معركة طوفان الأقصى التي حصلت في 7 تشرين الأول أعادت للقضية الفلسطينية حيويتها وأعادت للشعب الفلسطيني أمله بالتحرير، هذا لم يحصل منذ 75 سنة على الرغم من كل التضحيات التي كانت، لكن الزلزال الذي سبَّبه طوفان الأقصى هو زلزال مدمِّرسيترك تداعياته للمستقبل إن شاء الله، وقد كشفت هذه العملية الرائعة طوفان الأقصى توحش الجرثومة السرطانية إسرائيل وتوحش أميركا والغرب وخطر هذه الجرثومة السرطانية على العالم بأسره، فهم يبنون وجودهم على إعدام الآخرين! ليكن واضحاً الصهاينو محتلون وظالمون وهم معتدون، أمَّا الفلسطينيون فهم مقاومون لاسترداد أرضهم، ومع قرار الصهاينة في سحق المقاومة فهذا يعني أنَّهم قد وضعوا سقفاً يستحيل تحقيقه، ستواجه المقاومة بالتضحيات والشجاعة حتى النصر. كل طفل فلسطيني مشروع مقاومة، وكل إمرأة حاضنة للمقاومين، وكل فلسطيني مدماك لبناء فلسطين واستعادتها من الصهاينة. قرأت للأميركان أنهم يدعون المقاومة في فلسطين إلى الاستسلام حتى ينتهي العدوان، وهذا مستحيل وهذا الخيار لا يمكن أن يتحقق، الخيار الوحيد المتاح أمام الشعب الفلسطيني هو القتال اولصمود، فالمواجهة الآن يرتبط توقفها بمن يصرخ أولاً، وبالتأكيد لن يصرخ الفلسطينييون لأنهم من جماعة النصر أو الشهادة، إنما سيصرخ الإسرائيلييون أما كيف فلا نعلم ما هو التطور الذي يمكن أن يحصل ليشعر الإسرائيلي بأنَّه تراكمت خسائره إلى درجة لا يمكن تحملها أكثر من ذلك.
لبنان يؤثر ويتأثر بما يجري في فلسطين، وكل عمرنا نقول في السياسية بأنّ لبنان يؤثر ويتأثر بمحيطه، اليوم يقول البعض لماذا لبنان يتدخل في القضية الفلسطينية؟ نقول بأن هناك تداخل بين لبنان وفلسطين. مبادرة حزب الله في مساندة غزَّة والشعب الفلسطيني جعلتنا مؤثرين في تشتيت بعض قدرة الجيش الإسرائيلي، الذي اضطر أن يحشد أكثر من مئة ألف جندي وضابط على الحدود مما يخفِّف عن غزة ويخفِّف عن راحة الجيش الإسرائيلي في كيفية قتاله وعدوانه، هذا عدا عن الخسائر الاجتماعية وعدد النازحين الذي زاد عن 250 ألف من منطقة الحدود مع لبنان والأزمة الاجتماعية التي وقع بها العدو، بالإضافة إلى الخسائر العسكرية في جنوده وآلياته وتجهيزاته، كما أعاقت خطط إسرائيل تجاه لبنان، واتضح لديه بما لا يقبل الشك أنَّ لبنان ليس مكسر عصا ولا لقمة سائغة لمشاريع إسرائيل، وأنَّ مقاومة الحزب إلى جانب حق الفلسطينيين يضع حدَّاً لغلوائه دون رادع، مهما كان حجم دعمه الغربي والدولي فلن يجعل احتلاله مستقراً.