في لبنان الناس في حالة انتظار، متى ستتشكل الحكومة اللبنانية، بالنسبة إلينا كحزب الله قدمنا كل التسهيلات لتشكيل الحكومة اللبنانية، ومن اليوم الأول ذكرنا مطالبنا ولم تكن معقدة وقبل رئيس الحكومة بهذه المطالب الخاصة في تمثيل الحزب بثلاثة وزراء، ثم بعد ذلك جرى نقاش في البلد حول الحصص، وعمل رئيس الوزراء المكلف ليل نهار لخمسة أشهر من أجل أن يرضى الأطراف الذين يريدون حصصًا ومكاسب أكبر، والحمد لله كانت روحه طويلة من أجل أن يذلل العقبات بين المختلفين.
اليوم القرار بيد رئيس الوزراء المكلف، لأن المشكلة منه والحل معه، هو الذي يستطيع أن يحسم بأن ينسجم مع القاعدة التي وضعها بأن يمثل كل فريق بحسب نجاحه في الانتخابات النيابية، فيمثل المستقلين السنة في اللقاء التشاوري بوزير واحد وتنحل المشكلة، ليس لدينا ما نقدمه أكثر من ذلك، وبالتالي إذا أردنا أن يكتمل عقد الحكومة لتكون حكومة وحدة وطنية فإن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هو الذي يستطيع أن يحسم الأمر، فإذا حسمه بعد يوم تتشكل الحكومة وإذا حسمه بعد أسبوع تتشكل الحكومة، هذا أمرٌ يعنيه وهو يتحمل المسؤولية الكامل في هذا البلد.
الأمر الثاني: نجحت غزة نجاحًا عظيمًا في المواجهة مع إسرائيل، ونجح الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في ردع العدوان الإسرائيلي، وذلك باستهداف الجبهة الداخلية وبتوازن رائع ظهر إلى العالم بأن إسرائيل هُزمت في هذه المعركة عسكريًا وسياسيًا، حيث استقال "ليبرمان" فكان هذا أصلح دليل على نجاح المقاومة في مواجهة المحتل، ما حصل في غزة دليل على أننا إذا كنا مع المقاومة وأقوياء ولدينا إرادة نستطيع أن نحصل على حقوقنا.
أما جماعة التطبيع من جماعة الخليج، هؤلاء لا يبحثون لا عن فلسطين ولا عن حق، هؤلاء يحاولون المحافظة على عروشهم بالأموال والنفط والمذلة والاستسلام، ولكن إذا ظنوا أنهم يصنعون مستقبلهم فهم واهمون، أين مستقبل حسني مبارك؟ وأين مستقبل معمر القذافي؟ وأين مستقبل زين العابدين؟ كلهم سقطوا الواحد بعد الآخر في تونس ومصر وليبيا والحبل على الجرار لكل أولئك الذين قهروا شعوبهم وحاولوا أن يستخدموا أموالهم وإمكاناتهم والمستكبرين من أجل أن يبقوا على عروشهم.
على كل حال نحن أمام ثلاثة أضلع للشر: الضلع الأول ترامب، والضلع الثاني محمد بن سلمان، والضلع الثالث نتنياهو، هذه الأضلاع الثلاثة هي التي تخرب اليوم المنطقة والعالم، فتشوا عن مشكلة في العالم من أدناه إلى أقصاه ستجدون إما الثلاثة في المشكلة أو واحد منهم يدعمه الاثنان في شره وفي المشاكل التي صنعها، لكن الحمد لله هناك إصابات وأضرار أصابت الثلاثة بالتدريج، أصيب ابن سلمان بفشله في اليمن حيث يقتل الناس الأبرياء ويسبب المجاعة ل 12 مليون إنسان ولا يستطيع أن يتقدم لا في الحديدة ولا في أي مكان، وكذلك جاءته أزمة الخاشقجي التي كان وراءها، وبالتالي هو انهزم وتضررت صورته ورؤيته بنسبة معينة وهذا ربحٌ يراكم عليه إن شاء الله تعالى. أما ترامب، فصال وجال من أجل العقوبات ضد إيران، وكانت النتيجة أنه قبل أن يأتي وقت العقوبات تراجع عن بعضها وتزلزلت بعض مواجهاته بفضل صمود الشعب الإيراني والقيادة الحكيمة للإمام الخامنئي(دام حفظه)، فتضررت صورة ترامب، الذي يستطيع أن يفعل ما يشاء كما كانوا يصورون.
وبالأمس في غزة تضررت صورة نتنياهو الذي لم يستطع أن يواجه الموجودين في غزة من هذا الشعب الفلسطيني الأبي والمجاهد، واضطر إلى التراجع والقبول بوقف إطلاق النار بعد أن كان يرعد ويزبد.
أضلع الشر الثلاثة تضررت، وإن شاء الله يكون هناك تراكم على الأضرار وعندها تأكدوا بأن مشروع المقاومة بتفريعاتها المختلفة وبعناوينه المختلفة هو الذي سينجح أولًا ,أخيرًا ما دام هناك مقاومون شرفاء يخافون الله ولا يخافون أحدًا إلاَّ الله تعالى.