ومما جاء فيها:
نحن اليوم نواجه تحديات كبيرة، فالدول الكبرى تتصرف بأنها تستطيع أن تعاقب وتحتل وتأخذ خيرات الشعوب وترعى الانقلابات وتقتل وتعتدي، والمفروض أن لا يقول لهم أحد بأنكم معتدون أو آثمون، فإذا تحركت بعض الشعوب واعترضت على الدول الكبرى وعلى أعمالها المشينة والعدوانية استنفروا أجهزتهم في العالم انتقاداً لهذه الشعوب. إسرائيل تبني المستوطنات، وتقتل الفلسطينيين في غزة وتمنع عنهم الأموال والإمكانات، وتجاهر ليل نهار بأنها سوف تعتدي في أي لحظة، وتحاول أن تُحدث تغيير ديمغرافي في القدس وفي فلسطين بشكل عام، ومع ذلك ممنوع على الفلسطينيين أن يقولوا أن إسرائيل معتدية وأنها مغتصبة للأرض، هذا المنطق الموجود اليوم في العالم، فالقبائل الكبرى تريد أن تسيطر على القبائل الصغرى، ودول كبرى تريد أن تتحكم بمصائر شعوب ومصالحهم، ماذا نفعل؟ لا يوجد حل في هذا العالم إلا أن نكون أقوياء، فعندما نكون أقوياء وندافع عن حقنا، سيخضع العالم غصباً عنه لإرادة حقنا، فهذه أرضنا في جنوب لبنان لم تعد إلا بالقوة، وقد خضع العالم بأسره لعودة أرضنا، لأننا دافعنا عنها بالمقاومة واستخدمنا قوتنا متَّكلين على الله تعالى، فتحررت وحميناها بعون الله تعالى.
فاجأتهم المقاومة ونهضة الشعوب، فاجأهم انتصار حزب الله على إسرائيل، فاجأهم أن لبنان أصبح منيعاً قوياً ببركة الثلاثي الذهبي: الشعب والجيش والمقاومة. ليكن واضحاً أن ما قبل المقاومة ليس كما بعد المقاومة، وسيُفاجأون كثيراً في هذه المنطقة لأن النفوس تغيَّرت والقناعات تغيَّرت والتصميم موجود عند شعوب هذه المنطقة لتأخذ حقوقها بأيديها، لبنان صنع خياره من دون أمم متحدة ومجلس أمن، فكلهم كانوا متواطئين على لبنان، لكن بالمقاومة والصبر صنع لبنان خياره. كانوا يريدون إذلال لبنان وتدميره وقتل شعبه، ليفرضوا عليه التوطين وليكون جزءاً من المشروع الإسرائيلي وساحة وبوابة للشرق الأوسط الجديد، فكان لبنان منيعاً بجيشه وشعبه ومقاومته، وخرج لبنان منتصراً بحمد الله تعالى.
الآن هناك من يتحايل لإثارة الفتنة في لبنان، لكن نقول لهم: لن تتمكنوا من ذلك بإذن الله تعالى، فالفتنة بحاجة لطرفين، ونحن نعمل لوأد الفتنة ليل نهار، ولن نمكنهم من أن يزرعوا الفتنة بين أبناء الشعب والوطن الواحد، وسنكون دائماً منطلقين انطلاقة وحدة، وبالتالي لا مجيب للفتنة ولو طبَّلوا وزمَّروا لها.
اليوم في المنطقة توجد متغيِّرات كثيرة، ولكن هذه المتغيِّرات ليست لمصلحة أمريكا وإسرائيل، لاحظوا كيف أن أمريكا مضطرة للخروج من العراق وهذا ضد مصالحها، أمريكا لن تتمكن من استخدام لبنان كبوابة لمصالحها، أمريكا لن تتمكن من إحداث الإنقلاب الذي تريده في سوريا وهذا ضد مصالحها. فللمراهنين على أمريكا أقول: رهانكم سيكون على أمريكا بهزائمها، فخير لكم أن تحدوا من الهزائم كي لا تلحقوا بكل الهزائم الأمريكية التي تتتالى في كل موقع وخاصة في لبنان، هؤلاء المراهنون على التطورات الخارجية والإقليمية واهمون، فلبنان اليوم سيد حرٌّ مستقل ولن يعود إلى الوراء.