الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الليلة السادسة من عاشوراء 1433هـ في منطقة البسطا في 1/12/2011

نؤكد أن لبنان متضامن مع سوريا، ولن يكون ضدها ولا معبراً للإضرار بها

ومما جاء فيها:

هذه المقاومة ضيَّقت مساحة الاحتلال، وقضت على الأحلام التوسعية، وبكل وضوح: المقاومة هي الحل الأوحد لمواجهة إسرائيل ولا يوجد أي حل آخر لا دبلوماسي ولا غيره، ولقد رأينا جامعة الدول العربية تزحف لخدمة أمريكا وإسرائيل في الوقت الذي كان يجب أن تقف فيه مواقف متشددة لتفرض عقوبات على إسرائيل ومقاطعة إسرائيل وإعلان حرب على إسرائيل، ولكن هم يخضعون للسياسات الأمريكية وللأسف، إنما تنعت أمريكا المقاومة ومن معها بالإرهاب لماذا؟ لأن هذه المقاومة عصية عليهم، لو كنا معهم نفعل ما يشاؤون لجعلونا من قادة التحرير في المنطقة وفي العالم، ولكن لأننا نرفض إسرائيل ينعتوننا بالإرهاب، ولكن هذا النعت لا يغير شيئاً، فيكفينا أن شعبنا يؤمن بنا كمقاومة، وأن الله تعالى يسددننا وينصرنا على إسرائيل ومن معها.
 عندما ندعو إلى بقاء المقاومة واستمرارية، إنما ننظر إلى إنجازاتها، المقاومة حررت وانتصرت وثبتت استقراراً في لبنان، المقاومة أعزت ومنعت إسرائيل ، واستطاعت أن توحد الناس تحت لوائها، المقاومة نسجت صيغة العلاقة الثلاثية مع الجيش والشعب بطريقة نموذجية تمكن الثلاثي أن يقف بوجه إسرائيل، لماذا يريدون المقاومة؟ بكل بساطة: هل لا يريدون المقاومة لأنهم جزء من المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي لا يريد المقاومة، بكل بساطة: مطلبهم دائماً أن تسقط القوة لنصبح مكشوفين أمام مشاريع أمريكا وإسرائيل وهذا لن نسمح به، وعلى كل حال المعارضة في لبنان اليوم لديها مطلب وحيد، سقوط الحكومة وأن تمسك هي بكل شيء، لحمد لله لا حكومة سقطت ولا هم يمسكون بشيء، وسنرى في نهاية المطاف كثرة الصراخ والانتقادات والشتائم إلى أين ستصل، هم يشتمون ونحن نعمل والعمل يثبت في الأرض وأما الشتائم فإنها تذهب هباء بحمد الله تعالى.
 نحن نعمل في لبنان على خمس ثوابت أساسية:
- أولاً: نعمل ألا يكون لبنان تحت الوصاية الأمريكية أو وصاية أخرى.
- ثانياً: نرفض الاحتلال والتوطين وكل المشاريع التي تدعو إلى إضعاف المقاومة، وندعو إلى المقاومة والحماية والتحصين لمصلحة لبنان.
- ثالثاً: نؤكد أن لبنان متضامن مع سوريا، ولن يكون ضدها ولا معبراً للإضرار بها، ولا خاصرة رخوة للإضرار بسوريا.
- رابعاً: هذه البلد يتسع للجميع، ونحن ندعو دائماً للتعاون حتى مع أخصامنا السياسيين على قاعدة الثوابت الصحيحة، وبالتالي ليعلم الجميع لا يستطيع أحد أن يلغي أحد، ولكن نعم يمكن للبعض أن ينأى بنفسه جانباً ويخسر المشاركة فهذه مشكلته هو وليست مشكلتنا نحن.
- خامساً: سنبقى نعمل للبنان الواحد الموحد، لا للفدرالية، ولا للتقسيم، ولا للعبة التمييز بين المذاهب والطوائف، ولا للكنتونات مهما كان عنوانها، نحن مع لبنان الموحد الذي يكون للجميع من دون استثناء.
 قلنا مراراً بأننا مع الثورات العربية ومع إسقاط الطغاة، وأيضاً نقول اليوم: نحن مع خيارات الشعوب مهما كانت هذه الخيارات، فعندما يختارون في تونس أو المغرب أو مصر خيارات معينة على المستوى السياسي والتمثيلي والنيابي فهذا حقهم بالكامل وعلينا أن نحترم ما يختارون، أمَّا هنا في سوريا فهناك تآمر دولي لرفض الخيارات التي يريدها الشعب السوري، وهذا أمر مختلف، كنا نتمنى أن نسمع أصواتاً لإعطاء الحق لشعب البحرين أن يختار خياراته من دون استقدام لقوى خارجية تحاول أن تفرض الشروط عليه، نحن دائماً مع خيارات الناس لأن الناس أحرار فيما يختارون، ولا يجوز لأحد أن يفرض على الآخرين.