أولاً:
نحن اليوم في لبنان أنجزنا انتخابات نيابية موصوفة، وكان الكثير يراهنون على أن هذه الإنتخابات ستتعثر، لكن الحمد لله كانت إنتخابات جيدة وهي أفضل انتخابات جرت في لبنان، وكانت نتائجها ممتازة لأنها عبرت عن خيارات الناس بسبب قانون النسبية ، وأعطت للمجلس النيابي نكهة خاصة في أنه صورة مصغرة عن المجتمع اللبناني وعن قواه وعن الشخصيات والأحزاب الوازنة فيه .
من هنا حرصنا أن نطالب بحكومة وحدة وطنية لأن حكومة الوحدة الوطنية تفسح المجال لأن يتمثل الجميع، والإسراع في تشكيل الحكومة هو مصلحة للجميع، ونحن متمسكون بحسن التمثيل الحكومي بما يتناسب مع التمثيل النيابي والمناطقي والقوى والفعاليات الموجودة في هذا البلد. ندعو إلى تمثيل الجميع بحسب حيثياتهم وبحسب خصوصيات مناطقهم وعدم الإلغاء، لأن تعبير الحكومة الوطنية يتطلب أن يكون الجميع فيها من أجل نهضة البلد الذي يحتاج إلى جهد كبير حتى ننقذه في هذه المرحلة الحساسة من الزمن.
ثانياً:
مشكلة الأمن في بعلبك-الهرمل، ليكن واضحاً أن أمن كل منطقة في لبنان كما أمن منطقة بعلبك الهرمل هو مسؤولية الدولة اللبنانية ويتعاون معها الجميع، هي مسؤولية الأجهزة الأمنية والحكومة ويتعاون معها الجميع، نحن أعلنا مراراً وتكراراً بأننا حاضرون بكل أشكال التعاون، لكن على أن تتصدى القوة الأمنية لمسؤوليتها، وهنا أريد أن ألفت لمسألة هامة: الصورة التي يعطونها عن بعلبك الهرمل بطريقة مفجعة على المستوى الأمني هي صورة خاطئة ومتآمرة، لأنه مع وجود مشكلة أمنية فهذا لا يعني أن المنطقة سائبة وهذا لا يعني أنه يوجد قدر معين من عيش الناس بطريقة معقولة ومنطقية، نعم يوجد خلل ومشكلة أمنية يجب أن نعالجها، لكن أن نتحدث أو يتحدث البعض عن إنهيار في المنطقة فهذه مآمرة على المنطقة حتى يعقّدوها ويثيروا مشكلة وجود المقاومة فيها، نعم في بعلبك الهرمل توجد مشكلة أمنية، لكنها قابلة للعلاج ويجب أن تعالج، وسنضع أيدينا بأيدي القوى المسؤولة من أجل أن تصل الأمور إلى خواتيمها، وقد وعدوا بأنه سيكون هناك إجراءات ونحن نراقب ونتابع وسنكون معاً إن شاء الله لمعالجة هذه المشكلة.
ثالثاً:
إعلموا أن أمريكا والدول الغربية لا تريد حلاًّ لمشكلة النازحين، بل هي تمنع حل مشكلة النازحين لأنهم يعتبرون أن وجود النازحين في لبنان يعطي دليلاً على أن النظام في سوريا غير قادر على حماية شعبه، ما يجعلهم بالسياسة يضغطون على الدولة السورية لتحقيق مكاسب سياسية بعد أن خسروا في حروبهم المتتالية خلال سبع سنوات في مواجهة هذا النظام وحلفائه.
أما نحن فنعتقد أن النازحين لا بد أن يعودوا إلى منازلهم لأن النزوح هو حالة مؤقتة، ونحن ندعو إلى العودة الآمنة، وأن نبذل كل الجهود من أجل إيجاد التسهيلات المناسبة لهذه العودة حتى ولو كانت بطيئة في هذه المرحلة، لنفتح الباب حتى نستفيد من الفرص القادمة لنزيد من إعادة النازحين، لذا نحن مع التشجيع على العودة الآمنة، والدولة السورية فيها أماكن كثيرة تستطيع أن تستوعب النازحين بشكل آمن، نعم الحل الأمثل هو أن تتفق الحكومتان اللبنانية والسورية على برنامج منظم لعودة النازحين، عندها تكون العودة شاملة وضمن برنامج زمني قد يكون لأشهر أو لزمن معين، لكن في النهاية يكون ضمن خطة مدروسة. نحن ندعو الحكومة الجديدة أن تدرس الموضوع بجد في تنسيقها مع الحكومة السورية ضمن خطة مدروسة وفترة زمنية معينة لإعادة النازحين إلى المناطق الآمنة.
رابعاً:
أصبح واضحاً لكل العالم أن أمريكا دولة ظالمة متكبرة مجرمة تفرض سيطرتها على كل العالم من دون استثناء حتى على أصدقائها، أمريكا لديها مشكلة ليس مع حزب الله وإيران ولبنان وسوريا واليمن فقط، بل لديها مشكلة مع الدول الأوروبية وروسيا والصين ومع كل العالم، والسبب في ذلك أنها تريد أن تفرض مكاسبها وظلمها على كل الدول من دون استثناء، ولكن لا تستطيع أمريكا أن تحقق أهدافها ليكن معلوماً أنها تريد ونريد وإن شاء الله لا يكون إلا ما نريد، لأن أمريكا حاولت أن تفرض خيارتها على منطقتنا هنا ولن تنجح، هي فشلت في لبنان عبر العدوان الإسرائيلي سنة 2006 وفشلت في سوريا عبر العدوان في سوريا سنة 2011 وحتى الآن وفشلت في العراق في إحتلالها سنة 2003 وفشلت في اليمن من خلال عدم قدرة السعودية على تحقيق مكسب سياسي أو ميداني، وبالتالي مهما كانت أمريكا متجبرة فإذا كان هناك من يقف ويقول لا ويطالب بحقه لن تستطيع تحقيق ما تريد.
خامساً:
لا تنسوا إسرائيل الغاصبة، كل المصائب الموجودة في منطقتنا والعالم من إسرائيل، لكنها تتحرك في الخفاء وتحرك مخابراتها وأيديها وداعميها، وهي تهيئ الأجواء لصفقة القرن، لكن مع وجود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني المجاهد ومن يقول لا لصفقة القرن لن يمكن لإسرائيل أن تفعل ما تريد، نحن مطمئنون أنه ما دامت المقاومة موجودة في منطقتنا فإن مشروع أمريكا وإسرائيل لن يمر.