وذلك بحضور عدد من الشخصيات والفعاليات.
ومما جاء فيها:
مارست أمريكا ضغوطات كثيرة لتمنع تشكيل الحكومة وإذ بالحكومة تتشكل، وحاولت أمريكا أن لا تسمح لهذه الحكومة أن تدون بياناً وزارياً يخالف تطلعاتها، فدوِّن بيان وزاري يخالف كل تطلعاتها، وإذ بأمريكا مضطرة للتعامل مع من يقف على رجليه، مع من لا يقبل أن يكون منساقاً لشروطها، بل بالعكس هي لا تحترم أولئك الذين يتزلفون لها، ورأينا تزلفاتهم من خلال التقارير التي قرأناها على صفحات الصحف.
على هذا الأساس أقول لكم: بأن كل التهويلات التي يمارسونها علينا اليوم بأن أمريكا لا تقبل، وأمريكا تقبل، إذا قبلنا شيئاً فغصباً عن أمريكا ستقبل لأننا أشخاص نقرر لبلدنا ونحن مرفوعو الرأس ولن نكون أدوات ولا أتباع ولا نسمع لما تريده أمريكا، سنسمع لما يريده أهلنا وبما هو مصلحة لبنان.
نحن لدينا كحزب الله سياسات واضحة وأفكار محددة ورؤى ننظر من خلالها لما نريد، فكثيرة هي التصريحات التي تصدر من أطراف مختلفة تحاول أن تستفزنا وأن تستدرجنا إلى أجوبة ليعرفوا موقفنا ليردوا علينا، ونحن قرارنا أن لا نرد على الكثير من التصريحات التي تصدر، لأننا لا نريد المماحكات ولا نريد تحقيق الأهداف التي يريدونها، ونؤجل الإجابات الصحيحة إلى وقتها، ولا نرد على كل كلام، وإنما نقول الكلام الذي نتحمل مسؤوليته في اللحظة المناسبة وفي المكان المناسب وفي الظروف المناسبة. فاليوم يوجد بعض النقاط على قانون الانتخاب، الكثير من الناس يرغبون معرفة وجهة نظر حزب الله بقانون الانتخابات، لدينا نقاطنا الداخلية، وعندنا مقدمات لوجهة النظر، ولكن لا نرى مناسباً أن نخوض بنقاش إعلامية حول قانون الانتخابات الذي يعجبنا ويناسبنا، نحن منفتحون على كل نقاش، ونفضل بعد أن نسمع النقاشات في الغرف المغلقة الهادئة التي توصل إلى نتائج وقناعات عندنا نعلن موقفنا النهائي من قانون الانتخابات. كل من قال نيابة عنَّا يقول رأيه، لأننا لسنا عاجزين وعندنا عدد كبير من الأخوة يستطيعون التصريح ويعبرون عن حزب الله، لكن نحن نتكلم في الوقت الذي نراه مناسباً. على هذا الأساس إذا سكتنا على كثير من المواقف والتصريحات فلأننا لا نريد أن ننجر إلى ما يريده الآخرون.
هذه الحكومة التي نحن فيها، حكومة معنية بمناقشة المطالب المعيشية بحكمة ومسؤولية وإنصاف، ونحن نتمنى أن تسرع بإنجاز التعيينات لتكون عجلة العمل جيدة، وعندما تصلنا الموازنة بشكل رسمي عبر مجلس الوزراء نناقشها في مجالسنا المختصة وعند مراكز القرار عندنا ونعلن موقفنا عن كل نقطة من النقاط المطروحة في الموازنة. نحن نريد أن ناقش بهدوء، ولذلك نقول للحكومة الحالية: عليكِ أن تستثمري المكانة التي أنت عليها لأن الحكومة اليوم لها قدرة تمثيلية واسعة بين اللبنانيين، وتنال احترام إقليمي ودولي بحكم الأمر الواقع أو بحكم القناعة لا يهم ذلك، فهذه الحكومة محترمة على مستوى الوضع الإقليمي والدولي. نتمنى أن تفعَّل الإدارة والمشاريع والحلول وعلى رأس القائمة أن تهتم بمحاربة الفساد والهدر حتى لا نقع في إشكاليات التي وقعت فيها الحكومات السابقة وعلينا أن نستفيد من الاستقرار السياسي الموجود.
إسرائيل اليوم قلقة ولسنا نحن القلقين، إسرائيل تحسب ألف حساب لمقاومتنا وجهوزيتنا ونحن قد انتهينا من الحسابات التي نحتسبها لتهيئة العدد والعدة المناسبين لمواجهة إسرائيل إذا فكرت في يومٍ من الأيام.
أقول للذين يريدون إراحة إسرائيل من المقاومة لن ترتاح إسرائيل من المقاومة ولن ترتاحوا لا منَّا ولا من إسرائيل، فخيرٌ لكم أن تعيدوا النظر بحساباتكم، نعم نموذج لبنان فريد في العالم، دلوني على بلدٍ واحد استطاع أن يجترح ثلاثي القوة: المقاومة والجيش والشعب، ويوجد التنسيق المتكامل بينهم ويتوفق أن يحقق إنجازات عظيمة منها التحرير والانتصار ببركة هذا التلاحم، نعم هذه قوة نعتز بها، وهذا نموذج نتمنى أن يستفيد العالم منه ليأخذ بركة التلاحم بين الجيش والشعب والمقاومة.
أدعو الجميع أن يقلعوا عن الموقع المتخاذل، البعض يقول: ستسألنا أمريكا وستسألنا أوروبا، وسيسألنا العالم، ماذا سيسألوكم؟ سيقولون لماذا عندكم مقاومة، بالله عليكم ألا تملكون الجرأة لتقولوا لهم: لماذا إسرائيل واحتلت، ولماذا إسرائيل تغتصب أرضنا، ولماذا إسرائيل تقتل الأطفال والنساء والشيخ؟ ولماذا إسرائيل تملك القنبلة النووية؟ ولماذا تهدد بالحرب بين حينٍ وآخر؟ كل ما تفعله إسرائيل ليس محل سؤال، أمَّا إذا كان هناك من يحمي الكرامة والعزة ويدافع عن شعبه فيكون محل التساؤل، والله أمرهم عجيب، إذا كان سفير من أمريكا أو أوروبا وقال لكم: لماذا المقاومة؟ قولوا له: اسكت لماذا إسرائيل؟ ولماذا هذا العدوان؟ من حقنا أن نكون مقاومة، وسنبقى إن شاء الله تعالى.
فيحاسبوننا على النوايا وإسرائيل تقول علناً أنها تعرف متى تقرر الحرب! ومتى نهجم على لبنان! ومتى نهجم على إيران! ومتى نهجم على سوريا! ولا نسمع اعتراض ولا انتقاد من كل العالم، أطمئن المسؤولين عندنا أن لا يخافوا وأن يكونوا أقوياء لأن من عنده مقاومة إسلامية يستطيع أن يبقى شامخاً وينتصر دائماً إن شاء الله تعالى.