ومما جاء فيها:
نحن نعرف أن الوضع في لبنان مُربَك، بسبب هذا التنوع الطائفي وبسبب الحسابات الضيقة التي يُمارسها الكثيرون. البعض كان يراهن على سوريا لتغيير المعادلة ففشل الرهان، وراهنوا سابقاً على أمريكا ففشل الرهان، وراهنوا على إسرائيل ففشل الرهان. الآن إذا كانوا يُطلقون بعض التصريحات والأكاذيب، ويحاولون اتهامنا ببعض الاتهامات ظنًّا منهم أن سينجحون، فقد استخدموا جحافل العالم ولم ينجحوا، والآن لن ينجحوا إن شاء الله ما دام المجاهدون متيقظين، وقد نصرهم الله في جنوب لبنان وهو قادر على نُصرتهم وسينصرهم في كل موقع إن شاء الله تعالى. من كان يراهن على استقالة الحكومة تبيَّن أنه واهم، لكن لا بد من التأكيد أن قضايا البلد ثلاثة: الأولى ضرورة حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي، ومن الإنزلاق السياسي لهذا المشروع الذي يصب في مصلحة إسرائيل، وهذا لا يتمُّ إلا باستمرارية المقاومة وجهوزيتها وتكامل معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهي معادلة ثابتة قوية قائمة. الثانية ضرورة الاهتمام بقضايا الناس التي تحتاج إلى حركة أنشط، وإلى إنجاز التعيينات المختلفة، وهذه مسؤولية يتحملها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وكل الحكومة وكل الأطراف، لتحقيق الإنجازات في هذه الفترة الحساسة التي نعيش فيها. الثالثة ضرورة إنجاز قانون انتخابات يمكن أن يكون معبراً لتمثيل شعبي حقيقي، وإن كانت هناك عقبات حقيقية، ولكن يجب أن لا نيأس من الاثبات للناس حول القانون العادل والأفضل. هناك محاولات اليوم في لبنان تجري لإثارة قضايا هامشية من أجل التلهي بها، فتارة يقولون أن حزب الله لديه عناصر ذهبت إلى سوريا وقاتلت، وحملوا عدداً منهم شهداء إلى لبنان، وهذا كذب محض، فسوريا لا تحتاج إلى عناصر وقوات من حزب الله، فهناك شعب كافٍ موجود وإدارة تقوم بواجباتها. أو أن البعض يقول أننا ننقل بعض النفوس إلى بعلبك أو بعض الأماكن لنزيد عدد ناخبينا في بعض الأقضية وهذا أمر كاذب أيضاً. تقرأون في الصحف وفي بعض وسائل الإعلام من خلال تصريحات بعض الموتورين أخبار كثيرة وأحاديث كثيرة عنا، ولكثرتها لا نرد عليها. اعلموا سلفاً أن ما يقولونه ليس صحيحاً، وعندما نقوم بأمر نفعله أمام العالم ولا نخشى أحداً إلا الله تعالى، فلسنا من الذين يتعاملون بالخفاء، ولسنا من الذين يخدمون المشروع الأمريكي الإسرائيلي حتى نضع رؤوسنا في الرمال كما يفعل البعض.
اليوم يوجد تآمر دولي حقيقي مع بعض العرب على سوريا، يريدون إسقاط سوريا المقاومة، سوريا التي تشكل حالة ممانعة في المنطقة، من أجل تغيير خارطة المنطقة حتى تكون منسجمة مع المشروع الأميركي الإسرائيلي، والأهم عندما يسلطون الأنظار على سوريا يصرفون النظر عن إسرائيل، هل تسمعون اليوم أحداً يتحدث عن احتلال المزيد من الأراضي في القدس، وعن الاغتيالات التي تقوم بها إسرائيل، هل تسمعون أحداً يتحدث عن أن إسرائيل غاصبة لفلسطين، هل تسمعون أحداً يسأل إسرائيل عن تهديدها لإيران وسوريا وحزب الله والفلسطينيين ودائماً يقولون أنهم يريدون إقامة الحروب في هذه المنطقة ولا أحد يرد عليهم.
بالنسبة إلينا هذه التهديدات صراخ في الهواء لا قيمة لها، ولو كان بإمكانهم أن يحتلوا وأن يجتاحوا لقاموا بهذا الأمر منذ سنوات، لكن لأن المقاومة جاهزة بكامل قوتها للرد المُحكم، فهم أجبن من أن يهجموا، فإذا فكروا في يوم من الأيام سيجدوننا بالمرصاد إن شاء الله بدعم وتأييد من الله جل وعلا.
لا بدَّ أنكم سمعتم بكاتب ألماني مشهور اسمه غونتر غراس، هذا الشخص كتب قصيدة ضد إسرائيل يعتبر فيها أن إسرائيل تهدد السلام العالمي، فقامت الدنيا ولم تقعد على على هذا الكاتب لأنه قال الحقيقة. قال بأن إسرائيل تعتدي على إيران وليس إيران، إسرائيل ليس لها حق أن تمنع النووي السلمي الإيراني، كل الصحافة والإعلام الإسرائيلي. نحن نحيي هذا الكاتب، وعلى كل حال استطاع المجاهدون في منطقتنا أن يُبرزوا الحقيقة، فبعد اليوم ليس وجود إسرائيل محسوماً في المنطقة، إنما وجود المقاومة هو المحسوم وإسرائيل ستكون إن شاء الله في خبر كان.