في مثل هذه الأيام كانت حرب تموز التي خاضها الإسرائيلي ضد حزب الله وشعب لبنان وكل هذا الإتجاه الذي أراد أن يرفع رأس الأمة عالياً وأن يحرر الإنسان.
حرب تموز ليست حرباَ عادية كحروب كثيرة وليس حربًا عبثية مرت وانتهت، حرب تموز شكلت مفصلاً تاريخياً هاماً في لبنان والمنطقة ولذا نستطيع أن نؤرخ ما قبل تموز 2006 وما بعد تموز 2006 لأن ما بعد هذه المواجهة مع العدو الإسرائيلي أصبحنا أمام نتائج وأسس مختلفة تماماً.
هناك أربع نتائج حققت تحولاً حقيقياً في ساحتنا:
النتيجة الأولى : سقطت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وأصبح الطفل عندنا يعلم أن الجيش الإسرائيلي هو وهمٌ في قوته وقدرته وبالإمكان أن يسقط عندما يقف في مواجهته المقاومون الشرفاء.
النتيجة الثانية : ثبَّتت المقاومة معادلة أن تكون المعركة مؤلمة داخل الكيان الإسرائيلي في الوقت الذي كانت فيه كل الحروب السابقة مبنية على أن تكون المعركة عند الآخر وفي أرض العدو بعيداً عن الكيان، ولكن في هذه المعركة كانت في داخل الكيان وتألموا أكثر بكثير مما كانوا يتوقعون، ولا زالت آثار الألم تحكم خياراتهم السياسية فيرتدعون ويمتنعون عن العدوان متى شاؤوا.
النتيجة الثالثة : أدى نجاح المقاومة إلى إحياء الأمل عند الأمة بإمكانية التحرير الكامل والشامل لكل الارض وهذا من ثمار تضحية المجاهدين والشرفاء.
النتيجة الرابعة : أصبح بإمكان شعوب المنطقة أن تحقق خياراتها في الإستقلال وأن لا تكون تابعة للاستعمار والاستكبار مهما كان لونه في الشرق أو الغرب لأن أصالة المقاومة في بلداننا قادرة على صنع هذا المستقبل.
المقاومة هي البديل والحل في مواجهة الحلول السياسية الاستسلامية وهي الحل في مواجهة صفقة القرن، فلا تتعبوا أنفسكم ما لم تكن هناك مقاومة لا يمكن أن يكون هناك تحرير، ومع المقاومة لا يمكن لصفقة القرن أن تمر حتى لو اجتمع العالم عليها، فقد اجتمعوا علينا وانتصرنا بثلاثي الشعب والجيش والمقاومة.
ما أروع أن تحصل المباراة بين تلامذة لبنان، ثم ينجحوا في مباريات واحدة ويتفوق البعض بجدارتهم، ويسلِّم الجميع بالتراتبية والتفوق لأنها مباراة. لم تصلوا إلى هذا الموقع من النجاح والتفوق بسبب عائلتكم أو منطقتكم أو طائفتكم أو مذهبكم وإنما وصلتم بسبب كفاءتكم. نحن نطالب أن يكون التوظيف في لبنان مبنيًّا على المباريات بدل المحاصصة السياسية المنبوذة والمقيتة، والتي تجعل اليأس في عقول وقلوب الناس. نحن ندعو إلى محاربة المحاصصة السياسية في التوظيف لأنها شكل من أشكال الفساد، وندعو إلى أن تكون المباريات في كل الوظائف القادمة، سواء في المجالات الأمنية والعسكرية أو المجالات المختلفة، فالقوانين في لبنان تدعو إلى المباريات من أجل الدخول إلى ملاك الدولة، فلماذا لا تكون المباريات هي الأساس من أجل أن ننصف الناس، ومن أجل إعطاء فرصة لدخول الأكفأ إلى الإدارات.