في لبنان لم يعد يخفى أن هناك محاولة لتمضية الوقت من قبل بعض الأطراف على قاعدة الضغط للحصول على المكتسبات التي يريدونها من خلال الحكومة في لعبة عض أصابع ومن يصرخ أولًا، لأن القواعد أصبحت واضحة، والخدمات معروفة والمعاملة لها طريق محدد، أتمنى أن لا تُستخدم الحكومة للعبة الأحجام، لأن انتظار الفرج من أمر العمليات الخارجية لبعض من يعيق التشكيل معيقٌ ومضرٌ للبنان.
نحن نقترح أن نضيف إلى المعيار الواحد الذي ذكرناه وهو اختيار عدد أعضاء الحكومة بما يتناسب مع نتائج الانتخابات النيابية، فلنضف معيارًا آخر وهو أن نخرج من فكرة الفيتو لأي فريق وأن يتم استمزاج القوى السياسية المختلفة فيما تراه مناسبًا، وعندها تكون الغلبة للرأي الغالب في تشكيل حكومة وحدة وطنية من دون أن نبقى تحت سيف الفيتو الذي يجعل فريقًا واحدًا يعطل الحكومة في لبنان من دون مبرر والناس تحتاج إلى مصالحها وإلى واقعها ويجب أن نعالج الموضوع الاقتصادي والسياسي وكل قضايانا، والناس بحاجة إلى حكومة عاجلة ولا يمكن أن نُعذِّر أنفسنا بالانتظار تحت أي عنوان من العناوين.
وهنا لا بدَّ من الإشادة بمواقف فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الأمم المتحدة وفي مقابلاته المختلفة، ونحن نعتبر أن مواقفه هي خارطة طريق سياسية داخلية وخارجية نتبناها ونعتبرها مسارًا وطنيًا يحقق مصالح لبنان، سواء في رؤيته إلى كيفية إدارة البلد، أو في موقفه لحماية الوطن من التبعية والتصدي والمقاومة للاحتلال والإرهاب، أو فيما يرتبط بمعالجة أزمة النزوح السوري بأخلاقية وطوعية، أو في ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تلم الجميع وتجعل كل واحد من الأطراف يقوم بواجبه فيها، نحن ندعو إلى تبني خارطة الطريق التي رسمها رئيس الجمهورية من قبل كل الأطراف.
اليوم العالم متوتر من أوله إلى آخره بسبب أمريكا التي تتصرف باستكبار وظلم واحتكار وقهر، ولكنها ضجَّت من بطء تأثير حربها الناعمة على العالم، ولذلك ما ترونه من الصلف الأمريكي والعقوبات فهذا مؤشر فشل سياسات الحرب الناعمة التي تقوم بها أمريكا، فلجأ إلى الحرب الصلبة من خلال تبني الإرهاب التكفيري والاحتلال، ومن خلال العقوبات، ومن خلال العمل المادي الذي يستنفر العالم وينفر العالم في آنٍ معًا.
نحن نرى أن ما تفعله أمريكا اليوم هو شهادة حسن سلوك لشعوب المنطقة وللمقاومين، لقد أثبتت التجارب أن الشعوب إذا قررت فعلت، وأنها إذا أرادت أن تحرر حررت، لذا نحن في مرحلة جديدة هي مرحلة المقاومة ومحور المقاومة وشعوب المنطقة التي ستأخذ خيراتها مهما فعلوا، وعلى الأقل هناك إنجازات واضحة خلال العقود السابقة، كم حربا خاضوا ضدنا من أجل إسقاطنا؟ وعلى رأسها عدوان تموز 2006 وفشلوا، ماذا فعلوا من أجل تدمير سوريا؟ سبع سنوات وهم يدمرون سوريا، ولكن فشلوا، استقطبوا الإرهاب التكفيري من كل أنحاء العالم ووضعوه في العراق وسوريا ولبنان، وبدأوا يدعموه من أجل أن يأخذوا المكتسبات من خلاله، وانكسر هذا الإرهاب التكفيري. هذه انتصارات عظيمة وإن شاء الله إلى المزيد للمقاومة ولشعوب المنطقة وسنبقى في الميدان بكل جهوزية وبكل قوة وجربوا حظكم فستجدون أننا لا نخلي الميدان، أنتم الذين تخلونه خائبين وسيتكرر هذا إن شاء الله تعالى.