أصبح حزب الله الخبز اليومي لخطابات الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته، فهو يتهم الحزب، وينعته بالإرهاب، ويهدده بالعقوبات والمواجهة وقد أقرَّ مجلس الكونغرس والنواب العقوبات ضد حزب الله، كل ذلك لأن الحزب نجح في تحرير الأرض فعطَّل مشروع التوطين في لبنان وفتح آفاق تحرير فلسطين، ولأنَّ الحزب ساهم في تعطيل مشروع تدمير سوريا من قبل أمريكا، وساهم في تفكيك وإنهاء خلايا الإرهاب التكفيري وإمارات التكفير التي رعتها أمريكا وبعض دول الخليج، أمريكا ضد حزب الله لأنه ساهم من خلال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في قوة لبنان واستقلاله ومنعته من استغلاله لمشاريع عربية أو دولية وجعل لبنان قوة يأتيها الجميع ولم يعد محتاجًا إلى أن يديره أحد، فإدارته موجودة في داخله ونحن قادرون على أن ندير شؤوننا.
أمريكا تعتدي على حزب الله لأنَّه يمثل نبض الناس وقرارهم الحر، لأنَّه يريد التحرير والاستقلال، لأنَّه ضد الإرهابيين الإسرائيلي والتكفيري. لقد نجح حزب الله في أن يجسد الصورة الوطنية من خلال الدفاع عن الأرض, والبعض كان يراهن أن حزب الله الذي يحمل رأيًا وموقفًا إسلاميًا لا يمكن أن ينتج حالة وطنية، فثبت العكس أننا أكثر وطنية من كثير من دعاتها الذين سرقوا البلد وأخذوه إلى مصالح أجنبية بعيدًا عن الاهتمام بمصلحة الوطن ومواطنيه.
حزب الله استطاع حماية الاستقرار السياسي ودعم الاستقرار الأمني، بعض من في بلدنا في لبنان يقدم على المنابر أوراق اعتماده إلى أمريكا وإسرائيل بمهاجمة حزب الله، ويعتقدون أن مركب ترامب المثقوب سيرفع من شأنهم بعد الانتكاسات المتتالية للمشروع المعادي للمقاومة، وهم مغتاظون من نجاحات حزب الله المتتالية، بينما يجهدون ويتعبون لعرض سرديات بطولاتهم المفقودة ولا يصدقهم أحد.
هم مغتاظون لأنَّ الحزب دعامة الاستقرار اللبناني، والملتزم بالدستور، والمساهم في بناء المؤسسات، وهو جزءٌ من حكومة تدير البلد، وله ملء الثقة بقدرة ومواقف رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون.
هم مغتاظون لأن الحزب حرَّر الأرض كأشرف أداء وطني، وأرفع وسام منحته دماء المجاهدين وتضحيات الشعب، هم مغتاظون لأن دور الحزب كبير جدًا في هزيمة التكفيريين وتحرير جنوب لبنان وشرق لبنان والدائرة السورية المحيطة بشرق لبنان.
هم مغتاظون لأننا نجحنا في ترسيخ المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، في تناغم بين أركان المعادلة يحمي الأرض والاستقلال والاستقرار.
هم مغتاظون لأن الناس من مختلف الطوائف والمذاهب التفت حول المقاومة وساندتها، وشكّلت درعًا سياسيًا حول هوية لبنان الوطن السيد الحر المستقل.
أقول بوضوح: حزب الله يعمل ويجاهد ويضحي، وبعضهم يعتمد على الكلام والصراخ والاتهامات، أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، وما دامت نتائج عمل المقاومة مشرِّفة ومرفرفة فلن يمنع نورها حاجب ولن يوقف رفرفة رايتها أي صراخ، فاصرخوا ما شئتم فالمقاومة باقية باقية باقية ومنتصرة إن شاء الله دائمًا وأبدًا في لبنان ومن أجل لبنان ومع لبنان الوطن السيد الحر المستقل بإدارة كل أبنائه الشرفاء وحزب الله واحد من هذه الدعامات التي ستعمل للبنان.