيرة بذاتها وليست بحاجة إلى افتعال قصص غير واردة في التاريخ ولا أحداث لم تجرِ ، ما جرى معهم وما هي صفاتهم كافية لتجعلنا نتعرف على المعصوم على الإنسان الكامل الذي يشع للبشرية بشكل مباشر.

نحن نتذكر هنا الإمام الخميني(قده) الذي لخَّص تاريخنا ورسم مستقبلنا عندما قال:"كل ما عندنا من عاشوراء"، وهذه الكلمة بليغةى مختصرة تبيِّن أن الأمور تعود إلى عاشوراء، لماذا؟ لأن الحسين(ع)"حسين مني وأنا من حسين" استمرارية الرسالة بأداء الإمام الحسين(ع)، انتشار اسم محمد(ص) وشريعة الإسلام من هذا التصحيح الذي حصل في مسار الأمة الإسلامية، وبالتالي عندما نحيي ذكرى سيد الشهداء إنما نصل حقيقة إلى إحياء هذا الدين، هذا يوصلنا إلى الجهاد والمجاهدين في لبنان ، إذ لا يمكن أن نذكر عاشوراء من دون أن نذكر الجهاد والمقاومة وعطاءات الشهداء في لبنان، هؤلاء هم من هذه المدرسة، وهؤلاء من الذين تربوا على خطى الإمام الحسين(ع)، وبالتالي أصبحت ثقافة الشهادة في لبنان علماً مضيئاً بارزاً في سماء الأمة ، ولو كره أولئك الذين لا يعرفون الشهادة ولا الشهامة ولا الكرامة هذا المعنى وهذا الطرح ، هنا نؤكد أن ثقافة الشهادة هي ثقافة الجهاد والحياة العزيزة في مقابل ثقافة الجسد التي هي ثقافة الأنا والحياة الذليلة ، نحن نعتبر أن ثقافة الشهادة أنجبت أبطالاً شجعاناً في لبنان ، حرروا الوطن، وهزموا اسرائيل ، ووضعوا أول نصر استراتيجيٍّ مؤثر في تاريخ الأمة المعاصرة ، وهذا ما سيؤثر على معادلات الشرق الاوسط الجديد ، وسيغيِّر كثيراً في الخطط وفي المؤامرات ، وسيُسقط الكثير من المشاريع التي تُخطَّط لشعبنا ولأمتنا ، وهنا نسأل أولئك المنزعجين من ثقافة الشهادة ، ونقول لهم ماذا أنجبت ثقافتكم غير الخنوع والذلّ والاستسلام ، والمزيد من احتلال الارض والابتعاد عن الكرامة والمعنويات ، من ظنّ أنه يتَّهمنا بثقافة الشهادة ، نقول له بأنه وسام على صدورنا ، وعندما تقول أننا نؤمن بثقافة الشهادة فهذا فخر وعزّ وإشارة مضيئة للمكانة والمعنويات التي نعيشها ، لأن ثقافة الشهادة أدّت إلى أن يحصل المجاهدون في الميدان على مكانة عظيمة من دون منّة من أحد، ومن دون دعم من أحد ، يكفينا فخراً أن المجاهدين في لبنان أعطوا من كل قلوبهم لأنهم آمنوا بقضيّتهم وبتحرير أرضهم .

نحن نعلم أنه يوجد خلاف اليوم في لبنان بين خيارات سياسية متفاوتة بين الاطراف ، خيارنا هو خيار الحرية والوطن الواحد والارض المحررة والعزة والمعنويات والاستقلال والسيادة والاخلاص ومكانة الاسرة ودور الامة ، أما خيارهم فهو التبعيّة والظلم والوطن المجزّأ والارض المدوّلة واستحضار الاجنبي والتفريط بالسيادة والاستقلال ، وفرق كبير بين مجاهد يريد استعادة الارض وبين متربّص يبحث عن مصالح آنية ولو كانت على حساب الوطن والاجيال . ربما نحتاج بين وقت وآخر أن نوضّح معنى المقاومة، ظنوا أن المقاومة عمل عسكري مرحلي ، له ظروف خاصة وتنتهي المقاومة بانتهاء الظروف ، لكن أقول لهم أن المقاومة ليست عملاً عسكرياً ، بل هي قوة ممانعة ثقافية وشعبية وسياسية وأخلاقية وعسكرية في مواجهة المشروع الاسرائيلي التوسّعي ، وفي مواجهة الاستكبار الآحاديّ التسلّطي للمشروع الامريكي الشرق اوسطي ، وفي مواجهة أشكال الظلم والطغيان والتجزئة ، هذه هي المقاومة التي نؤمن بها ، هي المقاومة التي دافعت وواجهت اسرائيل ، وانتصرت في مواجهة عدوان تموز 93 ونيسان 96 ، هي المقاومة التي حررت الأرض في سنة 2000 ، هي المقاومة التي دحرت اسرائيل وهزمتها في تموز 2006 ، هي المقاومة التي منعت الوصاية الامريكية من أن تتحكم بنا في لبنان ، هي المقاومة التي رفضت الفيدرالية والتقسيم والفتن الداخلية ، هكذا نفهم مشروع المقاومة ، مشروع المقاومة هو مشروع كل طفل وامرأة وشيخ وشاب ، المقاومة مشروع استمرارية للمعنويات وللحق ، وبالتالي هذه الممانعة ستستمر إن شاء الله ، صلبة وعزيزة في مواجهة التحديات مهما كانت المؤامرات كبيرة ، ليتكلم بوش ورايس ووولش ومن معهم في محاولة تسليط الضوء علينا ، سنقول لهم : مهما فعلتم ، فأنتم أجانب ومحتلون ، أما نحن فأصحاب الأرض ، والنصر دائماً لأصحاب الارض إن شاء الله ، وسنبقى نعمل ليكون لبنان وطناً موحّداً للجميع وليس وطن الفتنة ، وليس وطن الادوات التنفيذية للمشروع الامريكي الغربي الذي لا نقبل أن يكون له مكان في لبنان ، نحن نريد أن نكون أحراراً في بلدنا ، وهل هذا الامر نُلام عليه ، يجب أن نُشكر عليه ! على كل حال نحن لا ننتظر منهم جميلاً ولا ننتظر منهم مباركة ، نحن نعتبر أن عطاءات المجاهدين في ساحات الجهاد هي التي تبقى ارسخ واقوى .

اليوم ، الحديث كثير عن المحكمة ذات الطابع الدولي تحت عنوان الحقيقة ، وأذكِّركم بكلام تكلّمنا به بتاريخ 11/11/2006 ، أي عندما فرطت جلسات التشاور، عندها أعلنّا للرأي العام أن فيلتمان اتصل بقادة السلطة وجماعة 14 شباط وحرّضهم كي لا يكون هناك اتفاق بالتزامن بين المحكمة والحكومة ، وقال لهم بشكل واضح : المحكمة في جيبكم فلا تعطوهم الحكومة ، وستأتي عاجلاً أم آجلاً وبأي شكل ، يومها تصدى بعضهم وقال : نحن نريدها أن تُقرّر بطريقة لبنانية ، ولا نريد أن تقرّر بطريقة دولية لأننا نريد التفاهم والاتفاق ، لكن تعالوا لنناقش معاً ، ولكن عندما وصلنا إلى كل الاستعدادات لنناقش معاً رفضوا مناقشتنا ، لو جلسوا معنا للنقاش في 11/11/2006 ، لربما انتهى نقاش المحكمة في 15/11/2006 ، أي بعد 4 أيام ، بينما طال الزمن لأشهر، ثم أخذوها إلى مجلس الامن ، إلى الفصل السابع ، سأكون واضحاً معكم ، هم يريدون هذه المحكمة ذات الطابع الدولي محكمة سياسية شبيهة بأسلحة الدمار الشامل في العراق ، من أجل استخدامها سياسياً من قِبل أمريكا ومن وراءها ، ولا تحقِّق هذا الهدف إلى إذا كانت كما هي من دون أي تعديل ، وقد حاولوا أن يمرِّروها علينا ، لأن الافضل أن يُقال بأن اللبنانيين وافقوا على قطع رقابهم بأنفسهم ، من أن يأتي الأمر من الخارج ، لكن عندما عجزوا أعادوها إلى مجلس الامن ، أقول لكم من اللحظة الاولى كان القرار ، إما أن تُقرّر المحكمة كما هي لبنانياً لأخذ الغطاء ، وإما أن تذهب إلى الفصل السابع لتكون مُكتملة المشهد على المستوى السياسي ، وهنا سأكون واضحاً أكثر ، فإذا ذهبت المحكمة إلى الفصل السابع ، فهذا لا يعني أنه إنجاز للسلطة ، بل هو إعلان للعجز الكامل أنهم لم يُقنعوا إخوانهم اللبنانيين بالمحكمة الجنائية وسلّموا رقبتهم للأجنبي ، وبالتالي عندما تُقرُّ هناك ، هذا يعني أنهم فشلوا في طرحٍ جامع لمصلحة طرح مدوّل يُعطي المكاسب للآخرين من دون مصلحة للبنان ، وإذا ظنوا أنهم بذلك يربحون علينا أو على اللبنانيين فهم واهمون، فعندما تذهب إلى الفصل السابع فهذا يعني أنهم عاجزون ، وأننا كنا رابحية من اللحظة الاولى لأننا نريد محكمة جنائية ولا نريد محكمة سياسية ، أخذوها سياسياً نحو الفصل السابع ، لكنهم لم يصلوا بهذا الطريق إلى الحقيقة ، وهذا ليس نجاحاً لهم . لقد عوّدتنا قوى السلطة أن تستبدل كل شيء في لبنان بمجلس الامن حتى باتت المؤسسات الدستورية في لبنان لا معنى لها ، لأن رئاسة الجمهورية في مجلس الامن ومجلس الوزراء في مجلس الامن، ومشاريع القوانين في مجلس الامن ، وكل شيء في مجلس الامن ، لم يعدْ هناك لا قوانين ولا اعتبارات دستورية في لبنان ، إذاًَ كيف تتحدّثون عن حكم الشعب وعن حقّ الشعب وعن الديمقراطية وأنتم تأخذون كل شيء إلى الخارج ، نحن نُعلن بكل وضوح : لن نقبل بأن يذهب لبنان إلى المجهول ، سنصمد كمجاهدين ومقاومين ومعترضين على ما يحصل لنُحقق الانجاز الحقيقي في لبنان وهو عودة لبنان إلى أهله ، لا أن يكون تحت الوصاية الامريكية أو الفرنسية أو غير ذلك .

رحم الله فقيدنا العلامة المجاهد الشيخ عبد الوهاب الكاشي، ونسأل الله تعالى من الذين يلتزمون الخط الحسيني بكل صلابة وجرأة وثبات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.