الانتخابات النيابية هي استفتاء شعبي يُبين خيار الناس، يبين من يختارونه ليمثل قناعاتهم وخياراتهم، وعندما يتواجد لنا في داخل المجلس النيابي عدد معين من النواب فإن بإمكاننا أن نستفيد من هذا العدد كدليل رسمي واضح يبين موقع حزب الله بين شعبه وجمهوره وفي تركيبة النظام السياسي في لبنان، ويبين دور حزب الله في بناء البلد ودرجة مقبوليته عند الناس، إذًا نحن نخوض الانتخابات النيابية من أجل أن نرفع هذه الوثيقة وهذه الصفحة لنقدمها إلى أولئك الذين يفهمون بمثل هذه الوثائق، ونقول لهم نحن جزء لا يتجزأ من تركيبة لبنان وبناء لبنان ومستقبل لبنان.
ليكن واضحًا بالنسبة إلينا، لا محل للفتنة المذهبية أو الطائفية، أما خلافاتنا فنحن نعتبر أنها سياسية، هي بالدرجة الأولى تدور حول محور ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، نحن نؤمن بالثلاثية وهم لا يؤمنون بها، من حقنا أن ندافع عن وجهة نظرنا ومن حقهم أن ينتقدوا وجهة النظر هذه، ونحن نترك الخيار للناس ليقولوا كلمتهم.
هل تريدون منا أن نتخلى عن هذا المشروع الذي أثبت جدواه فضلًا عن أنه مشروع حق؟! نحن قررنا أن نستمر وأن نعمل ضمن برنامج انتخابي سياسي نطرح من خلاله كيفية إدارة البلد بخطط مدروسة وشفافة على المستوى المالي وعلى المستويات كافة لوضع حدٍ للهدر والفساد ولصوص المال العام.
قرر حزب الله تظهير رؤيته في تلازم الحماية والبناء، وعندما أعلنا نحمي ونبني لنوضح للناس هذا الالتباس الذي حصل لفترة من الزمن وكأننا مقاومة لا علاقة لها ببناء الدولة، لا نحن مقاومة ودولة، نحن نبني ونحمي، نقاتل ونعمل من خلال الحكومة والمجلس النيابي لمصالح الناس، هذا ما نقوم به ولكن لم نكن نظهره بالقدر الكافي، يبدو أننا بسبب تربيتنا الإسلامية نعمل ونخدم والأجر على الله تعالى، فكنا نقلل من الكلام عن الإنجازات لمصلحة أن تتحدث الإنجازات عن نفسها، وصدقوا أن إنجاز التحرير هو الذي أشع في العالم وتكلمنا بعد الإشعاع، ولكننا لم نتكلم عن إشعاع موهوم بل عن إشعاع حقيقي.
رموا في وجهنا بأننا لا نهتم لشؤون الناس، والسبب أننا لم نظهر إنجازاتنا، والسبب أن الناس تعيش مرارة الحياة، وعدم اهتمام الدولة بهذه المنطقة، وكذلك عدم وجود خطط مدروسة من أجل إنقاذ هذه المنطقة، ليقولوا بأن النيابة ليست للحزب، وعليه أن يبقى خارج بنية الدولة، تلبية لمطالب أجنبية في عزل الحزب عن النسيج السياسي وتركيبة الدولة، لتسهيل مواجهته، نقول لهم: سنكون جزءًا من تركيبة الدولة حتى ننصف الناس بإذن الله تعالى، وسنضع برنامجًا حتى نكشف الفساد من أجل أن نحدَّ من هذه الأخطار التي تصيب اقتصاد لبنان ومستقبله.
تصدينا لأزمة الاتصالات والتلزيمات غير القانونية، وأكدنا على أن المناقصات هي الأصل، وسنتابع.
قانون الانتخابات هو الأفضل، وهو كاشف الحيثية ومدى القوة الشعبية لأي شخص أو جهة، انتهى زمن اللوائح الإلغائية، وانتهى زمن النواب الذين لا يمثلون أحدًا، ومرتاحون في تشكيل اللوائح مع حلفائنا لأننا كنا نناقشهم بلغة الأرقام والتأييد الشعبي، فالنيابة تمثيل لشريحة من الناس وليست موقفًا سياسيًا بحثًا يمكن اتخاذه من دون هذه الصفة.