بداية الحفل تكلم رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله قائلاً:
إنه لمن دواعي سرورنا أن نستقبل سماحة نائب أمين عام حزب الله العلامة الشيخ نعيم قاسم في لحظة تاريخية من المراحل التي تعيشها وعاشتها الأمة الإسلامية، وأيضاً أن يصادف هذا اللقاء مناسبة عزيزة على قلوبنا وهي مناسبة الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف، فمن المعروف أن الله عز وجل كان يستطيع أن يعرج بنبيه إلى السماء مباشرة من المسجد الحرام ولكنه عز وجل اختار أن يكون المعراج من بيت المقدس لأهمية هذا المكان عنده وبالتالي عند المسلمين، والذي لا تنحصر البركة فيه وإنما تمتد إلى ما حوله من البلدان " الذي باركنا حوله" ليقول لنا أن مفتاح السماء وطريق العبور إليها إنما هو بأن يكون لهذا البيت وهذا البلد المكانة التي يستحقها لا أن يكون كما هو اليوم محتلاً من أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولذلك أيضاً اختاره- أي بيت المقدس- ليكون قبلتنا الأولى وعليه يجب أن يكون قبلة المجاهدين حتى تحرير القدس لا أن يترك الأمر للشعب الفلسطيني كي يواجه وحيداً آلة لقتل الصهيوني كما يحصل اليوم في مسيرة العودة.
هناك عناوين مهمة أرجو من سماحة الشيخ نعيم أن يفيدنا فيها وهي:
أولاً: المؤامرة العالمية على القضية الفلسطينية لتصفيتها تحت عنوان صفقة القرن، وكيفية مواجهة محور المقاومة لها.
ثانياً: الهجوم الصاروخي على سوريا، آثاره، أبعاده، موقف محور المقاومة منه وكيف سيواجهه.
ثالثاً: نحن نعتبر أن الانتخابات النيابية في لبنان ليست كغيرها من الانتخابات بل هي اليوم مفصل تاريخي يتوقف على نتائجه حماية المقاومة ولذلك كان الهجوم المركز من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها وأعوانها وأذنابها للتدخل في هذه الانتخابات ما يلقي على عاتقنا كعلماء مسؤولية المواجهة والسعي لنجاح محور المقاومة في هذه المعركة التي لا اعتبرها تقل أهمية عن المعارك العسكرية التي انتصرت فيها والتي ستنتصر فيها بإذنه تعالى.
في البداية كلمة مباركة بمناسبة المبعث النبوي الشريف الذي كان محطة تاريخية هامة بإلقاء هذه الرسالة على عاتقنا لنحملها كأمة من خلال دعوة وتبليغ رسول الله (ص) وهو الذي أرادنا أن نكون كما نصت الآية القرآنية : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) ونحن نتلمس أهمية وحدتنا الإسلامية على ضوء المبعث النبوي الشريف وكيف تركت آثاراً عظيمة وانتصارات كبرى في مختلف أرجاء المعمورة في المقابل حيث افترق المسلمون، خسروا وانهزموا واستعمرتهم الدول والشعوب، كما أبارك لكم ذكرى الإسراء والمعراج التي تعتبر حاضرة في أدبياتنا وسياساتنا وكل حركاتنا انطلاقاً من موقعنا في لبنان وقد تبين لنا أن هذا الإسراء رسم لنا خط الاتجاه نحو العلياء، فمن سلكه بوضع بيت المقدس كرمز للأمة استطاع أن يصل إلى نجاحات وتوفيقات حقيقية.
إذا راجعنا كل الأزمات التي تعصف بمنطقتنا سنرى أن بدايتها من فلسطين وأن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي خرب علينا كل شيء وأي معركة ترونها اليوم في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن أو مصر أو في أي موقع من المواقع العربية والإسلامية تجدون أن وراءها الاحتلال الإسرائيلي والأطماع الصهيونية التي تريد أن تفتت منطقتنا لتتمكن إسرائيل من أن تكون المسيطر والحاكم في فلسطين والمنطقة، ولو عدنا إلى الوراء لوجدنا أن الدول الكبرى التي زرعت الكيان الغاصب في منطقتنا هي نفسها التي ترعى الآن هذا الكيان وتمده بأسباب القوة ولولا هذه الدول الاستكبارية لما كان الكيان قادراً على الاستمرار ولا على الدفاع عن احتلاله وحضوره. في المقابل عانى الشعب الفلسطيني المعاناة الكثيرة وتحمل القتل والتدمير والتهجير والجرحى والأسر، وترك لفترة طويلة من الزمن وحيداً ومع ذلك كل المراهنات على الجيل الجديد بأن ينشأ بعيداً عن الأهداف الفلسطينية قد فشلت، لأن الجيل الجديد تبين بأنه أكثر إلتصاقاً بالمقاومة وتحرير الأرض وأنه على خطى الآباء والأجداد يعطي من التضحيات الكثير، حتى أننا اليوم نرى الشعب الفلسطيني هو الشعب الأرقى بتضحياته وعطاءاته من أجل تحرير القدس وفلسطين، وهنا عمل العرب أو بعض العرب خلال كل الفترة السابقة على إلغاء قضية فلسطين من قاموسنا وساعد على ذلك أن بعض القيادات هي مدينة للإستكبار العالمي في استمرارها وفي سيطرتها وفي وجودها في بلدانها والثمن هو إلغاء القضية الفلسطينية، ولذا نرى أن فكرة التسوية التي طرحت في مراحل متعددة كانت تقضم في كل مرحلة جزءاً من فلسطين، في البداية كانت الأراضي العربية المحتلة، بعد ذلك أصبحت الأراضي المحتلة سنة 67 وكان التقسيم يعطي أراضي 48 للكيان الإسرائيلي وأراضي ال67 للفلسطينيين، ثم أصبح بعد ذلك النقاش في أراضي 67 وما يمكن أن ينضم منها إلى الكيان الإسرائيلي، ثم أصبح اليوم النقاش حول صفقة القرن التي تلغي أي حق في أي جزء من الأرض الفلسطينية للفلسطينيين على قاعدة أن تكون فلسطين بلا سماء وبلا بحر وبلا قوات جوية وبلا حدود مفتوحة مع الآخرين مما يجعل إسرائيل ممتدة ومسيطرة وفلسطين بلدية ملحقة لا تستطيع أن تحقق شيئاً لأجيالها وأبنائها.
صفقة القرن خطيرة جداً لأنها تبدأ من النهاية ولأنها تبدأ من إلغاء القدس عاصمة لفلسطين ولأنها تبدأ من تشريع الحدود الإسرائيلية جغرافياً بينما الآن لا توجد حدود لإسرائيل، لذا أعلنا مراراً وتكراراً أننا ضد صفقة القرن، وأعلن الفلسطينيون بشكل واضح بالأجساد العارية مواجهة هذا الاتجاه، وعندما تعلن أمريكا بأنها ستنقل سفارتها اعترافاً بأن القدس عاصمة لإسرائيل، هذا لا يجعل القدس عاصمة لإسرائيل، القدس هي عاصمة لفلسطين وستبقى عاصمة لفلسطين وسيثبت ذلك دماء الشهداء والعطاءات المختلفة وجهاد الشعب الفلسطيني وكل من آزر الشعب الفلسطيني لمنع هذا الكيان الغاصب من أن يحقق أهدافه في المنطقة ولو كان معه كل الاستكبار في العالم، هذا أمر محسوم، جربوا كثيراً في الماضي لينتزعوا فلسطين من أهلها لكن لم يستطيعوا، هم محتلون وهم معتدون، ولكنهم لا يستطيعون امتلاك الأرض ولا امتلاك سيادة الأرض ولا امتلاك القرار الفلسطيني ما دام هناك شعب يقاوم ويجاهد والشعب الفلسطيني هو كذلك، المسألة تتطلب الوقت وتتطلب المزيد من التضحيات ولكن لأن الحق مع فلسطين لا بد أن يصل الحق إلى نتائجه مع وجود من يدافع عنه ومن يطالب به، هذه سُنّة التاريخ، هذه السُنَّة الإلهية في أن المدافعين عن حقهم سيحصلون عليه ولو بعد حين إن شاء الله تعالى أما المحتلون فهم طارئون ويمكن أن يتمكنوا لفترة من الزمن لكن لا يمكن أن يستقروا ولا يمكن أن يستمروا. وعلى كل حال كلكم ترون الآن أن كل العالم المستكبر يقف مع إسرائيل من أجل أن يثبت وجودها وهو لا يستطيع حتى الآن، ونحن ندين كل العمل الذي تسلكه بعض دول الخليج في عملية التطبيع مع إسرائيل تحت عناوين مختلفة أو إعطاء الحق لإسرائيل بأن يكون لها دولة هذا عمل خياني بحق فلسطين, وهذا عمل على كل حال مثله مثل ضغوطات المستكبرين لم يحقق لإسرائيل حلمها ما دام هناك شعب فلسطيني يواجه ويطالب، والآن مسيرات العودة بحمد الله تعالى مسيرات مهمة جداً وهي أبرزت الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني ولا تستطيع إسرائيل ولا غير إسرائيل تجاوز هذه التحديات وهذا الموقف البطولي الشريف، اليوم كل ما يحصل في منطقتنا له علاقة بما يحصل في فلسطين، حاولوا تدمير لبنان من اجل إسرائيل وأعلنوا يومها الشرق الأوسط الجديد في سنة 2006، وكل النقاش حول المقاومة في لبنان من أول نشأتها مروراً بسنة 93 ثم96 ثم عند التحرير سنة 2000 ثم في عدوان 2006، وإلى الآن قائم على محاولة إلغاء المقاومة في لبنان خدمة لإسرائيل، لأن المقاومة أثبتت أن التحرير ممكن وان نموذج لبنان المحرر نموذج صالح للاقتداء وأن إسرائيل لا تستطيع أن تثبت وجودها وأن تتوسع مع وجود المقاومة ومشروع المقاومة عند شعوب المنطقة لذا هم يستهدفون هذه المقاومة وسلاحها تحت عنوان إلغاء ما يؤثر على كيان إسرائيل وإعلان هذا الكيان ورسم حدود هذا الكيان.
ما حصل في سوريا ابتداءً من سنة 2011 هو أيضاً الشرق الأوسط الجديد من بوابة سوريا لإلغاء سوريا المقاومة واستبدالها بسوريا الإسرائيلية من اجل أن يكملوا صفقة القرن ومن أجل أن يكملوا ترتيبات المنطقة بما يتناسب مع المشروع الإسرائيلي، لكنهم خسئوا في سوريا مشروعهم لم يستمر ولن يستقر والعدوان الثلاثي على سوريا هو ردة فعل على الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاء سوريا في تحرير الغوطة الشرقية مع طرد آلاف المسلحين ومع إراحة دمشق وتوسع السلطة السورية في الأرض السورية ما يعطيها قدرة على أن تحمي سوريا في المستقبل، راقبوا كل ما يحصل. حتى ما يحصل في اليمن عنوانه الأساس أن ترتاح السعودية وان تتسلط على بلد عربي آخر كي لا يكون هناك صوت يمكن أن يساند أو أن يدعم فلسطين.
وما حصل في العراق كان تدميراً ممنهجاً من أجل إبطال القوة التي يمكن أن تستخدم يوماً من الأيام في مناصرة فلسطين، إذا مشكلة إسرائيل أنها مشكلة ليست للفلسطينيين فقط هي المشكلة لكل العرب ومشكلة لكل المسلمين والأزمات التي حصلت في المنطقة هي بسبب الوجود الإسرائيلي، لذا أعلنا من البداية أنه علينا أن نحرر وعلينا أن نواجه إسرائيل لأن إسقاط إسرائيل يعني إراحة المنطقة من أزمة مستحكمة وعندها تستطيع المنطقة أن تتخذ خياراتها، هذا أمر أساسي ومهم جداً، هل نستطيع أن نحقق أهدافنا ؟ نعم نستطيع أن نحقق بدليل ما حققناه، بدليل الانتصار الذي حصل في لبنان على الإرهاب التكفيري وعلى الإرهاب الإسرائيلي، بدليل ما حصل في غزة بمواجهه ثلاثة عدوانات إسرائيلية استطاعت غزة وحدها أن تواجه هذا التحدي وأيضاً الانتصار الذي حصل في سوريا، بعد سبع سنوات تبين أن المشروع ضد سوريا سقط ولم يستطيع أن ينجح إذاً بإمكاننا أن نحقق نجاحات وبإمكاننا أن نغير المعادلة، المسألة تحتاج إلى وقت وتحتاج إلى صبر وأقول لكم نحن نفسنا طويل ونحن لا نستعجل النتائج، والآن إسرائيل في حالة قلق هي لا تعرف ماذا تفعل هل تشن حرباً؟ أو لا تشن حرباً، هي حائرة لأنها إن شنت الحرب لا تضمن النتائج وإن لم تشن الحرب تقوى الجبهة المقابلة بين الحيرة في الآمرين إسرائيل تحاول أن تخترع طرق للإعتداءات الجزئية أو المحدودة علها ترسم قواعد اشتباك تخفف عنها اللجوء إلى الحرب، لكن قواعد الاشتباك لا تستطيع أن تصنعها إسرائيل لأن محور المقاومة لن يقبل ولأن محور المقاومة سيواجه المعركة بين الحروب بالطريقة المناسبة التي تمنع في أن تكرس إسرائيل إرادتها في توجيه خطوات المواجهة بالحدود التي تريدها إسرائيل، هذا لن يحصل نحن الذين سنرسم كمقاومة طريقة مواجهتنا وحدود مواجهتنا ونحن الذين سنعمل من اجل أن نأخذ المنطقة إلى خيار التحرير الكامل إن شاء الله تعالى والذي يتوج بتحرير فلسطين في نهاية المطاف. هذه الأمور لا بد منها، يوجد تحديات وتوجد صعوبات وتعقيدات هذا أمر طبيعي، ليس كل ما جرى تهديد معين يرتعد الناس ويعيشون حالة قلق. سمعنا بالفترة الأخيرة ترامب غرد بتهديد بحرب عالمية في سوريا فكانت النتيجة أن الجبل تمخض فأنجب فأرة، وكانت النتيجة عدوان على أماكن خالية، السبب أنه لا يتجرأ أن يخوض حرباً لا يعرف مداها ولا يعرف نتائجها ولا يضمن ما الذي سيحصل معه ومع جنوده ومع انتشاره بالمنطقة إذا خاض هذه الحرب، لذلك كان هذا العدوان فاشل وبهذه الطريقة المحدودة، على كل حال في موضوع القدس يجب أن يبقى التركيز على قضية فلسطين وكل ما يحصل هو في النهاية في مصلحة قضية فلسطين عندما يكون إيجابياً وضد قضية فلسطين عندما يكون سلبياً ، يعني عندما تنتصر فلسطين تراكم هذا الانتصار لمصلحتها وعندما تحصل تعقيدات معينة هذه التعقيدات موجهة ضد القضية الفلسطينية على هذا الأساس.
اليوم نحن نخوض انتخابات في لبنان هل لهذه الانتخابات علاقة بما يجري في المنطقة؟ بالتأكيد لأن الانتخابات النيابية يخوضها المقاومون من موقعهم السياسي ولأن وجود المقاومين في المجلس النيابي يزيد من قدرتهم على أن يستفيدوا من التمثيل الشعبي ليعبروا أمام العالم بأنهم يتحدثون باسم هؤلاء الناس فهذا أمر يعطل على أعدائنا مشاريعهم ويسقط الذرائع التي يتمسكون بها لذلك يهمهم أن لا نكون في المجلس النيابي، وأن لا نكون أقوياء في المجلس النيابي، ولكننا أقوياء في المجلس النيابي لأن تمثيلنا الشعبي واسع مهما فعلوا ومهما حاولوا، اليوم تجتمع السفارات وتحاول أن تدرس كيف يمكن أن نضغط على حزب الله،كيف يمكن أن نخفف من عدد مقاعده، كيف يمكن أن لا يكون لديهم أكثرية مع حلفائه؟ لكن كل هذه المحاولات لن تجدي نفعاً لأن القانون النسبي يعطي العدد بحسب نسبة التأييد، وأريد أن أذكركم، في سنة 2009 مع قانون الانتخابات الأكثري الذي يعتبر قانون المحادل ولا ينصف في اختيار عدد النواب، كان عدد الناس الذين انتخبوا محور المقاومة في لبنان أو المقاومة وحلفاء المقاومة في لبنان قد وصل إلى 55% من الشعب اللبناني الذي انتخب، والطرف الأخر وبالرغم من أن نوابه كانوا أكثر لكن كانت نسبتهم 45% هذا سنة 2009 . نحن اليوم أفضل والنسبة الشعبية بالتأكيد أكبر، ومراهنتنا على النسبة الشعبية وليس على عدد
النواب، لذلك نحن من البداية قلنا لا نريد أن نضع هدف اسمه الثلث المعطل ولا نضع هدف اسمه الأكثرية لمحور المقاومة أو حلفاء المقاومة، نحن نريد أمرين:
الأول: أن يكون هناك تمثيل للحيثيات الشعبية الموجودة في المناطق والمذاهب والقوى والأحزاب المختلفة حتى يكون هناك سعة تمثيل في المجلس النيابي تشمل كل الشرائح الاجتماعية التي لها بعض الحيثية في دوائرها ومناطقها.
والثاني: أن تكون نسبة التصويت عالية لينجح نوابنا بأعلى نسبة ممكنة من الأصوات لنقول أمام العالم بأن مستوى التأييد الشعبي مستوى كبير، وهذه صناديق الاقتراع تدل على ذلك.
نحن لم نضع هدف لا أكثرية ولا ثلث معطل أبداً، قد نصل لهذا، فهذا بركة ونتائج ايجابية لكن ليس هو الهدف، ولذلك عندما تنتهي الانتخابات النيابية إن شاء الله سنذهب إلى نقاش عدد الذين أعطوا هذه الجهة أو تلك الجهة من الواقع الشعبي، لنثبت هذا الأمر وفي كل الأحوال إن شاء الله أيضاً عدد النواب يكون جيداً ومناسباً في آنٍ معاً.