ومما جاء فيها:
لقد رأيتم كيف أن الفلسطينيين في لبنان وسوريا ومصر والاردن أقبلوا على الحدود بكل شوق، وكيف كان عنصر الشباب عنصراً بارزاً فيه من الحماس والحيوية والحب لفلسطين ما يؤكد أن فلسطين ستتحرر على أيدي هؤلاء إن شاء الله تعالى. هؤلاء لم يكونوا في فلسطين ولم يعيشوا فيها، ما الذي جعل عندهم هذه الحرارة وهذا الحب؟ وهذا القلب المفعم بالعلاقة مع فلسطين؟ هذا دليل أن التربية التي تربُّوها جعلتهم رغم حصول النكبة منذ 63 سنة أن لا ينسى هؤلاء الأطفال والشباب والشيوخ والنساء بأن فلسطين لهم، وأنها ستعود لهم. ما حصل من سقوط شهداء هو وسام على صدر الفلسطينيين جميعاً، هؤلاء شعب مجاهد معطاء. أنظروا اليوم كيف تخاف إسرائيل من حركتهم، وكيف ارتبكت إسرائيل من وجودهم على الحدود، هذا يعني أن الشعب الذي يريد تحرير أرضه لن يكون بالإمكان أن يحتل الإسرائيلي هذه الأرض ويبقى طويلاً عليها، لا بد أن تتحرر فلسطين بالمقاومة، وببركة هذا الشعب المجاهد، وكلما سقط شهداء كلما تغذَّت المسيرة أكثر فأكثر، وعلى إسرائيل أن تعلم أنها لن ترتاح ما دام هناك شعب فلسطيني مجاهد، وما دامت هناك مقاومة بكل ما للكلمة من معنى.
نحن اليوم في مناسبة 17 أيار، وفي مثل هذا اليوم من عام 1983 جاؤوا ليعقدوا اتفاقاً بين إسرائيل ولبنان، من أجل أن يُلزموا لبنان بمنع المقاومة من داخله، وإعطاء الأمن لإسرائيل، وأن يكون لبنان شرطي يحمي الحدود الإسرائيلية المستقبلية، الحمد لله سقط هذا الاتفاق، وقامت ثلة مؤمنة لتقول لا لهذا الاتفاق مع إسرائيل، ورغم كل المحاولات الدولية لتثبيت هذا الاتفاق سقط، ظنوا أن سقوط اتفاق 17 أيار خسارة عادية، وأقول لكم أن سقوط اتفاق 17 أيار كان جزءاً من منظومة السقوط للمشروع الإسرائيلي، تجسَّد بإلغاء هذا الاتفاق، وكان بعده عدوان تموز 93 ونيسان 96 وتحرير سنة 2000 وعدوان سنة 2006 والعدوان على غزة، وفي كل هذه المواقع سُجِّلت إنتصارات للمقاومة وللشعب اللبناني والفلسطيني، ما يؤكد أن 17 أيار سقط لتسقط المنظومة الإسرائيلية بعدها، وإن شاء الله سنتابع في هذا الاتجاه.