إذا توقفت المقاومة أين يصبح لبنان؟ ألا يصبح في الحضن الأمريكي الاسرائيلي، فكيف تنقذونه؟ بالدبلوماسية!! الدبلوماسية هي التي تميِّع القضايا وتؤدي إلى استمرار الاحتلال، الدبلوماسية هي التي سلبتنا حقوقنا في منطقتنا، وهي التي شرعنت إسرائيل منذ 60 سنة وقسَّمت فلسطين، الدبلوماسية هي التي جرَّت البلدان العربية لتكون تابعة في سياساتها، غير مستقلة وغير حرة. أردنا المقاومة لأننا أردنا كرامتنا، هم يواجهون المقاومة لثلاثة أسباب رئيسية: أولاً، هم يريدون بلداننا أدوات في أيديهم يتحكَّمون بسياساتها واقتصادها وثقافتنا ومشروعها، ولا يريدون لها أن تكون مستقلة، بينما المقاومة استطاعت أن تمنع هؤلاء من التوغُّل ووضعت لهم حدوداً، وبدأ شعبنا يذوق طعم الحرية والاستقلال والعزة. ثانياً، هم يريدون تثبيت الكيان الصهيوني على حساب الفلسطينيين وشعوب المنطقة ولا يمكن تثبيت هذا الكيان مع وجود المقاومة، أما من دون مقاومة فالكيان يمكن أن يمتدَّ من النهر إلى الخليج، يمكن أن يكون على امتداد الساحة العربية بأكملها، لا حدود لدولة إسرائيل بحسب أطماعها، بينما المقاومة حاصرت إسرائيل ومنعتها من الامتداد، وجعلتها تُعيد النظر بهذا المشروع من البداية.ثالثاً، هم يريدون حرماننا من ثقافتنا وأخلاقياتنا ونمط حياتنا ليأتوا بنمط حياتهم وثقافاتهم ومشروعهم، وقد رأينا أن ثقافتهم دمَّرت مجتماعتهم بينما ثقافتنا أحيَت مجتمعنا، ثقافتهم دمَّرت الأسر أما ثقافتنا فحافظت عليها، ثقافتهم أدَّت إلى أن يكون الفساد محترماً وأن يكون التسلُّط عنواناً، بينما ثقافتنا تدعو إلى الحرية والانسانية والاخلاق والكرامة، لذا هم يحاربون هذه الثقافة تفضحهم. إذاً مواجهتهم للمقاومة هي مواجهة للمشروع في مقابل مشروعهم.
نحن اليوم أمام مشروعين، مشروع أمريكا وإسرائيل ومن معهما، ومشروع المقاومة ودول الصمود ومن مع المقاومة، لا يوجد مشروع ثالث، فإما أن يكون الواحد منَّا مع مشروع أمريكا وإسرائيل وإما أن يكون مع مشروع المقاومة، ليختر ما يريد ولكل مشروع ثمن وخطوات عملية، ليس المشروع مجرد أمنية، فلا يستطيع الانسان أن يكتفي بأن يقول أنه يريد أن يكون مستقلاً ثم يكون تابعاً لأمريكا ويأتمر بأوامرها، أين هو الاستقلال عند أولئك الذين يستجدون الحل السياسي من إسرائيل وهي تطردهم وتهينهم في كل يوم مرات ومرات بأنهم ليسوا جديرين لا بالتسوية ولا بالسلام. نحن عندما نؤكد على المقاومة إنما نؤكد على المشروع الذي يستعيد لنا بلدنا وكرامتنا.
لبنان لا تحكمه طائفة ولا جماعة، لبنان يحتاج إلى تعاون كل الأفرقاء في داخله، لبنان لا يمكنه بعد المقاومة أن يعود إلى ضعفه، بل علينا أن نفكر كيف نقوِّيه ونقنِّن قوته بطريقة مناسبة مع كل التطورات القادمة، لبنان لا يمكن أن يكون ملحقاً كما كان في السابق، تارة مع فرنسا وأخرى مع أمريكا وأخرى مع غيرهما، لبنان اليوم من حقِّه أن ينعم باستقلاله، واستقلاله بمقاومته وجيشه وشعبه، وهذا ما يجب أن يتثبَّت وأن نعمل له.