الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في احتفال تأبيني لفقيد الجهاد والمقاومة علي الهادي جمعة في بيروت 27-6-2024م، ومما جاء فيها:
بعد 9 أشهر من العدوان على غزة بأبشع أنواع العدوان بقيت المقاومة صامدة ومنتصرة وستستمر كذلك، وإخفاقات الكيان الإسرائيلي مستمرة والإنهيارات الداخلية تحصل في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية والتربوية وهذا مؤشر أنَّ المقاومة منصورة وأنَّ الكيان الإسرائيلي مهزوم إن شاء الله تعالى، والهزيمة لن تكون لإسرائيل فقط بل لأميركا وكل الداعمين. ليكن واضحاً لا إمكانية لإنهاء هذا الوضع القائم في غزة إلَّا بوقف إطلاق النار ووقف العدوان، وأي حل آخر يبحثون عنه لن يكون لديه قابلية، لأنَّ أي حل آخر يعني أن تَهزِم المقاومة بالسياسية بعد أن عجزتَ عن هزيمتها بالمقاومة، فلا خيار للمقاومة إلا بالاستمرار.
المقاومة في لبنان حصلت على شرعيتها من ثلاثية الإنجاز "الالتفاف الشعبي، التحرير، الانتصارات المتتالية على العدو الإسرائيلي"، لأنَّ المقاومة حققت هذه الإنجازات الثلاث بعناوينها العامة ولها تفاصيل، وأصبح لها مشروعية حقيقية لأنَّها رد على كل أولئك الذين يدعون إلى خيارات أخرى بالتحرير أو الانتصار أو إدارة البلد. ثلاثية الإنجاز أتت من ثلاثية العمل وهي "الشعب، الجيش، المقاومة"، إذاً نحن أمام ثلاثيتين "ثلاثية عمل هي الجيش والشعب والمقاومة وثلاثية إنجاز هي الالتفاف الشعبي والانتصارات والتحرير"، ومن كانت له هذه النتائج لا يمكن أن يسأل عن مشروعية عمله، بل السؤال إلى أولئك الذين لم ينجزوا شيئاً ولازالوا يبكون على الماضي السحيق ولا يستطيعون تحقيق شيء.
المقاومة في لبنان هي وطنية بامتياز لأنَّها حررت الأرض، ووطنية بامتياز عندما تساند أشقاؤها في مواجهة عدو واحد، وهذا العدو لو سنحت له الفرصة لقام بعدوان على لبنان كما حصل في غزة، فنحن معنيون من الموقع الوطني.
نحن نعترف كحزب الله أننا أقوياء، وهل القوة تهمة؟! يعتبروننا أقوياء زيادة عن اللزوم! نعم نحن أقوياء بشعبيتنا وأقوياء بنبل أدائنا، أقوياء بتضحياتنا الكثيرة التي نقدمها قربة إلى الله تعالى من أجل الإنسان والأرض وفي سبيل الجهاد، فمن يستنكر قوتنا فهذا لأنَّه ضعيف، ولن يصبح قوياً بهذا الاستنكار. هل تريدون أن تكونوا أقوياء مثلنا؟ هذا لا يحصل بالاعتماد على الأجنبي ولا بالتمنيات ولا بمهاجمتنا، راجعوا أفكاركم وقرارتكم السياسية وبطريقة أدائكم في البلد، والدليل أنَّ بعض القوى السياسية في لبنان لديها إخفاق تلو إخفاق، قدموا أطروحات كثيرة وخسروا، قدموا قناعات كثيرة وفشلوا، وأخذوا قرارات سياسية عديدة ولم يتوفقوا، وهذا دليل على أنَّ هناك أمر خاطئ فيكم، لا مانع لدينا قلدونا بطريقة عملنا وصحتين على قلبكم.
نحن لن نترك تهديدات إسرائيل تؤثر سلباً علينا على الإطلاق بل لا أخفي إذا قلت لكم أنها تحفزنا على المزيد من الاستعدادات احتياطاً، ولكن هذه تهديدات فارغة من المحتوى ولن تنال إسرائيل بالتهديد ما لم تنله في الميدان وإذا نزلت إلى الميدان فستحصد المزيد من الخسائر وإن شاء الله تعالى تكون خطوة متقدمة على طريق الزوال، أصحاب الأرض هم الباقون والجَلَب من أصقاع الأرض هم المهزومون والخاسرون وهذه سُنَّة الله تعالى في الحياة الدنيا.
لفتني وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت بعد زيارته لأميركا، كان لديه موقفين أولهما قال: "نحن لا نسعى لحرب مع حزب الله" هنا بدأ بالنزول التدريجي من على الشجرة. ثانياً يقول "الحكومة تفضل حلاً سياسياً في حزب الله" وهنا نزل أيضاً عن هذه الشجرة. نحن نقول له إذا أردت أن تنزل عن كامل الشجرة أوقف الحرب في غزة وعندها يكون ربح حقيقي للجميع فتتوقف هذه الحركة العدوانية لمصلحة خيارات قد تكون أفضل لكل من يفكر في خيار آخر غير الحرب.